المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

معنى الحضر
2024-04-17
إصلاح العائلة والأسلوب الأمثل
26-11-2019
فضل العلماء على سائر الناس
9-11-2014
لماذا يبني النحل العيون سداسية الشكل؟
19-11-2017
أطفال الشوارع
11-6-2022
الرؤية العامة للاستراتيجية العربية لتطوير القطاع السياحي
20-4-2022


تطور علم الاجنة والبحث عن الخلية  
  
1495   01:28 مساءاً   التاريخ: 25-7-2016
المؤلف : صالح عبد الرزاق الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : ص102-104
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الصحية والبدنية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-13 238
التاريخ: 28-4-2017 1995
التاريخ: 2024-10-02 254
التاريخ: 15-4-2016 3782

في الحقيقة والواقع، ان علم الاجنّة، والبحث عن الخلية قد قطع اشواطاً بعيدة في مضمار التطور، والتكامل والتوسعية يوما بعد يوم مسايرة لما حققته العلوم التجريبية من انتصارات رائعة في مختلف مظاهر الطبيعة ولقد كان لوجود الاجهزة القومية، والمجاهر الدقيقة الاثر الكبير في اكتشاف الكثير من الاسرار الدفينة الخاصة بالخلية وتكاملها وكيفية تأثير علم الوراثة فيها.

جاء في كتاب : (تاريخ العلوم) ص707 تأليف : (بي بييروسو) ترجمة حسن صفاري، ما نصه: (لقد صرف علماء الحياة وقتاً كثيراً خلف الميكروسكوبات في البحث عن اسرار الخلية فان المسألة كانت تمر بمشاكل عديدة فهم كانوا يواجهون الخلية من جهة وكيف ان هذا العضو المادي يحتفظ بخواصه الفيزياوية والكيماوية، ومن جهة اخرى كانوا يصطدمون بقوانين الوراثة التي اخذت تنضج حسب معادلات رياضية دقيقة تبعا لقانون (مندل).

فأين يكمن عامل الوراثة؟ وفي أي جزء من الخلية وعلى اي الأعضاء يقع عبء هذه الظاهرة (البروتوبلازم) واي جانب من النواة يجعل الطفل يرث شكل انف امه وعيني ابيه، والصفة الفلانية من اجداده؟)(1).

وبعد جهود مضنية بذلها العلماء وابحاث دقيقة تمكنوا من الوصول إلى ان في الخلية (نواة) بيضاوية الشكل ذات جدار مرن توجد في داخلها اجسام صغيرة تظهر عند انقسام الخلية ولقد سموها بـ(الكروموسومات)، واثبتوا ان كل خلية من خلايا جسم الانسان تحوي على (24) زوجاً من الكروموسومات، وتوجد في داخلها اجسام صغيرة جدا اطلقوا عليه اسم (الجينات) واثبتوا ان هذه الجينات هي الناقلة للصفات الوراثية من الآباء والأمهات إلى الابناء.

وقد توصل العلماء بعد ذلك في تحقيقاتهم العلمية بالرغم من ان قانون الوراثة ثابت وعام الا ان هناك ظواهر تثبت شذوذ الطبيعة عن هذا القانون، وقد ظهرت في كثير من الفطريات والاعشاب والازهار والاشجار والحشرات والحيوانات البرية والمائية والطيور وحتى البشر.

(لقد اثبتت التجارب ان هذه الطفرة الحاصلة في بعض الصفات الوراثية قد تصبح وراثية فتنتقل إلى الاجيال اللاحقة بينما تبقى في بعض الحالات جامدة لا تتعدى الأجيال التي تأثرت بهذه الطفرة. إن هذه الطفرة والشذوذ عن قانون الوراثة يمكن ان يعزى إلى سببين رئيسين احدهما التغيرات الحاصلة في وضع الجينات والكروموسومات الموجودة في الخلية الحية وثانيهما وراثة الصفات الموجودة في الاجداد والاسلاف البعيدين وظهور بعض الصفات التي كانت مضمرة في الآباء)(2).

______________

1ـ تأريخ العلوم : ص707.

2ـ انظر الطفل بين الوراثة والتربية : ص62.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.