أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-13
![]()
التاريخ: 2024-10-17
![]()
التاريخ: 15-4-2016
![]()
التاريخ: 20-1-2018
![]() |
ذكرت النصوص الدينيَّة أنَّ الوقت المناسب لطعام الإنسان هو الصباح والعشاء.
عن الإمام الصادق (عليه السلام): ((تغدّ وتعشى، ولا تأكل بينهما شيئاً فإنَّه فيه فساد البدن أما سمعت الله عَزَّ وَجَلَّ يقول: {وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} [مريم: 62](1).
وعن الإمام الرضا (عليه السلام): ((وزمانك الذي يجب أن يكون أكلك في كل يوم عندما يمضي في النَّهار ثماني ساعات أكلة واحدة، أو ثلاث أكلات في يومين تتغذى باكراً في أول يوم، ثم تتعشى، فإذا كان اليوم الثاني فعند مضي ثمان ساعات من النهار أكلت أكلة واحدة ولم تحتج إلى العشاء، كذا أمر جدي محمد المصطفى (صلى الله عليه وآله) وعلياً (عليه السلام) في كل وجبة وفي غده وجبتين))(2).
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((من أكل في اليوم مرة لم يكن جائعاً، ومن أكل مرتين لم يكن عابداً، ومن أكل ثلاث مرات اربطوه مع الدواب))(3).
عن الإمام الصادق (عليه السلام): ((إذا صليت الفجر، فكل كسرة تطيب بها نكهتك، وتطفئ بها حرارتك، وتقوّم بها أضراسك، وتشدُّ بها لنّتك، وتجلب بها رزقك، وتحسن بها خلقك))(4).
وعنه (عليه السلام): ((ينبغي للمؤمن أن لا يخرج من بيته حَتَّى يطعم فإنَّه أعز له))(5).
أقول: وفي هذا الحديث دلالة على أهمية تناول ولو لقمة واحدة من الخبز فإنَّها تساعد على تحريك الدم ووصوله إلى الرأس، وبالتالي تقوى الأضراس واللثة والأعضاء كافة.
وأجريت دراسة في منظمة الصحة العالمية في (لوس أنجلوس) لمدة ست سنوات عن أسباب الموت فوجدوا أنَّ في مقدمة أسباب الموت الحوادث، وأمراض القلب والشرايين والسرطان، وكان سابع سبب من أسباب الموت هو ترك وجبة الفطور.
لهذا ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((من أراد البقاء ولا بقاء، فليباكر الغذاء وليخفّف الرداء (رداء الهم أو الدين) وليقلل مجامعة النساء))(6).
وقد أكدت الروايات على عدم ترك العشاء وخصوصاً لكبار السن.
فعن الإمام الصادق (عليه السلام): ((ترك العشاء مهرمة، وينبغي للرجل إذا أسن أن لا يبيت إلا وجوفه ممتلئ من الطعام))(7).
ملاحظتان:
الأولى: إنَّ الأمر بالعشاء لا يعني الإسراف في تناول الطعام فإضراره كثيرة كما تقدم.
الثانية: الأفضل أن لا يكون طعام العشاء قبل النوم مباشرة فإنَّه يربك الجهاز الهضمي، بل لا بُدَّ أن يكون قبل النوم بساعتين تقريباً.
عن الإمام الصادق (عليه السلام): ((من أكل رماناً عند منامه فهو آمنٌ في نفسه إلى أن يُصبح))(8).
عن صعصعة بن صوحان في حديث أنه دخل على أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو على العشاء فقال: يا صعصعة، ادن فكُل ..
قال: قلتُ: قد تعشيت وبين يديه نصف رمانة، فكسر لي وناولني بعضه، وقال:
کله مع قشره ـ يريد مع شحمه - فإنه يذهب بالحفر(9)، والبخر، ويطيب النفس))(10).
عن المفضل بن عمر: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) ليلة وهو يتعشى، فقال: يا مفضَّل، ادنُ وكُل.
قلت: قد تعشيت.
فقال: ادنُ فكل؛ فإنَّه يستحبُّ للرَّجل إذا اكتهل(11) ألا يبيت إلا وفي جوفه طعام حديثٌ. فدنوت فأكلت(12).
والسر في ذلك أُمور:
1- إنَّ الإنسان يفقد طاقته بالنوم، حيث تعمل أعضاءه الداخلية طوال الليل، فيستيقظ صباحاً وقد فقد كمية كبيرة من السكر الذي يعطيه الطاقة للنشاط والعمل، فالطعام هو بمثابة الوقود الجديد للجسم، ومن هنا ورد في الروايات الشريفة ضرورة الطعام عند الصباح وضرورة السحور للصيام ولو على تمرة، لأنَّ التمر يعوض الجسم ما فقده من سكريات.
