أقرأ أيضاً
التاريخ: 29/11/2022
1527
التاريخ: 10-12-2015
12641
التاريخ: 1-2-2016
13432
التاريخ: 28-12-2015
8516
|
مقا- بلغ : أصل واحد وهو الوصول الى الشيء ، تقول بلغت المكان إذا وصلت اليه. وقد تسمّى المشارفة بلوغا بحقّ المقاربة- {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ} [البقرة : 234] *. والبلغة : ما يتبلّغ به من عيش ، كأنّه يراد إنّه يبلغ رتبة المكثر إذا رضى وقنع . وكذلك البلاغة التي يمدح بها الفصيح اللسان لأنّه يبلغ بها ما يريده. ولى في هذا بلاغ أي كفاية . تبلّغت القلّة بفلان إذا اشتدّت.
مفر- البلوغ والبلاغ : الانتهاء الى أقصى المقصد والمنتهى ، مكانا كان أو زمانا أو أمرا من الأمور مقدّرا ، وربّما يعبّر به عن المشارفة عليه وان لم ينته اليه.
مصبا- بلغ الصبىّ بلوغا من باب قعد : فقد احتلم وأدرك ، والأصل بلغ الحلم. فهو بالغ والجارية بالغ أيضا ، قال ابن الأنباري : قالوا جارية بالغ ، فاستغنوا بذكر الموصوف وبتأنيثه عن تأنيث صفته ، كما يقال امرأة حائض وامرأة عاشق ، وربّما انّث مع ذكر الموصوف لأنّه الأصل. وبلغ الكتاب بلاغا وبلوغا : وصل. وبلغت الثمار : أدركت ونضجت. وقولهم لزمه ذلك بالغا ما بلغ : منصوب على الحال ، أي مترقّيا الى أعلى نهاياته. وبالغت في كذا : بذلت الجهد في تتّبعه. وفي هذا بلاغ وبلغة وتبلّغ أي كفاية. وأبلغه السلام وبلّغه بالألف والتشديد : أوصله. وبلغ بالضمّ بلاغة فهو بليغ : إذا كان فصيحا طلق اللسان.
والتحقيق
أنّ حقيقة معنى هذه المادّة : هو الوصول الى الحدّ الأعلى والمرتبة المنتهى. وهذا هو الفرق بينها وبين مادّة الوصول. فلا يقال- وصلت الثمار ، ولا وصل الصبىّ ، ولا وصل أشدّه.
وبهذا يظهر اللطف في اختيار هذه المادّة في جميع موارد استعمالاتها ، فانّ هذا القيد منظور ومحفوظ في كلّ واحد منها.
{وَلَمّٰا بَلَغَ أَشُدَّهُ} * ، {وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ} [النور : 59]... ، {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ } [الصافات : 102] ، { وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً} [الأحقاف : 15]... ، {وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ} [الأحزاب : 10] ، {فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ}* ، {إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ } [النساء : 6] ، {وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ} [الإسراء : 37] ، { هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ} [المائدة : 95] ، {فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ} [الأنعام : 149]
{هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ } [الأنعام : 19].
أي من بلغ الى حدّ التوجّه الى التكليف وأقبل الى اللّه تعالى وبلغ الرشد في العبوديّة.
{فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ } [النحل : 35].
أي نفس بلوغ الأحكام التي توحى اليه ، فهم موظّفون في قبال البلاغ وتحقّقه من حيث هو في الخارج ، من دون نظر الى نسبة الى الفاعل أو المفعول ، أي الى جهة الصدور كما في أفعل أو الى جهة الوقوع كما في صيغة فعّل ، فليس للرسول موضوعيّة ولا لمن يبلغ اليه ، بل المنظور بيان البلاغ ووضوحه في نفسه- {هٰذٰا بَلٰاغٌ لِلنّٰاسِ}.
فبلوغ كلّ شيء بحسبه : فيقال في السير والوصول الى منتهى المقصد :
{بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ} [الكهف : 90] ، {إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ} [الكهف : 93] ، {فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا} [الكهف : 61] ، {بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ} [الكهف : 86].
وفي الوصول الى منتهى المقصد زمانا : {فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ} * ، { وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا} [الأنعام : 128] ، {وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى} [غافر : 67] ، {إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ } [الأعراف : 135].
فالمراد بلوغهم الى منتهى المقدار من الزمان المعيّن ، فانّ الأجل غاية الوقت من الزمان ، والغاية آخر مقدار من الزمان الممتدّ قبل انتهائه ، وأمّا بعد الانتهاء فليس من الأجل.
وقولهم- وقد تسمّى المشارفة بلوغا بحقّ المقاربة- {فَإِذٰا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ}* : غير وجيه ، فانّ البلوغ هنا بمعناه الحقيقي كما قلنا.
وفي الوصول الى منتهى أمر : {قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا } [الكهف : 76] ، {وَ بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنٰاجِرَ }... ، {إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ} [الواقعة : 83] ، {أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ } [غافر : 36] ، {وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ} [الإسراء : 37] ، {لِيَبْلُغَ فَاهُ } [الرعد : 14] ، {ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ } [التوبة : 6].
وفي الإيصال الى منتهى مقصد : {أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي} [الأعراف : 79].
وفي مقام الاشارة الى وقوع البلاغ فيهم : {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي} [الأعراف : 62] *.
_____________
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|