المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

محسن بن حسن بن مرتضى المحقّق الأعرجي.
17-7-2016
بلورات الغازات الخاملة
2023-10-01
الأغسال الفعلية التي تستحب بعد الفعل
14-11-2016
التسويق الإلكتروني كأداة للتميز في منظمات الأعمال
1-9-2016
دودة ثمار الرمان Ectomyelois ceratoniae
24-1-2016
Antiparallel Beta-Barrel Motifs
7-12-2015


مصرعُ الزبير وطلحة  
  
3349   11:30 صباحاً   التاريخ: 15-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج2, ص43-46.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

وكان الزبير رقيق القلب شديد الحرص على مكانته مِن النّبي (صلّى الله عليه وآله) إلاّ أنّ حبّ المُلْك هو الذي أغراه ودفعه إلى الخروج على الإمام (عليه السّلام) ؛ يضاف إلى ذلك ولده عبد الله فهو الذي زجّ به في هذه المهالك وباعد ما بينه وبين دينه وقد عرف الإمام (عليه السّلام) رقّة طبع الزبير فخرج إلى ميدان القتال ورفع صوته : أين الزبير؟.

فخرج الزبير وهو شاك في سلاحه فلمّا رآه الإمام (عليه السّلام) بادر إليه واعتنقه وقال له بناعم القول : يا أبا عبد الله ما جاء بك ها هنا؟.

ـ جئت أطلب دم عثمّان.

فرمقه الإمام (عليه السّلام) بطرفه وقال له : تطلب دم عثمّان!.

ـ نعم.

ـ قتل الله مَنْ قتل عثمّان , وأقبل عليه يحدّثه برفق قائلاً : أنشدك الله يا زبير هل تعلم أنّك مررت بي وأنت مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وهو متكئ على يدك فسلّم عليّ رسول الله وضحك إليّ ثمّ التفت إليك فقال لك : يا زبير إنّك تقاتل عليّاً وأنت له ظالم.

وتذكّر الزبير ذلك وقد ذهبت نفسه أسىً وحسرات وندم أشدّ ما يكون النّدم على موقفه هذا والتفت إلى الإمام (عليه السّلام) وهو يصدّق مقالته : اللّهم نعم.

ـ فعلامَ تقاتلني؟.

ـ نسيتها والله ولو ذكرتها ما خرجت إليك ولا قاتلتك .

ـ ارجع.

ـ كيف ارجع وقد التقت حلقتا البطان؟! هذا والله العار الذي لا يُغسل.

ـ ارجع قبل أنْ تجمع العار والنار.

وألوى عنان فرسه وقد ملكت الحيرة والقلق أهابه وراح يقول :

فاخترتُ عاراً على نارٍ مؤجّجةٍ       ما إنْ يقوم لها خلقٌ من الطينِ

نادى عليٌّ بأمرٍ لستُ أجهلُهُ         عارٍ لَعمرُك في الدنيا وفي الدينِ

فقلتُ حسبُك مِن عذلٍ أبا حسنٍ       فبعض هذا الذي قد قلت يكفيني

وقفل الإمام (عليه السّلام) راجعاً إلى أصحابه فقالوا له : تبرز إلى زبير حاسراً وهو شاك السّلاح وأنت تعرف شجاعته! فقال (عليه السّلام) : إنّه ليس بقاتلي إنّما يقتلني رجل خامل الذكر ضئيل النسب غيلة في غير ماقط  حرب ولا معركة رجال ؛ ويل أُمّه أشقى البشر! ليودّ أنّ أُمّه هبلت به , أما أنّه وأحمر ثمّود لمقرونان في قرن ... .

واستجاب الزبير لنداء الإمام (عليه السّلام) فاتّجه صوب عائشة فقال لها : يا أُمّ المؤمنين إنّي والله ما وقفت موقفاً قط إلاّ عرفت أين أضع قدمي فيه إلاّ هذا الموقف ؛ فإنّي لا أدري أمقبل أنا فيه أم مدبر؟! وعرفت عائشة تغيير فكرته وعزمه على الانسحاب مِنْ حومة الحرب فقالت له باستهزاء وسخرية مثيرة عواطفه : يا أبا عبد الله خفت سيوف بني عبد المطلب؟! وعاثت هذه السخرية في نفسه فالتفت إليه ولده عبد الله فعيّره بالجبن قائلاً : إنّك خرجت على بصيرة ولكنّك رأيت رايات ابن أبي طالب وعرفت أنّ تحتها الموت فجبنت والتاع الزبير مِنْ حديث ولده فقال له : ويحك! إنّي قد حلفت له أنْ لا اُقاتله.

فقال له ابنه : كفّر عن يمينك بعتق غلامك سرجس ؛ فأعتق غلامه وراح يجول في ميدان الحرب ليُري ولده شجاعته ويوضّح له أنّه إنّما فرّ بدينه لا جبناً ولا خوراً ومضى منصرفاً على وجهه حتّى أتى وادي السّباع وكان الأحنف بن قيس مع قومه مقيمين هناك ، فتبعه ابن جرموز فأجهز عليه وقتله غيلة وحمل مقتله إلى الإمام (عليه السّلام) فحزن عليه كأشدّ ما يكون الحزن ويقول الرواة : إنّه أخذ سيفه وهو يقول : سيف طالما جلا الكروب عن وجه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) , وعلى أي حالٍ لقد كانت النهاية الأخيرة للزبير تدعو إلى الأسف والأسى ؛ فقد تمرّد على الحقّ وأعلن الحرب على وصي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وباب مدينة علمه.

وخاض طلحة المعركة وهو يحرّض جيشه على الحرب فبصر به مروان بن الحكم فرماه بسهم ؛ طلباً بثار عثمّان فوقع على الأرض يتخبّط بدمه وكان مروان يقول لبعض ولد عثمّان : لقد كفيتك ثأر أبيك من طلحة وأمر طلحة مولاه أنْ يأوي به إلى مكان ينزل فيه فأوى به بعد مشقّة إلى دار خربة مِنْ دور البصرة فهلك فيها بعد ساعة.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.