أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-4-2016
3023
التاريخ: 5-4-2016
5054
التاريخ: 6-4-2016
2971
التاريخ: 5-4-2016
2967
|
لما وصلت رسالة الإمام الى معاوية أجاب عنها بجواب يلمس فيه المكر والخداع وهذه صورته : أما بعد فقد فهمت ما ذكرت به رسول الله (صلى الله عليه واله) وهو أحق الأولين والآخرين بالفضل كله وذكرت تنازع المسلمين الأمر بعده فصرّحت بتهمة أبي بكر الصديق وعمر وأبي عبيدة الأمين وصلحاء المهاجرين فكرهت لك ذلك إن الأمّة لما تنازعت الأمر بينها رأت قريشا أخلقها به فرأت قريش والأنصار وذوو الفضل والدين من المسلمين أن يولوا من قريش أعلمها بالله وأخشاها له وأقواها على الأمر فاختاروا أبا بكر ولم يألوا ولو علموا مكان رجل غير أبي بكر يقوم مقامه ويذب عن حرم الإسلام ذبه ما عدلوا بالأمر الى أبي بكر والحال اليوم بيني وبينك على ما كانوا عليه فلو علمت أنك أضبط لأمر الرعية وأحوط على هذه الأمّة وأحسن سياسة وأكيد للعدو وأقوى على جمع الفيء لسلمت لك الأمر بعد أبيك فان أباك سعى على عثمان حتى قتل مظلوما فطالب الله بدمه ومن يطلبه الله فلن يفوته ثم ابتز الأمّة أمرها وفرّق جماعتها فخالفه نظراؤه من أهل السابقة والجهاد والقدم فى الإسلام وادعى أنهم نكثوا بيعته فقاتلهم فسفكت الدماء واستحلت الحرم ثم أقبل إلينا يدعي علينا بيعة ولكنه يريد أن يملكنا اغترارا فحاربناه وحاربنا ثم صارت الحرب الى أن اختار رجلا واخترنا رجلا ليحكما بما تصلح عليه الأمّة وتعود به الجماعة والألفة وأخذنا بذلك عليهما ميثاقا وعليه مثله وعلينا مثله على الرضا بما حكما فأمضى الحكمان عليه الحكم بما علمت وخلعاه فو الله ما رضى بالحكم ولا صبر لأمر الله فكيف تدعوني الى أمر إنما تطلبه بحق أبيك وقد خرج منه فانظر لنفسك ولدينك والسلام ؛ وروى هذا الجواب بصورة أخرى أوسع وأبسط من الأولى وهذا نصه : من عبد الله معاوية أمير المؤمنين الى الحسن بن علي : سلام عليك فاني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد : فقد بلغني كتابك وفهمت ما ذكرت به محمدا رسول الله (صلى الله عليه واله) من الفضل وهو أحق الأولين والآخرين بالفضل كله قديمه وحديثه وصغيره وكبيره وقد والله بلغ وأدى ونصح وهدى حتى أنقذ الله به من الهلكة وأنار به من العمى وهدى به من الجهالة والضلالة فجزاه الله أفضل ما جزى نبيا عن أمته وصلوات الله عليه يوم ولد ويوم بعث ويوم قبض ويوم يبعث حيا وذكرت وفاة النبي (صلى الله عليه واله) وتنازع المسلمين بعده وتغلبهم على أبيك فصرحت بتهمة أبي بكر الصديق وعمر الفاروق وأبي عبيدة الأمين وحواري رسول الله (صلى الله عليه واله) وصلحاء المهاجرين والأنصار فكرهت ذلك لك إنك امرؤ عندنا وعند الناس غير الظنين ولا المسيء ولا اللئيم وأنا أحب لك القول السديد والذكر الجميل , إن هذه الأمّة لما اختلفت بينها لم تجهل فضلكم ولا سابقتكم ولا قرابتكم من نبيكم ولا مكانكم في الإسلام وأهله فرأت الأمّة أن تخرج من هذا الأمر لقريش لمكانتها من نبيها ورأى صلحاء الناس من قريش والأنصار وغيرهم من سائر الناس وعوامهم أن يولوا هذا الأمر من قريش أقدمها إسلاما وأعلمها بالله وأحبها له وأقواها على أمر الله فاختاروا أبا بكر , وكان ذلك رأي ذوي الدين والفضل والناظرين للأمة فأوقع ذلك فى صدوركم لهم التهمة ولم يكونوا متهمين ولا فيما أتوا بالمخطئين ولو رأى المسلمون أن فيكم من يغني غناءه ويقوم مقامه ويذب عن حريم الإسلام ذبه ما عدلوا بالأمر الى غيره رغبة عنه ولكنهم علموا في ذلك بما رأوه صلاحا للإسلام وأهله والله يجزيهم عن الإسلام وأهله خيرا وقد فهمت الذي دعوتني إليه من الصلح والحال فيما بيني وبينك اليوم مثل الحال التي كنتم عليها أنتم وأبو بكر بعد وفاة النبي (صلى الله عليه واله) فلو علمت أنك أضبط مني للرعية وأحوط على هذه الأمّة وأحسن سياسة وأقوى على جمع الأموال وأكيد للعدو لأجبتك الى ما دعوتني إليه ورأيتك لذلك أهلا ولكن قد علمت اني أطول منك ولاية وأقدم منك بهذه الأمّة تجربة وأكبر منك سنا فأنت أحق أن تجيبني الى هذه المنزلة التي سألتني فادخل في طاعتي ولك الأمر من بعدي ولك ما في بيت مال العراق من مال بالغا ما بلغ تحمله الى حيث أحببت ولك خراج أي كور العراق شئت معونة لك على نفقتك يجبيها أمينك ويحملها لك في كل سنة ولك أن لا يستولى عليك بالإساءة ولا تقضى دونك الأمور ولا تعصى في أمر أردت به طاعة الله أعاننا الله وإياك على طاعته إنه سميع مجيب الدعاء والسلام .
