أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-1-2021
2074
التاريخ: 19-1-2022
2107
التاريخ: 5-10-2021
1705
التاريخ: 5-1-2021
2330
|
كان اللورد كرزون ( ١٩٠٧ ) هو أول من أشار إلى تصنيف للحدود: طبيعي واصطناعي، وقد تبعه في ذلك فوست (1918)0 وبوجز (1940)10 اللذان أضافا الكثير من الدراسة التفصيلية لأنواع الحدود وصنوفها.
( 1 ) الحدود الفلكية astronomical : وهي تلك التي تتبع خطوط عرض او طول مثل جزء كبير من الحد الأمريكي الكندي الذي يتبع خط العرض ٤٩ شمالا، أو مثل كثير من الحدود في أفريقيا.
( 2 ) الحدود الرياضية mathematical : وهي تلك التي تربط بين نقطتين معينتين بخط مستقيم.
( 3 ) حدود المنحنيات Referential : وهي تلك التي تربط عدة نقاط في صورة أقواس وخطوط مستقيمة، وهذه تظهر في تحديد الخطوط في مناطق محدودة.
وكذلك اهتم كرزون اهتماما بالغا بأثر الحدود فجعلها قسمين: الحدود الحاجزة أو الفاصلة، وحدود الاتصال والحركة، وقد تبعه في ذلك فوست وبرسكوت ( ١٩٦٥ ). وقد هاجم فوست فكرة أن هناك حدودا طبيعية وأخرى اصطناعية، ولكن هجومه لم ينطو على إلغاء هذه أو تلك، فالحدود تتطور وتتغير وقد تلتحق في بعض مساراتها بظاهرات طبيعية كالأنهار والجبال، وهو بذلك يهاجم اصطلاحي حدود طبيعية وأخرى اصطناعية مؤكدا أن تطور الحدود كلها أمر طبيعي؛ لأن وظيفة الحدود الأساسية هي حماية الدولة عسكريا وتجاريا، كما أنها منطقة التقاء الدولة بالأخرى، وهي بذلك منطقة الاتصال والتبادل، ويرى فوست أنه حينما ترتبط الحدود بمنطقة حاجزة طبيعيا كالجبال فإن ذلك يؤدي إلى نشأة حدود الانفصال.
ويفصل فوست ثلاثة اتجاهات في تطور الحدود السياسية:
أ- اتجاه إلى تدقيق شديد في تخطيط الحدود ومساراتها.
ب- اتجاه إلى ترابط شديد بين الحدود السياسية والحدود اللغوية (خاصة في أوروبا).
ج- اتجاه إلى رسم الحدود في مناطق وأقاليم حدود الانفصال.
وباستثناء الاتجاه الأول فإننا نجد أن الحدود السياسية، وإن اتجهت إلى التقارب من الحدود اللغوية، إلا أن معاهدات الصلح بعد الحربين العالميتين قد دفعت بالحدود الألمانية والنمساوية بعيدا عن حدودهما اللغوية، ولتجنب مشكلة الأقليات الألمانية النمساوية أعيد توزيع السكان من جديد وهجر الألمان من بولندا والسوديت والتيرول الإيطالي، فالضغط السياسي هنا كان أقوى من الاتجاه الطبيعي للحدود لكي تشمل المتكلمين بالألمانية، كذلك فإن رسم الحدود في مناطق حدود الانفصال لم يؤد إلى تقليل الاحتكاكات بين القوميات، فخط الحدود الذي رسم في عام ١٩١٩ للنمسا في منطقة انفصال حدية بينها وبين إيطاليا التيرول الإيطالي قد اقتطع أقلية نمساوية كبيرة في هذه المنطقة الجبلية، وبالمثل فإن إنشاء دولة تشيكوسلوفاكيا وتخطيط حدودها مع ألمانيا في مناطق انفصال متمثلة في جبال غابة بوهيميا وجبال الأرتز قد اقتطع ألمان السوديت عن ألمانيا وأدخلهم تشيكوسلوفاكيا، وكانت تلك ذريعة هامة من ذرائع هتلر في توسعه في وسط أوروبا.
وإلى جانب هذه الأنواع من الحدود نجد الكولونيل هولديك ( ١٩١٦ ) والجنرال هاوسهوفر ( ١٩٢٧ ) يؤكدان أهمية الحدود الاستراتيجية القوية التحصين، وفي ذلك قال هولديك: يجب أن تكون الحدود عوائق، وهي إذا لم تكن كذلك جغرافيا وطبيعيا فيجب أن تكون قوية صناعيا بالقدر الذي تمكنه لنا الوسائل الحربية، أما هاوسهوفر فقد دعا إلى انشاء ما أسماه بـ (حدود عسكرية Wehrgrenze) في صورة إطار خارجي يحيط بحدود الحضارة الألمانية من بعيد ليجنبها الغزو وضرب المدفعية. وقد تناول هاوسهوفر موضوع الحدود من زاوية قوة الدولة، وصنفها بذلك صنوفا مختلفة: حدود الهجوم، حدود الدفاع، حدود النمو، حدود التدهور والتآكل.
وبرغم الاختلافات الكثيرة في تصنيف الحدود فإنه مما لا شك فيه أن الحدود السياسية الحالية ترتبط في مساراتها بثلاث مجموعات من الظواهر الجغرافية الرئيسية هي:
١- الحدود التي ترتبط بالظاهرات الطبيعية: جبال – أنهار – بحيرات – بحار – غابات – مستنقعات – صحارى.
٢- الحدود التي ترتبط بالظاهرات البشرية: لغات وحضارات وديانات.
٣- الحدود التي ترتبط بالظاهرات الفلكية: خطوط هندسية غالبا في مناطق التقسيم السياسي الجديدة، وفيما يلي دراسة موجزة لهذه الأشكال الرئيسية من الترابط في الحدود السياسية.
الحدود المرتبطة بالظاهرات الطبيعية:
يميل الناس إلى الاعتقاد بأن حدود القوميات تقف عند عوائق طبيعية معينة، مثال ذلك جبال الهملايا بين الهند والتبت، والبرانس بين فرنسا وإسبانيا، ونهر الدانوب بين البلغار والرومانيين، وجبال الألب بين اللاتين والجرمان، لكننا نستطيع أن نعدد أمثلة أخرى كثيرة لا تقف فيها الحدود القومية عند عقبات طبيعية، بل تتعداها وتمتد حولها وعبرها، ذلك لأن الجبال في أحيان كثيرة بأوديتها وسفوحها غالبا هي موطن قومية منعزلة أو قوميات متعددة، فالأكراد يحتلون المنطقة الجبلية الوعرة من شرق الأناضول إلى زاجروس، وغابات السويد الشمالية كانت عائقا أمام القومية السويدية، في الوقت الذي كانت فيه مسرحا لنشاط الفن و(اللاب). والأنهار في غالب الأحيان لا تكون فاصلا بل رابطا بين أجزاء الوادي الذي يجري وسطه النهر، ولذلك فإن جريان الحدود السياسية بمحاذاة مجرى النهر يؤدي إلى تقطيع أوصال إقليم متكامل جغرافيا بكل معاني الإقليم الجغرافي، مثال ذلك حدود فرنسا وألمانيا وسويسرا المحاذية لنهر الراين، أو حدود أمريكا وكندا على طول سنت لورنس والبحيرات العظمى، وفي مثل هذه الحالات لا تعرف أين تبدأ ألمانيا أو سويسرا أو كندا وأمريكا إلا عند مخفر شرطة الحدود.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|