أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-03-2015
3447
التاريخ: 5-4-2016
3842
التاريخ: 6-4-2016
2908
التاريخ: 7-4-2016
2871
|
اضطربت كلمة المؤرخين في تحديد الجيش الذي نزح مع الامام الى مظلم ساباط فابن أبي الحديد ذكر أنه نزح مع الامام جيش عظيم ولم يحدده إلا أنه حدد المقدمة التي تولى قيادتها عبيد الله فقال : إن عددها كان اثنى عشر ألفا من فرسان العرب وقراء المصر وذكر الطبري وغيره انه كان اربعين ألفا ويستفاد من مطاوي بعض الأحاديث التي دارت بين الامام وبعض أصحابه في أمر الصلح أن عدد الجيش كان مائة ألف كقول سليمان بن صرد للامام (عليه السلام) وهو في مقام التقريع له على امضائه وقبوله الصلح أما بعد : فان تعجبنا لا ينقضي من بيعتك معاوية ومعك مائة ألف مقاتل من أهل العراق , كما يستفاد أيضا أنه كان تسعين ألفا وقيل أنه سبعون ألفا الى غير ذلك والذي نذهب إليه أن عدد الجيش كان يربو على أربعين ألفا ويدل على ذلك ما حدث به نوف البكالي قال : لما عزم الامام على العودة الى حرب معاوية قبيل وفاته بأسبوع عقد للحسين على عشرة آلاف ولأبي أيوب على عشرة آلاف ولقيس بن سعد على عشرة آلاف ولغيرهم على أعداد أخر وهو يريد الرجعة الى صفين فما دارت عليه الجمعة حتى ضربه ابن ملجم بالسيف فهذا القول يروي لنا جيشا مسلحا كان متهيئا للحرب قد عدّ اسماء جماعة من قادته لهم السلطة على ثلاثين ألف جندي مسلح ولم يذكر لنا أسماء القادة الآخر الذين نصبهم الإمام على كتائب جيشه ولا كمية عدد الجيش الآخر ولا شك بأنهم كانوا يربون على عشرة آلاف هؤلاء جميعا قد بايعوا الحسن ونفروا معه الى حرب عدوه ويدل على ذلك ما رواه أبو الفداء ان الحسن تجهز الى حرب معاوية بالجيش الذي بايع أباه ويؤيده أيضا ما ذكره ابن الأثير قال : كان أمير المؤمنين علي قد بايعه أربعون ألفا من عسكره على الموت لما ظهر ما كان يخبرهم به عن أهل الشام فبينما هو يتجهز للمسير قتل (عليه السلام) وإذا أراد الله أمرا فلا مرد له فلما قتل وبايع الناس ولده الحسن بلغه مسير معاوية في أهل الشام إليه فتجهز هو والجيش الذين كانوا بايعوا عليا وسار عن الكوفة الى لقاء معاوية , ويؤكد ذلك حديث المسيب بن نجبة مع الامام في أمر الصلح قال له ما ينقضي عجبي منك صالحت معاوية ومعك أربعون ألفا ؛ فعدد الجيش على هذه الروايات المتوافرة كان أربعين الفا وهو الذي يذهب إليه وقد ناقش سماحة الحجة المغفور له آل ياسين الروايات المتقدمة واختار بعد التصفية والمناقشة ان عدده كان عشرين ألفا أو يزيد قليلا , ومهما كان الأمر فان الاختلاف في عدده ليس بذي خطر لأن الجيش مهما كان عدده كثيرا وخطيرا إذا كان مختلف الأهواء والنزعات لا بد وأن ينخذل ولا يحرز فتحا ونصرا لأن الاعتبار في النصر والظفر دائما إنما هو بالإخلاص والإيمان والعقيدة ووحدة الكلمة لا بالكثرة وضخامة العدد فكم فئة قليلة تضامنت فيما بينها واتحدت وتعاونت قد حازت النصر وفتحت فتحا مبينا وسحقت القوى المقابلة لها وإن كانت أكثر منها عدة وأعظم استعدادا أوفر قوة والجيش العراقي مهما بلغ عدده وبولغ في كثرته فانه مصاب بالاختلاف والتفكك والانحلال ومع ذلك فكيف يظفر بالنجاح وما ذا تفيده الكثرة؟ وضخامة العدد؟.
