احتياجات المزروعات من الماء

من المعلوم أن كمية الماء التي تنفثها (عملية النتح) النباتات أكثر بكثير من التي تحتجزها وتدخلها في تركيبها (ثم تستعملها في مراحل نموها وفي عملية التمثيل الضوئي).

يمكن اعتبار النتح عملية استهلاك المزروع للماء كما أن تبخر الماء يحدث أيضا من الطبقات السطحية للأرض مباشرة ولو كانت خالية من النباتات.

عناصر التبخر النتحي

تحسب كمية الماء التي تستهلك في النتح والتي تستهلك في التبخر مجموعة مع بعضها نظرا لصعوبة احتساب كل واحدة على حدة. لذا فعندما نريد احتساب حاجيات المزروعات للماء فإننا نأخذ مجموع التبخر المباشر للماء من سطح الأرض مع نتح (أو عرق أو تنفس) المزروعات، وهذا المجموع هو ما نسميه بالتبخر النتحي (ET) الذي يحتسب بالمليمترات في اليوم، وهي كمية تختلف حسب المناخ والمزروع، ورغم وجود تفاعل بينهما، يمكن أن نختصر العملية لنفصل بين تأثير المناخ وطبيعة المزروع، وذلك باحتساب التبخر النتحي على الشكل التالي:

صيغة احتساب التبخر النتحي (ET)

التبخر النتحي المرجعي

لاحتساب التبخر النتحي (ET) ننطلق من منظومة تصورنا لهذا الغرض تتلخص في قياس استهلاك الماء في بقعة أرضية ذات مقاييس معروفة ومغروسة بحشائش في طور النمو ارتفاعها ما بين 10 و 15 سم، لها ما يكفيها من الماء، ونضع وسط البقعة آلة قياس (خيالية) التبخر النتحي المرجعي (ETr)، وبما أن المزروع لا يتغير طوال الوقت الذي اخترناه للقيام بالقياسات، فإن معطيات آلة القياس تزيد أو تنقص حسب تغيرات المناخ (الإشعاع الشمسي والحرارة والرطوبة والرياح وغيرها ..) وحسب الوسط (خارج أو داخل البيوت المغطاة » serres «).

يصعب على المزارع في جل الحالات تقدير قيمة التبخر النتحي المرجعي (ETr) مما يجعله يلجأ إلى المصالح العمومية أو التعاونيات أو مراكز البحوث والتجارب وغيرها.

منحنى مثالي للتبخر النتحي المرجعي (ETr)

التبخر النتحي النسبي (مليميترات / اليوم) في أهم مناطق شمال المغرب محتسبة وفقا لمعادلة بلاني– كريدل (Blaney-Cridle)

معامل المزروع

يعطي معامل المزروع (Kc) فكرة حول تغير كمية الماء التي تمتصها المزروعات من الأرض طوال مراحل نموها منذ مرحلة الزرع حتى مرحلة الحصاد.

وبالنسبة المزروعات الفصلية أو السنوية يمكننا تحديد أربعة مراحل:

1– المرحلة الأولى أو الانطلاق: من البذر أو الغرس حتى تغطية الأرض بالنبات بنسبة حوالي 10%.

2– مرحلة النمو: ابتداء من 10 % من التغطية وطوال النمو الفعلي للمزروع.

3 – المرحلة الوسطى: ما بين الإزهار والإثمار وتمثل ما بين 70 و 80 % من التغطية القصوى لكل مزروع.

4 – مرحلة النضج: من مرحلة النضج إلى الحصاد أو الجني.

المنحنى الواقعي والنظري لمعامل المزروع بالنسبة لأصناف فصلية سنوية حسب مراحل نموها

كما نلاحظ في الرسم السابق فإن معامل المزروع يبتدأ ضعيفاً ثم يزيد موازاة مع تغطية المزروعات للأرض، ويصل المعامل إلى حده الأقصى في مرحلة الإزهار، ويظل مرتفعا خلال المرحلة الوسطى ثم يأخذ في الانخفاض في مرحلة النضج. ومن المستحسن أن نحدد قيم المعامل لكل مزروع في البقعة المختارة لمختلف مراحل الزرع، وفي حالة غياب هذه المعطيات يمكن استعمال قيم توجيهية للمعامل الزراعي لمختلف الأنواع العشبية والخضرية تمدنا بها المصالح الفلاحية.

المعامل الزراعي(KC) المتوسط لإستعماله

مع كميات التبخر النتحي  ET بينمان – مونطيث (Penman-Monteith)

أما بالنسبة للمزروعات الشجرية الدائمة فإن معامل المزروعات يكون مقسما حسب الشهور وحسب نسبة تغطية الأرض أي نسبة ما تغطيه كتلة الأشجار من الأرض.

مثال لنسب مختلفة لتغطية الأرض من طرف المزروعات

في حالة وجود مزروعات بين صفوف الأشجار فإن معامل المزروعات يرتفع نظرا لكونها تستهلك كمية إضافية من الماء، ويحدث نفس الشيء في حالة وجود الأعشاب.

مثال

احتساب التبخر النتحي اليومي: نريد احتساب التبخر النتحي اليومي خلال شهر ماي لمزروع الشمندر بجوار مدينة بركان؛ ويوجد المزروع في مرحلة نموه الوسطى.

وبالرجوع إلى جدول التبخر النتحي المرجعي لمنطقة بوغريبة، نجد أن قيمة التبخر النتحي المرجعي لشهر ماي تساوي 4.23 مم في اليوم، ومن جدول معامل المزروعات (Kc) للشمندر نجد قيمة 1.10 كمعامل للمرحلة الوسطى للنمو، وهكذا نجد أن:

التبخر النتحي يساوي التبخر النتحي المرجعي ضرب معامل المزروع

4.23×1.1=4.73 مم في اليوم