المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

موعد جمع عناقيد العنب
2023-08-13
تعويض الجرع Dosage Compensation
12-2-2018
واعيةُ الحسين (عليه السلام)
8-04-2015
التخطيط لقتله واغتياله
18-01-2015
إسحاق بن إبراهيم
21-2-2018
بيعة المسلمين للإمام عليّ
29-4-2022


الاتصال بين الفرد والآخرين (الشخصي) interindividul  
  
4781   01:35 مساءاً   التاريخ: 19-4-2016
المؤلف : عمر عبد الرحيم نصر الله
الكتاب أو المصدر : مبادئ الاتصال التربوي والانساني
الجزء والصفحة : ص294-296
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-1-2023 1190
التاريخ: 24-6-2016 4985
التاريخ: 13-1-2021 2083
التاريخ: 28-6-2022 2287

مقدرة الفرد على إدراك ذاته، ترتبط بصورة وثيقة بمقدرته على إدراكه للآخرين، أي أن الفرد دون وصوله لإدراك ذاته، لا يستطيع أن يدرك الآخرين من حوله، وهذا يعني ان اتصال الفرد بالآخرين وعلاقاته بهم ونظام هذه العلاقة يتحدد بالواقع الاجتماعي الثقافي للأفراد. أي انه عبارة عن تفاعل بين نظامين ذاتيين، وذلك لان كل فرد من طرفي الاتصال يعتبر نظاما ذاتيا خاصا به. وعندما يتم الاتصال بين النظامين فان كل نظام منهما يتأثر ويتفاعل بالآخر.

وهذا النوع من الاتصال يحدث عندما يلتقي شخص بآخر أو أكثر وجها لوجه، فيقوم كل طرف بعملية التبادل الشخصي للمعلومات والرموز والأفكار والأخبار، وفي هذه العملية يستفيدون من الحواس senses الخمسة والتغذية العكسية، التي تحدث من عملية تبادل المعلومات التي ذكرت. وهذه العملية تتم بين الأشخاص دون استعمال قنوات وسيطة أو وجود عوامل مساعدة، وفي هذه العملية يكون أحد الأطراف المرسل بينما الثاني يكون المستقبل والحواس تعتبر الركن الأول للمعرفة، ومن أهم الأدوات التي يقوم عليها الاتصال الشخصي، personal communication ومراكزه التي تقوم بالربط والصلة بين الإنسان ومقدار إدراكه للعالم الذي يحيط به، أو يعيش فيه مع الإحساس بذلك، بالإضافة إلى  أن مراكز الإحساس تعتبر ضرورية وهامة لعملية حفظ حياة الإنسان كمخلوق عضوي.

ويحدث الاتصال الشخصي بصورة مستمرة، عندما يشترك الإنسان في محادثة أو يتلقى تعليمات أو يجري مقابلة مع غيره. ونحن نمارسه يوميا في حياتنا، عندما نتبادل التحية أو المناقشة أو نعطي أوامر لشخص آخر، هذا يعني أننا في حقيقة الأمر نقوم بعملية اتصال شخصي وهو يتحقق في بداية الأمر داخل الأسرة بعد الميلاد مباشرة وعملية الرضاعة ومراحل النمو المختلفة التي يمر بها وما يحدث فيها من تغيرات وأحداث يكون لها أثر خاص على تطور الفرد، وبعدها يحدث الاتصال في المدرسة بمراحلها المختلفة والتغيرات التي تحدث بسبب التعلم والدراسة التي تتأثر بالعلاقة بين الطالب والمعلم. وفيما بعد في مجال العمل الذي يختاره الفرد لنفسه ويقوم فيه بالاتصال مع الأفراد الذين يعمل معهم على اختلاف مستوياتهم.

‏هذا الاتصال بين الفرد والآخرين، ينمو عند الطفل منذ بداية العلاقات الاتصالية والأدوار المتبادلة بين أعضاء الأسرة التي هي عبارة عن وحدة اجتماعية، يحدث فيها التفاعل المستمر بين الأفراد المختلفين والذين يلعب كل منهم دورا خاصا به، أي أن العملية الاتصالية تتطور وتتحقق من خلال الأدوار التي يقوم بها الفرد في مراحل حياته ونموه وتطوره المختلفة، التي تتغير وتزداد مع تغير وزيادة درجات النمو الارتقائي، من طفولة مبكرة إلى طفولة متأخرة وبعد ذلك مراهقة ثم النضج، أي أن عملية الاتصال تتطور وتزداد وتتنوع كلما ازدادت دوائر العلاقات الاجتماعية، التي تكسب الإنسان الصفات التي تلعب الدور الفعال في تحديد نمط أو بناء الشخصية عندما تزداد الاتصالات عمقا واتساعا.

