المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الجغرافية
عدد المواضيع في هذا القسم 11774 موضوعاً
الجغرافية الطبيعية
الجغرافية البشرية
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
مدح الزواج وذم العزوبة
2024-07-04
الخصال المطيّبة للعيش / حسن الخلق
2024-07-04
مقومات الشخصية القوية / اتخذ قراراتك بنفسك
2024-07-04
آثار امللك سعنخ كارع.
2024-07-03
الموظف معي.
2024-07-03
الموظف أمنمأبت.
2024-07-03

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


موارد الثروة في البحار والمحيطات  
  
8933   11:09 صباحاً   التاريخ: 7-4-2016
المؤلف : محمد صبري محسوب
الكتاب أو المصدر : جغرافية البحار والمحيطات
الجزء والصفحة : ص250-268
القسم : الجغرافية / الجغرافية الطبيعية / جغرافية البحار والمحيطات /

البحار:

كلمة بحر ليس لها معنى علمي محدود، إذ أنه ليست هناك صفات مشتركة بين بحر الشمال وبحر آزوف وبحر اليابان وبحر قزوين والبحر الميت إلا من ناحية واحدة وهي إنهم جميعا عبارة عن مسطحات مائية  وربما كان أفضل تعريف للبحر هو أنه مسطح مائي يحيط به اليابس من معظم الجهات، والبحار في الغالب تتصل بالمحيطات، وعلى هذا الأساس فإن البحر الميت وبحر آرال وبحر قزوين لا يمكن اعتبارها بحارا بالمعنة الدقيق؛ لأنها ليست متصلة بالمحيطات، لذلك يمكن وصف هذه البحار بأنها أحواض ذات تصريف داخلي.

وأهم بحار العالم حسب المفاهيم القديمة عدها سبعة:

هي: المحيط الأطلسي الشمالي والجنوبي، والمحيط الهادي الشمالي والجنوبي، والمحيط الهندي، والمحيط المتجمد الشمالي، والمحيط المتجمد الجنوبي. أما بالنسبة للإغريق فكان هناك بحر واحد في نظرهم هو Thalassos أو بحر المتوسط. وكان هذا البحر معروفا ومطروقا بواسطة سكان سواحله وخاصة في القسم الشرقي منه، أما المحيط الذي كانوا يسمونه Okeanus فكان المعتقد أنه محيط بالأرض كلها وكان غير معروف لهم.

وفي القرن الخامس قبل الميلاد كانت البحار السبعة هي المحيط الهندي والبحر الأحمر والخليج العربي والبحر الأسود وبحر آزوف وبجر الأدرياتيك وبحر قزوين، أما تعبير أعالي البحار High Seas فيطلق على أجزاء البحار البعيدة التي تتبع دولة بالذات، أما البحار الإقليمية فهي التي كانت تخضع لوحدة سياسية معينة, أما بالنسبة للبحار فإن البحر هو أي سطح مائي نستطيع استخدامه في الملاحة. وعلى سواحل القارات تمتد أشباه جزر وتوجد جزر يعمل وجودها على اقتطاع أجزاء من المحيطات وإعطائها شكلا خاصا بحيث نعتبرها بحارا.

وتكثر البحار حول قارة أوروبا ذاتها وهي عبارة عن شبه لقارة آسيا, وعلى سواحل أوروبا توجد أشباه جزر عديدة وتتداخل بينها بحار تتوغل إلى قلب القارة, كذلك تكثر البحار في جنوب شرق وشرق قارة آسيا، حيث يساعد على تكوينها وجود أشباه الجزر والجزر المنتشرة في هذا الجزء من القارة، ومثال ذلك جزر الهند الشرقية وجزر الفلبين وجزر اليابان, وتقل البحار على السواحل الغربية لأمريكا الشمالية والجنوبية وعلى سواحل القارة الأفريقية بسبب قلة التعرجات, وتعتمد البحار على المحيطات في تنظيم مياهها، أي أن البحار تعتمد على المحيطات وفي نفس الوقت تتأثر بسبب صلتها الوثيقة بها ومن الناحية الجيولوجية فإن البحار أحدث من المحيطات، إذ أن عمر المحيطات قريب من عمر الأرض ذاتها, وهناك أدلة على أن الأرض أو القارات كانت أجزاء منها تشغلها بحار على مر الأزمنة والعصور الجيولوجية, غير أن مساحات وأشكال هذه البحار قد تغيرت من وقت لآخر. وقد نتجت هذه التغيرات عن الحركات التكتونية وعن عمليات النحت والتعرية وعن العصور الجليدية.