2- إن جهاز المناعة يكون ضعيفاً عند الصباح لذلك فهو بحاجة إلى طعام لتقويته، وفي هذا المجال نذكر مقالاً للدكتور «عمر عدس» حول تأثر الأوقات على حياة الإنسان وهو:
تأثير الأوقات في الحياة:
خصوبة الرجل لا تسير على مستوى واحد طوال النهار، وإنَّما ترتفع ما بين الساعة الخامسة والخامسة والنصف مساء بمقدار 35% عمّا هي عليه بعد شروق الشَّمس بقليل وربَّما يكون لدى الإنسان في المساء 17 مليوناً من الحيوانات المنوية النشيطة الجاهزة للعمل، زيادة عما يكون لديه في الصباح.
ويقول الأطباء الإيطاليون الذين توصلوا إلى هذه النتيجة في بحث هو الأول من نوعه إنَّ هناك فائدة أخرى للفترة الواقعة بين الساعة الثالثة بعد الظهر والساعة السابعة مساءً وهي أنها فترة الذروة للتبويض لدى المرأة.
وكان فريق من الأطباء في جامعة مودينا الإيطالية قد طلبوا من متطوعين ذكور متوسط أعمارهم 31 سنة أن يسجلوا نشاطاتهم اليومية، ويمتنعوا عن معاشرة زوجاتهم لمدة ثلاثة أيام قبل أن يتم فحص نوعية حيواناتهم المنوية على مدى 24 ساعة.
ويقول أعضاء الفريق في دراسة حول النتائج التي توصلوا إليها نشرتها مجلة (التكاثر البشري) الطبية المختصة إن ذروة خصوبة الرجل التي تحدث بعد الظهيرة تجعل منها الفترة المثلى للحمل التلقائي، وينصحون كل من يعاني من متاعب عدم الخصوبة أن يجرب هذه الخطة.
الساعة تحكم أداء الجسم:
ورغم أن هناك تغيرات تعرف بأنَّها موسمية، إلا أنَّ هذه هي المرة الأولى التي تسجل فيها تغيرات في نوعية السائل المنوي، ولكن مثل هذه الفترة المتعاقبة ما بين ذروة وحضيض لا ينبغي أن تثير الدهشة والاستغراب، لأنَّ الأداء الكلي لجسم الإنسان يتغير تغيراً كبيراً خلال فترة 24 ساعة.
فإنَّ جسم الإنسان يتغير من فترة إلى أخرى، ومن الليل إلى النهار، كجزء من خطة للبقاء حمته من كل شيء بدءاً من الحيوانات الضارية وانتهاء بالبيئات المسببة للإجهاد الشديد.
وتتغير مستويات ضغط الدم ومقاومة الأمراض، ونوبات الربو ونوبات الصرع وخطورة العديد من الأحداث الأخرى تبعاً للوقت من اليوم، بينما يؤدي المرء نشاطات أخرى على الوجه الأكمل، في أوقات محددة كالأعمال الذهنية المعقدة، واتخاذ القرارات وكسب المباريات والسباقات.
السابعة صباحاً:
وتشكل الساعة الأولى بعد الاستيقاظ في الصباح، الوقت الذي يكون فيه نظام المناعة في غاية انحساره وتكون الخلايا التي تتولى الدفاع عن الجسم ضد غزاته من الفيروسات والميكروبات المعدية في أضعف حالاتها. وهذا يفسر السبب الذي يجعل المصابين بمرض التهاب المفاصل، على سبيل المثال، يكابدون القدر الأكبر من الألم اليومي في الساعة الأولى التي تعقب الاستيقاظ، فيتناولون أكبر جرعة ممكنة من الدواء في ذلك الوقت.
وهذا السبب ذاته هو الذي يدفع احتمالات التقاط عدوى نزلات البرد من فرد إلى آخر في الأسرة إلى دورتها، حين يجتمع أفراد الأسرة حول مائدة الإفطار.
وكشف البحث أنَّ الصباح الباكر هو ذروة الوقت للنوبات القلبية، حيث يزيد خطر الإصابة بنوبة قلبية بين السابعة والتاسعة صباحاً، بمقدار 70% بالمقارنة مع سائر أوقات اليوم. وحتى بالنسبة لأولئك الذين لا يعانون من متاعب القلب، فإنَّ افتتاح اليوم بسلاسة وهدوء يعتبر نصيحة تستحق التنفيذ كما إنَّ هذا الوقت هو الوقت المناسب لشرب كأس كبيرة من الماء تعيد ترطيب الكبد بعد أن قضت الليل في معالجة الدهون (إنّها تعالج الجلوكوز أثناء النهار)... كما أنَّه الوقت الملائم لتناول إفطار شهي يذكي نار دفاعات الجسم لذلك اليوم.
