المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 18000 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

What are reduced penetrance and variable expressivity
19-10-2020
حمزة بن حمزة بن محمد
8-8-2016
محمد بن علي القناني
24-8-2016
نيماتودا التقرح Lesion Nematodes
7-5-2018
موجبات الكبائر
13-6-2021
مكافحة الاكاروسات بالوسائل التشريعية
28-6-2021


تقسيم التفسير الإشاري  
  
4240   07:19 مساءاً   التاريخ: 16-10-2014
المؤلف : محمد علي أسدي نسب
الكتاب أو المصدر : المناهج التفسيرية عند الشيعة والسنة
الجزء والصفحة : ص 394-403.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / مناهج التفسير / منهج التفسير العرفاني /

حين تتبع كلمات أصحاب التفسير الإشاري وكتبهم ، يمكن أن نأتي بتقسيمات ثلاثة للتفسير الإشاري :

أ ـ تقسيم التفسير الإشاري بحسب حالات اصحابه

ويمكن أن نقسمه الى نوعين :

1- التفسير الإشاري النظري

العرفان النظري الحاصل من الرياضات الفكرية المنظمة عادة ، الذي له نظام خاص حول المبدأ والمعاد والأنفس والآفاق ، إذا استخدم في تفسير الآيات ، نعد هذا التفسير ، تفسيراً إشارياً نظرياً ، ومثاله : التفسير  المنسوب الى ابن عربي ؛ فإنه ألف تفسيره على أصول العرفان النظري ، خصوصاً على مسألة وحدة الوجود .

2- التفسير الإشاري الشهودي أو الفيضي

تارة لا يكون لدى المفسر نظام فكري نظري عرفاني ، بل المفسر يعد من أصحاب الرياضات القلبية و المكاشفات الشهودية ، فحينما ينظر الى الآيات ويدقق فيها ، في حالة الوجد والجذب ، خصوصاً في الحالة المنامية التي تكون بين  اليقظة والنوم ، يفهم من الآيات معنى خاصاً ، فيفسر تلك الآيات على حسب تلك المعطيات فيسمون تفسيرها تفسيراً فيضياً أو شهودياً .

وتفاسير الصوفية التي ليس لها مبانٍ نظرية ن وادعوا لها الكشف والإلهام ، تعد من هذا النوع ، سواء أكان يوافق الظاهر أم يخالفه .

ب ـ تقسيم التفسير الإشاري بحسب للظاهر

1- التفسير الإشاري الموافق لظاهر الآيات ، سواء كان ذلك التفسير ممكن الوصول من الظاهر ، او لا يظهر ابتداءً للآخرين .

2- التفسير الإشاري الذي لا يوافق ظاهر الآيات ولا يخالفه ، فيحتمل أن يندرج تحت الآية ، او يكون خارجاً عن مفهومها .

3- التفسير الإشاري المخالف لظاهر الآية بالتضاد أو التناقض .

ولكل هذه الأقسام الثلاثة إما يذكر شاهداً من الكتاب أو السنة ، او يذكر الكشف الباطن ، او لا يذكر أي شاهد على تفسيره الإشاري الخاص ، فظهر بهذا البيان ان أقسام التفسير الإشاري بحسب نسبته الى الظاهر تسعة كالتالي :

أقسام التفسير الإشاري باعتبار نسبته الى الظاهر

1- موافق للظاهر : أ) عليه شاهد من الكتاب أو السنة ، ب) مع ادعاء الكشف ، ج) لا يذكر عليه شاهد .

2- لا موافق ولا مخالف للظاهر : أ ) عليه شاهد من الكتاب أو السنة ، ب) مع ادعاء الكشف ، ج) لا يذكر عليه شاهد .

3- مخالف للظاهر : أ ) عليه شاهد من الكتاب أو السنة ، ب) مع ادعاء الكشف ، ج) لا يذكر عليه شاهد .

وفي  ما يلي نذكر نماذج لكل هذه الاقسام التسعة ، ونذكر ايضا حكمها ، طبقاً لشروط قبول التفسير الإشاري :

القسم الأول : ما يوافق الظاهر وعليه شاهد من الكتاب أو السنة

يقول العارف الفيلسوف صدر المتألهين ، محمد بن ابراهيم الشيرازي : واليوم في قوله : {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} [الطارق: 9] يوم البرزخ ، وهو : القيامة الوسطى ، إذ فيه تختبر سرائر النفس : لأنه يوم علنت الضمائر النفسية وخفيت الظواهر الجسمية ، وفيه يحشر الناس على صور نياتهم – كما ورد في الحديث – وورد ايضاً : يحشر بعض الناس على صورة تحسن عندها القردة والخنازير (1).

