في ليلة السابع والعشرين من رجب وفي غار جبل حراء على بعد ثلاثة أميال من مكّة أنزل اللّه أوّل مرّة مع جبرئيل على نبيّه (صلى الله عليه واله وسلم) :

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق : 1 - 5]

ثم توالى نزول القرآن ثلاثا وعشرين سنة. قال تعالى :

{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً ....} [النحل : 89]

وكما أخبر اللّه سبحانه في سورة الجمعة :

{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الجمعة : 2]

وكما قال تعالى في سورة البقرة :

{كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} [البقرة : 151]

أنزل اللّه في القرآن جميع أنواع المعرفة الدينية من صفات الخالق وأخبار المعاد وأحكام الاسلام وآدابه وأصناف المعرفة بجميع عوالم الوجود؛ عوالم السموات والارض ، وعوالم الملائكة والجن والانس والنبات والحيوان ، وأخبار الامم السابقة والبائدة وأنبيائها ، وأخبار الغيوب الاتية ، وأودع مفاتيح تلك الكنوز من المعرفة ، إلى رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) وقال تعالى في سورة النحل /44 :

{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}

نزل القرآن على رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) ثلاث عشرة سنة في مكّة وعشر سنوات في المدينة ولكلّ خصائصه .