المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

الاسمدة المركبة
20-11-2017
حساسية للبندق Hazelnut Allergy
16-7-2018
The Amino Acid Residues in Proteins Are L Stereoisomers
11-4-2017
Reactions of Free Radicals : Intermolecular Addition Reactions
28-8-2018
عوامل مضادة للسمنة Antiobesity Agents
24-5-2017
إنتاج بلدة طمون
23-4-2018


جواب معاوية على رسالة الامام  
  
3627   12:55 صباحاً   التاريخ: 5-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسن دراسة وتحليل
الجزء والصفحة : ج2، ص59-63
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-4-2016 3023
التاريخ: 5-4-2016 5054
التاريخ: 6-4-2016 2971
التاريخ: 5-4-2016 2967

لما وصلت رسالة الإمام الى معاوية أجاب عنها بجواب يلمس فيه المكر والخداع وهذه صورته : أما بعد فقد فهمت ما ذكرت به رسول الله (صلى الله عليه واله) وهو أحق الأولين والآخرين بالفضل كله وذكرت تنازع المسلمين الأمر بعده فصرّحت بتهمة أبي بكر الصديق وعمر وأبي عبيدة الأمين وصلحاء المهاجرين فكرهت لك ذلك إن الأمّة لما تنازعت الأمر بينها رأت قريشا أخلقها به فرأت قريش والأنصار وذوو الفضل والدين من المسلمين أن يولوا من قريش أعلمها بالله وأخشاها له وأقواها على الأمر فاختاروا أبا بكر ولم يألوا ولو علموا مكان رجل غير أبي بكر يقوم مقامه ويذب عن حرم الإسلام ذبه ما عدلوا بالأمر الى أبي بكر والحال اليوم بيني وبينك على ما كانوا عليه فلو علمت أنك أضبط لأمر الرعية وأحوط على هذه الأمّة وأحسن سياسة وأكيد للعدو وأقوى على جمع الفيء لسلمت لك الأمر بعد أبيك فان أباك سعى على عثمان حتى قتل مظلوما فطالب الله بدمه ومن يطلبه الله فلن يفوته ثم ابتز الأمّة أمرها وفرّق جماعتها فخالفه نظراؤه من أهل السابقة والجهاد والقدم فى الإسلام وادعى أنهم نكثوا بيعته فقاتلهم فسفكت الدماء واستحلت الحرم ثم أقبل إلينا يدعي علينا بيعة ولكنه يريد أن يملكنا اغترارا فحاربناه وحاربنا ثم صارت الحرب الى أن اختار رجلا واخترنا رجلا ليحكما بما تصلح عليه الأمّة وتعود به الجماعة والألفة وأخذنا بذلك عليهما ميثاقا وعليه مثله وعلينا مثله على الرضا بما حكما فأمضى الحكمان عليه الحكم بما علمت وخلعاه فو الله ما رضى بالحكم ولا صبر لأمر الله فكيف تدعوني الى أمر إنما تطلبه بحق أبيك وقد خرج منه فانظر لنفسك ولدينك والسلام ؛ وروى هذا الجواب بصورة أخرى أوسع وأبسط من الأولى وهذا نصه : من عبد الله معاوية أمير المؤمنين الى الحسن بن علي : سلام عليك فاني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد : فقد بلغني كتابك وفهمت ما ذكرت به محمدا رسول الله (صلى الله عليه واله) من الفضل وهو أحق الأولين والآخرين بالفضل كله قديمه وحديثه وصغيره وكبيره وقد والله بلغ وأدى ونصح وهدى حتى أنقذ الله به من الهلكة وأنار به من العمى وهدى به من الجهالة والضلالة فجزاه الله أفضل ما جزى نبيا عن أمته وصلوات الله عليه يوم ولد ويوم بعث ويوم قبض ويوم يبعث حيا وذكرت وفاة النبي (صلى الله عليه واله) وتنازع المسلمين بعده وتغلبهم على أبيك فصرحت بتهمة أبي بكر الصديق وعمر الفاروق وأبي عبيدة الأمين وحواري رسول الله (صلى الله عليه واله) وصلحاء المهاجرين والأنصار فكرهت ذلك لك إنك امرؤ عندنا وعند الناس غير الظنين ولا المسيء ولا اللئيم وأنا أحب لك القول السديد والذكر الجميل , إن هذه الأمّة لما اختلفت بينها لم تجهل فضلكم ولا سابقتكم ولا قرابتكم من نبيكم ولا مكانكم في الإسلام وأهله فرأت الأمّة أن تخرج من هذا الأمر لقريش لمكانتها من نبيها ورأى صلحاء الناس من قريش والأنصار وغيرهم من سائر الناس وعوامهم أن يولوا هذا الأمر من قريش أقدمها إسلاما وأعلمها بالله وأحبها له وأقواها على أمر الله فاختاروا أبا بكر , وكان ذلك رأي ذوي الدين والفضل والناظرين للأمة فأوقع ذلك فى صدوركم لهم التهمة ولم يكونوا متهمين ولا فيما أتوا بالمخطئين ولو رأى المسلمون أن فيكم من يغني غناءه ويقوم مقامه ويذب عن حريم الإسلام ذبه ما عدلوا بالأمر الى غيره رغبة عنه ولكنهم علموا في ذلك بما رأوه صلاحا للإسلام وأهله والله يجزيهم عن الإسلام وأهله خيرا وقد فهمت الذي دعوتني إليه من الصلح والحال فيما بيني وبينك اليوم مثل الحال التي كنتم عليها أنتم وأبو بكر بعد وفاة النبي (صلى الله عليه واله) فلو علمت أنك أضبط مني للرعية وأحوط على هذه الأمّة وأحسن سياسة وأقوى على جمع الأموال وأكيد للعدو لأجبتك الى ما دعوتني إليه ورأيتك لذلك أهلا ولكن قد علمت اني أطول منك ولاية وأقدم منك بهذه الأمّة تجربة وأكبر منك سنا فأنت أحق أن تجيبني الى هذه المنزلة التي سألتني فادخل في طاعتي ولك الأمر من بعدي ولك ما في بيت مال العراق من مال بالغا ما بلغ تحمله الى حيث أحببت ولك خراج أي كور العراق شئت معونة لك على نفقتك يجبيها أمينك ويحملها لك في كل سنة ولك أن لا يستولى عليك بالإساءة ولا تقضى دونك الأمور ولا تعصى في أمر أردت به طاعة الله أعاننا الله وإياك على طاعته إنه سميع مجيب الدعاء والسلام .

