المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



العناية بالجانب الذهني والنفسي  
  
3724   12:40 صباحاً   التاريخ: 4-9-2020
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دنيا الفتيات المـراهقـات
الجزء والصفحة : ص380-385
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /

إن التغييرات الذهنية والنفسية للفتيات المراهقات ،... تتضمن تجديد بناء الشخصية ، الذي يستتبع مغادرة العلاقات السابقة ونبدل طريقة التفكير ووعي الذات . وطبيعي إن المراهقة ليست مرضا أو إختلالا لكي يصار الى علاجه ، وإنما هي مرحلة من النمو يجب تحملها والعمل على توفير الأجواء والظروف المناسبة لتجاوزها بسلام. وطالما لم تعرض الفتيات لمتاعب إختلالات أثنائها، ليس هناك داع للعلاج.

لكنه في الوقت ذاته ، ينبغي عدم إغفال العناية بالفتاة ومتابعة أوضاعها من النواحي الذهنية والنفسية ، فهي بحاجة في هذه الظروف الى العناية والإهتمام بها من الناحية النفسية ، وذلك من أجل أن تبقى في منأى من الإختلالات والأمراض النفسية من جهة، ولكي لا تتعرض للإحباط أو الخمول النفسي من جهة أخرى . وسنتحدث حول هذا الموضوع فيما سيأتي من الكلام.

في النمو الفكري :

إن النمو الفكري والمنطقي لدى الفتاة يتيح لها إمكانية التحرر من آثار الغرائز وتجاوز حالة الوهم والخيال . وطبقا للبحوث التي أجراها بروكس ، فإن للبيئة الاجتماعية دورا مؤثرا جدا في النمو الفكري ، وهي التي تحدد ، بالأساس مستوى ودرجة المشكلة التي يمكن أن تعاني منها حول مسألة معينة .

والمهم في العمل مع الفتاة في هذه السن هو تعويدها على الطريقة الصحيحة في التفكير ، وفي الكلام ، وفي إتخاذ القرارات ، وتشجيعها على التفاعل الإيجابي مع الكلام المعقول . وكذلك من الضروري أن تتحرر بالتدريج من التبعية الفكرية للغير وأن تكون لنفسها آراء وتصورات تنطلق من قناعاتها الفكرية المستقلة ، وأن تبني مخاوفها وغضبها على اساس مبررات منطقية.

ففي أحايين كثيرة تجد الفتاة صعوبة في التفكير حول مسالة معينة وتحليلها واتخاذ القرار المناسب بشأنها أو الحكم فيها . فمثلا تتصور إن واليدها لهما رأي سلبي في الأمر الكذائي أو أن المعلمة كانت تقصد بكلامها الكذائي المعنى الكذائي . الأمر الذي قد يولد لديها الحقد والضغينة نتيجة سوء فهمها لهما أو لها ، في حين لو استفسرت منهم حول المسالة لكان قد ثبت لها عكس ما كانت تتصور . لذا فإنها بحاجة الى إرشاد وتوجيه فكريين .

في العقل والإرادة :

الفتاة بحاجة لأن تتمتع بإرادة قوية كي تتمكن بواسطتها ضبط نفسها وكبح جماح عواطفها أمام عوامل الإثارة والإنفعال . فما أكثر الصدمات والأضرار ، التي تتعرض لها ضعيفات الإرادة ، نتيجة تغلب العاطفة على العقل لديهن ، وبالتالي استسلامهن وخضوعهن لمختلف أنواع الرغبات والأهواء .

والمطلوب هو تربية عقول الفتيات من حيث أنه وبحسب تعبير تشيللر ، يمكن للعقل المستنير أن يبني الشعور الأخلاقي بشكل أفضل والعقل هو الذي يجب أن يكون دليل القلب وهاديه. وطبيعي أن تحقيق هذا الهدف يتخلله صعوبات جمة ، ويتطلب من أولياء الأمور والمربين بذل مزيد من الجد والجهد في سبيله .

في الثقة بالنفس :

من المشاكل المهمة التي تعاني منها بعض الفتيات في هذه السن هي مسالة فقدان الثقة بالنفس . فاللاتي قد تعرضن في صغرهن لحالات الإهانة والتحقير أو واجهن مشاكل وصعوبات في حياتهن سابقا ، قد يصبحن في هذه السن شخصيات ذليلة تابعة للغير . وإذا واجهن مسالة تحتاج الى قرار وتصميم ، نجدهن حائرات مترددات لا يستطعن التصرف إزائها .

وفي مثل هذه الحالة ، يجب على أولياء الأمور ، والأمهات بشكل خاص العمل على غرس روح الثقة والاعتماد على الذات في نفس الفتاة ، وتشجيعها على إدارة شؤونها والقيام بواجباتها وأعمالها بنفسها ، وعدم مؤاخذتها وتأنيبها في الحالات التي تصدر منها أخطاء خلال الممارسة، بل إرشادها وتوجيهها بالأسلوب الذي يغنيها ولا يشعرها بالعجز.

