أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-04-02
878
التاريخ: 2024-09-18
242
التاريخ: 2024-08-12
386
التاريخ: 1-12-2016
1872
|
تُشكَّل المهارات الاجتماعية الدعامة الأساسية لاكتساب مهارات المحاور الأخرى للمادة شأنها شأن المهارات الشخصية، حيث أُفرد لها محور خاص بها نظرا للحاجة الملحة التي تستدعي بيان هذه المهارات وممارستها واكتسابها بشكل مستقل، وذلك حتى يتم التركيز على صقلها في المتعلم لتعينه على تنفيذ مهارات وأنشطة المحاور الأخرى، ويظهر ذلك بشكل واضح من خلال انشطة محور المواطنة كالتفاعل الاجتماعي في الاعمال التطوعية، ومحور الثقافة المنزلية: كتنمية روح التعاون والتواصل بين أفراد الأسرة، ومهارة الإسعافات الأولية في محور الصحة والسلامة التي تتطلب مبادرة الشخص إلى إسعاف الآخرين. بالإضافة إلى ذلك فإن محور المهارات الاجتماعية يهتم بمجموعة من المهارات, ولعل من أهمها مهارات التواصل، حيث تتداخل هذه المهارات بين المهارات الشخصية والاجتماعية، وتظهر في المهارات الاجتماعية في القيم الاجتماعية؛ كالتعاون والتسامح وصلة الرحم واحترام الرأي، بالإضافة إلى تعزيزها لمهارات حل الخلاف والعمل ضمن فريق .
أولا : مهارات التخلص من الخجل :
يعدُ الخجل من المشكلات النفسية الاجتماعية، التي قد تعود في جذورها إلى التنشئة الاجتماعية، فقد تظهر في بداية نضج الطفولة وتمتد حتى مرحلة الجامعة إذا لم يتم معالجتها بالأساليب التربوية المناسبة في مختلف البيئات والمواقف .
ومن أعراضه تسارع نبضات القلب وضعف التركيز ويؤدي للاكتئاب والعزلة !!
الخوف شعور طبيعي لدى الناس، بل لدى جميع الكائنات الحية, وكل إنسان يستجيب لهذا الشعور بطريقة مختلفة, ولكن قد يزيد الخوف عن حده الطبيعي فيصبح عندئذ مرضا، وهو ما يطلق عليه (الرهاب) قد يصاب الشخص بالرهاب من أشياء عديدة مثل الخوف من الأماكن المرتفعة، أو الأماكن العامة أو الحيوانات والزواحف إلى حد لا يتناسب مع خطورة تلك الأشياء بحيث يتحول من إنسان طبيعي إلى شخص مريض لا يمكنه أداء وظائفه بشكل طبيعي ولا أن يحيا حياته مثل بقية الناس، ولكن أشهر أنواع الرهاب التي تصيب الشباب هو الرهاب الاجتماعي أو ما يعرف بالخجل .
ـ تعريف الرهاب الاجتماعي :
هو خوف وارتباك وقلق يداهم الشخص عند قيامه بأداء عمل ما قولا أو فعلا أمام مرأى الآخرين أو مسامعهم، يؤدي به مع الوقت إلى تفادي المواقف والمناسبات الاجتماعية .
ـ أعراض الرهاب الاجتماعي :
• تلعثم الكلام وجفاف الريق .
• مغص البطن .
• تسارع نبضات القلب واضطراب التنفس .
• ارتجاف الأطراف وشد العضلات .
• تشتتت الأفكار وضعف التركيز .
ـ لماذا تظهر الأعراض :
المصاب بالرهاب الاجتماعي يخاف من أن يخطئ أمام الآخرين فيتعرض للنقد أو السخرية أو الاستهزاء, وهذا الخوف الشديد يؤدي إلى استثارة قوية للجهاز العصبي غير الإرادي حيث يتم إفراز هرمون يسمى (ادرينالين) بكميات كبيرة تفوق المعتاد مما يؤدي إلى ظهور الأعراض البدنية على الإنسان الخجول في المواقف العصبية .
ـ اشهر المواقف التي تظهر فيها الأعراض :
• التقدم للإمامة في الصلاة الجهرية .