أما الخليج Gulf:

فيعرف أحيانا بأنه مسطح مائي طوله أكبر من عرضه, ومن الخلجان المشهورة خليج بوثينا وخليج فنلندة وخليج كاليفورنيا والخليج العربي وحسب التعريف السابق يمكن اعتبار البحر الأحمر خليجا، وقد يعرف الخليج أيضا بأنه مساحة من الماء تفصل بين يابس على الجانبين، ومن أمثلة هذه الخلجان الخليج الاسترالي العظيم وخليج والفس على الساحل الغربي لأفريفية، وخليج نابولي وخليج جنوة والأخير ضحل، وخليج غانه وخليج المكسيك, ومن أمثلة الخلجان أيضا خليج بنغال والبحر العربي على جانبي شبه جزيرة الهند هذا رغم أن الأول يطلق عليه خليج والثاني يطلق عليه بحر، وهناك العديد من اللبس في التسميات بين بحر وخليج مضيق وغير ذلك.

أما المضيق Strait والممر Passage :

فيقصد بهما من الناحية الجغرافية جزء ضيق للغاية من المسطح المائي يصل بين مسطحين واسعين من الماء, ومن أمثلة هذه المضايق مضيق دوفر Dover ومضيق جبل طارق ومضيق فلوريدا والمضايق التي تصل بين المحيط الأطلسي والبحر الكاريبي ومضيق ملقه في إندونيسيا، أما من الناحية الجيولوجية فإن المضيق عبارة عن الانقطاع في امتداد الجزر أو في مناطق البرازخ وذلك مثل مضيق دوفر ومضيقي البوسفور والدردنيل , ومن الممكن أن نقسم البحار إلى بحار داخلية وبحار شبه داخلية، والنوع الأول يوجد متوغلا في وسط اليابس ويرتبط بالمحيط بمضايق ضيقة, وهناك أربعة بحار من هذا النوع هي البحر المتوسط والبحر القطبي وخليج المكسيك والبحر الكاريبي، والأخيران يكونان بحر أمريكا الوسطى، والبحار المتقطعة حول جزر أندونيسيا، وهناك أربعة بحار داخلية أصغر مساحة هي البحر الأحمر وخليج هدسن والخليج العربي وبحر البلطيق, وهذا النوع من البحار تقل به حركة المد والجزر، كما أن بحر البلطيق وخليج هدسن مياههما قليلة الملوحة.

بينما البحر الأحمر مرتفع الملوحة أما البحار المفتوحة فهي تتصل بالمحيطات بفتحات واسعة، ومن أمثلة هذه البحار بحر الشمال وخليج كرينتاريا، وقد تكون هذه البحار متصلة بالمحيطات بعدد من الفتحات أو المضايق، ومثال ذلك بحر برنج وبحر الصين وبحر أختسك وهذا النوع من البحار تشتد فيه حركة المد والجزر، كما أن الشبه بينها وبين المحيطات كبير، وخاصة من ناحية حركة المياه ولذلك يمكن وصف هذه البحار بأنها بحار محيطية وبعض هذه البحار يتميز بالضحالة، ومثال ذلك بحر الشمال والبحر الإيرلندي وخليج فندي، وتقع هذه البحار كلها في منطقة الرصيف القاري لذلك لا يزيد العمق فيها عن ١٠٠ قامة، ويشار إلى هذه البحار أحيانا بأنها بحار رفرفية , أما البحار العميقة فهي التي تنفصل عن المحيطات بواسطة أقواس من الجزر أو أجزاء ضحلة من المحيط، وهذه البحار تنتشر في القسم الغربي من المحيط الهادي وحول أمريكا الوسطى وتصل الأعماق في هذه البحار إلى أكثر من ١٠٠٠ قامة ويطلق على البحار المغلقة اسم البحار القارية Continental وهذه البحار أيضا قد تكون ضحلة وذلك مثل بحر آزوف وخليج هدسن وبحر بلطيق، والبعض الآخر عميق قد يصل عمقه إلى أكثر من ٢٥٠٠ قامة.

