المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16674 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


مصاحف أُخرى بعد وفاة النبي  
  
3066   07:57 مساءاً   التاريخ: 16-10-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : تلخيص التمهيد
الجزء والصفحة : ج1 ، ص164-169.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / تاريخ القرآن / جمع وتدوين القرآن /

في الفترة بعد وفاة النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ، قامت جماعة من كبار الصحابة بتأليف القرآن وجمع سوَره بين دفَّتين ، كلّ بنَظمٍ وترتيب خاصّ ، وكان يسمّى ( مصحفاً ) .

يقال : أوَّل مَن جمَع القرآن في مُصحف ـ أي رتَّب سوَره ككتاب منظَّم ـ هو : سالم مولى أبي حذيفة ، فائتمروا في ما يسمّونه ؟ فقال بعضهم : سمّوه السِفر ، فقال سالم : ذلك تسمية اليهود ، فكرهوه ، فقال : رأيت مثله في الحبشة يسمَّى ( المصحف ) ، فاجتمع رأيهم على أن يسمُّوه ( المصحف ) . أخرجه ابن أشتة في كتاب المصاحف (1) .

وهكذا قام بجمع القرآن : ابن مسعود ، وأُبي بن كعب ، وأبو موسى الأشعري ، وكان سمّى مصحفه ( لُباب القلوب ) (2) ، والمقداد بن الأسود ، ومعاذ بن جبل .

ويبدو من حديث العراقي الذي جاء إلى عائشة يطلب إليها أن تُريَه مصحفها ، أنَّ لها أيضاً مصحفاً كان يخصّها ، وروى البخاري عن ابن ماهك ، قال : إنّي عند عائشة إذ جاءها عراقيٌّ فسألها عن مسائل منها : أنّه طلب أن تُريَه مصحفها ، قال : يا أمَّ المؤمنين ، أريني مصحفك ، قالت : لِمَ ؟ قال : لعلّي أُؤلِّف القرآن عليه ، فإنَّه يُقرأ غير مؤلَّف ـ أي غير مرتَّب ولا منظَّم ، أو لاختلاف الناس في نظْم آيِهِ وعدَدها (3) ـ قالت : وما يضرّك أيَّهُ قرأت ؟... إلى أن قال : فأخرجَت له مصحفاً وأملَت عليه آيِ السوَر (4) أي : عدد آيِها .

وحاز بعض هذه المصاحف مقاماً رفيعاً في المجتمع الإسلامي آنذاك ، فكان أهل الكوفة يقرأون على مصحف عبد الله بن مسعود ، وأهل البصرة يقرأون على مصحف أبي موسى الأشعري ، وأهل الشام على مصحف أُبَي بن كعب ، وأهل دمشق خاصَّة على مصحف المقداد بن الأسود ، وفي رواية الكامل : إنَّ أهل حمْص كانوا على قراءة المقداد (5) .

أمَدُ هذه المصاحف :

كان أمَدُ هذه المصاحف قصيراً جدّاً ، انتهى بدَور توحيد المصاحف على عهد عثمان ، فذهبت مصاحف الصحابة عُرضَة التمزيق والحرْق .

قال أنس بن مالك : أرسل عثمان إلى كلّ أُفقٍ بمصحف ممّا نسَخوا ، وأمَر بما سواه من القرآن في كلِّ صحيفة أو مصحف أن يُحرَق (6) .

نعم ، حظِيت بعض هذه المصاحف عُمْراً أطول ، كالصُحف التي كانت عند حفصة ، طلبها عثمان ليقابل بها نُسَخ المصاحف ، فأبت أن تدفعها إليه حتّى عاهدها ليردَّنّها عليها (7) ، ومن ثمَّ ردَّها وبقيت عندها حتّى توفّيت ، فأمر بها مروان فشُقَّت .

ويبدو من رواية أبي بكر بن أبي داود : أنَّ وُلد أُبَي بن كعب كانوا قد احتفظوا بنُسخة من مصحف أبيهم بعيداً عن آخرين ، قال : قدِم أُناس من العراق يريدون محمَّد بن أُبَي ، فطلبوا إليه أن يُخرج لهم مصحف أبيه ! فقال : قد قبَضه عثمان ، فألحُّوا عليه ولكن من  غير جدوى ، الأمر الذي كان يدلّ على مبلَغ خوفه من الحُكم القائم ، فلم يخرجه للعراقيين (8).