ولا شك في اعتبار هذا النوع من التفسير ، بل هو من أفضل طرق التفسير العرفاني وأصحها ، ولا يمكن منعه ، فهو مما اتفق عليه جميع الآراء من أهل الفرق والمذاهب .

القسم الثاني : ما يوافق الظاهر وعليه ادعاء الكشف

يقول صدر الدين الشيرازي في تفسير (فضل الله ) : ما يتراءى من مواضع استعمالات هذا اللفظ في القرآن وغيره مع ضرب من إلهام الله تعالى وتأييد ، هو : أن الفضل عبارة عما به يتفضل الإنسان على جميع ما في هذا العالم من الجواهر والأعراض ، ويستحق بذلك مسجودية الملائكة والجان ، وهو عبارة عن الإيمان بالله والعلم بحقائق الأشياء كما هي .

والتجرد عن العالم الحسي ، وهو إنما حصل عياناً للنبي صلى الله عليه واله وسلم بالأصالة ، ولأولياء الله من أهل بيت نبوته وولايته تبعاً ، وحصل علماً برهانياً لحكماء أمته ، وسماعاً تقليدياً لعوام أهل الإيمان ، كل ذلك بواسطة إشراق نور النبوة على أراضي قابلية قلوبهم ، إلا ان في الأول وقوع النار ، وفي الثاني عكسه ، وفي الثالث ظله (2).

فهو يفسر (فضل الله ) في الآية الرابعة من سورة الجمعة ، بـ (الإيمان بالله والعلم بحقائق الأشياء ) ، بواسطة الإلهام الرباني والتأييد الإلهي .

وهذا القسم مقبول وممدوح ؛ لأنه موافق للظاهر ، سواء اعترفنا بالكشف والإلهام ، أم لم نعترف به ، ولكن على كل حال ، فإن حصول هذا الكشف للإنسان ، أو ادعاءه ممن يعد اهلا له ، يؤيد ظاهر الآية ويقويه .
القسم الثالث : ما يوافق الظاهر من دون ذكر الشاهد

يقول ابن عربي في تفسير الآية : {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [آل عمران: 169] : سواء كان قتلهم بالجهاد الأصغر ، وبذل النفس طلباً لرضا الله ، او بالجهاد الأكبر ، وكسر النفس وقمع الهوى بالرياضة { أمواتا بل أحياء عند ربهم } بالحياة الحقيقة ، مجردين عن دنس الطبائع ، مقربين في حضرة القدس ، { يُرْزَقُونَ } من الأرزاق المعنوية ، أي المعارف والحقائق واستشراق الأنوار ، ويرزقون في الجنة الصورية ، كما يرزق ساير الأحياء ، فإن للجنة مراتب ، بعضها معنوية وبعضها صورية ، ولكل من المعنوية والصورية درجات على حسب الأعمال (3).

وهذا القسم ايضا مقبول ؛ لأنه موافق للظاهر ، فالظاهر أقوى دليل على التفسير ، فظاهر الرزق ، وهو العموم ، يشمل كلاً من الأرزاق المعنوية والصورية .

القسم الرابع : لا يوافق الظاهر ولا يخالقه وعليه شاهد
في ذيل الآية : {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [الأعراف : 146] يقول ابن عربي : لأن التكبر من صفات النفس ، فهم في مقام النفس محجوبون عن آيات الصفات التي تكون في مقام القلب ، دون المتكبرين بالحق ، الذين اتصفوا بصفة الكبرياء في مقام المحو والفناء ، فقام كبرياؤه تعالى مقام تكبرهم ، كما قال جعفر الصادق عليه السلام في جواب من قال له : فيك كل فضيلة إلا انت متكبراً ! فقال : " لست بمتكبر ، ولكن كبرياء الله تعالى قام مني مقام التكبر " (4).

وحكم هذا القسم من التفسير يتعلق بقوة الشاهد وضعفه ، فإذا كان الشاهد قوياً ومعتبراً ، يمكن الاتكال عليه ، وإلا فلا .

القسم الخامس : لا يوافق الظاهر ولا يخالفه مع ادعاء الكشف

ذيل الآية : {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ...} [البقرة: 31] يتكلم صدر الدين الشيرازي على ماهية الإنسان الكامل ، ويفصل الكلام حتى يصل الى مبحث العقل الفعال ، ويذكر عنوان (دقيقة إلهاميه) ، ويقول : ها هنا دقيقة أخرى لا يقدر جماهير الفضلاء ان يدركوها ، فضلاً عن غيرهم من أسراء الوهم والخيال ، وهي : أن العقل الفعال ، مع أنه فاعل متقدم على غيره من الممكنات ، فهو بعينه ثمرة حاصلة من وجوداتها المترتبة في الاستكمال والارتقاء الى الكمال ، وهذا من أعجب العجائب ، مع أنه حق لا مرية فيه ، لهذا الفقير المنكسر البال ، والمشوش الحال (5).