• إلقاء كلمة أمام الطابور الصباحي في المدرسة .
• التحدث أمام مجموعة من الناس لم يعتد الشخص عليهم .
• المقابلة الشخصية .
• الامتحانات الشفوية .
ـ مضاعفات الرهاب :
• جعل الشخص سلبيا ومعرضا عن المشاركة في المواقف والمناسبات الاجتماعية .
• يمنعه من تطوير قدراته وتحسين مهاراته .
• يؤدي إلى ضياع حقوقه دون أن يبدي رأيه .
• يمنعه من إقامة علاقات اجتماعية طبيعية .
• يؤدي به إلى مصاعب حياتية, وصراع نفسي داخلي .
• قد يؤدي إلى مضاعفات نفسية مثل الانطواء والاكتئاب .
ـ علاج المشكلة :
1ـ إدراك هذا الأمر مبكرا قبل أن يستفحل، ويصبح متأصلا صعب العلاج .
2ـ تدرج في مقابلة الآخرين والتحدث أمامه بصوت مرتفع، ويمكن أن تبدأ بمجموعة صغيرة ممن تعرفهم وتحضر كلمة قصيرة تحضيرا جيدا وتتدرب على إلقائها مسبقا ثم تلقيها عليهم وتكرر ذلك, ومع كل مرة تزيد من عدد المستمعين لك حتى تزداد ثقتك بنفسك ويصبح الأمر شيئا طبيعيا بالنسبة لك .
3ـ يمكنك الاستفادة من البرامج النفسية والسلوكية للتغلب على الخجل وهي تجرى تحت إشراف مختص في هذا الأمر ولها نتائج باهرة .
4ـ عزز ثقتك بنفسك وبقدراتك .
5ـ تعلم المهارات التي تمنعك من الوقوع في الحرج في المواقف الطارئة .
6ـ مفتاح التغلب على الخجل الاجتماعي هو تحدي الأفكار السلبية الخاطئة التي تسيطر على الذهن عند التعرض للمواقف الاجتماعية فإذا تمكن الإنسان من تحدي تلك الأفكار والتغلب عليها فسوف يتصرف تلقائيا بصور طبيعية .
7ـ تذكر دائما : لا يمكن لأحد أن يحظى بالتألق واللمعان في كل حين .
ـ مهارة اللاعنف :
إذا كان اللاعنف هو احد مسلمات الحياة الجديدة في عالمنا المعاصر، فأنه ها هو منذ فجر التاريخ لدى عموم البشرية, وإذا كان الفلاسفة والعظماء والأنبياء والرسل دعاته، فأن المفكرين والعلماء والفلاسفة من المسالمين هم بناة اطره النظرية في عصرنا الحديث، فالصداقة وقبول الآخرين والآلفة والثقة مع الآخرين هو مفتاح مهارة اللاعنف وبه نتعامل مع تغيير شديد وجوهري للصورة والتقنيات التي نكونها عن الآخرين حتى تتسم بالليونة والمرونة عن طريق المهارات والتقنيات الشخصية وأول تلك المهارات هي انه يجب أن تعرف نفسك جيدا قبل أن تستطيع أن ترى الآخرين بمنظار الموضوعية، وعندما نقول أن تعرف نفسك، إنما نعني أن تسيطر عليها ويكون لديك الانضباط الذاتي الداخلي, ويقول علماء النفس إن احترام النفس الصادق والحقيقي ينبع من السيادة على النفس ومن الاعتماد الحقيقي على الذات ثم ان الاعتماد على الذات حقيقة صادقة في قبول الآخرين دون النظر إلى انتماؤه الفكري أو السياسي أو الديني أو المذهبي أو الطائفي وازاء ذلك يقول علماء النفس من الحماقة محاولة تطوير مهارات العلاقات الإنسانية وتقبل الآخرين ولم تتكون بعد لدينا النية والعزم الصادق في تقبلهم .
