أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-3-2016
6087
التاريخ: 14-3-2016
4727
التاريخ: 16-3-2016
2347
التاريخ: 3-9-2019
3371
|
تقوم هذه الطريقة على اساس تشخيص المجرمين من الاسلوب الاجرامي الذي يسلكونه في ارتكابهم لجرائمهم. فقد دلت التجربة ان لكل مجرم اسلوبه الخاص في ارتكاب الجريمة من الصعوبة ان يغيره بحيث يصبح هذا الاسلوب طابعا له يميزه عن باقي المجرمين، وكلما صادف نجاحا في الجرائم التي يرتكبها كلما زاد تمسكه بالاسلوب الذي اتبعه في تنفيذها بحيث يصبح هذا الاسلوب عادة متأصلة فيه فإذا أراد العدول عنه او تغييره خانته ارادته لسيطرة العادة وتحكمها فيه، وهكذا يصبح اسلوب الاجرام كما لو انه البصمة النفسية للمجرم (1). ومما تجدر ملاحظته ان طبيعة التكوين الجسمي – النفسي للمجرم تلعب دورا مهما في تحديد اسلوب الجريمة التي يتخصص في ارتكابها بحيث يختار الاسلوب الذي يتلائم مع هذا التكوين (2). واستنادا لما تقدم فإذا تمكنا من تسجيل وتصنيف الاساليب الاجرامية التي اتبعها المجرمون المعرفون في ارتكاب جرائمهم السابقة وقارنا الاساليب بالأساليب التي اتبعت في ارتكاب الجريمة حديثة لوجدنا على الاكثر ان مرتكب الجريمتين يكون شخصا واحدا، وبهذه الوسيلة قد نتوصل الى معرفة مرتكب الجريمة الحديثة. ولقد دلت هذه الحقيقة الى اتباع طريقة اسلوب الاجرام التي تهدف الى تشخيص الفاعل من خلال تحليل الظروف التي اكتشفت الجريمة قبل وأثناء وبعد ارتكابها حسب نظام معين ومقارنتها مع الجرائم السابقة يمكن التوصل الى الجريمة الحديثة. وتحليل الجريمة عبارة عن فكها الى اجزاءها المكونة لها وهي :
1-الهدف.
2-المدخل.
3-الوسيلة.
4-الغرض.
5-الوقت.
6-الصفة.
7-رواية المجرم.
8-الشريك.
9-واسطة النقل.
10-الصفة المميزة.
والآن نأتي على شرح نقطة من النقاط آنفة الذكر.
1-الهدف :
ويقصد به الشيء او الشخص الذي وقعت عليه الجريمة : ان التجارب قد دلت بأن المجرم يستهدف عادة صنفا معينا من الاشخاص او الاشياء لتنفيذ عمله الاجرامي عليها، ونادرا ما يحاول المجرم تغيير ذلك الهدف، لذلك ينبغي على الدوام ان توضح بدقة في التقرير الخاص بالجريمة صفة المجني عليه او الشيء الذي كان هدفا وبالتالي فإن الأوصاف العامة غير الدقيقة لا تكفي في هذا الخصوص، فمثلا لا يكتفي بذكر عبارة (سرق من شخص او دار سكني او حانوت) حيث ان هذه العبارة لا تبين بوضوح صنف الشخص او الدار او الحانوت الذي استهدفته الجريمة. لذلك ينبغي ان يذكر مثلا طالبة مدرسة او محاسب او سائق سيارة، او مسكن عامل او فندق وغير ذلك من الأوصاف التي تعطي فكرة اولية عن الجريمة. وفي جرائم النشل يجب بيان مكان وقوع الحادث بوضوح وذلك كأن يكون محطة قطار او شارع او موقف للسيارات العامة أو الأماكن والمحلات المزدحمة .. إلخ (3).
2-المدخل :
ويقصد به تعيين نقطة الدخول الحقيقية الى مكان الحادثة للتوصل الى الهدف بكل وضوح كأن يكون من باب الدار الأمامية او الخلفية او الجانبية، او من نافذة تنقية الهواء او بواسطة ثقب الجدار او ثقب السقف او اية طريقة اخرى.
3-الوسيلة:
ويقصد بها الوسيلة التي استخدمها المجرم للدخول في محل الجريمة فيجب ان يبين عما اذا كان قد استعمل مفاتيح مصطنعة او سلما او كسر باب او نافذة .. إلخ. وان يوصف كل ذلك بدقة. اما اذا كانت الجريمة قد وقعت على شخص واستعمل فيها الجاني السلاح ضد المجني عليه فينبغي وصف السلاح وصفا دقيقا، هذا علاوة على فحص السلاح المذكور لاكتشاف آثار بصمات الأصابع المتروكة عليه.
4-الغرض :
يقصد بالغرض الغاية التي من أجلها ارتكبت الجريمة، كأن تكون السرقة أو
الانتقام او الزنا او الخطف .. إلخ. ولما كانت الأموال المسروقة في جرائم السرقات تشكل على الاكثر الدليل الوحيد ضد الفاعل فعليه يجب الحصول على أدق الأوصاف لتلك الاشياء.
5-الوقت :
ويقصد به الوقت الذي ارتكبت فيه الجريمة، اي : ان تحدد بالضبط الساعة واليوم والتاريخ الذي وقعت فيه الجريمة، واذا لم يكن بالإمكان تحديد الساعة بالضبط فعندئذ يكتفي بذكر مثلا (في الصباح الباكر او اثناء الليل او المساء) ولا يكتفي بذكر الساعة واليوم والتاريخ فحسب بل يجب ايضاح الظروف التي وقعت فيها الجريمة، مثل وقت الصلاة، أو اثناء حفلة وغير ذلك من المناسبات. اي تحديد الزمن والظرف الذي ارتكبت فيه الجريمة يساعد على قصر وتحديد الشبهة ضد فئة معينة من المجرمين الذين تعودوا ارتكاب جرائمهم خلال تلك الاوقات.
6-الصفة :
ويقصد بها ما يضيفه المجرم على نفسه من صفة مزيفة عند ارتكابه الجريمة لتسهيل تنفيذها، كأن يدخل الدار منتحلا صفة الجاني او عامل الكهرباء او التلفون ... إلخ، ويحصل في بعض الاحيان ان تتفق الصفة التي ينتحلها المجرم مع طبيعة عمله الحقيقي، كأن تكون مهنته اصلاح الساعات ويحصل بهذه الصفة على ساعات ويهرب بها.
7-رواية المجرم :
ويقصد بها القصة التي يرويها المجرم عادة لتبرير وجوده في محل ارتكاب الجريمة، او بالقرب منه، وأغلب ما يقصده من وراء قصته هو تدعيم صفته، كأن يأتي المجرم مثلا الى الدار ويدعي ان صاحب الدار قد أرسله وهو يطلب الحاجة الفلانية، ومما يلاحظ ان المجرم يكون قد رتب روايته مقدما ويشرع بسردها او الخوض بها تبرعا منه، وذلك لتغطية اسباب وجوده في ذلك المجتمع او المنطقة لذلك من الضروري جداً ان تؤخذ الرواية التي تفوه بها المجرم من الشخص الذي وقعت الجريمة ضده بالذات ومهما حاول المجرم تغيير روايته فلا بد ان ينسجم قسم منها مع الروايات التي رواها في جرائمه السابقة ولذلك ينبغي على المحقق تدوين ما قاله المجرم حتى وإن كان اتفه الجمل او الكلمات اذ ربما كانت تلك الاقوال التافهة في نظر المحقق او ضابط الشرطة هي السبب المؤدي الى معرفة الفاعل.
8-الشريك :
وتعني هذه النقطة البحث عما اذا كانت الجريمة قد ارتكبت بواسطة شخص واحد او بالاشتراك مع آخرين، فقد دلت التجارب على ان بعض المجرمين يرتكبون جرائمهم منفردين بينما يكون لغيرهم شركاء او رفقاء فمثلا (المساعدون) غالبا ما يقومون بحركات متنوعة لتغطية أعمال النشال ويستلمون منه الأموال التي تم نشلها فورا، ومن الصعب عادة التوصل الى معرفة الشركاء الا بعد التعمق في التحقيق. ويمكن الاستدلال على ذلك مما يظهر من الآثار ومن ظروف الحادثة. ولهذه النقطة أهمية كبيرة في التحقيق حيث توجد هناك فئة من المجرمين تعودت العمل منفردة بينما لا تستطيع الاخرى إتيان اي جرم إلا بمعاونة شريك او عدة شركاء ...
9-واسطة النقل :
ويقصد بها كيفية انتقال المجرم الى محل الجريمة وكيفية مغادرته له.
اذ ينبغي على الدوام بذل جميع الجهود الممكنة للتأكد من طريق وصول المجرم الى محل الحادثة وعودته منها بعد ارتكاب الجريمة ولأجل التوصل الى ذلك يجب التحري عن آثار وسائط النقل في الأماكن المجاورة لمحل الحدث كآثار الدراجات الهوائية او الآلية او السيارات او اثار حوافر الخيل وغير ذلك من الآثار. وقد يثبت الفحص الدقيق او التحقيق عدم وجود أثر لوسائط النقل بالمرة وهذه النقطة تشكل نقطة مهمة في تحقيق الجريمة.
