أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-3-2017
4225
التاريخ: 1-6-2016
2783
التاريخ: 13-4-2016
5894
التاريخ: 17-5-2016
3519
|
لابد للمترجم من قدرة ومهارة في اختيار الالفاظ والعبارات التي تعبر وبشكل دقيق عن الفكرة المراد نقلها ،وهذه المقدرة لاتتجسد في النقل الحرفي (الترجمة الحرفية) والتي تتسبب غالبا بالاضرار في المصنف ،والمؤلف الاصلي وحقوقه مادية كانت او ادبية، نتيجة لعدم ايصال مثل هذه الترجمة للمعنى الدقيق للفكرة المعبر عنها في المصنف الاصلي(1).
وهذه المقدرة والكفاءة تتجسد بالنحو الاتي :-
1-معرفة المترجم ومهارته في اساليب اللغة المنقول منها واليها وعلوم كلاهما ،سواء اكان ذلك في معرفته بالنحو ام الصرف ام ترادف الالفاظ والمعاني ،لان في ذلك الوقوف الدقيق على المعنى المراد التعبير عنه في اللغة المترجم منها واليها (2). فألهام المترجم وبصيرته في هذه الامور من المتطلبات الاساسية في ابداعه، وهما المرشد والموجه لعمله هذا عند اختياره الجمل والعبارات وصياغته لها (3). اذ تمكنه من تحليل وفهم المشكل والمركب من العبارات والجمل وتمنحه القدرة على اعادة صياغة الافكار التي يقوم بنقلها بما يتفق والمعنى الذي يرمي المؤلف الاصلي ايصاله الى الجمهور ،متبعا في ذلك الدقة والامانة عند ترجمته لهذه الافكار(4). وهذا الالهام والبصيرة يتجسد ـ كما هو معروف ـ في هذا المجال باللمسات الشخصية التي يضفيها المترجم على المصنف، والتي تبدو واضحة في معالجته لفكرة المصنف من النظرة الاولى . استنادا إلى هذا، فلابد ان يكون المترجم على درجة من المهارة والقدرة في اختيار الالفاظ والعبارات التي تنسجم والفكرة المعبر عنها، وهذا الامر ينم عن قدراته الذاتية ويبعده عن صياغة فكرة بعيدة عن معناها الاصلي، وعلى هذا فلابد من مواكبة الترجمة للتطورات الحاصلة في المجتمع بصورة تدريجية للوقوف على المعنى الحقيقي للنص المترجم وانسجامه قدر الامكان مع واقع الحياة وتطوراتها المعاصرة(5).
2-ضرورة كون المترجم منتسبا او عضوا في احدى الجمعيات او الهيئات المتخصصة بعملية الترجمة ،فهذا الامر يدل على مدى قدرته وكفاءته للقيام بمثل هذه المهمة. فهذه الجمعيات والهيئات لاتقبل في عضويتها الا من تتحقق فيه شروط معينة كحصوله على شهادات جامعية بهذا الاختصاص (6). وهذا ما اكدته المادة(6/أـ ب) من النظام الداخلي لجمعية المترجمين العراقيين ،او خضوعه لاختبارات معينة الهدف منها الوقوف على مدى قدرته ومهارته في هذا المجال(7). وقد يكون الشخص القائم بعملية الترجمة من الاشخاص المعنوية التي تضطلع بهذا النشاط ،باعتبارها جهة متخصصة بالقيام بأعمال الترجمة ، وللوقوف على قدرة مثل هذه الهيئات او الاشخاص المعنوية يكون بالتعرف على الاعضاء المرتبطين بها، والذين غالبا ما يكونون متخصصين او اساتذة جامعيين في مجال الترجمة ،مما يعكس بالتالي قدرة هذه الاشخاص على ولوج عملية الترجمة ،اضافة الى النصوص التشريعية التي انشأت الشخصية المعنوية ومنحتها القيام باعمال التاليف والترجمة(8). وبهذا السياق فان الفقه الفرنسي يؤكد على ضرورة