ونود أن نقول في هذا الموضع إن تعلم الأساليب والمهارات في تقبل الآخرين تنبع مع ذواتنا، وفي ذواتنا نصنع تغييرا في رؤية الآخر، لذا فأن المكان الذي نبدأ فيه بناء أي علاقة ناجحة وصادقة هو من داخل انفسنا أولا، ومن داخل دائرة نفوذنا وتأثيرنا وشخصيتنا الذاتية ومن ثم بعد ذلك تتكون لدينا القدرة على السيطرة وخلق التواصل في تقبل الآخر المخالف لنا، أي لدينا القدرة في خلق المبادرة مع الآخر .
إننا نتحاور مع انفسنا دائما حول موضوعات عديدة في حياتنا الواقعية ونحكم عليها بالسلب أو الإيجاب دون أن نعلن قراراتنا للآخرين وهو ما يعرف بجدلية الصراع الداخلي والقدرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، هذه الأفكار التي نقمعها احيانا أو نلغي وجودها أحيانا أخرى حتى عن مخيلتنا، تجعلنا أكثر استقرارا وتعطينا بعض الراحة النفسية لا سيما ان قمة الصحة النفسية هو القدرة على تأجيل الاشباعات ولو بعد حين واتخاذ القرارات الملائمة بعد تدقيق، فمهارة اللاعنف تتحقق مع زيادة في التعلم والنمو في الذات وهي خاصية نفسية يتسم بها الكائن البشري دون غيره .
إن البعض منا ممن يتمتع بالصحة النفسية العالية يعد التعلم الذاتي داخل النفس افضل مكان له في اكتساب الخبرات الجديدة من خلال طرد الأفكار السلبية وهي مهارة من مهارات اللاعنف رغم ما بها من الم واحباط ويقول علماء النفس اعظم العقبات التي تأتي من خلال تعلم مهارة جديدة هي من داخل الذات وخصوصا تعلم مهارة التوافق مع الذات ثم مهارة التوافق مع البيئة الخارجية المتمثلة في الالفة والصداقة وتقبل الآخر، نحن على وعي وإدراك بهذا الألم، لأنه الم مبرح وقاسي وتساندنا المعرفة السيكولوجية في تأكيدها على أن القدرة على التغلب على الالم هو بقبول الالم ذاته اسوة بقبول السعي وراء اللذة والتغلب على الألم .
إن من أساسيات دراسة علم النفس الاجتماعي هي معرفة الروابط والعلاقات الاجتماعية بين الناس، لذا فأن القاعدة الذهبية في معرفة الناس تقوم على أساس أن الناس بحاجة إلى الناس، والبشر يقدم كل منهم للآخر اعظم مسرات الحياة وأفراحها وكذلك أتراحها العميقة وربما يكون هذا احد الأسباب في ملاحظة كل منا للآخر ومحاولة فهمه والالتقاء معه والتقارب نحوه حتى غدت الحياة بكل مصاعبها رحلة عابرة يتكيف كل منا معها حسب طريقته في إدراكها لكي يحقق ما يمكن تحقيقه بأقل الخسائر النفسية والجهود المبذولة. أثبتت الدراسات النفسية الاجتماعية أن المساندة الاجتماعية تسهل بالفعل علمية الشفاء من المرض والضغوط النفسية ويبدو على الأفراد الموجودون في مواقف ضاغطة ردود فعل اقل حدة بدنيا حينما يكونون في صحبة الآخرين من الناس .
كما عبرت عن ذلك عالمة النفس (ليندا دافيدوف)، هذه النتيجة العلمية تتفق مع مهارة اللاعنف عبر استخدام مهارة الالفة مع الآخرين حتى ان الاعتقاد السائد يتحقق من خلال الرؤية التالية
وهي أن البشر بامكانهم أن يؤدوا حاجات انسانية إضافية أخرى عند طلب العون والمساعدة ولا يظهر ذلك إلا في مواقف المقارنة الاجتماعية (النخوة والمساندة) .