وكذلك يجب ، في سبيل تنمية قدرة الفتاة على الاعتماد على الذات السعي الى تعريفها بجوانب القوة والضعف في شخصيتها ، ذلك لأن وعي الذات ومعرفة القدرات يولد لديها الثقة بالنفس الى حدود كبيرة ، ويدفعها الى الاهتمام بتجاوز نقاط الضعف وتعزيز نقاط القوة في شخصيتها .

في الأمن والجرأة :

وجود بيئة وأجواء آمنة للفتاة ، شيء ضروري لنموهن وتقدمهن . ومن هنا يجب تجنيب أجواء الأسرة عوامل التوتر و اللا أمن . ومن المسائل التي تسمم أجواء الأسرة وتشيع فيها دواعي الخوف والقلق والاضطراب ، يمكن الإشارة الى حالات الشجار ، والمشاحنة ، والمهاترات الكلامية ، والخصام ، والطلاق و ...

وكذلك من الضروري تعويدهن على الإقدام والجرأة وعدم الخوف من المشاكل ، وتوجيههن الى أن السبيل على النجاح في الحياة يكمن اي امتلاك الجرأة على التعبير عن الإرادة وفي السعي الجاد من أجل بلوغ الأهداف ، وفي الاعتراف بالأخطاء والتصميم على تجاوزها وعدم العودة اليها مجددا.

في الأمراض النفسية :

قلنا إن المراهقات يواجهن في هذه السن ظروفا يتعرض بعضهن على أثرها لإعتلالات نفسية فيما يصاب البعض الآخر منهن بأمراض نفسية ، ولما كانت الوقاية مثل هذه الحالات بشكل كامل أمر غير متيسر لجميع اولياء الأمور ، بإعتبارها تتطلب معلومات واسعة في مجال علم النفس وعلم النفس التربوي ،لذا فإننا نعتقد إن الطريقة الاسهل والأنجح في الوقاية هي الحفاظ على دفء أجواء الأسرة ، وإحاطة الفتيات بالحب والحنان ، وتجنيبهن عوامل الإثارة والقلق والاضطراب .

وبشأن الإصابات النفسية ، فهناك بعض الأمراض ما زال المتخصصون لم يتوصلوا الى علاج ناجح ودقيق لها كمرض (إنفصام الشخصية) الشيزوفرنيا لكن استشارة الطبيب المختص بشأنها مسألة هامة وضرورية وبخصوص مرض الهستيريا ، يوصي الأطباء بضرورة إخضاع المريض للعلاج النفسي أو العمل على تعزيز معنوياته.

وكذلك هو الحال مع حالات الهواجس والإدبار النفسي عن الطعام ، والسوداوية والى آخرها من الأمراض والإختلالات المشابهة ، يمكن لأولياء الأمور الواعين معالجتهن وإحاطتهن بالعطف والحنان اللازمين .

في الصحة النفسية :

يجب التركيز في هذه المرحلة من العمر على الصحة النفسية للفتاة بوجه خاص ، أعني العمل

على مساعدتها من أجل حل مسائلها ومشكلاتها النفسية بطرق مرضية ، وحمايتها من التعرض للوسواس والقلق والإضطرابات ، إن هناك الكثير من الإعتلالات النفسية ، التي تبدو بسيطة في الظاهر ، تصيب الفتاة فتفقدها توازنها النفسي في غفلة من الوالدين.

وينبغي عند العمل على تربية الفتاة تربية نفسية صحيحة ، عدم إجهادها بالواجبات المدرسية الكثيرة ، والإمتناع عن إشعارها بالذنب دون التوعية ، وحمايتها من الإيحاءات الذهنية المثيرة ، وتجنيبها المشاهد السلبية ، والإستجابة لحاجاتها بدرجات معقولة ، والسعي الى الحد من حالات الإنفعال والإضطراب لديها ، وإغنائها ثقافيا ، وإبعادها عن التطلعات غير المنطقية ، وتزويدها بخبرات في مجال ضبط النفس أمام العواطف والانفعالات .

في العلاج :

في حال تعرض الفتاة لإختلالات أو أمراض نفسية مستعصية ، يجب المبادرة الى علاجها عن طريق إستشارة الطبيب المختص أو الطبيب النفساني ومن الحالات التي يكتسب الرجوع الى الطبيب النفساني بشأنها ضرورة قصوى ، يمكن الإشارة الى ما يلي :

ــ السلوك الإنحرافي المتكرر كالسرقة ، وتناول الكحول ، وممارسة العنف والتخريب .

ــ الإدبار عن الدراسة في الأوضاع الطبيعية .

ــ الإعتلالات النفسية المستمرة كالكآبة ، والحزن ، والأرق ، والشعور بالإحباط واليأس ، والتفكير بالإنتحار .

ــ الإنطواء على النفس ، والإبتعاد عن الأسرة نفسيا ، والهواجس والهذيان و ...   

                  

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.