تعتبر البحار والمحيطات موردا هاما للمعادن، وأهم هذه المعادن هو الملح، وتوجد كميات هائلة من الملح في مياه البحار والمحيطات، وأغلب الظن أن كمية الملح تزداد باستمرار، إذ أن الحركة الدائمة للمياه هي نحو المحيط، ومواد القشرة الأرضية ومنها الملح تنقل بصفة دائمة إلى مياه المحيط، إذ المعتقد أن ملوحة مياه المحيطات كانت في بادئ الأمر قليلة ثم أخذت في الزيادة؛ لأنه من المعروف أن أملاح مياه المحيط أتت إليها من صخور القشرة الأرضية , ويلاحظ أن هناك تشابها واضحا بين التكوين الكيماوي لمياه البحر ومياه الأنهار، غير أن العناصر الكيماوية في كل منهما توجد بنسب متفاوتة، ففي مياه الأنهار نجد نسبة الكالسيوم عالية، بينما نجدها منخفضة في مياه المحيط، والسبب في قلة نسبة الكالسيوم في مياه المحيطات هو أن الحيوانات المائية تستخدم الكالسيوم في بناء أجسامها وهياكلها فتأخذه من مياه المحيط. كذلك مادة السيليكا نجدها توجد بكثرة في مياه الأنهار عن مياه البحار.

وهناك عوامل أخرى تضيف بعض المعادن إلى مياه البحار والمحيطات، فهناك المواد المعدنية التي تخرج من البراكين وتتطاير في الهواء ثم تصل بطريقة أو بأخرى إلى البحار والمحيطات, هذا بالطبع بالإضافة إلى مواد البراكين التي توجد تحت سطح الماء , ويظهر لنا من هذا أن الأملاح تنتقل من اليابس إلى الماء وليست هناك حركة عكسية لانتقال الأملاح من البحار والمحيطات إلى اليابس، وإن كنا بالطبع نحاول إعادة بعض هذه الأملاح بالطرق الصناعية واستخلاصها من مياه البحار، وبطريقة غير مباشرة عن طريق جمع النباتات البحري وصيد الحيوانات البحرية التي تحتوى أجسامها على بعض هذه الأملاح.

غير أنه توجد علمية غير عادية تنتقل بواسطتها مياه البحار والمحيطات إلى اليابس وذلك عندما تطغى مياه البحار على الأجزاء اليابسة وترسب تكويناتها ثم تنحسر مرة أخرى تاركة هذه الرواسب وراءها، غير أن هذه الرواسب لا تستمر فترة طويلة فوق اليابس، وإنما تعود مرة أخرى إلى البحار بواسطة المياه الجارية التي تحملها وتنقلها إلى البحار والمحيطات.

وهناك وسيلة أخرى تنتقل عن طريقها الأملاح بين اليابس والماء وبالعكس، تلك هي الرياح التي تحمل ذرات الملح الموجودة في تكوينات اليابس وتلقيه في أجزاء من البحار والمحيطات، أو تحمل ذرات الملح التي تتركها مياه البحار على الشواطئ ويحملها الهواء فتظل عالقة به، وقد تستخدم هذه الذرات أو بعضها كنواة تتكاثف حولها قطرات المطر، ثم تسقط على سطح الأرض مع الأمطار لتعود مرة أخرى إلى البحار والمحيطات.

وقد اكتشفت كثير من الأملاح التي تحتويها مياه البحار عن طريق وجودها في تركيب بعض النباتات أو الحيوانات البحرية ولم يكن الإنسان يعرف عن وجودها ضمن مياه البحر شيئا من قبل, ولم يستطع الإنسان حتى الوقت الحاضر أن يستخلص كل المواد الكيماوية التي توجد في مياه البحار والمحيطات، وإنما وصل عدد المواد التي استخراجها الإنسان من مياه البحار والمحيطات حتى الآن إلى حوالي الخمسين مادة.

ولا بد أن هناك الكثير المتبقي لو وجد الإنسان الوسيلة إلى استخراجها، وفي مياه البحار والمحيطات خمسة أنواع من الأملاح توجد بنسب ثابتة تقريبا، وكما نتوقع فإن أكثر هذه الأملاح وجودا هو كلوريد الصوديوم الذي يكون ٧٧,٨ % من جملة الأملاح وكلوريد المغنسيوم ونسبته ١٠,٩ % ثم سلفات المغنسيوم بنسبة ٤,٧ % وسلفات الكالسيوم وتكون نسبته ٣,٦%، وسلفات البوتاسيوم ونسبتها ٢,٥ % أم باقي الأملاح فتكون ٠,٥ الباقية (1).

