المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2764 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الفرعون رعمسيس الثامن
2024-11-28
رعمسيس السابع
2024-11-28
: نسيآمون الكاهن الأكبر «لآمون» في «الكرنك»
2024-11-28
الكاهن الأكبر (لآمون) في عهد رعمسيس السادس (الكاهن مري باستت)
2024-11-28
مقبرة (رعمسيس السادس)
2024-11-28
حصاد البطاطس
2024-11-28

حدود المحكمة الإدارية العليا في بسط الرقابة على الأحكام
2024-11-26
الهواء Air
13-10-2020
العاثيات
10-1-2016
حديد مصل الدم
17-2-2021
الرثاء
5-6-2017
Summary of the repair systems
21-4-2021


الاسم الموصول  
  
4139   01:47 صباحاً   التاريخ: 16-10-2014
المؤلف : جلال الدين السيوطي
الكتاب أو المصدر : همع الهوامع
الجزء والصفحة : ج1/ 314- 350
القسم : علوم اللغة العربية / النحو / الاسم الموصول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-10-2014 2192
التاريخ: 16-10-2014 9342
التاريخ: 16-10-2014 6532
التاريخ: 16-10-2014 1413

الموصول منه حرفي وهو ما أول مع صلته بمصدر وهو أن وتوصل بفعل متصرف وقال أبو حيان إلا الأمر وكي وتوصل بمضارع مقرونة بلام التعليل لفظا أو تقديرا وأن وتوصل بمبتدأ وخبر ولو التالية غالبا مفهم تمن أثبت مصدريتها الفراء والفارسي والتبريزي وأبو البقاء وابن مالك ومنعه الجمهور و ما وزعمها قوم اسما ويوصلان بمتصرف غير أمر والأكثر بماض وجوز قوم وصل ما بجملة اسمية وثالثها إن نابت عن الظرف وشرط قوم صحة الذي محلها والسهيلي كون وصلها غير خاص وتنوب عن زمان قيل وتشاركها أن ش الموصول قسمان حرفي واسمي والثاني هو المقصود بالباب لأنه المعرفة وذكر الأول استطرادا وبدئ به لأن الكلام فيه أخصر وذاك يستتبع أحكاما وفروعا كثيرة وضابط الموصول الحرفي أن يؤول مع صلته بمصدر وهو خمسة أحرف أحدها أن بالفتح والسكون وهي الناصبة للمضارع وتوصل بالفعل المتصرف ماضيا كان أم مضارعا أم أمرا نحو أعجبني أن قمت وأريد أن تقوم وكتبت إليه بأن قم ونص سيبويه على وصلها بالأمر والدليل على أنها مصدرية دخول حرف الجر عليها وقال أبو حيان جميع ما استدلوا به على وصلها بفعل الأمر يحتمل أن تكون التفسيرية ولا يقوى عندي وصلها به لأمرين أحدهما أنها إذا سبكت والفعل بمصدر فات معنى الأمر المطلوب والثاني أنه لا يوجد في كلامهم يعجبني أن قم ولا أحببت أن قم ولا يجوز ذلك ولو كانت توصل به لجاز ذلك للماضي والمضارع انتهى أما الجامد كعسي وهب وتعلم فلا توصل به اتفاقا

ص314

الثاني كي وتوصل بالمضارع ولكونها بمعنى التعليل لزم اقترانها باللام ظاهرة أو مقدرة نحو جئت لكي تكرمني أو كي تكرمني الثالث أن بالفتح والتشديد إحدى أخوات إن وتوصل باسمها وخبرها نحو يعجبني أن زيدا قائم وهذه الثلاثة متفق عليها الرابع لو التالية غالبا مفهم تمن واختلف فيها فالجمهور أنها لا تكون مصدرية بل تلازم التعليق ويؤيد ذلك أنه لم يسمع دخول حرف جر عليها وذهب الفراء والفارسي والتبريزي وأبو البقاء وابن مالك إلى أنها قد تكون مصدرية فلا تحتاج إلى جواب وخرجوا على ذلك ! ( يود أحدهم لو يعمر ) ! البقرة 96 ! ( ودوا لو تدهن ) ! القلم 9 ومفهم تمن يشمل ود ويود أحب وأتمنى وأختار والمسموع ود ويود ومن استعمالها دون مفهم تمن نادرا:–

( ما كان ضرّك لو مَنَنْتَ ** )

ص315

وإنما توصل بفعل متصرف غير أمر الخامس ما خلافا لقوم منهم المبرد والمازني والسهيلي وابن السراج والأخفش في قولهم إنها اسم مفتقرة إلى ضمير وأنك إذ قلت يعجبني ما قمت فتقديره القيام الذي قمته وعلى رأي الجمهور إنما توصل بفعل متصرف غير أمر والأكثر كونه ماضيا نحو ! ( بما رحبت ) ! التوبة 25 ومن المضارع ! ( لما تصف ألسنتكم ) ! النحل 116، أي الوصف وجوز قوم منهم السيرافي والأعلم وابن خروف وصلها بجملة اسمية كقوله: –

( كما دِماؤكُمُ تَشْفِي من الكَلَبِ ** )

ص316

والجمهور منعوا ذلك وقالوا هي في البيت كافة وقيل يجوز في حال ينابتها عن ظرف الزمان وسيأتي وذكر في البسيط أنها لا تكون سابكة إلا حيث يصح حلول الموصول محلها لأن الموصولة سابكة في المعنى لأنك تسبك بها الجملة إلى الوصف بالمفرد قال أبو حيان ويرده قوله: –

( يَسُرُّ المرءَ ما ذهب اللّيالي ** )

 أي ذهاب الليالي ولا يصح فيه الوصول وقال السهيلي إن صلة ما لابد أن يكون فعلا غير خاص بل مبهما يحتمل التنويع نحو ما صنعت ولا تقول ما جلست ولا ما تجلس لأن الجلوس نوع خاص ليس مبهما فكأنك قلت يعجبني الجلوس الذي جلست فيكون آخر الكلام مفسرا لأوله رافعا للإبهام فلا معنى حينئذ لها ورد بالبيت السابق وتختص ما بنيابتها عن ظرف زمان نحو ( خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض ) هود 108 لا أصحبهم ما ذر شارق أي مدة دوامها ومدة ذرور شارق ومنه قوله:-

( ولن يلبث الجُهُّالُ أن يَتَهضَّمُوا ** أخَا الحِلْم ما لم يَسْتَعِنْ بجَهُول )

ص317

وقوله:-

( أُطوِّفُ ما أُطَوِّفُ ثم آوي ** )