لا شك أن الجيش هو العماد الذي يقوم عليه عرش الدولة ويبتنى عليه كيانها وهو السياج الواقي للحكومة والشعب من الاعتداء وعليه المعول فى حفظ النظام وسيادة الأمن لكن فيما إذا كان مخلصا فى دفاعه ومؤمنا بحكومته وأما إذا كان خائنا أو لا ينظر لدولته إلا بنظر العداء والانتقام ويترقب الفرص للفتك بها وتمكين العدو منها فانها حتما لا تنجح في أي ميدان من ميادين الصراع الداخلي والخارجي ولا تفوز بالنجاح حينما يتلبد جوّها السياسي بالغيوم القاتمة والأخطار الفاتكة وكان الجيش العراقي الذي زحف مع الإمام لمحاربة معاوية قد ركس فى الفتنة وماج في الشقاء فكان خطره على الدولة أعظم من خطر معاوية وقد وصفه الشيخ المفيد ; وقسمه الى عناصر وقد أجاد فى وصفه وأبدع في تقسيمه قال طيب الله مثواه : واستنفر الناس للجهاد فتثاقلوا عنه ثم خفوا وخف معه أخلاط من الناس بعضهم شيعة له ولأبيه وبعضهم محكمة يؤثرون قتال معاوية بكل حيلة وبعضهم أصحاب فتن وطمع بالغنائم وبعضهم شكاك وبعضهم أصحاب عصبية اتبعوا رؤساء قبائلهم لا يرجعون الى دين ؛ وأعرب الشيخ المفيد نضّر الله مثواه في كلامه : أولا : عن كراهة الجيش للحرب وإيثاره للعافية ورغبته في السلم وأفاد ثانيا : في تقسيمه ان الجيش ينقسم الى عناصر متباينة فى أفكارها مختلفة في عقائدها وهي كما يلي :
1 ـ الشيعة : هؤلاء فيما يظهر عدد قليل في الجيش العراقي ولو كانوا عددا كثيرا فيه لما أجبر أمير المؤمنين (عليه السلام) على التحكيم في صفين ولما صالح الحسن معاوية وهذا العنصر يخالف بقية العناصر في تفكيره وشعوره وإيمانه فهو يرى أن الخلافة من حقوق أهل البيت وانهم أوصياء النبي وحضنة الإسلام وحماته وطاعتهم مفروضة على جميع المسلمين.
2 ـ المحكمة : هم الخوارج الذين ضمهم جيش الامام وكانوا يرومون قتال معاوية بكل حيلة ووسيلة لا إيمانا منهم بقضية الحسن وباطل معاوية بل كانوا يرون الحسن ومعاوية في صعيد واحد وإنهما لا يستحقان الخلافة وإنما كانوا يستعجلون حرب معاوية ومناجزته لأنهم يعلمون انه أوفر قوة من الامام فرأوا أن ينضموا الى جيشه مؤقتا حتى ينهوا أمره فان قضي عليه فيكون أمر الحسن سهلا لأن اغتياله ليس بالعسير عليهم فقد اغتالوا أباه من قبل .
3 ـ اصحاب المطامع : ضم جيش الإمام فصيلة من الجند لا تؤمن بالقيم الروحية ولا تقدس العدل ولا تفقه الحق وإنما كانوا ينشدون مصالحهم وأطماعهم وكانوا يرقبون من كثب أي الجهتين قد كتب لها النصر والظفر حتى يلحقوا بها.
4 ـ الشكاكون : أكبر الظن ان الشكاكين هم الذين أثرت عليهم دعوة الخوارج ودعاية الأمويين حتى شككوا في مبدأ أهل البيت (عليهم السلام) وفي رسالتهم الإصلاحية ولو اندلعت نيران الحرب لما ساعدوا الإمام بشيء لأنهم لم يكونوا مدفوعين بدافع الإيمان والعقيدة.
5 ـ اتباع الرؤساء : هم أكثر العناصر عددا وأعظمهم خطرا فهم يتبعون زعماءهم ورؤساءهم اتّباع أعمى لا إرادة لهم ولا تفكير ولا شعور بالواجب وهم المعبر عنهم بالهمج الرعاع , وكان أغلب سواد العراق قد انتمى الى أحد الزعماء على غرار العشائر العراقية في هذا الوقت وأكثر زعماء العراق ممن كاتب معاوية بالطاعة والانقياد كقيس بن الأشعث وعمرو بن الحجاج وحجار بن أبجر وأضرابهم من الخوارج والمنافقين الذين اشتركوا في أعظم مأساة سجلها التأريخ وهي قتل سيد شباب أهل الجنة الحسين (عليه السلام).
هذه هي العناصر التي تكوّن منها الجيش العراقي بل العراق كله من نفر منه الى الحرب ومن لم ينفر ينطبق عليه أحد هذه العناوين التي ذكرها شيخ الإسلام المفيد ; في كلامه القيم وأكثر هؤلاء لا يؤمن من شرهم فى السلم فضلا عن الحرب .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
خدمات متعددة يقدمها قسم الشؤون الخدمية للزائرين
|
|
|