ويعتبر الذهب أكثر العناصر التي اجتذبت الإنسان من بين المواد الموجودة في البحار والمحيطات. إذ أن الذهب كان هو المعدن الذي خطف بريقه عيون الباحثين عن الثروة سواء في مناطق اليابس أو مناطق البحار والمحيطات، غير أن الصعوبة في الحصول عليه تمثلت في كيفية استخراجه من باطن البحار والمحيطات، وقد قام الكيماوي الألماني فريتز هيبرFritz Haber بعد الحرب العالمية الأولى بعمل دراسة قامت ألمانيا على أساسها بإرسال باخرة هي الباخرة ميتور Meteor الى عرض المحيط الأطلسي لاستخراج الذهب من ماء المحيط، ولكن تكاليف الرحلة واستخراج المعدن فاقت ما حصلت عليه البعثة من ذهب في هذه الرحلة.

وقد وجد أنه في ميل مكعب من مياه المحيط يوجد ما قيمته حوالي ٤٠ مليون جنيه ذهبا، ٣ مليون جنيه من الفضة، غير أن استخراج الذهب والفضة من هذا القدر من المياه يستدعى ملء وإفراغ ٢٠٠ خزان مرتين يوميا لمدة سنة، ومساحة كل خزان ٥٠٠ قدم مربع وعمقه خمسة أقدام. وهذا يجعل الإنتاج غير اقتصادي , ومن المواد الموجودة في مياه البحار والمحيطات أيضا مادة اليود، وتوجد هذه المادة في تكوين كل النباتات والحيوانات البحرية، فالإسفنج والمرجان وبعض الحشائش البحرية تحوي كميات هائلة منه. كذلك يحتوي الهواء في المناطق الساحلية على كميات منه أيضا. وقد أصبح اليود أيضا جزءا من تكوين الجسم البشري.

كذلك معظم مادة البروم Bromine توجد في المحيطات والبحار فهي تحوي ٩٩ % من هذه المادة، وحتى النسبة الضئيلة التي توجد في صخور القشرة الأرضية فقد أرسبت عليها بواسطة مياه البحار والمحيطات، وهناك أنواع من النباتات وخاصة على سواحل الولايات المتحدة تستخلص هذه المادة، ويدخل البروم في عدد من الصناعات الكيماوية مثل مواد إطفاء الحريق وصناعة الأفلام والأصباغ وبعض المواد الحربية. ومن أكثر بحار العالم التي تحتوي على نسبة عالية من البروم هو البحر الميت ويقدر أنه يحتوى على حوالي ٨٥٠ مليون طن من البروم، ويذكر أيضا أن نسبة البروم في البحر الميت تبلغ مائة مئل نسبته في مياه البحار والمحيطات الأخرى، ومصدر البروم في البحر الميت هو الآبار الساخنة التي توجد في قاع بحر الجليل الذي تصل مياهه إلى الميت عن طريق نهر الأردن.

ويعتبر المغنسيوم من المعادن الأخرى التي تستخرج في الوقت الحاضر من مياه البحار والمحيطات، ويقدر أنه في كل ميل من مياه المحيط يوجد ٤ مليون طن من المغنسيوم. وقد اخترعت طريقة استخلاص المغنسيوم من مياه المحيط حوالي سنة ١٩٤١ ، وقد ازدادت كمية إنتاج المغنسيوم بكميات هائلة,  وقد ساعدت الكميات الكبيرة من المغنسيوم التي تستخرج من مياه البحار والمحيطات على إمداد صناعة الطائرات خلال الحرب العالمية الثانية بحاجتها من المغنسيوم، ويلاحظ أن كل طائرة تحتوي على حوالي نصف طن من المغنسيوم ولمعدن المغنسيوم استخدامات أخرى كثيرة، حيث توجد حاجة إلى معدن خفيف الوزن، كذلك يستخدم المغنسيوم في عمل حبر الطباعة وفي صناعة بعض الأدوية وفي صناعة معجون الأسنان وفي عمل القنابل أما ملح الطعام فقد استخرجه الإنسان من مياه البحار منذ قرون عديدة وخاصة في المناطق المدارية حيث الحرارة مرتفعة ودرجة التبخر عالية.