واشتملت هذه الرسالة بكلتا الروايتين على دجل معاوية ومراوغته وأغاليطه كما يقول الدكتور أحمد رفاعي ولا بد لنا من وقفة قصيرة للنظر فى محتوياتها وهي :

1 ـ جاء فيها : أن هذه الأمّة لما اختلفت بينها لم تجهل فضلكم ولا سابقتكم للإسلام ولا قرابتكم من نبيكم .... الخ .

إن من تتبع الأحداث التي وقعت بعد وفاة النبي (صلى الله عليه واله) عرف زيف هذا الكلام ومجافته للواقع فان العترة الطاهرة واجهت بعد النبي (صلى الله عليه واله) أشق المحن والخطوب فان الجرح لما يندمل والرسول لما يقبر استبد القوم بالأمر وعقدوا سقيفتهم متهالكين على الحكم وتغافلوا عترة نبيهم فلم يأخذوا رأيهم ولم يعتنوا بهم ولما تم انتخاب أبي بكر خفوا مسرعين الى بيت بضعته وريحانته وهم يحملون مشاعل النار لإحراقه وسحبوا أخا النبي ووصيه أمير المؤمنين مقادا بحمائل سيفه ليبايع قسرا وهو يستجير فلا يجار وخلد بعد ذلك الى العزلة يسامر همومه وشجونه وتتابعت عليهم منذ ذلك اليوم المصائب والخطوب فلم يمض على انتقال النبي (صلى الله عليه واله) الى دار الخلد خمسون عاما وإذا بالمسلمين في موكب جهير يجوب البيداء من بلد الى بلد وهم يحملون رؤوس أبنائه على أطراف الرماح وبناته سبايا يتصفح وجوههن القريب والبعيد ويستشرفهن أهل المناهل والمناقل ؛ وبعد هذه المحن التي ألمّت بهم هل أدت الأمّة حقهم وعرفت مكانتهم ولم تجهل فضلهم.

2 ـ ومن محتوياتها : ورأى صلحاء الناس من قريش والأنصار وغيرهم أن يولوا الأمر من قريش ....الخ .

إن صلحاء المسلمين وخيارهم كانوا مع أمير المؤمنين ولم يرتضوا بيعة أبي بكر وأقاموا على ذلك سيلا من الاحتجاج والإنكار .

لقد كانت مغبة اختيار قريش أن يحكم رقاب المسلمين معاوية ويزيد ومروان والوليد وأمثالهم من أئمة الظلم والجور الذين أغرقوا البلاد في الماسي والشجون وأمعنوا فى إذلال المسلمين وإرهاقهم حتى بايعوا في عهد يزيد انهم خول وعبيد له هذا ما رآه صلحاء الناس من قريش في صرف الأمر عن عترة نبيهم كما قال معاوية وقد وفقت فى اختيارها كما يقولون ؛ فانا لله وإنا إليه راجعون.

3 ـ ومن غريب هذه الرسالة قوله : فلو علمت أنك أضبط للرعية مني وأحوط على هذه الأمّة وأحسن سياسة ....الخ ؛ نعم تجلت حيطته على الإسلام وحسن سياسته حينما تم له الأمر وصفا له الملك فانه أخذ يتتبع صلحاء المسلمين وأبرارهم فيمعن في قتلهم ومطاردتهم وزجهم في السجون ؛ ومن حيطته على الإسلام استلحاقه لزياد بن أبيه وسبه لأمير المؤمنين على المنابر وفي قنوت الصلاة ونصبه ليزيد حاكما على المسلمين وأمثال هذه الموبقات والجرائم التي سودت وجه التاريخ .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.