أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-10-2014
23135
التاريخ: 22-10-2014
6461
التاريخ: 22-10-2014
10160
التاريخ: 10-07-2015
3601
|
انما يعنينا في هذا الباب حرفان ينصب بعدهما المضارع بان مضمرة وجوبا في قول جمهور البصريين، او ينصب بهما في قول غيرهم، وهما فاء السببية، وواو المعية؛ اذ اشترط النحاة قاطبة ان يسبقا ينفي او طلب، فكلامنا هنا على الطلب السابق لهذين الحرفين.
1- اما فاء السببية فتسبق بجميع انواع الطلب ، وهي الامر، والنهي، والدعاء، والاستفهام، والعرض، والتحضيض، والتمني، والرجاء.
فالامر كقول ابي النجم العجلي :
يا ناق سيري عنقا فسيحا الى سليمان فنستريحا
والنهي نحو : (لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ) (1).
وقوله :
لا يخدعنك مأثور وان قدمت تراثه فيحق الحزن والندمُ (2)
والدعاء نحو : (رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ)(3) ، وقوله :
رب وفقني فلا اعدل عن سنن سنن الساعين في خير سنن (4)
ص175
والاستفهام نحو : (فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا) (5)، وقوله :
هل تعرفون لباناتي فارجو ان تقضى فيرتد بعض الروح في البدن (6)
والعرض نحو : الا تزورنا فنكرمك، وقوله :
يا بن الكرام الا تدنوا فتبصرما قد حدثوك فما راء كمن سمعا (7)
والتحضيض نحو : (لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ) (8)،
وقوله :
لولا تعوجين يا سلمى على دنف فتمخدي نار وجد كاد ينفيه (9)
والتمني نحو : (يا ليتني كنت معهم فافوز فوزا عظيما) (10)، وقوله :
يا ليت ام خليد واعدت فوفت ودام لي ولها عمر فنصطحبا (11)
واما (الرجاء) فقد اختلف في سماعه، وروى عن الفراء ثبوت ذلك، كقراء حفص عن عاصم : (لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (.) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ) (12)، وكذلك : (لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (.) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى) (13)، وكقول الراجز، وانشده الفراء :
عل صروف الدهر او دولاتها يدلننا اللمة من لماتها (14)
فتستريح النفس من زفراتها
ص176
واما البصريون فلا يعترفون بهذا السماع بل يؤولونه.
ففي الآية الاولى نصب الفعل جوابا لقوله : (ابن لي صرحا لعلي ابلغ)، او عطفا على (الاسباب) على حد قوله :
** ولبس عباءة وتقر عيني (15) **
او عطفا على المعنى في (لعلي ابلغ)، فان خبر (لعل) يقترن بان كثيرا، نحو قوله صلى الله عليه وسلم : (فلعل بعضكم ان يكون الحن بحجته من بعض) (16).
وفي الآية الثانية نصب الفعل عطفا على المعنى، كما قيل في الآية قبلها.
وذهب ابو موسى الحامض في الرجاء مذهبا، جعل ما ورد منه منصوبا فلتضمينه معنى التمني، واجاز القياس في كل ما ساغ فيه تضمين معنى (ليت).
هذا. وقد اشترط جمهور النحويين التمحض في الثلاثة الاولى، وهي الامر، والنهي، والدعاء، وذلك ليخرج الطلب باسم فعل الامر، وبالمصدر الواقع بدلا من الامر، او بما لفظه الخبر، نحو : صه فاكرمك، ونحو : سكوتا فينام الناس، ونحو : رزقني الله املا فانفقه في الخير، وحسبك الحديث فينام الناس ؛ لان (حسبك) اما اسم فعل مضارع بمعنى يكفيك، او اسم فاعل بمعنى كافيك، وعلى كلا الوجهين جملته خبرية اللفظ انشائية المعنى.
فليس لشيء مما سبق الاحتراز عنه جواب منصوب عند جمهور النحويين.
ص177
لكن اجاز الكسائي النصب بعد الفاء المجاب بها اسم فعل امر، نحو : صه؛ او خبر بمعنى الامر نحو : حسبك الحديث فينام الناس. كما اجاز النصب في جواب الدعاء المدلول عليه بالخبر، نحو : غفر الله لزيد فيدخله الجنة !
واجاز ابن عصفور النصب في جواب نزال ونحوه، من اسم الفعل المشتق الدال على الامر. وحكاه ابن هشام عن ابي جني.
واشترط ابن مالك للنصب في جواب الاستفهام الا يتضمن الاستفهام وقوع الفعل في الزمن الماضي، احترازا من نحو قولك : لم ضربت زيدا فيجازيك؟ لأنه قد فهم من هذا الاستفهام ان الضرب قد وقع.
ومن اصحاب هذا المذهب قديما ابو علي الفارسي.
2- واما واو المعية فقد سمع النصب معها بعد اربعة من انواع الطلب وهي : الامر، والنهي، والاستفهام، والتمني. وقاس جمهرة النحويين عليها باقي انواع الطلب، لكن قال ابو حيان : لا ينبغي ان يقدم على ذلك الا بسماع.
فمثال الامر :
فقلت ادعي وادعو ان اندى لصوت ان ينادي داعيان (17)
والنهي :
لا تنه عن خلق وتاتي مثله عار عليك اذا فعلت عظيم (18)
ص178
والاستفهام :
اتبيت ريان الجفون من الكرى وابيت منك بليلة الملسوع (19)
والتمني نحو : (يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)(20) ، في قراءة ابن عامر، وحمزة، وحفص (21).
المراجع :
سيبويه 1 : 418-427 ابن يعيش 7 : 18-40 الرضى 2 : 231-231 الشذور 361-378 ابن عقيل 2 : 273، 278 التصريح 2 : 235 الاشموني والصبان 3 : 301-308 الهمع 2 : 10-16.
ص179
_______________________
(1) الآية 61 من سورة طه.
(2) التراث : الوراث، جميع وارث بإبدال الواو تاء.
(3) الآية 88 من سورة يونس.
(4) اورده العيني في 4 388 ولم ينسبه.
(5) الآية 53 من سورة الاعراف.
(6) العيني 4 : 388 : (الوقل : انشده الفراء ولم ينسبه).
(7) العيني 4 : 389. ولم يعرف نسبته.
(8) الآية 10 من سورة المنافقين، وهذه قراءة ابي عمرو، ووافقه الحسن واليزيدي وابن محيصن. واقرا الباقون : (واكن) بالجزم، عطفا على محل فاصدق في راى الزمخشري، او على توهم الشرط الذي يدل على التمني في راي الخليل. اتحاف فضلاء البشر 417.
(9) من شواهد الاشموني.
(10) الآية 73 من سورة النساء.
(11) العيني 4 : 389 – 390 بدون نسبة.
(12) الآية 36، 37 من سورة غافر.
(13) الآية 3، 4 من سورة عبس.
(14) العيني 4 : 396 : (اقول : انشده الفراء ولم ينسبه الى راجزه).
(15) لميسلون بنت بجدل الكلابية, كما في الخزانة 3: 593 والعيني 4: 397.
(16) رواه البخاري في الأحكام والمظالم, والشهادات. وترك الحيل. ومسلم في القضاء.
(18) قائله ابو الاسود الدؤلي. وقيل المتوكل الكناني. العيني 3 : 393 وشرح شواهد المغني 194 وحماسة البحتري 173.
(19) من شواهد الاشموني.
(20) الآية 27 من سورة الانعام.
(21) وقرا باقي القراء : (ونكون) بالرفع. تفسير ابي حيان 4 : 103.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|