 وقد قام الإغريق والرومان والمصريون باستخراج الملح من ماء البحر منذ زمن بعيد، وما زال استخراج الملح من مياه البحر اعتمادا على تبخير المياه بواسطة أشعة الشمس يزاول حول الخليج العربي وفي الصين واليابان وجزر الفلبين وعلى سواحل كاليفورنيا، وتوجد هنا وهناك أحواض لاستخراج ملح الطعام حيث تعمل أشعة الشمس والرياح على تبخير المياه وترك الأملاح المترسبة بكميات كبيرة، ومن أمثلة ذلك حوض ران أف كتش Rann of Cutch على الساحل الغربي لشبه جزيرة الهند، وهو عبارة عن سهل مستو طوله ١٨٥ ميل وعرضه ٦٠ ميل، ويفصل بينه وبين البحر جزيرة كتش، وعندما تهب الرياح الموسمية الجنوبية الغربية فإن مياه المحيط تنتقل بواسطة قناة وتغطي السهل، وفي فصل الجفاف تبدأ المياه في التبخر تاركة طبقة سميكة من الملح.

وكثير من الأملاح التي توجد في قشرة الأرض أرسبت عندما كانت أجزاء من اليابس مغطاة بمياه المحيطات، ففي العصر البرمي كان يوجد بحر داخلي كبير يغطى معظم أوروبا وخاصة الجزر البريطانية الحالية وفرنسا وألمانيا وبولندة، وكانت الأمطار قليلة ونسبة التبخر عالية، وقد زادت الملوحة في مياه البحر وبدأ يرسب كميات كبيرة من الأملاح في طبقات فوق بعضها البعض، وفي فترة من فترات الإرساب كانت معظم الرواسب من الجبس ومعها طبقات من الملح، ثم بدأت تترسب طبقات من البوتاسيوم والمغنسيوم.

كذلك في العصر السيلوري وجد حوض ملحي كبير في شمال الولايات المتحدة، وفي هذا الحوض أرسبت طبقات من الملح والجبس في مساحة تبلغ ١٠٠٠٠٠ ميل مربع، وتوجد سبع طبقات متتابعة من الملح والجبس، وأعلى هذه الطبقات يوجد على عمق نصف ميل، وفي جنوب ولاية متشجن الأمريكية يبلغ سمك بعض هذه الطبقات حوالي ٥٠٠ قدم, ومن أهم مناجم الملح في العالم بحيرة سيرلز Searles في صحراء موهافي Mojave في ولاية كاليفورنيا، وقد كان هذا الجزء يكون ذراعا من المحيط ثم اقتطع منه بواسطة سلاسل جبلية ارتفعت ففصلته عن المحيط، ثم جفت مياه البحر الداخلي تاركة طبقة صلبة من الملح يبلغ سمكها ما بين 70 ،٥٠ قدما، وتحت طبقة الملح توجد طبقة من الطين، وقد اكتشفت حديثا طبقة أخرى من الملح أسفل طبقة الطين. وقد بدأ استغلال الملح من بحيرة سيرلز في سنة ١٨٧٠ ثم ازداد استغلاله في سنة ١٩٢٠ وتنتج بحيرة سيرلز إلى جانب ملح الطعام مواد معدنية أخرى.

وينتظر أن يمثل البحر الميت في وقت قريب موردا للأملاح مماثلا لبحيرة سيرلز، والبحر الميت هو البقية الباقية من بحر كبير كان يشغل وادي الأردن كله وكان طوله حوالي ١٩٠ ميل، ومياه البحر الميت مرتفعة الملوحة – كما ذكرنا من قبل – بسبب زيادة التبخر في هذا المناخ الحار، لدرجة أن الحيوانات المائية لا تستطيع الحياة في مياهه، والأسماك التي تجلبها مياه نهر الأردن تموت عند وصولها إلى البحر الميت، ويقع البحر الميت على ارتفاع ١٣٠٠ قدم تحت سطح البحر المتوسط وهو بذلك أكثر المسطحات المائية انخفاضا، ويشغل البحر الميت الجزء المنخفض من أخدود الأردن.

ويعد البترول من أهم الموارد المعدنية في البحار والمحيطات في الوقت الحاضر، وقد تكون البترول في فترات قديمة منذ الزمن الباليوزوي من بقايا نباتات وحيوانات، وتلائم ظروف هدوء المياه في البحر الأسود وفيوردات النرويج على تكون البترول، وحتى في مناطق القارات حيث توجد حقول بترول نجد أنها قريبة من أحواض بحار قديمة، ويزداد البحث الجيولوجي في الوقت الحاضر عن البترول في المناطق غير الثابتة التي كانت تغطيها بحار ضحلة في معظم الأوقات وتلك هي الأجزاء التي توجد ما بين الكتل الصلبة التي تكونت حولها القارات الحالية.

