المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27
{كل نفس ذائقة الموت}
2024-11-27
قالت اليهود لن نؤمن لرسول حتى يأتي بقربان
2024-11-27



بغض ابن الزبير للعلويين  
  
3136   10:39 صباحاً   التاريخ: 11-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص405-406.
القسم :

كان ابن الزبير يبغض آل النبي (صلى الله عليه واله) الذين فرض اللّه مودتهم على كل مسلم و يحقد عليهم كأشد ما يكون الحقد و بلغ من حقده عليهم أنه ترك الصلاة على النبي (صلى الله عليه واله) في خطبته فقيل له في ذلك فقال: إن له أهل سوء يشرئبون لذكره و يرفعون رؤوسهم إذا سمعوا به .

و يقول ابن الزبير لابن عباس: أني لأكتم بغضكم أهل هذا البيت منذ أربعين سنة  لقد تنكر هذا الجلف لعترة رسول (صلى الله عليه واله) الذين هم مصدر الوعي و الفكر في الإسلام و تناسى فضل النبي العظيم (صلى الله عليه واله) على قومه فهو الذي أنقذهم من حياة البؤس في الصحراء و بنى لهم مجدا و ملكا و جعلهم سادة الأمم و الشعوب.

طلب ابن الزبير من العلويين البيعة له فامتنعوا و قالوا: لا نبايع حتى تجتمع الأمة فأوعز إلى شرطته باعتقالهم فاعتقلوا في زمزم و توعدهم بالقتل و الاحراق و ضرب لهم أجلا مسمى و أشار على ابن‏ الحنفية بعض أتباعه أن يستنجد بالمختار حاكم العراق فكتب إليه يعلمه بحاله فاستجاب له المختار على الفور و أرسل مفرزة عسكرية بقيادة أبي عبد الله الجدلي و أسرع الجيش في سيره حتى انتهى إلى مكة و قد رفعوا الرايات و هم ينادون: يا لثارات الحسين و انتهوا إلى المسجد الحرام و قد أعد ابن الزبير الحطب على باب السجن الذي فيه العلويون و قد عزم الباغي على احراقهم و هجم الجيش على السجن و أخرجوا منه العلويين و طلبوا من محمد بن الحنفية أن يخلي بينهم و بين ابن الزبير ليناجزوه الحرب فأبى و قال لهم مقالة الرجل المؤمن الكريم أني لا استحل الحرم و لم يسمح لهم بقتاله و في نجاة ابن الحنفية من سجن ابن الزبير يقول الشاعر كثير بن عبد الرحمن :

فمن ير هذا الشيخ بالخيف من منى‏                من الناس يعلم أنه غير ظالم‏

سمي النبي المصطفى و ابن عمه‏                  و فكاك اغلال و نفاع غارم‏

أبى فهو لا يشري هدى بضلالة           و لا يتقي في اللّه لومة لائم‏

و نحن بحمد اللّه نتلو كتابه‏                 حلولا بهذا الخيف خيف المحارم‏

بحيث الحمام آمن الروع ساكن‏            و حيث العدو كالصديق المسالم‏

فما فرح الدنيا بباق لأهلها                 و لا شدة البلوى بضربة لازم‏

تخبر من لاقيت أنك عائذ                   بل العائذ المظلوم في سجن عارم‏

نحن على ثقة أن ابن الزبير لو استتبت له الأمور لم يبق علويا على وجه الأرض و لكن اللّه تعالى بلطفه قوض سلطانه و أطاح بملكه .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.