الشياع- في اللّغة- : الانتشار والتقوية ، يقال : شاع الخبر أي كثر وقوي . والشيعة من يتقوّى بهم الانسان وينتشرون عنه ، وشاع القوم : انتشروا . ومنه قيل للشجاع مشيع ، يقال شيعة وشيع وأشياع ، قال : {وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ } [الصافات : 83] ، { هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ } [القصص : 15] «1» .

وقال الشهرستاني : «الشيعة هم الذين شايعوا عليّا (عليه السلام) على الخصوص ، وقالوا بإمامته وخلافته نصّا ووصيّة ، إمّا جليّا وإمّا خفيّا ، واعتقدوا أنّ الإمامة لا تخرج من‏ ولده ، وإن خرجت فبظلم يكون من غيره أو بتقيّة من عنده .

وقالوا : ليست الإمامة قضيّة مصلحيّة تناط باختيار العامّة وينتصب الإمام بنصبهم ، بل هي قضيّة أصوليّة وهي ركن الدّين ، لا يجوز للرّسل (عليهم السلام) إغفاله وإهماله ولا تفويضه إلى العامّة وإرساله .

ويجمعهم القول بوجوب التعيين والتنصيص ، وثبوت عصمة الأنبياء والأئمة وجوبا عن الكبائر والصغائر ، والقول بالتولّي والتبرّي : قولا وفعلا وعقلا ، إلّا في حال التقيّة» «2» .

ولأبان- وهو من أعاظم أصحاب الأئمّة : السجّاد والباقر والصادق (عليه السلام) - قوله في تعريف الشيعة ، إذ يركّز على جانب اتباع الرأي في مفهوم التشيّع ، فيقول مخاطبا أحد أصحابه : «يا أبا البلاد! أ تدري من الشيعة ؟ الشيعة الذين إذا اختلف الناس عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أخذوا بقول عليّ (عليه السلام) ، وإذا اختلف الناس عن عليّ (عليه السلام) ، أخذوا بقول جعفر بن محمّد (عليه السلام) » «3» .

__________________________________

(1)- مفردات ألفاظ القرآن/ الراغب الاصفهاني/ تحقيق صفوان داودي/ ص 470 .

(2)- الملل والنحل/ الشهرستاني/ ص 131 .

(3)- رجال النجاشي/ ج 1/ ص 78 .