ص318

وتسمى ظرفية ووقتية وذهب الزمخشري إلى أن أن تشاركها في ذلك وخرج عله ( أن ءاتاه الله الملك ) البقرة 258 ! ( إلا أن يصدقوا ) ! النساء 92 أي وقت أن آتاه وحين أن يصدقوا قال أبو حيان وأكثر النحاة لا يعرفون ذلك ولا حجة فيما ذكره لاحتمال كونها للتعليل ولم يقم دليل على كون أن ظرفية مثل ما ص واسمي وهو الذي لذكر فرد عالم وغيره وزعم يونس والفراء وابن مالك وقوعها مصدرية والتي لأنثاه والأصل لذي ولتي بوزن فعل والكوفية الذال فقط ساكنة والفراء ذا وتي إشارة والسهيلي ذو صاحب قيل وقد تعرب ياؤهما قيل وتكسر وتشديدها كسرا وضما وحذفها ساكنا ما قبلها أو مكسورا لغات وقيل ضرورة واللذان واللذين واللتان واللتين للمثنى والذين جمع ذكر عالم أو شبهه وإعرابه لغة ويغني عنه الذي مضمنا معنى الجزاء ودونه قليل وقيل هي كمن وكالذين الألى وقد تقع لمؤنث وغير عالم وتمد واللآء واللائين وإعرابه لغة وجمع التي اللاتي واللائي واللواتي وبلا ياءات كسرا وسكونا واللا واللواء واللاءات مكسورا معربا وذوات مضموما أو معربا وقيل اللائي لمذكر ومؤنث وقيل التي في جمع غير عالم أكثر من اللاتي ولذي ولتي ولذان ولذين ولاتي لغة وأنكره أبو حيان ش الموصول الاسمي محصور بالعد فلم يحتج إلى حد فمنه الذي للمفرد المذكر عاقلا كان أو غيره و التي للمفرد المؤنث كذلك وأصلهما لذي ولتي بوزن فعل كعمي زيدت عليهما أل زيادة لازمة أو عرفا بها على القولين وقال الكوفيون الاسم الذال فقط من الذي ساكنة لسقوط الياء في التثنية وفي الشعر ولو كانت أصلا لم تسقط واللام زيدت ليمكن النطق بالذال ساكنة . . ورد بأنه ليس من الأسماء الظاهرة ما هو على حرف واحد

ص319

وقال الفراء أصل الذي ذا المشار به وكذا أصل التى تى المشار بها وقال السهيلي أصل الذى ذو بمعنى صاحب وقد تقديرات حتى صارت الذي في غاية التعسف والاضمحلال وفي الذي والتي لغات إثبات الياء ساكنة وهي الأصل وتشديدها مكسورة قال: –

( وليس المالُ فاعْلَمْه بمال ** وإن أغناك إلا للّذيِّ )

 ( ينالُ به العَلاء ويَصْطَفِيه ** لأقْرَبِ أقربيه ولِلْقَصِىّ )

 وقال أبو حيان لم يحفظ التشديد في التي وإنما ذكره ابن مالك تبعا للجزولي وأكثر أصحابنا وتشديدها مضمومة قال: –

( أغْض ما اسْطَعْتَ فالكريمُ الّذيُّ ** يألف الحلم إنْ جَفَاهُ بَذِيُّ )

قال أبو حيان وظاهر كلام ابن مالك أن الكسر والضم مع التشديد بناء وبه صرح بعض أصحابنا وصرح أيضا مع البناء بجواز الجري بوجوه الإعراب وعليه اقتصر الجزولي وحذف الياء وإسكان ما قبلها قال:-

( فلن لأرَ بيتاً أحسن بَهْجَةً ** من اللَّذْ به من آل عزَّة عامِرُ )

 وقال:-

( فقل لِلّتْ تلومُكَ إنّ نفسي ** )

ص320

وحذفها وكسر ما قبلها قال: –

( والّذِ لو شاءَ لكانت بَرًّا ** )

وقال: –

( شُغِفَتْ بكَ اللّتِ تَيَّمتْكَ ** بكَ ما بها من لَوْعَةٍ وغَرَام )

 قال أبو حيان ومن ذهب إلى أن ما ذكر من التشديد والحذف بوجهين خاص بالشعر فمذهبه فاسد لأن أئمة العربية نقلوها على أنها لغات جارية في السعة وذهب يونس والفراء وابن مالك إلى أن الذي قد يقع موصولا حرفيا فيؤول بالمصدر وخرجوا عليه ! ( وخضتم كالذي خاضوا ) ! التوبة 69 أي كخوضهم والجمهور منعوا ذلك وأولوا الآية أي كالجمع الذي خاضوا ومن الموصولات الاسمية اللذان للمثنى المذكر رفعا واللذين له جرا ونصبا و اللتان واللتين للمثنى المؤنث و الذين لجمع المذكر بالياء في الأحوال كلها ويختص بالعاقل نحو ! ( الذين هم في صلاتهم خاشعون ) ! المؤمنون 2 وما نزل منزلته نحو ! ( إن الذين تدعون من دون الله عباد ) ! الأعراف نزل الأصنام لما عبدوها منزلة من يعقل ولذا عاد عليها ضمير العقلاء في قوله بعد ! ( ألهم أرجل يمشون بها ) ! الأعراف 195 وإعرابه لغة طييء وهذيل وعقيل فيقال في الرفع اللذون بالواو قال: –

( نحن اللّذون صبحوا الصّباحا ** )

ص321

ويقع الذي بمعنى الذين مضمنا معنى الجزاء بكثرة نحو ! ( والذي جاء بالصدق وصدق به ) ! الزمر 33 ودونه بقلة نحو ! ( كمثل الذي استوقد نارا ) ! البقرة 17 بدليل ! ( ذهب الله بنورهم ) ! وقيل إن الذي ك من يكون للواحد وللمثنى والجمع بلفظ واحد وعليه الأخفش قال: –

( أولئك أشياخي الذي تَعْرفونهم ** )

قال أبو حيان ولم يسمع ذلك في المثنى ومنها الألى بوزن العلى والمشهور وقوعها بمعنى الذين فتكون للعقلاء المذكرين قال:-

ص322

( رأيت بني عمِّي الأُلَى يَخْذُلُونني ** )

وقال: -

( من الأُلَى يَحْشُرُهم في زُمْرتهْ ** )

 وقد يقع للمؤنث وما لا يعقل قال: -

( وتُبْلى الألى يَسْتَلْئِمُون على الألى ** تَراهُنّ يوم الرّوع كالحِدَإ القُبْل )

وقد تمد قال: -

( أبي اللَّهُ للشُّمِّ الأُلاء كَأنّهمْ ** )

ص323

ومنها اللاء كالذين قرأ ابن مسعود ( واللاء آلوا من نسائهم ) البقرة 226 وقال: –

( فما آباؤنا بأمَنَّ منه ** علينا اللاء قد مَهَدُوا الحُجُورا )

 واللائين قال: –

 ( وإنّا مِنَ اللاَّئِين إنْ قدَرُوا عَفَوْا ** )

وتعرب في لغة كالذين قال: –

( هُمُ الاّؤن فكّوا الغُلّ عَنِّي ** )