ومن أمثلة هذه الأجزاء الحوضية الجزء الممتد بين أوروبا والشرق الأقصى ويشغله الخليج العربي والبحر الأحمر والبحر الأسود وبحر قزوين والبحر المتوسط. أما خليج المكسيك والبحر الكاريبي فإنهما يقعان في حوض آخر بين أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية، كذلك يوجد حوض داخلي بين قارتي آسيا واستراليا، وأخيرا، يوجد الحوض المخاط باليابس في المحيط المتجمد الشمالي، وهذه الأحواض جميعا قد تبادلها اليابس والماء في فترات متعاقبة، وفي الفترات التي غطاها البحر تكونت فوقها طبقات سميكة من الرواسب، وفي مياهها عاشت حياة مائية غنية وقد انقرضت هذه الحيوانات واختلطت بقاياها بالرواسب.

وهناك كميات هائلة من البترول في كل هذه المناطق الحوضية، ففي الشرق الأوسط توجد حقول البترول في المملكة العربية السعودية وفي الكويت وإيران والعراق وفي الجمهورية العربية المتحدة وفي ليبيا والجزائر، وفي الخليج العربي وفي خليج السويس، وفي الحوض الواقع بين آسيا واستراليا يوجد البترول في جزيرة جاوة وجزيرة سومطرة وجزيرة بورنيو وجزيرة نيوغينيا. ويوجد حوالي نصف بترول الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة سواحل خليج المكسيك أو في قاع الخليج نفسه، وفي أمريكا الجنوبية يوجد البترول في جمهوريتي كولومبيا وفنزويلا في الأجزاء الساحلية الشمالية التي تعتبر جزءا من حوض البحر الكاريبي أما في منطقة محيط القطب الشمالي فالدراسات قليلة، ولو أنه يوجد بترول في بعض أجزاء ألاسكا، وفي بعض جزر الأرخبيل الكندي وفي سواحل سيبريا.

وقد اتجهت أنظار الجيولوجيين أخيرا إلى التنقيب عن البترول في قيعان المحيطات، إذ أن كل أو معظم مناطق البترول في الأجزاء القارية قد اكتشفت واستغلت تقريبا، ودور البحار والمحيطات يأتي بعد ذلك، ويستخرج البترول حاليا بالفعل وكما ذكرنا من عرض البحر فهناك آبار للبترول بالقرب من سواحل كاليفورنيا وتكساس ولويزيانا في الولايات المتحدة, وقد لوحظ أن البترول في هذه المناطق يوجد عادة بالقرب من كتل الأملاح، ويستخدم جهاز يسمى Magnetometer (جهاز قياس الجاذبية) تقاس بواسطته الاختلافات في درجة الجاذبية المعدنية حتى يتم تحديد تلك الكتل الملحية بواسطة جهاز السموجراف المعروف وبواسطة صدى الصوت بتفجير الديناميت في هذه الأجزاء.

وقد استخدمت هذه الوسائل جميعا على اليابس منذ وقت طويل، ولكن استخدامها في البحر لم يبدأ إلا منذ سنة ١٩٤٥ ، وقد أمكن إدخال تحسينات على الماجنتومتر بحيث يقيس باستمرار إذا وضع في مؤخرة سفينة أثناء إبحارها أو يدلى من طائرة تطير فوق سطح الماء على ارتفاع منخفض.

ولكن يجب ألا يغيب عن بالنا أنه رغم كل هذه الوسائل المتقدمة فإن استخراج البترول من أعماق المحيطات والبحار ليس بالأمر الهين، فهناك صعوبات العمق وتعرض المنشآت لفعل الأمواج والرياح وتحت مياه المحيط للمواد المعدنية المستخدمة في عمليات الحفر والضخ وغير ذلك , هذا من ناحية المعادن التي توجد في مياه البحار والمحيطات أو في أعماقها وغيرها ماذا عن البخار والمحيطات كمورد للغذاء وخاصة فيما يتعلق بصيد الأسماك وغيرها من الحيوانات.

______________

(1) Sverdup , H. U,. The Oceans . New York 1946.




