المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



ظهير الدين الروذراوري  
  
3179   01:55 صباحاً   التاريخ: 27-1-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص205-207
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-04-2015 2323
التاريخ: 29-06-2015 2387
التاريخ: 27-1-2016 3108
التاريخ: 27-09-2015 1880

هو ظهير الدين أبو شجاع محمّد بن الحسين بن محمّد بن عبد اللّه بن ابراهيم الروذراوريّ، أصله من روذراور (قرب همذان) و مولده في الأهواز، سنة 437 ه‍ (1045-1046 م) .

قرأ ظهير الدين الروذراوريّ الفقه على أبي اسحاق الشيرازيّ، و كذلك قرأ الأدب على نفر من العلماء. و قد تولّى الوزارة (476-484 ه‍) للخليفة المقتدي، و كانت أيامه أيام أمن و رخاء. ثمّ عزل و أجبر على الإقامة في بيته. بعدئذ نفي الى روذراور فأقام فيها مدّة. ثمّ انّه حجّ سنة 487 ه‍ و جاور في المدينة بضعة أشهر توفّي على إثرها، في نصف جمادى الثانية من سنة 488(22/5/ 1096 م) .

كان ظهير الدين الروذراوريّ من العلماء و من العارفين بفنون الأدب و شاعرا محسنا رقيقا. و قد صنّف ذيلا على كتاب «تجارب الأمم» في التاريخ، (لمسكويه) .

مختارات من شعره:

- قال ظهير الدين الروزراوري في الشكوى:

ما كان بالإحسان أولاكم... لو زرتم من كان يهواكم

أحباب قلبي، ما لكم و الجفا... و من بهذا الهجر أغراكم (1)

أنكرتمونا مذ عهدناكم... و خنتمونا مذ حفظناكم

لا نظرت عيني سوى شخصكم... و لا أطاع القلب إلاّكم

ما كان أغناني عن المشتكى... إلى نجوم الليل لولاكم (2)

أو فاسألوا طيفكم هل رأى... طرفي غفا من بعد مسراكم (3)

يا ظبيات الأنس، في ناظري... ورودكم و القلب مرعاكم (4)

يا قوم، ما أخونكم في الهوى... و ما على الهجران أجراكم (5)

- و قال يلوم عينه:

لأعذبنّ العين غير مفكّر... فيها بكت بالدمع أو فاضت دما

و لأهجرنّ من الرقاد لذيذه... حتّى يعود على الجفون محرّما

هي أوقعتني في حبائل فتنة... لو لم تكن نظرت لكنت مسلّما (6)

سفكت دمي فلأسفكنّ دموعها... و هي التي بدأت فكانت أظلما

- و قال في التجلّد:

و انّي لأبدي في هواك تجلدا... و في القلب منّي لوعة و غليل (7)

فلا تحسبن أنّي سلوت، فربّما... ترى صحّة بالمرء و هو عليل

- و قال في العتاب:

أ يذهب جلّ العمر بيني و بينكم... بغير لقاء إنّ ذا لشديد

فإن سمح الدهر الخؤون بوصلكم... على فاقتي إنّي إذا لسعيد (8)

_____________________

1) أغراكم على هجري (البعد عني) : حرضكم عليه، دفعكم اليه.

2) المشتكى الى نجوم الليل: السهر طول الليل.

3) الطيف: الخيال يزور في المنام. الطرف: العين. المسرى: الانتقال ليلا.

4) الورود: الذهاب إلى الماء، الشرب. المرعي: ما تأكله الانعام و الحيوانات المجترة.

5) أجراكم-أجرأكم: ما أهون هجري و الابتعاد عني عليكم.

6) فتنة (بالجمال) : من النظر الى الوجوه الجميلة.

7) اللوعة: ألم من حب أو هم او مرض. الغليل: الحرقة من الحب أو من العطش.

8) الفاقة: الفقر. على فاقتي: على شدة حاجتي الى لقائكم (و استغنائكم عن لقائي) .

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.