ص324

ومنها لجمع المؤنث اللاتي واللائي واللواتي وبلا ياءات مع كسر ما قبلها وسكونه واللا واللوا بقصرهما واللاءات بالبناء على الكسر وبالإعراب كجمع المؤنث السالم وذوات بالبناء على الضم في لغة طيئ وبالإعراب كجمع المؤنث السالم في لغة حكاها البهاء ابن النحاس ومن شواهدها قوله تعالى ( والاتي يأتين الفاحشة من نسآئكم ) النساء 15 ( والآئي يئسن من المحيض من نسائكم ) الطلاق 4 وقرئ ( واللاي يئسن ) الطلاق 4 بالياء وقال الشاعر: –

( وكانت من اللاّ لا يعيِّرها ابنُها ** )

وقال :-

( من اللِّوا شربن بالصِّرار ** )

وقال: -

( وأخدانُك اللاءات زُيِّنّ بالكَتَمْ ** )

وقال: -

ص325

( جمعتها من أيْنُق سوابق ** ذواتِ يَنْهَضْنَ بغير سائق )

 وحذف أل من الذي والتي واللذان واللذين واللاتي لغة حكاها ابن مالك وقرئ ! ( صراط الذين أنعمت ) ! الفاتحة 7 قال أبو حيان ولم يورد ابن مالك شاهدا سوى هذه القراءة وجوز الباقي قياسا لا سماعا وهي من الشذوذ بحيث لا يقاس عليها ص وبمعنى الذي وفروعه من و ما و ذو الطائية و ذات لمؤنث وحكي إعرابهما وتثنيتهما وجمعهما و ذا غير ملغاة بعد استفهام بما وكذا من خلافا لابن الأنباري ومطلقا وجميع الإشارات عند الكوفية و ماذا مجردا من الاستفهام خلافا لابن عصفور و أل وزعمها المازني حرفا والأخفش معرفة وأي خلافا لثعلب مضافا إلى معرفة قيل ونكرة لفظا أو نية وإلحاقها علامة الفروع لغة وأوجب الكوفية تقديم عاملها واستقباله وثالثها إن كان فعلا وجعلوا من الموصول كل معرف بأل وإضافة ش من الموصولات الاسمية ما يستعمل للواحد والمثنى والجمع مذكرا ومؤنثا بلفظ واحد وهو ألفاظ من وما وسيأتي اعتبار ما يستعملان فيه وذو في لغة طيئ لا يستعملها موصولا غيرهم وهي مبنية على الواو وقد تعرب قال 249 - ( فإن الماء ماء أبى وجدي ** وبئري ذُو حفرت وذو طَوَيْتُ ) وقال: –

( فحسبيَ مِن ذو عندهم ما كَفَانِيا ** )

ص326

ويروى من ذي بالإعراب و ذات عندهم أيضا هي خاصة بالمؤنث مبنية على الضم حكي بالفضل ذو فضلكم الله به والكرامة ذات أكرمكم الله به وحكي إعرابها كجمع المؤنث السالم حكي تثنية ذو وذات وجمعهما فيقال في الرفع ذوا وذواتا وذوو وذوات وفي النصب والجر ذوي وذواتي وذوي ومنها ذا بشرطين أن تكون غير ملغاة والمراد بالإلغاء أن تركب مع ما فتصير اسما واحدا وأن تكون بعد استفهام بما أو من كقوله تعالى ( يسئلونك ماذا ينفقون ) البقرة 215 أي ما الذي ينفقونه وقول الشاعر:-

( قد قُلْتُها لِيُقَال مَنْ ذَا قَالَها ** )

وأصل ذا الموصولة هي المشار بها جرد من معنى الإشارة واستعمل موصولا بالشرطين المذكورين قال أبو حيان ولا خلاف في جعلها موصولة بعد ما وأما بعد من فخالف قوم لأن من تخص من يعقل فليس فيها إبهام كما في ما وإنما صارت بالرد إلى الاستفهام في غاية الإبهام فأخرجت ذا من التخصيص إلى الإبهام وجذبتها إلى معناها ولا كذلك من لتخصيصها وأجاز الكوفيون وقوع ذا موصولة وإن لم يتقدم عليها استفهام كقوله: –

( نجوْتِ وهذا تَحْملِين طَلِيقُ ** )

ص327

وأجيب بأن تحملين حالا أو خبر وطليق خبر ثان وعن الكوفيين أن أسماء الإشارة كلها يجوز أن تستعمل موصولات وخرجوا عليه ! ( وما تلك بيمينك يا موسى ) ! طه 17 وأجيب بأن يمينك حال من الإشارة وخرجوا عليه أيضا ( هأنتم هؤلآء حاججتم ) آل عمران 66 أي الذين حاججتم أما إذا ركبت ما مع ذا فصارا اسما واحدا فله معنيان أحدهما وهو الأشهر أن يكون المجموع اسم استفهام كقوله: -

( يا خُزْر تغلبَ ماذا بالُ نِسْوتِكُم ** لا يَسْتَفِقن إلى الدَّيرين تَحْنانَا )

 فهذا لا يصح فيه الموصولية وكذلك من ذا كقوله تعالى ( من ذا الذي يشفع

ص328

عنده إلا بإذنه ) البقرة 255 والثاني أن يكون المجموع اسما واحدا موصولا كقوله:-

( دَعى ماذا عَلِمْتُ سَأتّقِيه ** ولكن بالمُغيّب نَبِّئيِني )

أي دعي الذي علمت قال أبو حيان واستعمالها على هذا الوجه قليل وقيل خاص بالشعر وأنكره ابن عصفور أصلا وتأول البيت على أن ما مبتدأ و ذا خبره ودعي معلق بالاستفهام ومنها أل فالجمهور أنها تكون اسما موصولا بمعنى الذي وفروعه وذهب المازني ومن وافقه إلى أنها موصول حرفي وذهب الأخفش إلى أنها حرف تعريف وليست موصولة واستدلا بتخطي العامل لها ورد بعود الضمير عليها في نحو قد أفلح المتقي ربه ورد الأول بأنها لا تؤول بمصدر والثاني بدخولها على الفعل ومنها أي بشرط إضافته إلى معرفة لفظا كقوله:-

( فسلّم على أيُّهم أفضلُ ** )

ص329

أونية نحو يعجبني أي عندك وأجاز بعضهم إضافتها إلى نكرة نحو يعجبني أي رجل عندك وأي رجلين وأي رجال وأي امراة وأي امرأتين وأي نساء والجمهور منعوا ذلك لأنها حينئذ نكرة والموصولات معارف ولذلك امتنع كونها موصولة في ! ( أي منقلب ) ! الشعراء 227 وقد تلحقها علامة الفروع في لغة حكاها ابن كيسان فيقال أيهم وأياهم وأييهم وأيوهم وأييهم وأيتهن وأيتاهن وأيتيهن وأياتهن ومن شواهده قوله: -

ص330

( إذا اشْتَبَه الرُّشدُ فى الحادثات ** فَارْضَ بأيّتها قد قُدِرْ )

