أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-7-2016
2586
التاريخ: 28-7-2016
1423
التاريخ: 28-2-2020
1943
التاريخ: 28-7-2016
1608
|
ـ التكتيكيون و الاستراتيجيون اليونان القدماء. في الواقع لم يبق الكثير من التراث العسكري اليوناني القديم، وما نقل منه على اللغات الأوربية الأخرى مثل الإنكليزية والفرنسية لا يساعدنا في التعمق به، بل نحتاج لمعرفة اللغة اليونانية حتى نستطيع التوسع أكثر في هذا التراث. مع ذلك يمكن القول إن اليونان امتلك العديد من التحليلات التكتيكية والاستراتيجية في عصرها القديم. ووفق كتاب نشر في أحدى المدن الفرنسية (1). فإن "الإسبارطيون" كانوا أول من كتب، بالاستناد إلى تجاربهم في الصراع والحرب، تحليلا لهذه الصراعات، وكانوا أول من علم هذه الأفكار لشبابهم من خلال معلمين عسكريين سموهم بالتكتيكيين. (الصفحة 57، من الكتاب الفرنسي المذكور أعلاه).
يعتبر Enée الأقدم والأكثر شهرة كما يعتقد المؤرخون من بين هؤلاء الاستراتيجيين و التكتيكيين. عاش في القرن الرابع قبل الميلاد وليس هناك الكثير عن حياته. ألّف موسوعة عسكرية في عدة أجزاء. بعد Enée علينا أن نقفز من فوق ثلاثة قرون حتى نجد تحليلا تم الاحتفاظ به. يعود هذا التحليل للاستراتيجي اليوناني Asclépiodote الذي عاش في القرن الأول قبل الميلاد. يقول Alphonse Dain في كتابه "الاستراتيجيون البيزنطيون "،وفي الصفحة 326 منه:" لم يكن Asclépiodote عسكريا في مهنته ،بل اهتم بالتدوين وبمنطق إدارة الصراعات، لقد نظر لوحدات الجيش وتنظيم المعارك في مقدونيا".
في الفترة نفسها ظهر استراتيجي آخر وهو Onesandros لم يكتب كثيرا حول الحروب أو العلوم العسكرية بل ترك لنا كتابا حول وظائف ومهام الجنرال. جاء بعده Elien وهو أيضا عاش في القرن الأول قبل الميلاد، وقد ألف كتابا أهداه إلى "طروادة" وكان الهدف منه فهم الكتاب الذين عاشوا من قبله. نستنتج أن الفكر الاستراتيجي اليوناني القديم اعتمد بشكل كبير على الممارسات العملية أكثر من التنظير .مع ذلك يمكن متابعة التنظير للفكر الاستراتيجي مع Xénophon و (2).Thucydid. فقد تحدث Thucydide عن "تاريخ حرب Péloponnèse" مبينا من دون أدنى شك أو غموض، أن البعد الاستراتيجي كان حاضرا ومفهوما من قبل اليونان القدماء. أيضا Xénophon كان أول كاتب عمق دراسته التاريخية من خلال التفكير النظري وخاصة حول التكتيك ،وذلك في كتابه "تحليل الفروسية" والذي ينطلق من مفاهيم استراتيجية.
ـ المقاربة البراغماتية عند الرومان. يعتقد الكولونيل "رتبة عقيد" Reichel أن الرومان :"كان لديهم فكرا عسكريا أصيلا وجديدا ،وصل إلى عمق الأشياء كما وصلنا في محتوى العديد من النصوص الرومانية(3). أما التفوق التكتيكي والاستراتيجي الروماني خلال قرون متتالية لم يكن من غير هذه البنية التنظيمية الدقيقة للعقيدة العسكرية الرومانية. هذه البنية كانت ثمرة للممارسة والخبرة كما يقول Polybe:" المرشحون للوظائف العامة كان عليهم المشاركة في عشر حملات عسكرية قبل اختيارهم من قبل المواطنين(4). رغم ذلك لم تحول الخبرات الروماني إلى مؤلفات استطاعت أن تشكل أدبا استراتيجيا رومانيا في النهاية.
لكن يوجد بعض التحليلات للتكتيك و الاستراتيجية. ففي القرن الثاني قبل الميلاد كتب أحد أشهر الرومان في ذلك العصر وهو Caton مؤلفه " De Re militari" ولم يبق منه شيئا. أما Polybe فكتب "Taktika" واليوم يعتبر من الكتب الرومانية المفقودة. والكاتب الأكثر شهرة في الإمبراطورية الرومانية كان Frontinus فقد قدم مؤلفا خصصه للتعليق على "تعليقات عسكرية عند هوميروس". أما Arrien كان يعتبر من ورثة التكتيكيين اليونان، وقد قدم أيضا عمله الخاص به " فن التكتيك" الذي قارن فيه بين التكتيك اليوناني و المقدوني القديم و التكتيك الروماني(5).
