قال الامام الصادق (عليه السلام ) : وأنبئك عن الهواء بخلة أخوى ، فإن الصوت (1) أثر يؤثر اصطكاك الأجسام في الهواء ، والهوا ، يؤذيه إلى المسامع ، والناس يتكلمون في حوائجهم ومعاملاتهم طول نهارهم وبعض ليلهم ، فلو كان أثر هذا الكلام يبقى في الهواء كما يبقى الكتاب في القرطاس لامتلأ العالم

منه ، فكان يكربهم (2) ويفدحهم (3) ، وكانوا يحتاجون في تجديده والاستبدال به إلى أكثر مما يحتاج إليه في تجديد القراطيس لأن ما يلقى من الكلام اكثر مما يكتب فجعل الخلاق الحكيم جل قدسه هذا الهواء قرطاسا خفيا يحمل الكلام ريثما يبلغ العالم حاجتهم ، ثم يمحى فيعود جديدا نقيا ، ويحمل ما حمل أبدا بلا انقطاع (4) .

_________________________

1. الصوت Sound ‏ : الأثر الذي تحدثه في الدماغ ، عبر حاسة السمع ، ذبذبات سريعة تعرف بالموجات الصوتية ، والصوت ، على نقيض الضوء ، يحتاج في انتقاله من مكان إلى مكان وسط مادي ، فإذا وضعنا جرسا كهربائيا في وعاء زجاجي ثم فرغنا ذلك الوعاء من الهواء لم نسمع صوت الجرس البتة . حتى إذا سمحنا للهواء بالدخول إلى الوعاء ، كرة أخرى ، سمعنا صوت الجرس واضحا ، والقدرة على توصيل الصوت رهن بكثافة الوسط ، فالجوامد اقدر على توصيله من السوائل ، والسوائل أقدر على ذلك من الغازات ، وتبلغ سرعة الصوت في الهواء ، عند الدرجة صفر مئوية ، 331 ‏مترا في الثانية ( او 191/1 ‏كيلو مترا في الساعة). وفي هذه السرعة تزداد تبعا لارتفاع الحرارة ، لأن هذا الارتفاع يزيد في مرونة الهواء والواقع ان الزيادة في سرعة الصوت في الهواء تساوي ، على وجه التقريب ، نصف متر في الثانية ، مقابل كل درجة مئوية واحدة من ارتفاع الحرارة ، وتنعكس الموجات الصوتية عند اصطدامها بحائل أو حاجز ، وفي إمكاننا ان نلاحظ ظاهرة الانعكاس هذه في الغرف الكبيرة الفارغة أو في الكهوف والأودية ، وعن ارتداد الصوت نتيجة لانعكاس موجاته ينشر الصدى. المورد : ٧٨٢١ ‏.

2. كربه الأمر والغم يكربه كربا : اشتد عليه . لسان العرب ١ ‏ : ٧١١ ‏.

3. فدحه الأمر : ثقله . لسان العرب ٢ ‏ : ٥٤٠ ‏.

‏4. بحار الانوار 3 ‏ : ١١٩ ‏.