كون الترجمة دقيقة ومنسجمة مع الافكار والعبارات التي يقوم المترجم بنقلها ،ولابد لهذه العبارات ان تبتعد عن أي مستوى متدنٍ او بذيء يدل على عدم دقة الترجمة ،وبالتالي الاخلال بحقوق المؤلف الاصلي فضلا عن المترجم ،لان في مثل هذه الترجمة ابتعاد عن الابتكار والقدرة الذهنية التي لابد للمترجم من التمتع بها عند قيامه بالترجمة(9). ومن هذا المنطلق فان أي خطا مادي او معنوي (10). في ترجمة المصنف يسبب اضرارا بالمؤلف الاصلي او صاحب الترجمة ،وبالتالي المساس بحقوقه المالية والادبية وهذا الاصل اكدته م4 من القانون العراقي لحق المؤلف بقولها: ((..مع عدم الاخلال بحقوق مؤلف المصنف الاصلي ..))(11). وبهذا السياق قضت احدى المحاكم الفرنسية بمسؤولية المترجم والناشر لترجمته كتاب عن الفواكه عند اشارته الى ان نبات الجزر البري السام ضمن النباتات الصالحة للأكل والغذاء الآدمي، من دون تمييزٍ بين النوع السام منها، مما ترتب عليه وفاة شخص تناول هذا النبات مهتديا بهذه الترجمة ،فاعتبرت ان نشر هذا الكتاب دون تبصر وانتباه يعد سلوكا مشوبا بالخفة والرعونة يستوجب المساءلة القانونية (12). ومن هذا يتبين ان هذا الشرط جوهري ومهم لمن يقوم بالترجمة ،فهو ضمانة اساسية في الحفاظ على حقوق المؤلًّف الاصلي وعدم الاخلال بها، ووسيلة اكيدة تساعد على نشر المصنف وذيوعه بين عدد كبير من الناس ،وهذا فيه سمعة للمؤلف الاصلي بسبب نشر مصنفه بترجمة دقيقة ورصينة قام بها مترجم ماهر بالاعتماد على جهوده وابداعاته الشخصية ،ثم ان هذا الامر يؤدي الى حصول المترجم هو الاخر على دفع معنوي يتمثل في سمعته وانتشار اسمه وبالتالي الحفاظ على حقوقه تجاه الغير .
__________________________
- د. عبد الرشيد مأمون ،ص386 .
2- د. جميل الملائكة ،المترجمون واللغة العربية ،مجلة دراسات الترجمة بيت الحكمة ،السنة الاولى ،عدد 3-4 ،1999ص61-63 .
3- ابي عثمان الجاحظ ،كتاب الحيوان،ج1 ،ط3 ،بيروت ،1969 ،ص76.
4- ابو الحسن الماوردي ،ص71-72.
5- Debois,Op,Cit,No18,P5.
6- م5/أمن مشروع القانون النموذجي لتنظيم مهنة الترجمة ،اعداد د.محمد حسام لطفي ،منشور في الخطة القومية للترجمة ،ص136.
7- هذا مااكده معاون مدير عام دار المأمون للترجمة ،رئيس قسم الترجمة الفورية عند لقائنا به في تاريخ 29/8/2001 .
8- انظر قانون رقم (29) لسنة 2001 المشار اليه سابقا .
9- هذا النوع من الترجمة يطلق عليها في فرنسا باللغة الخضراء ،لتدني الفاظها وتعابيرها المبتذلة ،والتي تسود لدى الآرغو وهم بعض العامة من الناس في فرنسا ،Desbois,op ,cit,no 168,p22.
0- يراد بالخطا المادي التحريف او الحذف في المصنف الاصلي ،اما الخطا المعنوي فهو الترجمة الحرفية التي تعطي معان غير دقيقة للفكرة المترجمة على الرغم من عدم الحذف او التعديل بالمصنف ،انظر ماسبق من الحقوق الادبية، وايضا ماسنعالجه في الفصل الرابع من هذة الرسالة .
1- المقابلة للمواد،5اردني ،3مصري ،5 اماراتي، فصل 6 تونسي.
2- نقلا عن د.محمد حسام لطفي ،عقود خدمات المعلومات ،ص 142 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|