واشتملت هذه الرسالة بكلتا الروايتين على دجل معاوية ومراوغته وأغاليطه كما يقول الدكتور أحمد رفاعي ولا بد لنا من وقفة قصيرة للنظر فى محتوياتها وهي :
1 ـ جاء فيها : أن هذه الأمّة لما اختلفت بينها لم تجهل فضلكم ولا سابقتكم للإسلام ولا قرابتكم من نبيكم .... الخ .
إن من تتبع الأحداث التي وقعت بعد وفاة النبي (صلى الله عليه واله) عرف زيف هذا الكلام ومجافته للواقع فان العترة الطاهرة واجهت بعد النبي (صلى الله عليه واله) أشق المحن والخطوب فان الجرح لما يندمل والرسول لما يقبر استبد القوم بالأمر وعقدوا سقيفتهم متهالكين على الحكم وتغافلوا عترة نبيهم فلم يأخذوا رأيهم ولم يعتنوا بهم ولما تم انتخاب أبي بكر خفوا مسرعين الى بيت بضعته وريحانته وهم يحملون مشاعل النار لإحراقه وسحبوا أخا النبي ووصيه أمير المؤمنين مقادا بحمائل سيفه ليبايع قسرا وهو يستجير فلا يجار وخلد بعد ذلك الى العزلة يسامر همومه وشجونه وتتابعت عليهم منذ ذلك اليوم المصائب والخطوب فلم يمض على انتقال النبي (صلى الله عليه واله) الى دار الخلد خمسون عاما وإذا بالمسلمين في موكب جهير يجوب البيداء من بلد الى بلد وهم يحملون رؤوس أبنائه على أطراف الرماح وبناته سبايا يتصفح وجوههن القريب والبعيد ويستشرفهن أهل المناهل والمناقل ؛ وبعد هذه المحن التي ألمّت بهم هل أدت الأمّة حقهم وعرفت مكانتهم ولم تجهل فضلهم.
2 ـ ومن محتوياتها : ورأى صلحاء الناس من قريش والأنصار وغيرهم أن يولوا الأمر من قريش ....الخ .
إن صلحاء المسلمين وخيارهم كانوا مع أمير المؤمنين ولم يرتضوا بيعة أبي بكر وأقاموا على ذلك سيلا من الاحتجاج والإنكار .
لقد كانت مغبة اختيار قريش أن يحكم رقاب المسلمين معاوية ويزيد ومروان والوليد وأمثالهم من أئمة الظلم والجور الذين أغرقوا البلاد في الماسي والشجون وأمعنوا فى إذلال المسلمين وإرهاقهم حتى بايعوا في عهد يزيد انهم خول وعبيد له هذا ما رآه صلحاء الناس من قريش في صرف الأمر عن عترة نبيهم كما قال معاوية وقد وفقت فى اختيارها كما يقولون ؛ فانا لله وإنا إليه راجعون.
3 ـ ومن غريب هذه الرسالة قوله : فلو علمت أنك أضبط للرعية مني وأحوط على هذه الأمّة وأحسن سياسة ....الخ ؛ نعم تجلت حيطته على الإسلام وحسن سياسته حينما تم له الأمر وصفا له الملك فانه أخذ يتتبع صلحاء المسلمين وأبرارهم فيمعن في قتلهم ومطاردتهم وزجهم في السجون ؛ ومن حيطته على الإسلام استلحاقه لزياد بن أبيه وسبه لأمير المؤمنين على المنابر وفي قنوت الصلاة ونصبه ليزيد حاكما على المسلمين وأمثال هذه الموبقات والجرائم التي سودت وجه التاريخ .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|