ومن الدراسات العلمية التي قام بها علماء النفس السلوكيون هي دراسة ادراك الشخص بقولهم لان حياتنا تعتمد بدرجة كبيرة على حياة الآخرين من حيث الالتقاء الإنساني فأننا كبشر نميل إلى كوننا مشاهدين للناس وبنفس الوقت مشاركين معهم في تفاعلهم الاجتماعي، نؤثر فيهم ويؤثرون فينا حتى انهم وضعوا ما اطلقوا عليه الانطباع الأول في العلاقة الإنسانية المتبادلة بين رجل ورجل أو مرأة ومرأة أو رجل وامرأة أو طفل وطفل وهكذا، وتوصلوا إلى أن الانطباع الأول يثبت في الذاكرة ويؤثر على ادراكنا وهي حقيقة علمية لا جدال فيها رغم ان التحيز المتعلق بالمنطق والجمال الجسمي وطريقة التحدث وتأثير الملبس وقوة الشخصية وعوامل تؤثر في هذا الانطباع وتترك اثارا واضحة في الذاكرة، سلبية كانت أم إيجابية، فالبعض تؤثر انفعالاته ومكوناته الذاتية الداخلية في تقييم اللقاء الأول، والبعض الآخر يضع الحواجز والضبابية في الرؤية بشكل قصدي ويكون اكثر تحيز إلى ذاته بينما آخر يتجنب الحواجز وتكون الرؤية واضحة وناصعة لديه وهو أميل إلى الموضوعية منه إلى الذاتية وهكذا فأن ادراكاتنا للناس قابلة للتحيز وانه ليس من المستبعد والغريب أن نجد الناس يفشلون كثيرا في رؤية بعضهم لبعض وجها لوجه وبدون قيود مصطنعة ويتقابلون بدون رتوش مصطنعة إذا ما توفر عامل مهم جدا وأساس هو الإعجاب فيما بينهم وإذا ما التقت السمات المرغوبة لدى بعضهم البعض فأنه يتحقق هذا التواصل والصداقة .
هذه الآلية في التعامل البشري يحكمها التعقل الإنساني المتمثل في قمة اداؤه في ابداء روح المسالمة والألفة وقبول الآخر بمدخله الإنساني في اللاعنف وهي مهارة بحد ذاتها يفتقدها الأفراد الذين تزداد لديهم الذاتية العالية والنرجسية ويكون التمركز حول الذات احدى سماتهم المميزة مع انفسهم أولا ومع الآخرين ثانيا، لذا فلا الاعجاب ولا الانجذاب نحو الآخرين يزيد من درجة التقارب والألفة ولا يمكنهم أن يؤصلوا روح المسالمة في نفوسهم، فهم يعيشون حلقة مفرغة في الذات تنعكس بوضوح على العلاقة بالآخرين ويكون نقيضه التام في سلوك ممن يمتلكون روح المسالمة ومهارة تقبل الآخر وهو سلوك الأسوياء، أصحاء النفس .
ثالثا : مهارات المواطنة :
ـ محور المواطنة والعالمية :
أـ المواطنة في ظل ما يشهده العالم المعاصر من تحولات اجتماعية واقتصادية وثقافية نتيجة التقدم العلمي وتطور وسائل الاتصال ينبغي على المؤسسة التربوية تطوير توجهاتها وأهدافها في تنشئة الطلاب، بحيث تأخذ في الاعتبار البعد المحلي؛ كي ينشأ الطالب متوافقا مع مجتمعه، مدركا لحقوقه وواجباته، حافظا لقيمه، ومبادئه وقوانينه، ملتزما بعاداته، وتقاليده، وموروثه الحضاري، معتزا بوطنه وقائده حاميا لترابه. كما أن عالمية المواطنة تظهر واضحة في أن الإنسان العربي مازال موجودا في هذا العالم المتسع ومنتشرا فيه، يحمل في دواخله ثقافته ومثله وقيمه وأخلاقه يتعايش بها مع شعوب العالم الأخرى، ويلتقي مع ثقافات تلك الشعوب ينهل منها بالقدر الذي يتناسب وثقافاته العربية النابعة من تعاليم دينه.
إن المواطَنة يسعى بمحليتها وعالميتها لدعم عدد من المهارات منها مهارات العمل التطوعي، ومعرفة الحقوق والواجبات، والتفاعل الاجتماعي، وغيرها من المهارات .