نظام المعلومات الجغرافية هو نظام ذو مرجعية مجالية ويضم الأجهزة ("Materielles Hardware)" والبرامج ("Logiciels Software)" التي تسمح للمستعمل بتفنيد مجموعة من المهام كإدخال المعطيات انطلاقا من مصادر مختلفة.
اذا هو عبارة عن علم لجمع, وإدخال, ومعالجة, وتحليل, وعرض, وإخراج المعلومات الجغرافية والوصفية لأهداف محددة . وهذا التعريف يتضمن مقدرة النظم على إدخال المعلومات الجغرافية (خرائط, صور جوية, مرئيات فضائية) والوصفية (أسماء, جداول), معالجتها (تنقيحها من الأخطاء), تخزينها, استرجاعها, استفسارها, تحليلها (تحليل مكاني وإحصائي), وعرضها على شاشة الحاسوب أو على ورق في شكل خرائط, تقارير, ورسومات بيانية.





هو دراسة وممارسة فن رسم الخرائط. يستخدم لرسم الخرائط تقليدياً القلم والورق، ولكن انتشار الحواسب الآلية طور هذا الفن. أغلب الخرائط التجارية ذات الجودة العالية الحالية ترسم بواسطة برامج كمبيوترية, تطور علم الخرائط تطورا مستمرا بفعل ظهور عدد من البرامج التي نساعد على معالجة الخرائط بشكل دقيق و فعال معتمدة على ما يسمى ب"نظم المعلومات الجغرافية" و من أهم هذه البرامج نذكر MapInfo و ArcGis اللذان يعتبران الرائدان في هذا المجال .
اي انه علم وفن وتقنية صنع الخرائط. العلم في الخرائط ليس علماً تجريبياً كالفيزياء والكيمياء، وإنما علم يستخدم الطرق العلمية في تحليل البيانات والمعطيات الجغرافية من جهة، وقوانين وطرق تمثيل سطح الأرض من جهة أخرى. الفن في الخرائط يعتمد على اختيار الرموز المناسبة لكل ظاهرة، ثم تمثيل المظاهر (رسمها) على شكل رموز، إضافة إلى اختيار الألوان المناسبة أيضاً. أما التقنية في الخرائط، يُقصد بها الوسائل والأجهزة المختلفة كافة والتي تُستخدم في إنشاء الخرائط وإخراجها.





هي علم جغرافي يتكون من الجغرافيا البشرية والجغرافية الطبيعية يدرس مناطق العالم على أشكال مقسمة حسب خصائص معينة.تشمل دراستها كل الظاهرات الجغرافيّة الطبيعية والبشرية معاً في إطار مساحة معينة من سطح الأرض أو وحدة مكانية واحدة من الإقليم.تدرس الجغرافيا الإقليمية الإقليم كجزء من سطح الأرض يتميز بظاهرات مشتركة وبتجانس داخلي يميزه عن باقي الأقاليم، ويتناول الجغرافي المختص -حينذاك- كل الظاهرات الطبيعية والبشرية في هذا الإقليم بقصد فهم شخصيته وعلاقاته مع باقي الأقاليم، والخطوة الأولى لدراسة ذلك هي تحديد الإقليم على أسس واضحة، وقد يكون ذلك على مستوى القارة الواحدة أو الدولة الواحدة أو على مستوى كيان إداري واحد، ويتم تحديد ذلك على أساس عوامل مشتركة في منطقة تلم شمل الإقليم، مثل العوامل الطبيعية المناخية والسكانية والحضارية.وتهدف الجغرافية الإقليمية إلى العديد من الأهداف لأجل تكامل البحث في إقليم ما، ويُظهر ذلك مدى اعتماد الجغرافيا الإقليمية على الجغرافيا الأصولية اعتماداً جوهرياً في الوصول إلى فهم أبعاد كل إقليم ومظاهره، لذلك فمن أهم تلك الأهداف هدفين رئيسيين:
اولا :الربط بين الظاهرات الجغرافية المختلفة لإبراز العلاقات التبادلية بين السكان والطبيعة في إقليم واحد.
وثانيا :وتحديد شخصية الإقليم تهدف كذلك إلى تحديد شخصية الإقليم لإبراز التباين الإقليمي في الوحدة المكانية المختارة، مثال ذلك إقليم البحر المتوسط أو إقليم العالم الإسلامي أو الوطن العربي .