ظهرت بعض الانتقادات للفكر التكتيكي والاستراتيجي الروماني كان أهمها ما كتبه Brian Campbell:" الرومان لم يكن لديهم أكاديمية عسكرية ،ولا يوجد عملية مؤسساتية للتكوين و التدريب فيما يتعلق بالاستراتيجية والتكتيك، ولم يكن لديهم وسائل منظمة ومنهجية لتقييم المرشحين للوظائف العليا(6).
يعتبر القيصر الروماني من المعلمين النادرين لفن الحرب خاصة انه كان في الوقت نفسه منظرا للاستراتيجية وممارسا لها .لقد حقق انتصارات عسكرية كبيرة وقدمها في مؤلفات تتحدث عنها، حيث لاقت هذه المؤلفات نجاحات واسعة في عصرها، ونذكر منها (حرب Alexandrine،حرب إسبانيا، حرب أفريقيا). ما يميز مؤلفاته أنها جمعت التحليل العسكري للحرب الأهلية و تحليل السياسات القائمة، بمعنى تحليل الاستراتيجية من خلال ظروف سياسية أو سياق سياسي قائم.
بعد القيصر ،جاء مؤرخو الإمبراطورية، ومن أهمهم Tacite .وهو كاتب عسكري ،قدم مؤلفا يحتوي على معلومات كثيرة موضوعية ومتماسكة حول استراتيجية الدولة العظمى أو الإمبريالية(7).
ـ الفكر البيزنطي. ترك البيزنطيون العديد من المؤلفات التي تحدث عن المؤسسات العسكرية، ونجد فيها أدبا استراتيجيا مزدهرا في الكثير من الأحوال، رغم تركيزهم الكبير على قيادة المعاركة أكثر من أي شيء آخر. ولكن التراث الاستراتيجي البيزنطي فقد في معظمه. من الأسماء الاستراتيجية المعروفة عن تلك الحقبة اسم Syrianos القاضي والذي كان صلة وصل بين اليونان القدماء و بيزنطة، حتى أن الإمبراطور Constantin السابع طلب من ولده أن يحمل معه في حملاته العسكرية كتب كل من Polyen و Syrianos. يذكر هنا أن مجموعة من الدراسات المجهولة في الاستراتيجية يرجعها المؤرخون في بعض أجزائها إلى Syrianos(8).
اليوم تهدف مجمل الدراسات عن الفكر الاستراتيجي البيزنطي إلى إعادة ترميم و التعرف على النصوص المفقودة أو المجهولة .ومن هذه الدراسات "مجموعة الاستراتيجيين" التي تهدف للتعرف على التراث الاستراتيجي البيزنطي(9).
____________________________________________________
1ـ Flavius Végèce، " الفن العسكري “،بالفرنسية، Bordeaux، Ulysse، 1998.
2ـ Xénophon،" الرسائل الجميلة"، ترجمة M. Bizos and E. Delebecque، باريس ،نشر مجموعة الجامعات الفرنسية،1971ـ1978.
3ـ Daniel REICHEL،" الصدمة"، منشورات الجيش السويسري، قسم الخدمات التاريخية، 1984، الصفحة 38.
4ـ William V. HARRIS،" War and Imperialism in Republican Rome، الصفحة من 327 إلى 370، منشورات جامعة أكسفورد، Clarendon Presse، 1985.
5 ـ P .A . STADTER، " The Ars Tactica of Arrian"، ترجمة عن النص الأصلي، صدر عن Classical Philology. 1987.
6ـ Brian CAMPBELL ،" Teach Yourself to Be a General" ،صدر في صحيفة " الدراسات الرومانية"،1987، الصفحة 22.
7- انظر: Pierre LAEDRICH،" حدود الإمبراطورية، استراتيجيات الإمبريالية الرومانية كما جاءت في كتاب Tacite"،بالفرنسية، صدر في باريس عن دار نشر Economica،المكتبة الاستراتيجية 2001.
8ـ انظر: Constantine ZUCKERMAN،" The Military Compendium of Syrianus Magister"، 1990.
9ـ انظر: Walter E. KAEGI،" Some Thoughts on Byzantine Strategy"، Brookline، The Hellenic Studies Lecture،1983.
ش
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|