أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-7-2016
![]()
التاريخ: 26-06-2015
![]()
التاريخ: 28-12-2015
![]()
التاريخ: 22-2-2018
![]() |
«أما بعد حمد اللّه و الثناء عليه، و التعداد لآلائه، و الشكر لنعمائه، و الصلاة و السلام على محمد صفيّه و خاتم أنبيائه، فإن لكل حادثة مقاما، و لكل مقام مقالا، و ليس بعد الحقّ إلا الضلال، فافقهوا عني بأفئدتكم، إن من الحق أن يقال للمحقّ صدقت، و للمبطل كذبت. .
و إني أذكرّكم بأيام اللّه عندكم و تلافيه لكم بخلافته أمير المؤمنين التي لمّت شعثكم، و أمّنت سربكم» .
و مضى يتحدث عن تلافي الناصر للفتن التي كانت عمت آفاق الأندلس، و فصّل القول في انتصاراته و فتوحاته و عدالته و ما حظيت به الدولة لعهده من مكانة جعلت الروم يخطبون مودتها. و ينصح الناس بالتزام الطاعة لخليفتهم و ابن عم نبيهم الناصر، و يختم خطبته بالحمد للّه و الاستغفار. و بهرت الخطبة المجتمعين و خرجوا يتحدثون عن بلاغة منذر و حسن بيانه و ثبات جنانه، و أعجب به الناصر إعجابا شديدا، فولاه الصلاة و الخطابة بمسجده الجامع في مدينته الزهراء التي بناها بجوار قرطبة، ثم ولاه قضاء الجماعة، فأصبح قاضي القضاة في الأندلس جميعا، و ظل على ذلك في حكم الناصر و حكم ابنه الحكم إلى أن توفي سنة ٣55. و كان الناصر قد مضى في بناء مدينته الزهراء و تأنق فيها ما وسعه التأنق على نحو ما مرّ بنا في غير هذا الموضع، فرأى منذر أن يتناوله في خطبة الجمعة بالموعظة الحسنة رجاء إنابته و رجوعه عن هذا السرف المفرط.
و ابتدأ منذر موعظته بقول اللّه تعالى شأنه: أَ تَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ)1)آيَةً تَعْبَثُونَ وَ تَتَّخِذُونَ مَصٰانِعَ(2)لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ ثم قال: و لا تقولوا: سَوٰاءٌ عَلَيْنٰا أَ وَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ اَلْوٰاعِظِينَ مَتٰاعُ اَلدُّنْيٰا قَلِيلٌ وَ اَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اِتَّقىٰ و ما زال يصل ذلك بكلام مؤثر في ذم تشييد البنيان و زخرفته و الإسراف في الإنفاق عليه، و استشهد بقوله تعالى: أَ فَمَنْ أَسَّسَ بُنْيٰانَهُ عَلىٰ تَقْوىٰ مِنَ اَللّٰهِ وَ رِضْوٰانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيٰانَهُ عَلىٰ شَفٰا جُرُفٍ هٰارٍ فَانْهٰارَ بِهِ فِي نٰارِ جَهَنَّمَ وَ اَللّٰهُ لاٰ يَهْدِي اَلْقَوْمَ اَلظّٰالِمِينَ و مضى منذر يدعو إلى الزهد في الدار الفانية و الإعراض عنها و طلب ما عند اللّه من فراديس الجنان و أسهب في ذلك حتى تأثر المستمعون و ضجّوا بالبكاء، و دعوا اللّه تائبين مستغفرين و بكى الناصر و استعاذ من سخط اللّه و غضبه. و لمنذر مصنفات من أهمها:
«أحكام القرآن» و كان شاعرا، أما العظات فلعل واعظا في وطنه لم يبلغ فيها مبلغه في زمنه، و كانت له خطب مجموعة و متداولة في الأندلس تحمل وعظا كثيرا، و من عظاته قوله:
«حتى متى و إلى متى أعظ غيري و لا أتّعظ و أزجره و لا أزدجر، أدلّ على الطريق المستدلّين، و أبقى مقيما مع الحائرين، كلا إن هذا لهو البلاء المبين (إِنْ هِيَ إِلاّٰ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهٰا مَنْ تَشٰاءُ وَ تَهْدِي مَنْ تَشٰاءُ أَنْتَ وَلِيُّنٰا فَاغْفِرْ لَنٰا وَ اِرْحَمْنٰا وَ أَنْتَ خَيْرُ اَلْغٰافِرِينَ) .
اللهم فرّغني لما خلقتني له، و لا تشغلني بما تكفّلت لي به، و لا تحرمني و أنا أسألك و لا تعذّبني و أنا أستغفرك يا أرحم الراحمين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١( ريع: المرتفع من الأرض و كان الناصر قد بنى الزهراء بضاحية قرطبة على جبل العروس.
٢) مصانع: مبان من القصور و الحصون.
![]() |
|
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
![]() |
|
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
![]() |
|
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
"إنقاص الوزن".. مشروب تقليدي قد يتفوق على حقن "أوزيمبيك"
|
|
|
|
|
الصين تحقق اختراقا بطائرة مسيرة مزودة بالذكاء الاصطناعي
|
|
|
|
|
مكتب السيد السيستاني يعزي أهالي الأحساء بوفاة العلامة الشيخ جواد الدندن
|
|
|