أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-10-2014
2074
التاريخ: 17-10-2014
1407
التاريخ: 27-11-2014
2109
التاريخ: 13-3-2016
2998
|
سؤال :
قال تعالى : {وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ } [السجدة : 20] .
وقال : {وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ} [سبأ : 42].
كيف جاء الوصف وكذا الضمير في الآية الأُولى مُذَكّراً ، وفي الآية الثانية مُؤنّثاً في حين وحدة السياق ؟!
جواب :
المضاف إلى مؤنّث إن كان يجوز حذفه ولا يُخلّ حذفُه بمَفاد الكلام يجوز في وصفه التذكير والتأنيث ، قال ابن مالك :
وربّـما أكـسبَ ثانٍ أَوَّلاَ تأنيثاً إن كانِ لحذف مُوهَلاَ
فإنّ المضاف المُذَكّر قد يَكتسب التأنيث من المضاف إليه المؤنّث بشرط جواز حذفه من غير إخلال بمَفاد الكلام ، كما قال الأعشى :
وَتَشرِقُ بالقول الذي قد أَذعتَه كما شَرِقَت صدرُ القناة مِن الدمِ
فتأنيث الفعل ( شرقت ) المسند إلى ( صدر ) إنّما هو باعتبار كسبه التأنيث من المضاف إليه ، فلو قُدّر حذفه لم يختلّ مَفاد الكلام .
وجاء عكسه في قول الآخر :
رؤية الفكرِ ما يؤولُ له الأمرُ مُـعينٌ على اجتناب التَواني
وقال غيره :
إنارةُ العقلِ مكسوفٌ بطوعِ هوىً وعقلُ عاصي الهوى يَزداد تَنويراً
فالضمائر الراجعة إلى المضاف ـ وهو مؤنّث ـ في البيتَين ، إنّما رُوعي فيها جانب المضاف إليه المُذَكّر ، باعتبار أنّ حذف المضاف في مثل هذا الكلام غير مُخلّ بمفاده .
وهكذا في الآية الكريمة يَجوز في وصف العذاب المضاف إلى النار مُراعاة التذكير على الأصل ، كما في الآية من سورة السجدة ، وكذا مراعاة التأنيث باعتبار إضافته إلى النار ، كما في الآية من سورة سبأ .
وكِلا الأمرَين جائز ، كما قال ابن مالك : ( وربّما أكسب ثانٍ أوَّلاً تأنيثاً ... ) ، وليس دائماً ولا ضرورة .
* * *
هذا بناءً على كون الوصف نعتاً للمضاف في كلتا الآيتَين ؛ نظراً لوحدة السياق فيهما .
وربما فرّقوا بين الآيتَين فجعلوا الوصف نعتاً للمضاف في الآية الأُولى ، وللمضاف إليه في الآية الثانية ، وعلّلوا ذلك باختلاف الموجب :
قال الزركشي : جاء في سورة السجدة بلفظ ( الذي ) على وصف العذاب ، وفي سورة سبأ بلفظ ( التي ) على وصف النار . وذلك لوقوع ( النار ) في سورة السجدة موقع الضمير الذي لا يُوصف ، وإنّما وقعت موقع الضمير لتقدّم إضمارها في قوله : {وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ} [السجدة : 20].
فحقّ الكلام أنْ يُقال : ( وقيل لهم ذوقوا عذابها... ) فلمّا وضعها موضع المضمر الذي لا يقبل الوصف عَدَل إلى وصف العذاب .
وأمّا في ( سبأ ) فوَصَفَها لعدم المانع مِن وصفِها (1) .
* * *
وربّما ذهبوا إلى أنّه وصفٌ للنار في كلتا الآيتَين ، وجاء التذكير في سورة السجدة على معنى ( الجحيم ) أو ( الحريق ) (2) .
وهنا وجوه استحسانيّة لا نُطيل بذِكرها فليراجع مظانّها (3) .
____________________
(1) البرهان ، ج2 ، ص63 ـ 64 .
(2) إملاء ما مَنَّ به الرحمان لأبي البقاء العكبري ، ج2 ، ص190 .
(3) ذكر الزركشي وجوهاً أربعة ، وقد ذَكَرنا اثنين منها ، راجع : البرهان ، ج2 ، ص63 ـ 64 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|