المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

ابن شُخَيص القرطبي
8-2-2018
فلسفة تحريم الركون إِلى الظالمين
12-10-2014
الجناية والعقوبة
5-4-2019
Ralph Hartzler Fox
13-12-2017
تكوين الأوزون من انبعاثات المحرك
2023-12-21
عدد سكان مصر
20-4-2018


أثر العمل في شعور الإنسان  
  
2088   10:58 صباحاً   التاريخ: 20-4-2016
المؤلف : الشهيد مرتضى مطهري
الكتاب أو المصدر : التربية والتعليم في الاسلام
الجزء والصفحة : ص246ـ248
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / النظام المالي والانتاج /

إن العمل يؤثر في شعور الإنسان، وما يسمى (بالقلب) في مصطلح القرآن. ذلك الشيء الذي ينسب إليه الخشوع، والرقة، والقسوة والنور والظلام، نقول: إن فلاناً رقيق القلب. وفلاناً قاسي القلب؛ أو نقول: أظلّم قلبي، أو تنوّر قلبي، فمن آثار العمل هو فتحه القلب خشوعاً وخضوعاً، أي أنه يحول دون قسوة القلب. وان البطالة تجلب قسوة القلب. وبما أن العمل معلول فكر الإنسان وروحه وخياله وقلبه وجسمه فإنه في الوقت نفسه صانع الخيال والعقل والفكر والقلب، وبشكل عام صانع ومربي الإنسان.

والفائدة الأخرى للعمل هي مسألة حفظ الشخصية والشرف والاستقلال، فمثلاً لو تعرضت شخصية الإنسان إلى الإهانة وانفضح وحقر فإنه سيحزن ويتألم. وبما أن الإنسان يستغني عن الآخرين بواسطة العمل ـ خصوصاً لو كان مقروناً بالابداع ـ فإنه يشعر بالشخصية أمامهم، أي لا يشعر بالحقارة بعد ذلك.

هناك بيتان في الديوان المنسوب لأمير المؤمنين (عليه السلام) هما:

لنـقـل الصخـر مـن قـمـم الجـبــال                   أحب إلي مـن منن الـرجال

يقول الناس لي في الكسب[3]عار                  فـإن الــعـار في ذل السؤال

ويقول أحد الشعراء:

كُــدّ كـدّ الـعـبـد أن أحـبـبـت أن تصبح حرا         واقـطـع الآمـال مـن مـال بـنـي آدم طرّا

لا تقل ذا مكسب يزري فقصد الناس أزرى          أنت ما استغنيت عن غيرك أعلى الناس قدرا

فهذا الأمر ضروري للإنسان والعيش بحرية، وعدم تحمل منّة الآخرين. هو أكثر الأشياء قيمة وقدراً لمن يشعر بالإنسانية ولا يمكن ذلك دون أن يكون للإنسان عمل يعتمد به على نفسه.

ـ وصية الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله ) :

في اُصول الكافي وردت هذه القصة:

افتقر أحد أصحاب الرسول (صلى الله عليه واله ) جداً بحيث أصبح محتاجاً لخبز ليلة. فقالت له زوجته مرّة: اذهب إلى الرسول (صلى الله عليه واله )  لعلك تستعين به. فذهب الرجل وتشرّف بالحضور عند الرسول (صلى الله عليه واله ) وجلس في مجلسه وانتظر ليخلو به وتسنح له الفرصة ليحدثه، ولكن قبل أن يطلب حاجته قال الرسول (صلى الله عليه واله ) من سألنا أعطيناه ومن استغنى عنا أغناه الله (وما أن سمع هذا الكلام حتى سكت وعاد إلى بيته. وبقي على فقره، فجاء إلى الرسول مرة ثانية بتحريض من زوجته. وفي ذلك اليوم كرر الرسول (صلى الله عليه واله) تلك الجملة السابقة في أثناء كلامه. يقول الرجل: كررت هذا العمل ثلاثاً، وعندما سمعت هذه الجملة في اليوم الثالث فكرت بأنه ليس صدفة أن يذكر الرسول (صلى الله عليه واله ) هذه الجملة أمامي ثلاثاً. فيتبين أن الرسول يريد أن يقول لا تدخل من هكذا طريق. شعر الرجل في المرة الثالثة بقوة في قلبه، وقال يظهر أن للعيش طرقاً أخرى، وهذا الطريق ليس بصحيح. ففكر بأن يذهب ويبدأ من نقطة ما، ليرى ماذا يحدث. وقال مع نفسه: إنني لا أملك شيئاً، ولكن ألا أستطيع جمع الحطب؟ ولكن جمع الحطب يحتاج دابة وحبلاً وفأساً. فاستعار هذه الوسائل من جاره. فجمع حطباً ونقله على الدابة وباعه ثم أخذ المال الذي حصل عليه إلى البيت وصرفه لمعيشته ورأى نتيجة عمله لأول مرة وذاق طعمها. وكرر ذلك في اليوم الثاني وصرف بعض المال الذي حصل عليه، وخزن بعضه، وظل يعمل إلى أن اشترى حبلاً وفأساً ودابة، وتأمنت معيشته عن هذا الطريق تدريجياً. فذهب يوماً إلى الرسول (صلى الله عليه واله ) فقال له الرسول (صلى الله عليه واله ) : من سألنا أعطيناه ومن استغنى عنا أغناه الله) فإنك لو سألتني في ذلك اليوم لأعطيتك، ولكنك تبقى فقيراً إلى نهاية عمرك. وبما أنك توكلت على الله وبحثت عن العمل فقد أغناك الله تعالى.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.