المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



التشجيع يحي شخصية الطفل  
  
2955   02:32 صباحاً   التاريخ: 15-1-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص382ـ383
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

التشجيع والاشادة مبعث تعزيز المعنويات، فهما يمنحان الأشخاص طاقة جديدة، ويقويان في الطفل روحه المنهزمة، ويحييان فيه كرامته المضيعة، فتستبدل الحقارة عنده العزة، وتكون مدعاة لسلوكه سبيل النمو والتكامل.

ان تشجيع الطفل والاطراء له يؤدي الى انبثاق الشعور بالثقة لدى الأشخاص، فينميان فيه قابلياته الكامنة ويصلان بطاقاته الى أقصاها، فتنبلج كمالاته الخفية، ويضعان حتى الطفل في مقتبل العمر على الطريق وينفخان في كيانه قوة جديدة.

وعن طريق التشجيع يتم احياء شخصية الأطفال، وانقاذهم من اليأس والتشاؤم، وتمهيد سبيل الحياة امامهم بما يوفره لهم من متطلبات الانشراح، فحتى التشجيع العادي البسيط يغير مسيرة حياة المرء، وينشله من المساوئ والأعمال الشائنة، فتتجلى له رؤى جديدة.

والتشجيع والاشادة يعدان نوعاً من أنواع التلقين على الاقتدار، فينشأ الطفل من خلاله ويحيا بواسطته، ولو كانت هنالك هزائم واندحارات في طريقه فإنها تزول أيضاً، خصوصاً اذا كان هذا الأمر مدروساً فإنه سيعتبر عاملاً في بناء الطفل.

لهذا السبب تبذل الجهود من أجل خلق وضع مشفق لدى الوالدين تجاه الفرد بما يصنع له محيطاً عاطفياً يمكن للشخص ان يبرز من خلاله ويعمل على بناء ذاته.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.