 والبصريون على أنه لا يلزم عاملها ولا استقباله فيجوز أحب أيهم قرأ ويعجبني أيهم قام وأوجبهما الكوفيون وقيل إن كان فعلا لم يجز كونه ماضيا فلا يجوز يعجبني أيهم قام لأنها وضعت على الإبهام والعموم والمضي يخرجها على ذلك وأنكر ثعلب كونها موصولا وقال لا تكون إلا استفهاما أو جزاء وهو محجوج بثبوت ذلك في لسان العرب بنقل الثقات وزعم الكوفيون أن الأسماء المعرفة بأل يجوز أن تستعمل موصولة كقوله: –

( لَعَمْري لأنتَ البيتُ أُكْرمُ أهلَهُ ** وأقْعُدُ فى أفْيائه بالأصائل )

 فالبيت خبر أنت وأكرم صلة للبيت كأنه قال لأنت الذي أكرم أهله وزعموا أيضا أن النكرة إذا أضيفت إلى معرفة توصل وخرجوا عليه قوله: –

( يا دارَ ميّة بالعلياء فالسّند ** )

وتقول هذه دار زيد بالبصرة فبالعلياء وبالبصرة صلة دار والبصريون منعوا ذلك وجعلوا أكرم خبرا ثانيا وبالعلياء حالا ص مسألة توصل أل بصفة محضة وفي المشبهة خلاف وبمضارع اختيارا عند ابن مالك وقال غير قبيح وبجملة اسمية وظرف ضرورة ش توصل أل بصفة محضة وذلك اسم الفاعل والمفعول كالضارب والمضروب بخلاف غير المحضة كالذي يوصف به وهو غير مشتق كأسد

ص331

وكالصفة التي غلبت عليها الاسمية كأبطح وأجرع وصاحب وراكب فأل في جميع ذلك معرفة وفي وصلها بالصفة المشبهة قولان أحدهما توصل بها نحو الحسن وبه جزم ابن مالك والثاني لا وبه جزم في البسيط لضعفها وقربها من الأسماء ورجحه ابن هشام في المغني لأنها للثبوت فلا تؤول بالفعل قال ولذلك لا توصل بأفعل التفضيل باتفاق وفي وصلها بالفعل المضارع قولان أحدهما توصل به عليه ابن مالك لوروده في قوله: –

( ما أنت بالحكم التُرْضى حُكُومَتُهُ ** )

وقوله :-

( ما كاليَرُوحُ ويغدو لاهياً فرحًا ** )

وقوله : -

( إلى ربّه صوتُ الحمار اليُجَدَّعُ ** )

ص332

والثاني لا عليه الجمهور وقالوا الأبيات من الضرورات القبيحة ولا توصل بالجملة الاسمية ولا الظرف إلا في ضرورة باتفاق كقوله: –

( من القوم الرَّسولُ الله مِنْهُم ** )

وقوله: -

( من لا يَزالُ شاكراً على المَعَهْ ** )

 أي الذين رسول الله والذي معه ص وغيرها بجملة خبرية لا إنشائية معهود معناها غالبا وجوزه المازني بالدعائية بلفظ الخبر والكسائي بالطلبية وهشام بذات ليت ولعل وعسى وقوم بالتعجبية وبعضهم باسم فعل الأمر والكوفية وابن مالك باسم معرفة وبمثل ومنعه الفارسي بنعم فاعله ضمير وبعضهم بكان وقوم بما استدعى لفظا قبلها وابن السراج وقوع التعجب فيها والصحيح جوازه بقسميه وشرطية مطلقا وبشرط معناه في الموصول وزعم بعضهم إسقاطها في الذي بمعنى الرجل والداهية ش غير أل من الموصلات الاسمية توصل بجملة خبرية معهود معناها غالبا فخرج بالخبرية الإنشائية وهي المقارن حصول معناها للفظها فلا يوصل بها قال ابن مالك لأن الصلة معرفة للموصول فلابد من تقدم الشعور بمعناها على الشعور بمعناه قال

ص333

والمشهور عند النحويين تقييد الجمله الموصول بها بكونها معهودة وذلك غير لازم لأن الموصول قد يراد به معهود فتكون صلة معهودة كقوله تعالى ! ( وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه ) ! الأحزاب 37 وقد يراد به الجنس فتوافقه صلته كقوله تعالى ! ( كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء ) ! البقرة 171 وقد يقصد تعظيم الموصول فتبهم صلته كقوله: –

( فمثل الذي لاقيتُ يُغْلَبُ صاحِبُه ** )

 انتهى وخرج أيضا الطلبية وهي أولى بالامتناع من الإنشائية لأنها لم يحصل معناها بعد فهي أبعد عن حصول الوضوح بها لغيرها وجوز الكسائي الوصل بجملة الأمر والنهي نحو الذي اضربه أو لا تضربه زيد وجوزه المازني بجملة الدعاء إذا كانت بلفظ الخبر نحو الذي يرحمه الله زيد قال أبو حيان ومقتضى مذهب الكسائي موافقته بل أولى لما فيها من صيغة الخبر وجوزه هشام بجملة مصدرة بليت ولعل وعسى نحو الذي ليته أو لعله منطلق زيد والذي عسى أن يخرج زيد قال: –

( وإنِّى لرام نظرةً قبل التى ** لَعَلِّى وإن شَطّتْ نواها أزُورُها )

 وتأوله غيره على إضمار القول أي أقول لعلي أو الصلة أزورها وخبر لعل مضمر والجملة اعتراض وأما جملة التعجب فإن قلنا إنها إنشائية لم توصل بها أو خبرية فقولان أحدهما الجواز وعليه ابن خروف نحو جاءني الذي ما أحسنه والثاني المنع

ص334

لأن التعجب إنما يكون من خفاء السبب والصلة تكون موضحة فتنافيا والصحيح جوازه وبجملة القسم نحو جاء الذي أقسم بالله لقد قام أبوه وبجملة الشرط مع جزائه كما يخبر بها نحو الذي جاء إن قام عمرو قام أبوه ومنع قوم المسألتين لخلو إحدى الجملتين فيهما من ضمير عائد على الموصول وأجيب بأنهما قد صارتا بمنزلة جملة واجدة بدليل أن كل واحدة منهما لا تفيد إلا باقترانها بالأخرى فاكتفى بضمير واحد كما يكتفى في الجملة الواحدة والصحيح أيضا جوازه بجملة صدرها كأن وقيل لا لأنها غيرت الخبر عن مقتضاه وبشرط حيث تضمن الموصول معنى الشرط نحو الذي إن قام قام أبوه منطلق وقيل لا لاجتماع الشرطين الشيء لا يكون تمام نفسه ورد بأن الثاني غير الأول لا نفسه وبجملة تستدعي كلاما قبلها وقيل لا فلا يجوز جاءني الذي حتى أبوه قائم لأن حتى لابد أن يتقدمها كلام يكون غاية له وبنعم فاعله ضمير ومنعه الفارسي وجوز قوم الوصل باسم الفعل وزعم الكوفيون وابن مالك أن الموصول قد يتبع باسم معرفة بعده ويستغني بذلك عن الصلة كقولك ضربت الذي إياك وأنه يجوز الصلة بمثل بناء على رأيهم أنها ظرف كقوله: –

( حتى إذا كانا هما اللّذَيْن ** مِثْلَ الحَدِيلَيْن المُحَمْلَجَيْن )

 والبصريون قالوا في البيت مقدر أي عادا أو صارا ص ويجب معها عائد وقيل ما لم يعطف عليها بفاء جملة هو فيها مطابق ويجوز الحضور والغيبة في ضمير مخبر به أو بموصوفه عن حاضر فإن شبه به فالغيبة وكذا إن تأخر خلافا للكسائي وأوجبها قوم مطلقا وقوم في غير

ص335

الشعر وبعضهم إن لم يتصل والأصح اختصاصه بالذي وفروعه ولحق قوم ذو وذات وقوم من وما وقوم أل وقوم النواسخ ويعتبران في ضميرين وخالف الكوفية فيما لم يفصل والأولى في من وأخواتها وكم وكأين مراعاة اللفظ فإن عضد سابق فالمعنى ويجب للبس أو قبح خلافا لابن السراج في من هي محسنة ما لم تحذف هي ويعتبر بعد اللفظ المعنى ويجوز عكسه وشرط قوم الفصل ش لابد في جملة الصلة من ضمير يعود إلى الموصول يربطها به وأجاز ابن الصائغ خلوها منه إذا عطف عليها بالفاء جملة مشتملة عليه نحو الذي يطير الذباب فيعضب زيد لارتباطهما بالفاء وصيرورتهما جملة واحدة وحكم الضمير المطابقة للموصول في الإفراد والتذكير والحضور وفروعها ويجوز الحضور والغيبة في ضمير المخبر به أو موصوفه عن حاضر مقدم لم يقصد تشبيهه بالمخبر به والحاضر يشمل التكلم والخطاب نحو أنا الذي فعلت وأنا الذي فعل وأنت الذي فعلت وأنت الذي فعل قال: –

( أنا الذي سَمَّتْني أُمى حَيْدَرَةْ ** )

وقال: -

( أنا الرجلُ الضَّرْب الذي تَعرْفونَهُ ** )

 وقال:-

( وأنْتِ التي حبَّبْتِ كلّ قصيرة ** )

ص336

وقال:-

( وأنت الذي آثارهُ في عدوّه ** )

 ومن أمثلة المخبر بموصوفه أنت آدم الذي أخرجتنا من الجنة و أنت موسى الذي اصطفاك الله وتقول أنت فلان الذي فعل كذا وإنما جاز ذلك لأن المخبر عنه والمخبر به شيء واحد فهل يختص ذلك بالذي والتي وتثنيتهما وجمعهما ويتعين فيما عدا ذلك الغيبة أو لا قال أبو حيان الصواب الأول قال وزاد بعض أصحابنا ذو وذات الطائية والألف واللام وأجازه بعضهم في جميع الموصولات قال وهو وهم منه فإن تأخر المخبر عنه وتقدم الخبر تعينت الغيبة عند الجمهور نحو الذي قام أنا والذي قام أنت لأن الحمل على المعنى قبل تمام الكلام ممنوع وجوز الكسائي عوده مطابقا للمتكلم والمخاطب كما لو تقدم ووافقه أبو ذر الخشني وإن قصد تشبيهه بالمخبر به تعينت الغيبة اتفاقا نحو أنا في الشجاعة الذي قتل مرحبا وأنت في الشجاعة الذي قتل مرحبا لأن المعنى على تقدير مثل ولو صرح بها تعينت الغيبة وأوجب قوم الغيبة مطلقا وأوجبها قوم في السعة وعلى الجواز بشرطه إن وجد ضميران جاز في أحدهما مراعاة اللفظ وفي الآخر مراعاة المعنى قال 271 - ( نحنُ الذين بايعوا مُحَمّدا ** على الجهادِ ما بَقِينا أبَدا ) وقال: –

 ( أأنت الهلاَلِىُّ الذي كنتَ ** سمعنا به والأرحبىُّ المعلّقُ )

ص337

ومنع الكوفيون الجمع بين الجملتين إذا لم يفصل بينهما نحو أنا الذي قمت وخرجت فلا يجوز عندهم وخرج والبصريون أطلقوا قال أبو حيان والسماع إنما ورد مع الفصل ويجوز مراعاة اللفظ والمعنى في ضمير من وما وأل وأي وذو وذات وكم وكأين لأنها في اللفظ مفردة مذكرة فإن عني بها غير ذلك جاز مراعاة المعنى أيضا والأحسن مراعاة اللفظ لأنه الأكثر في كلام العرب قال تعالى ! ( ومنهم من يستمع إليك ) ! الأنعام 25 وقال ! ( ومنهم من يستمعون إليك ) ! يونس 42 وقال الفرزدق: –

( نَكُن مِثْلَ مَنْ يا ذئبُ يصطحبان ** )

وقال امرؤ القيس: -

( لِمَا نَسَجَتْها من جنوبٍ وشَمْأل ** )

وإن عضد المعنى السابق فالأولى مراعاته قال تعالى ! ( ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا ) ! الأحزاب 31 فسبق منكن مقو لقوله تعالى وتعمل بالتاء ويجب مراعاة المعنى إن حصل بمراعاة اللفظ لبس أو قبح فالأول من سألتك إذ لو قيل من سألك لألبس والثاني نحو من هي حمراء أمتك ومن هي محسنة أمك إذ لو قيل من هو أحمر أمتك ومن هو محسن أمك لكان في

ص338

غاية القبح وسواء كانت الصفة مما يفرق بينه وبين مذكره تاء التأنيث كمحسنة أم لا كحمراء ووافق ابن السراج على منع التذكير في الثاني وأجازه في الأول لشبهه بمرضع ونحوه من الصفات الجارية على الإناث بلفظ خال من علامة بخلاف أحمر فإن إجراء مثله على المؤنث لم يقع فإن حذف ضمير هي وقيل من محسن أمك سهل التذكير وإذا اجتمع في من ونحوها ضمائر جاز في بعضها مراعاة اللفظ وفي بعضها مراعاة المعنى والأحسن البداءة بالحمل على اللفظ قال تعالى ( ومن الناس من يقول ءامنا بالله وباليوم الأخر وما هم بمؤمنين ) البقرة 8 ويجوز البداءة بالمعنى كقولك من قامت وقعد وشرط قوم لجوازه وقوع الفصل بين الجملتين نحو من يقومون في غير شيء وينظر في أمرنا قومك وعزي للكوفيين وإذا اعتبر اللفظ ثم المعنى جاز العود إلى اعتبار اللفظ بقلة قال تعالى ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين 6 وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا ) لقمان 6 7 وقال ! ( ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات ) ! إلى قوله ! ( خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا ) ! الطلاق 11 ص ويغني عن الضمير ظاهر خلافا لقوم وعن الجملة ظرف أو مجرور نوي معه فعل وفاعل هو العائد ما لم يرفع ملابس ضمير ويجب ذكره إن كان خاصا مطلقا خلافا للكسائي ش يغني عن الضمير العائد اسم ظاهر حكي أبو سعيد الذي رويت عن الخدري أي عنه وقال: –

( وأنتَ الذي في رحمة الله أطمعُ ** )

ص339

أي رحمتك قال الفارسي ومن الناس من لا يجيز هذا ويغني عن الجملة الموصول بها ظرف أو جار ومجرور منوي معه استقر أو شبهه وفاعل هو العائد ما لم يرفع ذلك المنوي ملابس الضمير فيكون العائد الضمير الملابس للمرفوع نحو جاء الذي عندك والذي في الدار والذي عندك أخوه ثم هذا المنوى واجب الإضمار ما لم يكن خاصا فإنه يجب ذكره نحو جاء الذي ضحك عندك أو نام في الدار فلا يجوز حذفه مطلقا سواء كان الظرف قريبا من زمن الإخبار أم لا وأجاز الكسائي حذف الخاص في القريب نحو نزلنا المنزل الذي أمس أو الذي البارحة أو الذي آنفا بخلاف نزلنا المنزل الذي يوم الخميس أو الذي يوم الجمعة ص مسألة يمنع تأخير موصول وأجاز الكسائي تأخير كي عن معمول صلتها والفراء أن وفصله ومتعلقاتها بأجنبي غالبا وبغيره في أل والحرفي غير ما ومنه قسم واعتراض خلافا للفارسي ونداء خلافا لابن مالك فيما ولي غير مخاطب ولا يتبع ويخبر ويستثنى قبل تمامها وقد يحذف صلة موصول أول اكتفاء بالثاني اشتراكا أو دلالة والمختار وفاقا للكوفية جواز تقديم متعلق الصلة وثالثها إن كان أل المجرورة بمن وحذف ما علم من موصول إلا أل وحرفي غير أن وثالثها إن عطف على مثله وصله لغير أل ولحرفي معمولها باق ش الموصول والصلة حرفيا كان أو اسميا كجزء اسم فأشبه شيء بهما الاسم المركب تركيب مزج ومن ثم وجب لهما أحكام أحدها تقديم الموصول وتأخير الصلة فلا يجوز عكسه وإذا امتنع تقديم الصلة امتنع تقديم معمولها أيضا وأجاز الكسائي تقديم معمول صلة كي عليها نحو جاء زيد العلم كي يتعلم وأجاز الفراء تقديم معمول صلة أن عليها نحو أعجبني العسل أن تشرب الثاني امتناع الفصل بينه وبين الصلة أو بين متعلقات الصلة بأجنبي إلا ما شذ من قوله: -

ص340

( وأبْغَضُ مَن وضعتُ إلىّ فيه ** لسانِى معشَرٌ عنهمْ أَذُودُ )

فصل بإلي وهو أجنبي بين الصلة ومعمولها ومحله بعد لساني ويجوز الفصل بغير أجنبي كمعمول الصلة نحو جاء الذي زيدا ضرب ومنه جملة القسم كقوله: –

( ذاك الذي وأبيكَ يعرف مالكًا ** )

وجملة الاعتراض كقوله: –

( ماذَا ولا عَيْب فِي المقدور رُمْت أمَا ** )

وجملة الحال كقوله: –

( إن الذي وهو مُثْر لا يجود حَر ** بفاقةٍ تعتريه بعد إثْرَاء )

وجملة النداء بعد الخطاب كقوله: –

( وأنت الذي يا سعد أُبْت بمشهدٍ ** )

 قال ابن مالك فإن لم يكن مخاطب عد الفصل أجنبيا ولم يجز إلا في ضرورة كقوله: –

 ( نَكُنْ مَثْلَ من ذِئْبُ يَصْطَحِبان ** )

ص341

أما أل فلا يجوز الفصل بينها وبين صلتها بحال لا بأجنبي ولا بغيره لأنها كجزء من صلتها وكذا الموصول الحرفي لأن امتزاجه بصلته أشد من امتزاج الاسم بصلته لأن اسميته منتفية بدونها ويستثنى ما فيجوز فصلها نحو عجبت مما زيدا تضرب لأنها غير عاملة بخلاف أن وأن وكي وتفرع على امتناع الفصل بين الموصول وصلته أنه قبل تمام الصلة لا يتبع بتابع من نعت أو عطف بيان أو نسق أو تأكيد أو بدل ولا يخبر عنه ولا يستثنى منه فلا يقال الذي محسن أكرم زيدا ولا جاء الذي إلا زيدا أساء نعم قد ترد صلة بعد موصولين أو أكثر فيكتفى بها إما مشتركا فيها كقوله: –

( صِل الّذي والّتي مَتّا بآصِرَةٍ ** )

 أو دلالة على الحذف من الأول كقوله: –

( وعند الذي واللات عُدْنَك إحْنَةٌ ** )

 مسائل وبقي في المتن مسائل الأولى في جواز تقديم الظرف والجار والمجرور المتعلق بالصلة على الموصول اسميا أو حرفيا مذاهب أحدها المنع مطلقا وعليه البصريون والثاني الجواز مطلقا وعليه الكوفيون وهو اختياري للتوسع فيه والثالث الجواز مع أل إذا جرت بمن نحو ! ( وكانوا فيه من الزاهدين ) ! يوسف 20 ! ( إني لكما لمن الناصحين ) ! الأعراف 21 ! ( وأنا على ذلكم من الشاهدين ) ! الأنبياء 56 والمنع في غير أل مطلقا فيها إذا لم تجر بمن وعليه ابن مالك ويدل للجواز في غير أل قوله: –

( لا تَظْلِمُوا مِسْوراً فإنّه لكُمُ ** من الذين وَفَوْا فى السّر والعَلَن )

ص342

وقوله : -

( وأعرضُ مِنْهُمُ عمّن هَجَاني ** )

 وقوله : -

( كان جَزائي بالعصا أن أُجْلَدا ** )

 وفي غير أل مجرورة بمن قوله: –

( فإنك مِمَّ أَحْدَثْتَ بالمجرِّبِ ** )

وقوله: -

( ولا في بيوت الحيِّ بالمتولّج ** )

 والمانعون مطلقا قدروا في الآيات والأبيات متعلقا من جنس المذكور الثانية في جواز حذف الموصول إذا علم مذاهب أحدها الجواز في الاسمي غير أل دون الحرفي غير أن وعليه الكوفيون والبغداديون والأخفش وابن مالك واحتجوا بالسماع قال:- 

ص343

( فمن يَهْجُو رسولَ الله منكمْ ** ويمدحُهُ ويَنْصُره سَواءُ )

 وقال: -

( فوالله ما نِلْتُم وما نِيلَ مِنكُمُ ** بمعتدل وَفْق ولا مُتَقَاربِ )

 أي ومن يمدحه وما الذي نلتم وقال تعالى ( ءامنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم ) العنكبوت 46 أي والذي أنزل إليكم لأن المنزل إلينا ليس المنزل إليهم وقال ( ومن ءاياته يريكم البرق ) الروم 24 أي أن يريكم وقالوا تسمع بالمعيدي خير من أن تراه أي أن تسمع وبالقياس على المضاف إذا علم والثاني المنع مطلقا وعليه البصريون وأولوا الآيات وحملوا الأبيات على الضرورة والثالث الجواز إن عطف على مثله كالآية والبيت الأول والمنع إن لم يعطف عليه كالبيت الثاني الثالث في جواز حذف الصلة إذا علمت قولان أحدهما الجواز في الاسمى غير أل كقوله: –

( نحن الأُلَى فاجمع جموعك ** ، ثم وجِّههم إلَيْنا )

أي الألي عرفت عدم مبالاتهم بأعدائهم وقوله: –

( وعَزَّ علينا أن يُصابَا وعَزَّ ما ** )

ص344

أي وعزما أصيبا به وفي الحرفي عن بقي معمول الصلة كقوله أما أنت منطلقا انطلقت أي لأن كنت فحذف كان وهي صلة ان ومعمولها باق وكذا قولهم كل شيء مهه ما النساء وذكرهن أي ما عدا النساء ووصفها ص ولا يحذف عائد أل وثالثها يجوز بقبح لدليل وفوقه إن تعدى وصفها لاثنين أو ثلاثة ورابعها يقل في متعدى واحد ويحسن في غيره وخامسها لضرورة ومحله عند الأخفش نصب والمازني جر والفراء يجوزان وسيبويه يقاس بالظاهر ش في حذف العائد من صلة أل نحو الضاربها زيد هند أقوال أحدها المنع مطلقا وعليه الجمهور واختلف في محله أمنصوب هو أم مجرور فذهب الأخفش إلى أنه منصوب والمازني إلى أنه منصوب والمازني إلى أنه مجرور والفراء إلى جواز الأمرين وسيبويه إلى اعتباره بالظاهر فحيث جاز النصب والجر نحو جاء الضاربا زيدا أو زيد جار في الضمير نحو الضارباهما غلامك الزيدان وحيث وجب في الظاهر النصب نحو جاء الضارب زيدا وجب في الضمير نحو الضاربه زيد غلامك والثاني الجواز مطلقا كقوله: –

( ما المُسْتَفِزُّ الهوى محمودَ عاقِبَةٍ ** )

 أي المستفزه والثالث إن لم يدل عليه دليل لم يجز لا تقول جاءني الضارب زيد لأنه لا يدري هل الضميبر المحذوف مفرد أو غير مفرد ولا هل هو مذكر أو مؤنث وإن دل عليه دليل كان حذفه قبيحا نحو جاءني الرجل الضاربه زيد وهو على قبحه في اسم الفاعل المأخوذ من متعد إلى ثلاثة أحسن منه في المتعدي إلى اثنين وفي المتعدي إلى اثنين أحسن منه في المتعدي إلى واحد قال أبو حيان وما علل به قبحه من الإلباس يلزمه في جاءني من ضربت ولم

ص345

يقل أحد بقبحه والرابع إن كان الوصف الواقع في صلتها مأخوذ من متعد إلى واحد فالإثبات فصيح والحذف قليل نحو الضاربه زيد والضارب زيد وإن كان من متعد إلى اثنين أو ثلاثة حسن الحذف لأجل الطول والحذف من المتعدي لثلاثة أحسن منه فيما لاثنين نحو جاءني الظانه زيد منطلقا والمعطيه زيد درهما والمعلمه بكر عمرا منطلقا وإن شئت الظان والمعطي والمعلم والخامس أنه خاص بالضرورة ص ويحذف غيره إن كان بعض معمول الصلة مطلقا وإلا فإن كان متصلا منصوبا بفعل قال أبو حيان تام أو ناقص أو مجرورا بوصف ناصب وضعفه ابن عصفور وقال الكسائي أو غير وصف أو حرف جر بمثله معنى ومتعلقا الموصول أو موصوف به قال ابن مالك أو تعين أو كان معه مثله وأباه أبو حيان أو مبتدأ ليس بعد نفي أو حصر أو معطوفا عليه خلافا للفراء في الأخيرة ولا خبره جملة ولا ظرفا وشرط البصرية طول الصلة غالبا إلا في أي ش عائد الصلة غير الألف واللام إن كان بعض معمول الصلة جاز حذفه مطلقا كحذف المعمول نحو أين الرجل الذي قلت تريد قلت إنه يأتي أو نحوه إن لم يكن فإما أن يكون منفصلا أو متصلا فإن كان منفصلا لم يجز حذفه نحو جاء الذي إياه أكرمت أو ما أكرمت إلا إياه وإن كان متصلا فله أحوال أحدها أن يكون منصوبا فإن نصب بفعل أو وصف جاز حذفه نحو ! ( أهذا الذي بعث الله رسولا ) ! الفرقان 41 أي بعثه: –

( ما الله مُوليك فَضْلٌ فَاحْمَدنهُ بهِ ** )

ص346

أي موليكه أو بغيرهما لم يجز نحو جاء الذي إنه فاضل أو كأنه قمر وألحق به أبو حيان المنصوب بالفعل الناقص نحو جاء الذي كنته زيد قال ابن قاسم وفيه نظروقال ابن عقيل يمتنع الحذف إذا كان منصوبا متصلا بفعل ناقص نحو جاء الذي كأنه منطلق فلا يجوز حذف الهاء الثاني أن يكون مجرورا فيجوز حذفه في صور إحداها أن يجر بإضافة صفة ناصبة له تقديرا نحو ! ( فاقض ما أنت قاض ) ! طه 72 أي قاضيه وزعم ابن عصفور أن حذفه ضعيف جدا ورده أبو حيان بوروده في القرآن وبأنه منصوب في المعنى ولا خلاف أن حذف المنصوب قوي فكذلك ما في معناه فإن جر بإضافة صفة غير ناصبة نحو جاء الذي أنا ضاربه أمس أو غير صفة نحو جاء الذي وجهه حسن لم يجز حذفه وأجازه الكسائي لقوله: –

 ( أعُوذ بالله وآياتِهِ ** من باب مَنْ يُغْلَق من خَارج )

 أي يغلق بابه ثانيها أن يجر بحرف جر الموصول أو الموصوف بالموصول بمثله لفظا ومعنى ومتعلقا نحو مررت بالذي أو بالرجل الذي مررت أي به ! ( ويشرب مما تشربون ) ! المؤمنون 33 أي منه فإن جرا معا بغير حرف نحو جاء غلام الذي أنت غلامه أو لم يجر الموصول أصلا نحو جاء الذي مررت به أو جر بحرف لا يماثل ما جر به العائد فى اللفظ كحللت فى الذي حللت به أو ماثك لفظا لا معنى كممرت بالذي مررت به على زيد أو لفظا ومعنى لا متعلقا كمررت بالذي فرحت به لم يجز الحذف في الصور كلها وجوز ابن مالك الحذف إذا تعين الحرف وإن لم يوجد الشرط نحو الذي سرت يوم الجمعة أي فيه والذي رطل بدرهم لحم أي منه فحسن الحذف تعين المحذوف كما حسنه في الخبر والموصول بذلك أولى لاستطالته بالصلة قال