10-المميزات الخاصة :
كثيراً ما يقوم المجرمون في محل الحادثة بأعمال او حركات غير اعتيادية ليس لها علاقة بالأعمال المؤدية الى ارتكاب الجريمة، ولا تمت الى هدفها بصلة. ان مثل هذه الاعمال قد ترتكب اجتلابا للحظ وقد تكون صادرة عن روح المباهاة التي تستولي على مشاعر المجرم، هذه الاعمال لها اهمية في التحقيق وهي كثيرة متنوعة منها مثلا نثر الافرشة او النوم فيها او الاغتسال في الحمام او الحلاقة او غسل الوجه واليدين او تبديل الملابس او تناول الطعام او الشراب او ترك بطاقة الى صاحب المحل المسروق او الى الشرطة. لذلك من الضروري تدوين كافة هذه الحقائق عند إجراء التحقيق، إذ يمكن اعتبارها من الأدلة الثبوتية ضد الفاعل. وهكذا إذا جاز الاعتقاد بأن المجرم يتمكن من الحيلولة دون ترك اي اثر من الآثار المؤدية الى شخصيته بواسطة بصمات أصابعه لكنه من الناحية الثانية مهما عمل فإنه يعجز عن الحيلولة دون تشخيصه من الاساليب التي يتبعها في جرائمه (4). والآن نضرب مثالا عمليا يبين كيفية معرفة الفاعل في حوادث سرقة بواسطة طريقة اسلوب الجريمة. توصل المحقق بعد إجراءه للكشف على محل الجريمة الى معرفة المعلومات التالية :
1-ان منزلا قد سرق أثناء ذهاب اصحابه الى السينما.
2-عمل السارق على كسر قفل باب المنزل الرئيسية وفتحها ودخل المنزل.
3-اخذ السارق الحلي الذهبية الموجودة في دولاب غرفة النوم.
4-وبعد أن حصل على ما يريده ذهب الى المطبخ وتناول بعض الطعام.
وبعد ان دونت هذه المعلومات أرسلت الى قسم أسلوب الجريمة الذي قام بدوره بالبحث بالشكل التالي :
1-بدأ التفتيش بين البطاقات المحفوظة تحت عنوان سرقة المنازل.
2-وبما ان سرقات المنازل تحدث بأساليب مختلفة فيجب اذن حصر البحث بين البطاقات التي تحتوي على معلومات عن سراق المنازل الذين اعتادوا الدخول الى المنازل عن طريق كسر أقفال أبوابها.
3-وبعد ذلك ينتقل الاختصاصي الى البطاقات الخاصة بسراق الحلي الذهبية، وهي بطاقات مقسمة الى اقسام بحسب تصرفات المذكورين في المنزل وبحسب طريقة خروجه منها.
وهكذا تابع الاختصاصي بحثه عن مرتكب الجريمة المشار إليها أعلاه الى ان توصل لحصره بعدد قليل من البطاقات التي تحتوي على أسماء وألقاب وعناوين اللصوص الذين يسرقون الحلي الذهبية ثم يتناولون الطعام ويغادرون الدار من الباب الخلفي، ولدى تطبيق البصمات على بصمات هذه الفئة القليلة من اللصوص طابقت على أحدهم واعترف بجريمته (5).
1-وقد وضع اللواء (اتشرلي) في بداية عام 1913 قواعد هذه الطريقة التي اسماها باسم (M.O) وهما اختصار للكلمتين اللاتينيتين ( Operandi) (Modos) ومعناهما طريقة العمل وقد انتشر استعمالهما في معظم دول العالم خاصة بعد ان اقرها مؤتمر البوليس الدولي الذي عقد في نيويورك بالولايات المتحدة الامريكية عام 1922م انظر عبد الكريم درويش المرجع السابق ص56.
2-فنجد مثلا ان النصابين على جانب من دماثة الخلق والوداعة وانيقو الملبس ولصوص المنازل غالبا ما يكونوا خفاف الوزن والحركة ليستطيعوا التسلق والدخول من فتحات التهوية او النوافذ الضيقة ويمتازون بحدة البصر التي تمكنهم من تعرف طريقهم في الظلام دون ان يحدثوا اي صوت فيوقظوا النائمين، والنشالون الذين يستخدمون اصابعهم في التقاط ما غلا ثمنه من الجيوب ذوو أصابع طويلة، وهكذا.
3-انظر جي . سي. فوغان تصنيف المجرمين وفق الاساليب العلمية الحديثة ترجمة كامل جبرائيل عوصجي، ص11 – 12.
4-انظر جي . سي. فوغان. المرجع السابق، ص15-17، إحسان الناصري المرجع السابق، ص238، 241. عبد الكريم درويش – المرجع السابق، ص244-248.
5-انظر فؤاد أبو الخير وإبراهيم غازي، المرجع السابق، ص574 – 575.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|