وفي رواية الطبري : أنَّ ابن عبّاس دفع مصحفاً إلى أبي ثابت ، ووصفه بأنَّه على قراءة أُبَيّ بن كعب ، وبقي إلى أن انتقل إلى نصير بن أبي الأشعث الأسدي الكوفي ، فأتاه يحيى بن عيسى الفاخوري يوماً وقرأ فيه : ( فما استمتعتم به منهنّ إلى أجَل مسمّى ) (9) الأمر الذي يدلّ على أنَّ هذا المصحف عاش حتّى أواخر القرن الثاني ؛ لأنَّ يحيى بن عيسى توفّي عام 201هـ (10) .

قال الفضل بن شاذان : أخبرنا الثقة من أصحابنا ، قال : كان تأليف السوَر في قراءة أُبيّ بن كعب بالبصرة في قرية يقال لها ( قرية الأنصار ) ، على رأس فرسخين عند محمَّد بن عبد الملك الأنصاري ( توفّي سنة 150 هـ ) ، أخرج إلينا مصحفاً قال : هو مصحف أُبيّ ، رويناه عن آبائنا ، فنظرت فيه ، فاستخرجت أوائل السوَر وخواتيم الرُسل وعدد الآي ... (11) .

وجاء في روايات أهل البيت ( عليهم السلام ) قول الصادق ( عليه السلام ) : ( أمّا نحن فنقرأ على قراءة أُبيّ ـ أي ابن كعب ـ ) (12) .

* * *

أمّا ابن مسعود ، فامتنع أن يدفع مصحفه إلى رسول الخليفة ، وظلَّ محتفظاً به في صرامة بالِغة أدَّت إلى مشاجرة عنيفة جرت بينه وبين عثمان ، كان فيها إبعاده عن عمله وأخيراً حَتْفه .

عندما جاء رسول الخليفة إلى الكوفة لأخذ المصاحف ، قام ابن مسعود خطيباً قائلاً : أيُّها الناس إنّي غالّ مصحفي ، ومَن استطاع أن يغلّ مصحفاً فليغلُل ؛ فإنَّه مَن غلَّ يأت يوم القيامة بما غلَّ ونِعمَ الغلّ المصحف (13) .

وهكذا كان يحرِّض الناس على مخالفة الحُكم القائم ، الأمر الذي جرَّ عليه الوَيلات ، فأشخَصه الخليفة إلى المدينة ، وجرى بينهما كلام عنيف انتهى إلى ضربه وكسر أضلاعه ، وإخراجه من المسجد بصورة مزرية .

روى الواقدي بإسناده وغيره : أنَّ ابن مسعود لمّا استقدم المدينة دخلها ليلاً ، وكانت ليلة جمعة ، فلمّا علم عثمان بدخوله ، قال : أيُّها الناس إنَّه قد طرقكم الليلة دُوَيبة ، مَن تمشي على طعامه يقيء ويسلُحْ .

قال ابن مسعود : لستُ كذلك ولكنَّني صاحب رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) يوم بدْر ، وصاحبه يوم أُحُد ، وصاحبه يوم بيعة الرضوان ، وصاحبه يوم الخندق ، وصاحبه يوم حنين ....

وصاحت عائشة : يا عثمان ، أتقول هذا لصاحب رسول الله ؟! فقال عثمان : اُسكتي .

ثمَّ قال لعبد الله بن زمعة بن الأسود : أخرِجه إخراجاً عنيفاً ! فأخذه ابن زمعة ، فاحتمله حتّى جاء به باب المسجد ، فضرب به الأرض ، فكسَر ضِلعاً من أضلاعه ، فقال ابن مسعود : قتلَني ابن زمعة الكافر بأمْر عثمان .

قال الراوي : فكأنّي أنظر إلى حموشة ساقَي عبد الله بن مسعود ، ورجلاه تختلفان على عُنُق مولى عثمان ، حتّى أُخرج من المسجد ، وهو يقول : أُنشدك الله أن لا تُخرجني من مسجد خليلي رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) (14) .

قيل : واعتلّ ابن مسعود فأتاه عثمان يعوده ، فقال له : ما كلام بلَغَني عنك ؟ قال : ذكرتُ الذي فعلتَه بي ، إنّك أمرتَ بي فَوِطئ جَوفي فلم أعقل صلاة الظهر ولا العصر ، ومنعتَني عَطائي ، قال عثمان : فإنّي أُقيدُك من نفسي ، فافعل بي مثل الذي فُعل بك ... وهذا عطاؤك فخُذه .