ب ـ العالمية: في ظل ما يشهده العالم المعاصر من تحولات اجتماعية، واقتصادية، وثقافية نتيجة التقدم العلمي وتطور وسائل الاتصال ينبغي على المؤسسة التربوية تطوير توجهاتها وأهدافها في تنشئة الطلاب، بحيث تأخذ في الاعتبار البعد العالمي؛ كي ينشأ الطالب مدركا للمشكلات والتحديات التي تجابهه. كما تعمل المؤسسات على تهيئة الطالب على المستوى العالمي ليصبح مدركا لكل ما يحدث في العالم من حوله، وحتى يحدث ذلك الإحساس بالعالم لا بد من أن يتعايش الطالب مع التغيرات الكبيرة التي يشهدها العالم ويؤثر على منظومة القيم وعناصر الثقافة في كل مجتمع من المجتمعات .
إن المهارات الحياتية هي: المهارات التي تساعد التلاميذ على التكيف مع المجتمع الذي يعيشون فيه، وتركز على النمو اللغوي، الطعام، ارتداء الملابس، القدرة على تحمل المسؤولية، التوجيه الذاتي، المهارات المنزلية، الأنشطة الاقتصادية، والتفاعل الاجتماعي. أو هي مجموعة القدرات الشخصية التي تكسب المتعلم ثقة في نفسه تمكنه من تحمل المسؤولية، وفهم النفس والآخرين والتعامل معهم بذكاء، وإنجاز المهام الموكلة إليه بكفاءة عالية، واتخاذ القرارات الصائبة بمنهجية علمية سليمة .
ـ تنمية قيم المواطنة :
يُعد شباب أي أمة بمثابة احد المدخلات الرئيسية في دراسة مركز ثقلها الحضاري، وهو من زاوية أخرى احد الدعائم في بنية الرصيد الستراتيجية لحركة التنمية فيها. ومن ثم فإن حسابات معدل الانطلاقة الحقيقية لأي مجتمع من المجتمعات تبنى على أساس الزيادة في هذا الرصيد وحسن توظيفه على المستوى المأمول .
لعل من اخطر العوامل التي تؤثر سلبا في الشعور الوطني وقيم المواطنة، هو الواقع الحالي لتنامي سياسات الإعلام في عصر العولمة. فقد تأثرت بعض عناصر الهوية الوطنية ما بين رفض النمط الحضاري الغربي شكلا ومضمونا، والحوار مع الغرب والاستفادة من تجاربه، برزت الحاجة إلى مهام تربوية جديدة بما يعزز فكرة المواطنة التفوق العلمي مدخلا لتأكيد عوامل التضامن المجتمعي في مواجهة مشكلاته، ذلك ان المدخل الأساس في تنمية قيم المواطنة والتفوق العلمي هو الذي يؤكد دور الجامعة في إكساب طلابها (ثقافة المواطنة Culture of Citizenship) والتي تعنى بالتكوين التجميعي والبنائي(Formrive and Summative) للحقوق والواجبات بما يحدد مسؤوليات الأفراد في مجتمعاتهم. وعلى ذلك فإن دور الجامعة في التربية من أجل المواطنة والتفوق العلمي يهدف إلى تزويد الطلبة بالمعارف المختلفة ما يمكنهم من المشاركة في لعب الدور على المستوى الوطني، فضلا عن إكسابهم الرؤية العالمية الحاكمة لحركة الأحداث والمتغيرات في قضايا مجتمعهم أو القضايا العالمية بصورة كلية.
فالمواطنة تنظر إلى تاريخها وهويتها ومكانتها كمرجعية تحدد لها الطريقة التي يمكن أن تتفاعل بها مع أحداث التطور في العالم. لذا ينبغي التركيز على أهمية تجديد الثقافة الوطنية بأفق إنساني ديمقراطي وبتعزيز الانتماء إلى الذات والانفتاح على العصر، وذلك بإعادة بناء الثقافة الوطنية من داخلها، وربطها بهموم الشعب واعتمادها أداة للحوار الحضاري وفي مواجهة ظاهرة عولمة الثقافة. ولا شك ان وجود تراث حضاري وطني وعربي عريض تداخلت فيه الحضارات المختلفة، يمثل مرجعية فكرية راسخة لدى الشباب الجامعي لتحديد نمط السلوك الاجتماعي وسلم الأولويات القيمي للفكر الوطني بأبعاده العلمية والاجتماعية والثقافية. وهذا التراث يمثل احد العناصر المكونة لـ (بنية المواطنة) بما يعزز مفهوم الأصالة والانتماء .
