المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24

Word mixture in real life
2024-01-17
إِحْيَاءِ الْمُؤْمِنِ‏ - بحث روائي
18-8-2016
Telomeres Have Simple Repeating Sequences
23-3-2021
أدوار الفكر الأصولي
1-9-2016
الحملات الحربية بين الدولة العباسية والبيزنطين
30-4-2018
من التفاسير الجامعة : الميزان في تفسير القرآن
20-12-2014


خطر فقدان الامن  
  
2798   11:14 صباحاً   التاريخ: 26-1-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دور الاب في التربية
الجزء والصفحة : ص59-60
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /

لا بد من توفير المقدمات التي يطلبها تحقيق الامن، وينبغي على الاب ان يقوم بدوره في هذا المجال بأحسن شكل. وقد قلنا سابقاً بان فقدان الامن يؤثر سلبا على نمو الطفل في مختلف المجالات، وسيكون عاجزا عن اداء دوره في المجتمع وعضوا فعالاً فيه.

اظهرت الدراسات العديدة التي اجريت بهذا الشأن ان فقدان الامن يقلل من الشهية للطعام ويصيب الطفل بعسر الهضم والهزال والمرض اخيراً.

كما انه يؤدي ايضاً إلى ايجاد الخوف والاضطراب عند الطفل مما يجعله جاهزا لممارسة بعض التصرفات المرفوضة كالادعاءات الكاذبة والشقاوة والعصيان، وبعض الاضطرابات السلوكية الاخرى.

وقد كشفت الدراسات ايضاً بان الاطفال الذين لا يشعرون بالأمن إلى جانب آبائهم يتصفون بالنفاق والخوف والصمت والهدوء والكآبة احياناً، او يصابون بعقد نفسية في احيان اخرى وينصاعون إلى القوانين دون نقاش ويكونون بالنتيجة افرادا غير اسوياء.

واشارت دراسة اخرى ان الطفل الذي يشعر بحاجته إلى الامن يلجأ بلا شك إلى شخص او اشخاص اخرين فيما لو قصر والده في هذا المجال، وسوف يبتعد في الحقيقة عن عائلته واسرته وينفصل عنها وهذا يشكل بحد ذاته الاساس للعديد من المفاسد الاخلاقية والسلوكية التي يصاب بها الطفل. وسوف ينظر إلى والده يائساً حيث يحمل عنه انطباعاً بانه ضعيف منضبط.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.