العاشرة صباحاً:
يتهيأ الدماغ ما بين الساعة العاشرة صباحاً والواحدة بعد الظهر لساعاته الثلاث الأكثر فاعلية ونشاطاً خلال اليوم، جاعلاً هذه الساعات الوقت الأنسب لأداء الأعمال الذهنية المعقدة واتخاذ القرارات. وأحد أسباب ذلك هو أن انتاج الأدرينالين يبلغ ذروته الأولى خلال اليوم في الساعة الثانية عشرة ظهراً، وهذا هو ما بعد الدماغ للانطلاق والعمل والاستجابة بسرعة أكبر.
الواحدة ظهراً:
يحدث ما بين الساعة الواحدة والثالثة من بعد الظهر، انحسار ما بعد الظهيرة في انتاج الهرمون، ويكون الجسم خلال هاتين الساعتين في جزره الأدنى.
يقول الدكتور جيم ووترهاوس، المحاضر في علم وظائف الأعضاء في جامعة جون مور في ليفربول - إنجلترا: ((لا نعلم سبب هذه الحالة، ولكنَّها كذلك)). ويضيف: إنَّ رضعة الساعة الثانية بعد الظهر، مثلاً، هي آخر الرضعات التي يتركها الرضيع قبل الانتقال إلى دورة تستغرق 24 ساعة. وهذا الوقت هو كذلك الوقت الذي نخلد فيه إلى إغفاءة قصيرة حين يتقدم بنا العمر، وهو الوقت الذي درجت بعض الثقافات على اعتباره للقيلولة. وهو غير مناسب للتحديات الذهنية.
الثالثة بعد الظهر:
اكتشف الباحثون أنَّ الوقت بين الساعة الثالثة والساعة الخامسة من بعد الظهر، هو أنسب وقت في اليوم للقيام بالأعمال التي تتسم بالتكرار والتي لا تتطلب الكثير من التركيز أو مهارات الذاكرة. وهذا مرتبط بذورة أخرى لانتاج الادرينالين حوالي الساعة الرابعة من بعد الظهر، والزيادة التدريجية لحرارة الجسم.
الرابعة من بعد الظهر:
يبلغ الجسم أقصى درجات حرارته في اليوم قرابة هذا الوقت، وتتزايد الحرارة، يتزايد الأداء الجسدي، فيكون الوقت بين الساعة الرابعة من بعد الظهر والسابعة مساءً أفضل وقت للأداء الجسدي، وقد أتم تحقيق معظم الأرقام القياسية الرياضية العالمية بعد الظهيرة قبيل حلول المساء.
الخامسة مساءً:
يكون معظم الرجال والنساء في ذروة خصوبتهم في الغسق.
الثامنة مساءً:
حين ينقضي الغسق يبدأ انتاج الهرمون بالانحسار، ويصبح الجسم من جديد أكثر رهافة إزاء المواد المني تثير الحساسية والغزاة الآخرين للجهاز المناعي، ويحتمل أن يعاني المصابون بالربو نوبات أكثر عند منتصف الليل حيث تحل ساعة الذروة للعطاس. ويأخذ الجهاز الهضمي كذلك في التباطؤ استعداداً للخلود إلى النوم، كما لا يرحب في هذا الوقت بالوجبات الدسمة وحين يهبط الظلام ترتفع نسب الميلاتونين في الدماغ، في إشارة له بأن ينهي أعماله ويخلد إلى النوم(13).
____________________________
(1) بحار الأنوار: ج 66، ص 342.
(2) طب الإمام الرضا (عليه السلام): ص93.
(3) المواعظ العددية، ص 167.
(4) بحار الأنوار: ج 66، ص 345.
(5) المحاسن: ص 398.
(6) الأسرار الطبية لصلاة الليل: ص 10.
(7) بحار الأنوار: ج 66، ص 344.
(8) طب الأئمة لابني بسطام، ص 134؛ بحار الأنوار، ج 66، ص 164، ح49.
(9) الحفر: سلاقٌ (أي بئر) في أصول الأسنان أو صفرة تعلوها (القاموس المحيطة، ج 2، ص 12).
(10) المحاسن، ج2، ص356، ح2237؛ بحار الأنوار، ج66، ص161، ح32.
(11) الكهل: من جاوز الثلاثين ووخَطه (أي خالطه) الشيب، وقيل: من بلغ الأربعين (المصباح المنير، ص 543).
(12) المحاسن، ج2، ص197، ح1575؛ بحار الأنوار، ج66، ص 344، 14.
(13) مجلة الصحة والطب عدد 38 وص25.
|
|
دراسة: خطر يتعرض له الملايين يفاقم خطر الإصابة بالباركنسون
|
|
|
|
|
الأمم المتحدة: ذوبان الجليد يهدد إمدادات الغذاء والماء لملياري شخص حول العالم
|
|
|
|
|
شعبة الخطابة النسوية تنظّم برنامجًا لإحياء ليالي القدر وذكرى شهادة الإمام علي (عليه السلام)
|
|
|