المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الإصلاحات الطبية  
  
1625   11:19 صباحاً   التاريخ: 15-4-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص355-356
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الصحية والبدنية والجنسية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-4-2016 2004
التاريخ: 20-1-2018 1211
التاريخ: 11-2-2017 1326
التاريخ: 28-1-2016 1401

لسلامة الجسم دور كبير في سعادة وتفاؤل الإنسان واتزانه ووقاره، وقد اثبتت البحوث الطبية ان الأمراض لها دور كبير في إنحرافات وتمرد الأطفال وحتى الكبار.

لقد ساد الاعتقاد بأن معالجة الأمراض النفسية ممكنة إذا ما كان الإنسان سالماً من الناحية الجسمية والعكس صحيح أيضاً الى حد ما؛ فتارة يتسبب عيب صغير في الطفل كالألم في الأذن أو التلكؤ بالتلفظ في تولد حالة غير طبيعية لديه ومن الطبيعي انه طالما لم يتم اقتلاع جذور العلة تعذرت إمكانية العلاج والإصلاح.. إن علماء النفس برهنوا على إمكانية تخليص الطفل من كثير من الاختلالات النفسية عبر معالجة الأمراض وكذلك التدابير الوقائية وتوفير اتزان عقلي وخلقي لهم ومنعهم من الإنحراف.

ـ العلاقة بين الجسم والروح :

من وجهة النظر العلمية يؤثر الجسم في الروح مثلما تؤثر الروح في الجسم... عندما تتوفر الأرضية لسلامة الجسم فإن الروح تستفيد منها أيضاً وإن توفرت عوامل مرض الإنسان جسدياً مرضت الروح كذلك والعكس بالعكس.

المثال التالي يوضح المفهوم أعلاه الى حد ما..

إذا احس الإنسان بمرض جسمي فإنه سيحرمه ولا شك من بعض الملذات، الأمر الذي يتسبب احياناً بتوليد عقد في نفسه وبالتالي بروز حالات شاذة فيه.. فالطفل الذي يعاني من نقص عضوي كالشلل أو العور أو عيب في الوجه على سبيل المثال يكون ملفتاً للنظر في وسط الآخرين وإن كان في وسط من الجهّال صار عرضة لاستهزائهم وكلماتهم اللاذعة وربما لومهم الجارح مما يولد في نفسه العقد، والحال نفسه يلاحظ إذا كان يعاني من عيوب جسدية أخرى.

هذه العقد تتفاقم بالتأكيد في نفس الطفل، وتتفاقم معها حالات التمرد إذا لم يتم إعداده نفسياً وبناء روحه أو عندما يرى اختلافاً بين القيم التي يؤمن بها وبين تلك التي يعامل على أساسها بهذه الطريقة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.