عمر النطاف والبيوض 

إن عمر النطاف والبيوض في الأقنية التناسلية الأنثوية يكون محدودا , ومع خروج البيضة من المبيض , يطرأ عليها تغيرات معينة , يمكن وصفها بعوامل الشيخوخة , وتحديدا فإن السيتوبلازما تصبح حبيبية خشنة , ويترفق هذا التغير مع هبوط النشاط الاستقلابي Metabolism  وهذا النشاط يعود الى طبيعته الأولى في حالة واحدة , هي حدوث عملية الإخصاب , وفي حالة الثدييات ومن بينها الإنسان يجب أن يتم إخصاب البيضة في خلال يوم واحد من إباضتها , وإلا فإنها تصبح غير قابلة للإخصاب .

وفيما يتعلق بالنطاف , فإن المعلومات حول عمرها , ومقدرتها الحركية غير مؤكدة, وقد اقترح سابقا أن انعدام مقدرة النطاف على الحركة يعني انعدام قدرتها على الإخصاب , ومن المعلوم الآن أن النطاف تحتفظ بقدرتها على الحركة , لمدة أطول من قدردتها على الإخصاب , وعلى سبيل المثال فإن نطاف الأرنب تفقد القدرة على الإخصاب بعد 30 ساعة تقريبا من وجودها في الأقنية التناسلية للأنثى , في حين أنها تظل محتفظة بقدرتها على الحركة لأكثر من يومين , وطبقا للمعلومات الحالية تستطيع النطاف أن تبقى في الأقنية التناسلية للمرأة , لمدة تتراوح من يوم الى يومين بقدرتها على الإخصاب , في حين أنها تظل ضعف هذه المدة قادرة على الحركة , وتستطيع نطاف بعض الأنواع أن تبقى مدة طويلة في الأقنية التناسلية للأنثى محتفظ بقدرتها على الإخصاب , فعند الخفاش يجري التزاوج في الخريف , وتبقى النطاف طوال فترة السبات الشتوي لهذه الحيوانات في حالة سكون , ومع حلول فصل الربيع تحدث الإباضة وتتم عملية الإخصاب , وفي الدجاج تبقى النطاف في ثنايا القناة الناقلة للبيض لمدة ثلاثة أسابيع بعد التزاوج ,وتخرج تدريجيا لإخصاب البيوض العابرة في القناة .

إن المعلومات التي استعرضناها تتعلق بالنطاف التي تم طرحها في الأقنية التناسلية الأنثوية , في الواقع فإن قدرة النطاف على العيش تختلف بشك كبير حسب الوسط الذي تتواجد فيه , ففي الأنابيب المنوية والأوعية الصادرة في الخصبة تبقى نطاف الإنسان في حالة سكون , محتفظة بقدرتها على الإخصاب لأيام طويلة .

وتصبح النطاف قادرة على الحركة , عندما تختلط – أثناء التزاوج – مع مفرزات الحويصلات المنوية وغدة البروستات وغدة كوبر , وتساهم بعض المواد الموجودة في السائل المنوي الى حد كبير في تنشيط استقلاب النطاف , ونخص بالذكر من هذه المواد الفركتوز الذي يتم تكونيه في الحويصلات لمنوية .

إن الفترة التي تبقى خلالها النطاف حية بعد تنشيطها تتعلق بالسرعة التي يتم خلالها استنفاد احتياطيها من الطاقة الكامنة , وهذا الامر تؤكده بوضوح نتائج البحوث في مجال الإلقاح الاصطناعي , ويمكن جعل النطاف في السائل المنوي غير قادرة على الحركة بإخضاعها للتجميد , وفي هذا الوضع تحتفظ النطاف بطاقتها الكامنة , ويمكنها أن تعيش لمدة طويلة محتفظة بقدرتها على الإخصاب , وبفضل ذلك يمكن نقل النطاف الماشية بالطائرات لمسافات طويلة , وحقنها بعد ذلك في الإناث , والحصول على أجنة سوية , ونتيجة تطوير الطرائق المستخدمة في هذا المجال أمكن في السنوات العشر الأخيرة إنشاء بنوك النطاف الإنسانية , وأصبح الآن من الممكن اخضاع حتى أجنة الثدييات في مرحلها الأولى لعملية التجميد ومتابعة تشكلها الطبيعي بعد التجميد .

المصدر

الدين ، حسن ناصر . مقدمة في علم الجنين .جامعة ناصر – كلية العلوم – قسم علوم الحياة.