ص347

ويمكن أن يكون منه ! ( ذلك الذي يبشر الله عباده ) ! الشورى 23 أي به وقال أبو حيان لم يذكر أحد ذلك في الصلة وإنما ذكره في الخبر ولا ينبغي أن يقاس عليه ولا أن يذهب عليه إلا بسماع ثابت عن العرب وجوز ابن مالك أيضا الحذف إذا جر بمثل الحرف عائد على الموصول بعد الصلة وهو معنى قولي أو كان معه مثله كقوله: –

( ولَوَ أنَّ ما عالجتُ لِينَ فؤاده ** فقسا اسْتُلِينَ به للان الجَندل )

 وأباه أبو حيان وقال إن البيت ضرورة فقولي وأباه أبو حيان عائد إلى جميع قول ابن مالك الحال الثالث أن يكون مرفوعا فإن كان فاعلا أو نائبا عنه أو خبرا لمبتدأ أو لناسخ لم يجز حذفه نحو جاءني اللذان قاما أو ضربا وجاء الذي الفاضل هو أو إن الفاضل هو وإن كان مبتدأ جاز بشروط أحدها ألا يكون بعد حرف نفي نحو جاءني الذي ما هو قائم الثاني ألا يكون بعد أداة حصر نحو جاءني الذي ما في الدار إلا هو أو الذي إنما في الدار هو الثالث ألا يكون معطوفا عليه غيره نحو جاءني الذي زيد وهو منطلقان الرابع ألا يكون معطوفا عليه غيره نحو جاءني الذي هو وزيد فاضلان وخالف الفراء في هذا الشرط فأجاز حذفه ورد بانه لم يسمع وبانه يؤدي إلى وقوع حرف العطف صدرا الخامس ألا يكون خبره جملة ولا ظرفا ولا مجرورا كقوله تعالى ( الذين هم يرآءون ) الماعون 6 وقولك جاءني الذي هو في الدار لأنه لو حذف لم يدر أحذف من الكلام شيء أم لا لأن ما بعده من الجملة والظرف صالح لأن يكون صلة السادس أن تطول الصلة شرط ذلك البصريون ولم يشرطه الكوفيون فأجازوا الحذف من قولك جاء الذي هو فاضل لوروده في قراءة ! ( تماما على الذي أحسن ) ! الأنعام 154 بالرفع أي هو أحسن وقوله: -

ص348

( من يُعْنَ بالحمد لم ينطق بما سَفَهٌ ** )

 أي بما هو سفه والبصريون جعلوا ذلك نادرا ومحل الخلاف في غير أي أما أي فلا يشترط فيها الطول اتفاقا لأنها مفتقرة إلى الصلة وإلى الإضافة فكانت أطول فحسن معها تخفيف اللفظ ومثال ما اجتمعت فيه الشروط والطول ! ( وهو الذي في السماء إله ) ! الزخرف 84 أي هو آله ص وتبني حيئنذ على الضم عند سيبويه وغلطه الزجاج والمختار وفاقا للكوفية والخليل ويونس وإعرابها فإن حذف مضافها أعربت على الصواب كما لو ذكر أو العائد وقيل تبني مع الظرف مطلقا وتصرف مع التاء وعن أبي عمرو لا وقيل وهو فيما إذا سمي ش لأي الموصولة أربعة أحوال أحدها أن يذكر مضافها وعائدها نحو جاءني أيهم هو قائم والثاني أن يحذف مضافها ويذكر عائدها نحو اضرب إيا هو قائم وهي معربة في هذين الحالين بإجماع الثالث أن تضاف ويحذف عائدها كقوله تعالى ( ثم لننزعن من كل شعة أيهم أشد ) مريم 69 وقول الشاعر: –

( فسلِّم على أيُّهم أفْضَلُ ** )

وهي في هذه الحالة مبنية على الضم عند سيبويه والجمهور لشدة افتقارها إلى ذلك المحذوف وهذا يستلزم بناءها في الحالة الرابعة وقيل لا لأن قياسها البناء وإعرابها مخالف له فلما نقص من صلتها التي هي موضحة ومبينة لها رجعت إلى ما عليه أخواتها وبنيت على الضم تشبيها بقبل وبعد لأنه حذف من كل ما يبينه

ص349

وذهب الكوفيون والخليل ويونس إلى إعرابها حينئذ وأولوا الآية على الحكاية أو التعليق على أن فيها قراءة بالنصب وقال ابن مالك إعرابها حينئذ قوي لأنها في الشرط والاستفهام تعرب قولا واحدا فكذا في الموصولة الرابع أن تقطع عن الإضافة ويحذف العائد نحو اضرب أيا قائم وهي في هذه الحالة معربة قال ابن مالك بلا خلاف وقد ذهب بعض النحويين إلى بنائها هنا قياسا على الحال الثالث نقله أبو حيان والرضي فلذا أشرت إلى الخلاف بقولي على الصواب وإذا أنثت أي بالتاء عند حذف ما تضاف إليه لم تمنع الصرف إذ ليس فيها إلا التأنيث وكان أبو عمرو يمنعها الصرف حينئذ للتأنيث والتعريف لأن التعريف بالإضافة المنويه شبيه بالتعريف بالعلمية ولذلك منع من الصرف جمع المؤكد به وفرق ابن مالك بأن شبه جمع بالعلم أشد من شبه أية لأن جمع لا يستعمل مع ما يضاف إليه بخلاف أية وقيل الخلاف إنما هو فيما هو إذا سميت امرأة بأية في الدار فالأخفش يصرف أية وأبو عمرو يمنعها للتأنيث والعلمية وما بعدها من الصلة كالصفة وحجة الأخفش أن التسمية لما كانت بالمجموع صار التنوين بعض الاسم لأنه وقع في الوسط ص ويجوز إتباع محذوف نسقا وبدلا وتوكيدا خلافا لابن السراج وكثير وحالا ولو مقدمة خلافا لهشام ش إذا حذف العائد المنصوب بشرطه ففي توكيده والنسق عليه نحو جاءني الذي ضربت نفسه وحاءني الذي ضربت وعمرا خلاف فالأخفش والكسائي على الجواز وابن السراج وأكثر أصحابه على المنع واختلف عن الفراء في ذلك واتفقوا على مجيء الحال منه إذا كانت مؤخرة عنه في التقدير نحو هذه التي عانقت مجردة أي عانقتها مجردة فإن كانت مقدمة في التقدير نحو هذه التي مجردة عانقت فأجازها ثعلب ومنعها هشام

ص350 




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.