قال ابن مسعود : منعتنيه وأنا محتاجٌ إليه ، وتعطيني وأنا غنيّ عنه ! لا حاجة لي به ، فأقام ابن مسعود مغاضباً لعثمان حتّى توفّي ، وصلّى عليه عمّار بن ياسر في ستْرٍ من عثمان ، وهكذا لمّا مات المقداد صلَّى عليه عمّار بوصيَّة منه ، فاشتدّ غضب عثمان على عمّار ، وقال : ويلي على ابن السوداء ، أمَا لقد كنت به عليماً ! (15) .

* * *

هذا ، ورغم ذلك كلّه فقد بقي مصحفه متداولاً إلى أيّام متأخّرة .

يقول ابن النديم (297 ـ 385هـ) : رأيت عدَّة مصاحف ذكرَ نسّاخها أنّها مصحف عبد الله بن مسعود ، وقد كُتب بعضها منذ مئتي سنة (16) .

وهكذا يبدو من الزمخشري : أنَّ هذا المصحف كان معروفاً حتّى القرن السادس ؛ لأنَّه يقول : ( وفي مصحف ابن مسعود كذا ...) ، وظاهر هذه العبارة أنَّه هو وجدها في نفس المصحف ، لا أنَّه منقول إليه (17) .

وصفٌ عامٌّ عن مصاحف الصحابة :

كان الطابع العامّ الذي كانت المصاحف آنذاك تتَّسم به هو : تقديم السوَر الطوال على القِصار نوعاً ما في ترتيب منهجيّ خاصّ :

1 ـ ابتداء من السبْع الطوال : البقرة ، آل عمران ، النساء ، الأعراف ، الأنعام ، المائدة ، يونس (18) .

2 ـ ثمَّ المئين : وهي السوَر تربو آياتها على المئة ، وهي ما تقرب اثنتي عشرة سورة .

3 ـ ثمَّ المثاني : وهي السوَر لا تبلغ آياتها المئة ، وهي ما تقرب عشرين سورة ، وسمِّيت مثاني ؛ لأنّها تُثنّى ، أي تكرّر قراءتها أكثر ممّا تقرأ غيرها من الطوال والمئين .

4 ـ ثمَّ الحواميم : وهي السور بَُدئت بـ ( حم ) ، سبْع سوَر .

5 ـ ثمَّ الممتحنات : وهي تقرب من عشرين سورة .

6 ـ ثمّ المفصَّلات :  تُبتَدأ من سورة الرحمن إلى آخِر القرآن .

وسمِّيت بذلك لقُرب فواصلها وكثرة فصولها .

هذا هو الطابع العامّ لمصاحف الصحابة ، والنظر في الأكثر إلى مصحف ابن مسعود ، وإن كانت المصاحف تختلف مع بعضها في تقديم بعض السوَر على بعض وتأخيرها عنها ، أو يزيد عدد سوَر بعضها على بعض .
____________________

(1) الإتقان : ج1 ، ص58 . وراجع المصاحف للسجستاني : ص11 ـ 14 .

(2) الكامل في التاريخ : ج3 ، ص55 .

(3) احتمله ابن حجر في فتح الباري : ج9 ، ص36 .

(4) صحيح البخاري : ج6 ، ص228 .

(5) الكامل في التاريخ : ج3 ، ص55 . وراجع البخاري : ج6 ، ص225 . والمصاحف لابن أبي داود السجستاني : ص11 ـ 14 . والبرهان للزركشي : ج1 ، ص239 ـ 243 .

(6) البخاري : ج6 ، ص226 .

(7) مصاحف السجستاني : ص9 .

(8) نفس المصدر : ص25 .

(9) تفسير الطبري : ج5 ، ص9 .

(10) تهذيب التهذيب : ج11 ، ص263 .

(11) فهرست ابن النديم : ص29 .

(12) وسائل الشيعة : ج4 ، ص821 ( الطبعة الإسلامية ) .

(13) المصاحف للسجستاني : ص15 .

(14) ابن أبي الحديد : شرح النهج ، ج3 ، ص43 ـ 44 .

(15) تاريخ اليعقوبي : ج23 ، ص160 ، طبع نجف .

(16) الفهرست : ص46 .

(17) راجع الكشّاف : ج2 ، ص410 ، آية 71 من سورة هود . وج4 ، ص490 ، آية 7 من سورة المجادلة .

(18) تلك السبع الطوال في مصاحف الصحابة ، غير أنّ عثمان عمَد إلى تقديم سورة الأنفال فزعمها مع سورة البراءة سورة واحدة ، جعلهما من السبع الطوال ، وسيأتي الكلام في ذلك ( راجع : الإتقان: ج1 ، ص60 . ومستدرك الحاكم : ج2 ، ص221 ) .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .