طبيعة مواد التكاثر اللاجنسي 

إحدى أهم المسائل التي تطرح على بساط البحث في مجال التكاثر اللاجنسي هي أثول الخلايا التي يتشكل منها الفرد الجديد, ومما لا شك فيه ان هناك علاقة وثيقة بين التكاثر اللاجنسي ومختلف ظواهر ترميم البنى المفقودة , وإذا كانت نقطة البداية في التكاثر الجنسي هي البيضة الملقحة (أو غير الملقحة) , ففي حالة التكاثر اللاجنسي , تتباين الخلايا التي تمثل أصل الفرد الجديد من حالة اخرى من حيث درجة تمايزها وعلاقتها مع بعضها .

وفي أغلب الأحيان يشير الباحثون في وصفهم لحادثات التكاثر اللاجنسي والتجديد الى أن الدور الرئيس في عمليات التشكل تلعبه  مجموعات خلوية معينة , يعتقد الباحثون أنها تظل غير متمايزة منذ مراحل التشكل الأولى , ولهذا فإنها تحتل إمكانات تشكلية كبيرة , وهي لا تمارس وظيفة ما في المتعضية , وتقتصر مهمتها على تشكيل الأجزاء المفقودة أو البراعم الجديدة , وتوصف هذه الخلايا بأنها خلايا جنينية أو خلايا احتياطية , توجد مثل هذه الخلايا في معائيات الجوف وتسمى بالخلايا الهلالية Interstitial Calles  , وفي الديدان تسمى الأرومة المجددة Neblast  , كما أن الخلايا اللمفية في بعض الكأسيات , والخلايا البدائية , Archeocytes  في الإسفنجيات تحقق الى حد ما مفهوم الخلايا الاحتياطية .

لا يتفق كل الباحثين مع هذا الرأي , ويشير بعضهم الى أن مثل هذه الخلايا يقتصر وجودها على الزمر المذكورة , أما باقي الزمر الحيوانية فلا تحتوي مثل هذه الخلايا , فالخلايا الاحتياطية لا تشكل ظاهرة عامة في المتعضيات الحية , كما أن الابحاث المجرات بهدف إيضاح الدور الفريد الذي تلعبه هذه الخلايا في حوادث التجديد والتكاثر اللاجنسي لم تؤد في أكثر الأحيان الى نتائج واضحة , ولقد لوحظ بعد القضاء على الخلايا أو الارومة المجددة , باستخدام الأشعة السينية أو عوامل كيميائية مختلفة أن حوادث التكاثر اللاجنسي تتوقف في بعض الحلات , وتستمر في حالات أخرى , ولكن حيوانات التجربة في كلتا الحالين تنفق بعد مضي بعض الوقت , وقد يدل ذلك على أهمية هذه الخلايا لحياة المتعضية , ويميل بعض الباحثين الى مهمات أخرى لهذه الخلايا , ويعتقدون أن حادثة التخلي عن التمايز dedifferentiation  تلعب دورا رئيسيا في هذا المجال , فالخلايا الجسمية هنا تتخلى عن تمايزها , وتنقسم مرات عديدة , ثم تتمايز بغية ترميم الجزء المفقود أ, تشكيل الفرد الجديد .

المصدر

الدين ، حسن ناصر . مقدمة في علم الجنين .جامعة ناصر – كلية العلوم – قسم علوم الحياة.