يجوز أن يصلي صلاة الخوف بصفة ذات الرقاع أو بطن النخل في الامن، وتصح صلاة الامام والمأمومين. قال الشيخ: وصلاة عسفان(1).وعندي فيه إشكال، لما فيه من تقدم الصف وتأخره، فإن قصد مع القلة أو عدم الانتقال، جاز وإلا فلا تجوز صلاة المأمومين وتصح صلاة الامام. أما صلاة شدة الخوف فلا تجوز حالة الامن بحال. وللشافعي في صحة صلاة الامام على صفة ذات الرقاع وجهان، هذا أحدهما. والثاني: البطلان لأنه انتظر في غير موضعه(2).وأما الطائفة الاولى فقد خرجت من الصلاة لغير عذر، وفي ذلك عنده قولان، وأبطل صلاة الثانية،  لأنها خالفت الامام في ركعة مع كونها في إمامته(3).وأما صلاة عسفان، فإن صلاة الامام ومن تبعه صحيحة، وأما من خالفه في السجود فقد سبقه الامام بسجدتين وجلسة بينهما، فبعض أصحابه أبطل صلاتهم،  لأنهم خالفوا الامام بركنين، وبعضهم منع لان السجدتين كالركن الواحد، والجلسة للفصل(4).

فروع:

أ: قال الشيخ: لا تجوز صلاة الخوف في طلب العدو، لانتفاء الخوف (5).وهو حتى إن قصد صلاة الشدة.

ب: قال: كل قتال واجب كالجهاد، أو مباح كالدفع عن النفس والمال جاز أن يصلي فيه صلاة الخوف والشدة. وأما المحرم فلا تجوز صلاة الخوف، فإن صلوا، صحت صلاتهم،  لأنهم لم يخلوا بركن، ولو صلوا صلاة الشدة، بطلت(6).والوجه: الجواز في الصورة الاولى، وإلا لوجبت الاعادة. وجعل الدفع عن النفس قسيما للواجب ليس بجيد.

ج: لو انهزم العدو فلم يأمن المسلمون كرتهم عليهم ورجوعهم إليهم، جاز أن يصلوا صلاة الخوف، للمقتضي.

___________________________________

(1) المبسوط للطوسي 1: 167، الخلاف 1: 648 مسألة 420.

(2 و 3) المجموع 4: 434، حلية العلماء 2: 215.

(4) المجموع 4: 433 - 434، حلية العلماء 2: 215.

(5) المبسوط للطوسي 1: 167.

(6) المبسوط للطوسي 1: 168.