المستثنى
المؤلف:
ابن هشام الانصاري
المصدر:
شرح قطر الندى وبل الصدى
الجزء والصفحة:
ص243- 248
20-10-2014
3298
والمستثنى بإلا من كلام تام موجب نحو فشربوا منه إلا قليلا منهم فإن فقد الإيجاب ترجح البدل في المتصل نحو ما فعلوه إلا قليل
ص243
منهم والنصب في المنقطع عند بني تميم وجب عند الحجازيين نحو ما لهم به من علم إلا اتباع الظن ما لم يتقدم فيهما فالنصب نحو قوله وما لي إلا آل أحمد شيعة ومالي إلا مذهب الحق مذهب أو فقد التمام فعلى حسب العوامل نحو وما أمرنا إلا واحدة ويسمى مفرغا ش من المنصوبات المستثنى في بعض أقسامه والحاصل أنه إذا كان الاستثناء بإلا وكانت مسبوقة بكلام تام وموجب وجب بمجموع هذه الشروط الثلاثة نصب المستثنى سواء كان الاستثناء متصلا نحو قام القوم إلا زيدا وقوله تعالى فشربوا منه إلا قليلا منهم أو منقطعا كقولك قام القوم إلا حمارا ومنه في أحد القولين
ص244
قوله تعالى فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس فلو كانت المسألة بحالها ولكن الكلام السابق غير موجب فلا يخلو إما أن يكون الاستثناء متصلا أو منقطعا فإن كان متصلا جاز في المستثنى وجهان أحدهما أن يجعل تابعا للمستثنى منه على أن بدل منه بدل بعض من كل عند البصريين أو عطف نسق عند الكوفيين الثاني أن ينصب على أصل الباب وهو عربي جيد والإتباع أجود منه ونعني بغير الإيجاب النفي والنهي والاستفهام مثال النفي قوله تعالى ما فعلوه إلا قليل منهم وقرأ السبعة غير ابن عامر بالرفع على الإبدال من الواو في ما فعلوه وقرأ ابن عامر وحده بالنصب على الاستثناء ومثال النهي قوله تعالى ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك قرأ أبو عمرو وابن كثير بالرفع على الإبدال من أحد وقرأ الباقون بالنصب على الاستثناء وفيه وجهان أحدهما أن يكون مستثنى من أحد وجاءت قراءة الأكثر على الوجه المرجوح لأن مرجع القراءة الرواية لا الرأي والثاني أن يكون مستثنى من أهلك فعلى هذا يكون النصب واجبا ومثال الاستفهام قوله تعالى ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون قرأ الجميع بالرفع على الإبدال من الضمير في يقنط ولو قرئ الضالين بالنصب على الاستثناء لجاز ولكن القراءة سنة متبعة
ص245
وإن كان الاستثناء منقطعا فأهل الحجاز يوجبون النصب فيقولون ما فيها أحد إلا حمارا وبلغتهم جاء التنزيل قال الله تعالى ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وبنو تميم يجيزون النصب والإبدال ويقرءون إلا اتباع الظن بالرفع على أن بدل من العلم باعتبار الموضع ولا يجوز أن يقرأ بالخفض على الإبدال منه باعتبار اللفظ لأن الخافض له من الزائدة و إتباع الظن معرفة موجبة و من الزائدة لا تعمل إلا في النكرات المنفية أو المستفهم عنها وقد اجتمعا في قوله تعالى ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور وإذا تقدم المستثنى على المستثنى منه وجب نصبه مطلقا أي سواء كان الاستثناء منقطعا نحو ما فيها إلا حمارا أحد أو متصلا نحو ما قام إلا زيدا القوم قال الكميت ومالي إلا آل أحمد شيعة ومالي إلا مذهب الحق مذهب
ص246
وإنما امتنع الإتباع في ذلك لأن التابع لا يتقدم على المتبوع وإن كان الكلام السابق على إلا غير تام ونعني به ألا يكون المستثنى منه مذكورا فإن الاسم المذكور الواقع بعد إلا يعطى ما يستحقه لو لم توجد إلا فيقال ما قام إلا زيد بالرفع كما يقال ما قام زيد و ما رأيت إلا زيدا بالنصب كما يقال ما رأيت زيدا و ما مررت إلا بزيد بالجر كما يقال ما مررت بزيد ويسمى ذلك استثناء مفرغا لأن ما قبل إلا قد تفرغ لطلب ما بعدها ولم يشتغل عنه بالعمل فيما يقتضيه والاستثناء في ذلك كله من اسم عام محذوف فتقدير ما قام إلا زيد ما قام أحد إلا زيد وكذا الباقي
المستثنى بغير وسوى وبخلا وعدا وحاشا وما خلا وما عدا وليس ولا يكون
ويستثنى بغير وسوى خافضين معربين بإعراب الاسم الذي بعد إلا وبخلا وعدا وحاشا ونواصب أو خوافض وبما خلا وبما عدا وليس ولا يكون نواصب ش الأدوات التي يستثنى بها غير إلا ثلاثة أقسام ما يخفض دائما وما ينصب دائما وما يخفض تارة وينصب أخرى فأما الذي يخفض دائما فغير وسوى تقول قام القوم غير زيد و قام القوم سوى زيد بخفض زيد فيهما وتعرب غير نفسها بما يستحقه الاسم الواقع بعد إلا في ذلك الكلام فتقول قام القوم غير زيد بنصب غير كما تقول قام القوم إلا زيدا بنصب زيد وتقول ما قام القوم غير زيد و غير زيد بالنصب والرفع كما تقول ما قام القوم إلا زيدا وإلا زيد وتقول ما قام القوم غير حمار بالنصب عند الحجازيين وبالنصب أو الرفع عند التميميين وعلى ذلك فقس وهكذا حكم سوى خلافا لسيبويه فإنه زعم أنها واجبة النصب على الظرفية دائما الثاني ما ينصب فقط وهو أربعة ليس ولا يكون وما خلا
ص247
وما عدا تقول قاموا ليس زيدا و لا يكون زيدا و ما خلا زيدا وما عدا زيدا وفي الحديث ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوا ليس السن والظفر وقال لبيد ألا كل شيء ما خلا الله باطل وكل نعيم لا محالة زائل وانتصابه بعد ليس و لا يكون على أنه خبرهما واسمهما مستتر فيهما أي وجوبا وانتصابه بعدما خلا و ما عدا على أنه مفعولهما والفاعل مستتر فيهما الثالث ما يخفض تارة وينصب أخرى وهو ثلاثة خلا وعدا وحاشا وذلك لأنها تكون حروف جر وأفعالا ماضية فإن قدرتها حروفا خفضت بها المستثنى وإن قدرتها أفعالا نصبته بها على المفعولية وقدرت الفاعل مضمرا فيها
ص248
الاكثر قراءة في الاستثناء
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة