أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-3-2016
3312
التاريخ: 11-4-2016
3820
التاريخ: 6/10/2022
1533
التاريخ: 30-3-2016
4664
|
سارت كتائب التوابين تطوي البيداء لا تلوي على شيء و كان يقدمهم عبد الله ابن عوف و هو يرتجز بهذا الرجز.
خرجن يلمعن بنا ارسالا عوابسا يحملننا أبطالا
نريد أن نلقي بها الاقيالا القاسطين الغدر الضّلّالا
و قد رفضنا الولد و الأموالا و الخفرات البيض و الحجالا
نرضي به ذا النعم المفضالا
و يمثل هذا الرجز الحماسة و الاندفاع الشديد إلى الحرب الذي كان مسيطرا على التوابين و هم في طريقهم إلى محاربة الظالمين الغادرين الضالين و أنهم يرجون من وراء ذلك رضا اللّه تعالى , و انتهت كتائب التوابين إلى عين الوردة فأقامت فيها و قد زحفت جيوش أهل الشام بقيادة المجرم عبيد الله بن زياد إلى محاربتهم و قد التحمت معها التحاما رهيبا و جرت بين الفريقين أعنف المعارك و أشدها ضراوة و أبدي التوابون من البسالة و الصمود ما يعجز عنه الوصف و استشهد في تلك المعارك قادة التوابين كسليمان بن صرد و المسيب بن نجبة و عبد الله بن سعد و غيرهم و رأى التوابون أن لا قدرة لهم على مناجزة أهل الشام فتركوا ساحة القتال و رجعوا في غلس الليل البهيم إلى الكوفة و لم تتعقبهم جيوش أهل الشام و قد ترك استشهاد القادة من التوابين اللوعة و الأسى في نفوس الشيعة و قد رثاهم الشاعر الكبير أعشى همدان بقصيدة ذكر فيها ما أبدوه من البسالة و الصمود أمام جيش أهل الشام و في ما يلي بعض أبياتها :
توجه من دون الثنية سائرا إلى ابن زياد في الجموع الكتائب
فساروا و هم من بين ملتمس التقى و آخر مما جرّ بالأمس تائب
فلاقوا بعين الوردة الجيش فاضلا عليهم فحيوهم بيض قواضب
فجاءهم جمع من الشام بعده جموع كموج البحر من كل جانب
فما برحوا حتى أبيدت جموعهم و لم ينج منهم ثم غير عصائب
و غودر أهل الصبر صرعى فاصبحوا تعاورهم ريح الصبا و الجنائب
و أضحى الخزاعي الرئيس مجدلا كأن لم يقاتل مرة و يحارب
و رأس بني شمخ و فارس قومه جميعا مع التيمي هادي الكتائب
و عمرو بن عمرو و ابن بشر و خالد و بكر و زيد و الحليس بن غالب
ابوا غير ضرب يفلق الهام وقعة و طعن بأطراف الأسنة صائب
فيا خير جيش للعراق و أهله سقيتم روايا كل اسحم ساكب
فلا تبعدوا فرساننا و حماتنا إذا البيض أبدت عن خدام الكواعب
فإن تقتلوا فالقتل اكرم ميتة و كل فتى يوما لاحدى النوائب
و ما قتلوا حتى أصابوا عصابة محلين حورا كالليوث الضوارب
و رسم أعشى همدان في هذه اللوحة الفنية صورة رائعة عن التوابين و أنهم صنفان : صنف يلتمس التقى في جهاده و آخر يريد أن يكفر عن ذنبه و يتوب إلى اللّه تعالى و أنهم جميعا أبدوا من البسالة و الصمود ما يفوق حد الوصف و أن من سقط منهم صرعى في ميدان القتال فإن ريح الصبا و الجنوب تمر على قبورهم و هي تحمل لهم التحية و السلام و الرضوان.
و يتحدث أعشى همدان بأعجاب و اكبار عن زعماء الثورة و قادتها الذين استشهدوا في ساحة النضال فيثنى عليهم ثناء عاطرا و يختم تحيته بالدعاء لهم بأن لا يبعدهم اللّه لأنهم حماة الدار.
أن هذه القصيدة من أروع ما قيل من الشعر في ثورة التوابين , و على أي حال فإن ثورة التوابين قد ملأت قلوب السفكة المجرمين من قتلة الإمام الحسين (عليه السلام) رعبا و فزعا و خوفا و هيأت الشيعة إلى النضال ضد الأمويين .
يقول الدكتور يوسف خليف: و مهما تكن النتيجة التي انتهت إليها ثورة التوابين فإن الأمر الذي لا شك فيه هو أنها تعد أشد ثورة قام بها الشيعة بعد مقتل علي حتى ذلك الوقت و أنها كشفت الرماد عن جذوة التشيع و أشعلت فيها النار حتى ساعدت في النهاية على الإطاحة بحكم الأمويين كما أنها كانت تمهيدا لثورة شيعية خطيرة هي ثورة المختار .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|