رابعا : دور الجامعة في تنمية قيم المواطنة والتفوق العلمي لدى طلابها تهدف التنمية الوطنية الشاملة للشباب الجامعي إلى تنمية وعي الشباب بمتطلبات المشاركة الإيجابية في بناء الوطن والتربية من اجل المواطنة والتفوق العلمي تقوم على أساس إعداد الناشئين والشباب للدخول في الحياة العلمية للمجتمع بإكسابهم المعارف والمفاهيم والاتجاهات والمهارات السلوكية اللازمة لتنمية مشاركتهم في البيئة التعليمية، بما يمكنهم من دعم الاتجاه الوطني للتنمية ومسانداته. إنها العملية التي تستهدف إعداد الشباب الجامعي لمواجهة المشكلات واتخاذ القرارات كمواطنين بمساعدة كل منهم على تنمية قدراته على التطور والتفوق العلمي، وعلى التعبير عن اتجاهاتهم والوصول إلى حلول للمشكلات الاجتماعية والتحديات المعاصرة التي تعوق مسيرة التنمية.
ونظرا لأهمية كفاءة الفهم Competency of Understanding في تكوين المواطنة النشطة، وتنمية القيم يمكن تحديد ثلاثة مداخل أساسية لتنمية قيم المواطنة والتفوق العلمي لدى الشباب الجامعي، تقوم على كفاءة التفكير المبنى على توليد البدائل، وكفاءة الاداء، والرغبة الحقيقية في التفوق العلمي، ومسؤولية النتائج المتحققة, وفعالية الحياة المجتمعية والجامعية على وجه الخصوص وتمايز المكانة .
وتتضح مسؤوليات الجامعة من خلال القدرة على تحويل قيم المخزون الحضاري إلى أطر حاكمة لتقديرات العقل حول غايات العلم الوطني، ليأتي الفعل الجديد في تواصل مع عوامل القوة في تاريخه، مع مراعاة واقع التغيرات العلمية والإنسانية المعاصرة وشروط التفاعل معها، ومن ثم تتجه الإرادة المجتمعية في كليتها لبناء المجتمع والمحافظة على قيمه الأساسية السياسية والأمنية، ودعم مكانته في عالم الغد .
فالجامعة بكل ما فيها من طلاب، وهيأة تدريس، ومناهج دراسية، وأنشطة طلابية، تشكل وضعا مميزا لمناخ تعمل كل موجهاته لتنمية الخصائص العلمية والإنسانية للحياة في عالم شامل. ومن المهم لمجتمع التعليم العالي Higher Education Community أن يكون هناك مجال للتفكير لتنمية مهارات الأجيال الجديدةNext Generation وإعدادها كنماذج للمواطنين القادة Citizen Leaders .
خلاصة القول هي إن الجامعة المعاصرة لم تعد مجرد مجتمع أكاديمي تعول عليه المجتمعات أهمية تعليمية وبحثية فحسب، على الرغم من الأهمية المحورية التي ينطوي عليها ذلك، بل هناك أدوار أخرى للجامعة اليوم يمكن إدراكها في ضوء الحقائق التالية :
1ـ إن الجامعات كانت وستظل إحدى الأدوات الرئيسية للنظم السياسية في انتقاء الصفوة المستقبلية وتدريبها وإعدادها .
2ـ إن الجامعة باعتبارها أحدى المؤسسات رائدة التحديث في المجتمع ، تمتلك من الإمكانات ما يجعلها تحتل المكانة المحورية بين أهم وسائل تقديم المعرفة العلمية وتغيير الثقافة السياسية للمجتمع وتنميتها وتجديدها .
3ـ إن الجامعة تضطلع بإعداد أكثر فئات المجتمع فاعلية وقدرة على الحركة، وهم الشباب المتعلم بما يملكونه من المهارات وقدرات، وبما لديهم من قيم واتجاهات .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|