ومن دراسة الاتصال الشخصي الذي قام بها (دين بارنلندا)، يتضح أن لاتصال يهتم في بحث الأوضاع الطبيعية التي يلتقي فيها الأفراد بصورة مباشرة وجها لوجه ودون وسيط، وعند هذا اللقاء يحدث تفاعل بين هؤلاء الأفراد هذا التفاعل يحدث كنتيجة مباشرة للانتباه الذي يعطيه كل فرد للآخرين، وذلك من خلال القيام بعملية تبادل الرموز اللفظية أو غير اللفظية، لذلك فإن هذا النوع من الاتصال يتميز بالآتية:

1ـ يعتمد على طريقتين لتبادل المعلومات، حيث من الممكن أن يطلب المستقبل مزيدا من المعلومات لتوضيح الأفكار التي يقصدها المرسل، أي أن كل واحد من الطرفين يكون بمثابة شخص مرجعي بالنسبة للآخر. أي انه يقوم على وجود شخصين أو أكثر يواجهون بعضهم البعض عن قرب.

2- هذا النوع من الاتصال يقوم على المشاركة، والمشاركة بدورها تؤدي إلى تفاعل بين المشاركين. لذلك فإن السلوك الاتصالي الذي يحدث عند الفرد الأول، مرتبط بما يقوم به الفرد الثاني من سلوك، أي أن مشاركة الواحدة تعتمد على مشاركة الآخر وتفاعله.

3- التفاعل المركزي الذي يحدث بين الطرفين يستمر طوال الوقت الذي يكون فيه تبادل للرسائل بين الأطراف، وهذه الرسائل تعني الرغبة والاهتمام بالاستمرار بالعملية الاتصالية. وهذا التفاعل الذي يلتقي فيه الطرفين يجب أن نستعمل فيه جميع الحواس والرموز التي تتكون منها الرسالة ومفهومه للطرفين.

4- هذا النوع من الاتصال يحدث دون الإعداد المسبق له، ولذلك فإن القوانين التي تحكمه قليلة، وعليه فهو يعتبر اتصال تلقائي.

والاتصال الشخصي يعتبر عملية إقامة علاقات مع الآخرين وهذه العلاقات تحكمها الحاجات المختلفة للفرد، وهناك ثلاثة أنواع من الحاجات التي على أساسها يتصرف الفرد مع الآخرين وهي:

1ـ الفرد بحاجة إلى التفاعل والاختلاط مع الآخرين وجذب انتباههم إليه.

2- الفرد بحاجة إلى أن يؤثر في الآخرين وذلك بهدف السلطة والسيطرة.

‏3- الفرد بحاجة إلى الحب والحنان والعطف والمصداقية.

وهذه الحاجات تتطلب من الفرد أن يعمل على إقامة نوع من التوازن بين ذاته والآخرين.

‏والاتصال الشخصي يعتبر أول أسلوب من أساليب الاتصال التقنية وهو مبدأ بالاحتكاك والمواجهة بين الأطراف التي تتصل مع بعضها البعض، في المواقف المتنوعة والمختلفة، وتعبر طريقة المقابلة interview من ضمن أساليب هذا الاتصال، وهي عبارة مرتبة ومنظمة من قبل، أو هي عبارة عن لقاء تلقائي الذي يحدث بين اثنين وتوضع فيها الأسئلة حسب توارد الخواطر.

‏وبالإضافة إلى المقابلة يوجد الاستخبار الذي يعتبر طريقة اتصال لها مزاياها وصفاتها الخاصة. وفي بعض المواقف من الممكن أن نجمع بين الطريقتين وذلك عندما نقوم بدراسة استطلاعية، في مثل هذا الوضع يجب أن تكون الأسئلة التي تطرح مفتوحة، مع ترك الحرية المطلوبة والمجال للاتصال، بين من يقوم بطرح الأسئلة باللغة المناسبة والتي تمكن المجيب أن يعطي الاجابة الصحيحة أو أن يفهم المعنى المطلوب. وهذا يعني إفساح المجال للتغلب على أهم المشاكل الاتصالية وهي مشكلة عائق اللغة، بالإضافة إلى العقبة الأخرى وهي عقبة الثقافة والاختلاف في القدرة الفكرية بين الطرفين. والتي ينتج عنها عدم فهم الأمثلة التي تطرح بالصورة التي يجب أن تفهم فيها.

‏ولقد اتضحت أهمية الاتصال الشخصي في مجال التأثير، في جميع المجتمعات التي يحدث فيها، المتطورة أو التقليدية، بالرغم من انه في التقليدي يفوق المتطور، لأنه يعتبر مصدرا بديلا خصوصا في حالة غياب الاتصال الجمعي .

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.