أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-6-2016
2430
التاريخ: 22/12/2022
1993
التاريخ: 2023-12-26
677
التاريخ: 20-6-2016
5904
|
ربما كان الانسحاب من عصبة الأمم أحد الأسباب المباشرة لانهيارها فقد أدت كثرة الانسحابات التي وصلت إلى ثمانية عشر انسحابا من مجموع الدول الخمسة والستين الأعضاء فيها إلى عد ذلك نقيصة من نقائص العصبة وكما ذكرنا سببا من أسباب انهيارها (1) . فعندما تعلن دولة ما انسحابها من منظمة دولية لا تهدف بالضرورة التخلص من الالتزامات المفروضة عليها بموجب الميثاق بل قد يكون احتجاجا على موقف اتخذته المنظمة الدولية قبلها ، فقد أعلنت دولة ( كوستاريكا ) انسحابها من العصبة عام 1924م بسبب استيائها وعدم رضاها من دور الأمين العام للعصبة في اختيار ممثلي وموظفي دول أمريكا اللاتينية في العصبة على أساس مساهمات تلك الدول في ميزانية العصبة فقامت ( كوستاريكا ) بإخطار الأمين العام بانسحابها ، وعبرت جمعية العصبة عن أسفها العميق لهذا القرار ودعت ( كوستاريكا ) إلى معاودة نشاطها وتعاونها لذا لم تبحث مسألة مدى تنفيذ هذه الدولة لالتزاماتها بموجب المادة 1/3 من العهد ، إلا أن انسحاب ( كوستاريكا ) لم يطل كثيرا حيث عادت إلى عضوية العصبة عام 1928م ، وكذلك أعلنت البرازيل وإسبانيا انسحابهما من العصبة احتجاجا على قرار مجلس العصبة بقبول ألمانيا في العصبة عام 1926م ، لهذا قدمت الدولتان إخطارا بالانسحاب إلى الأمين العام الإداري للعصبة (2). وأيضا لم تبحث مسألة تنفيذ الالتزامات بموجب العهد ، إلا أن مجلس العصبة دعا الدولتين إلى معاودة تعاونهما مع العصبة واستئنافه قبل أن يدخل الإخطار حيز النفاذ عام 1928م ، وقد عاودت الدولتان نشاطهما قبل أن يدخل الإخطار حيز النفاذ وبذلك اعتبر انسحابهما كأن لم يكن . وقد أعلنت اليابان انسحابها من العصبة عام 1933م احتجاجا على توصيات العصبة بإجلاء القوات اليابانية من منطقة منشوريا الصينية التي احتلتها ، ودعيت اليابان إلى احترام السلامة الإقليمية والاستقلال السياسي لأعضاء العصبة بموجب المادتين 10، 12 من عهد عصبة الأمم ، وقد قامت اليابان بإخطار الأمين العام للعصبة بانسحابها ، وعللت ذلك بأن أعضاء العصبة فشلوا أن يفهموا حقيقة الموقف في الشرق الأدنى ، وأضافت بأنه يوجد اختلاف كبير بينها وبين أعضاء العصبة حول سياسات السلام والأمن وخاصة المبادئ التي يجب أن تتبع من أجل إنشاء منطقة آمنة في الشرق الأدنى ، كل تلك الأسباب وغيرها تجعل من التعاون مع العصبة عملية مستحيلة ، وقد انسحبت اليابان فعلا من العصبة ولم تنفذ التزاماتها بموجب المادة 1/3 من العهد ، ولم تقم العصبة ببحث هذا الأمر أيضا ، وفي عام 1933م أعلنت الحكومة الألمانية انسحابها بواسطة إشعار مقدم إلى أمين عام العصبة ، معللة موقفها هذا بفشل العصبة في تنفيذ ( المادة 8 ) من العهد بشأن نزع وتقليل التسلح في العصبة (3). وانسحبت إيطاليا في 11 أيلول عام 1937م ، وبارجواي عام 1938م ، وفرنسا عام 1941م في عهد حكومة المارشال بيتان ، إلا أنها عادت إلى العصبة واستأنفت تعاونها معها في 16 نيسان عام 1943م (4). وكذلك انسحبت المجر في 13 نيسان عام 1939م ، وإسبانيا عام 1939م وجميع هذه الانسحابات لم يراع فيها تطبيق شروط الانسحاب الواردة في المادة 1/3 من العهد ، وأدى تساهل العصبة في ذلك إلى تكرار هذه الانسحابات ولعل موقف العصبة هذا نابع من إيمانها بمعاودة تلك الدول نشاطها وتعاونها مع العصبة وهذا ما دفعها لاتخاذ هذا الموقف الذي أسيء قراءته بصورة صحيحة من قبل الدول المنسحبة ، لذا كان ينبغي فرض جزاءات دولية على الدولة المنسحبة التي لم تنفذ التزاماتها الدولية (5).
_________________________________
- William R. Harris, Legal aspects of Indonesia’s withdrawal from the United Nations, H.I.L.J, vol. 6, No. 1, 1964, p. 177.
2- Josephine Joan Burns, op.cit, p. 44-48.
3- Ibid, pp.44-48.
4- د. محمد المجذوب ، المصدر السابق ، ص148 .
5- وانسحبت منذ سنة 1936 عدة دول وهي : بارغواي ، غواتيمالا ، هندوراس ، نيكاراغوا ، السلفادور ، شيلي ، فنزويلا ، وبيرو . المصدر نفسه ، ص258 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|