ولا يمكن إصدار حكم على هذا القسم ، إلا أن تحصل لنا تلك التجربة الإلهامية اليقينية ، وإن لم تحصل لنا ، فالسكوت أولى ، نعم إذا كان الإلهام مخالفاً للبرهان اليقيني والنقل القطعي ، لا نقبله ويجب رده .

القسم السادس : لا يوافق الظاهر ولا يخالفه وليس عليه شاهد

يقول ابن عربي في تفسير الآية 22 و 23 من المعارج ( إلا المصلين ) ، أي : الإنسان بمقتضى خلقته وطبيعة نفسه معدن الرذائل ، إلا الذين جاهدوا في الله حق جهاده ، وتجردوا عن ملابس النفس ، وتنزهوا عن صفاتها ، من الواصلين الذين هم اهل الشهود الذاتي ، {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ} [المعارج: 23] ، فإن المشاهدة صلاة الروح ، غابوا في دوام مشاهدتهم ، عن النفس وصفاتها ، وعن كل ما سوى مشهودهم (6).

ويعد من هذا القسم تفسير الحروف المقطعة بأيدي الصوفية ، بأمور لا دليل عليها ولا شاهد لها (7).

وحكم هذا القسم معلوم ، فالتفسير غير الحاصل من الظاهر لا يقبل إلا بدليل ، وإذا كان التفسير لا ينبع من الظاهر ولا يوجد عليه شاهد ، فلا يمكن نسبته الى الله تعالى .

القسم السابع : ما يخالف الظاهر وعليه دليل من الكتاب والسنة

يقول ابن عربي عند تفسير قوله تعالى : {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة: 7] يقول : لا بالعدد والمقارنة ، بل بامتيازهم عنه بتعيناتهم ، واحتجابهم عنه بماهياتهم وإنياتهم : وافتراقهم منه بالإمكان اللازم لماهياتهم وهوياتهم ، وتحققهم بوجوبه اللازم لذاته ، واتصاله بهم بهويته المندرجة في هوياتهم ، وتحققهم بوجوبه اللازم لذاته ، واتصاله بهم بهويته المندرجة في هوياتهم ، وظهوره في مظاهرهم ، وتستره بماهياتهم و وجوداتهم المشخصة ، وإقامتها بعين وجوده ، وإيجابهم بوجوبه ، فبهذه الاعتبارات هو رابع معهم ، ولو اعتبرت الحقيقة ، لكان عينهم ، ولهذا قيل : لولا الاعتبارات لارتفعت الحكمة ، وقال  أمير المؤمنين عليه السلام " العلم نقطة كثرها الجاهلون " (8).

ويظهر اعتبار هذا القسم من التفسير من اعتبار الشاهد المذكور في الكلام ، فإن الكتاب والسنة بمقدورهما صرف الآيات عن الظاهر ، ولكن بشروط موجودة في كتب الأصول والتفسير ، ومن تلك الشروط : عدم التباين والتضاد .

القسم الثامن : ما يخالف الظاهر وعليه ادعاء الكشف

جاء في تفسير (عرائس البيان في حقائق القرآن ) ، ذيل الآية : {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ } [التوبة: 91] : وصف الله زمرة أهل المراقبات ، ومجالس المحاضرات ، والهائمين في المشاهدات ، والمستغرقين في بحار الأزليات ، الذين أنحلوا جسومهم بالمجاهدات ، وأمرضوا نفوسهم بالرياضات ، وأذابوا قلوبهم بدوام الذكر وجولانها في الفكر ، وخرجوا بعقائدهم الصافية عن الدنيا الفانية بمشاهدته الباقية (9).
فهذا التفسير يخالف ظاهر الآية ؛ لأن المتبادر من الضعفاء في الآية ، ليس اصحاب المراقبة والشهود ، ومؤلف التفسير ، وهو : ابو محمد  الشيرازي ،ادعى أن ما قاله في تفسيره سوانح سنحت له من حقائق القرآن ، وإشارات تجلت له من جانب الرحمن (10) .

وهذا النوع من التفسير ليس مقبولاً لدى الآخرين ؛ لأن ادعاء الكشف من جانب احدٍ لا يكون حجة للتفسير عند من لا يجد ذلك الكشف .

القسم التاسع : ما يخالف الظاهر ولا يوجد عليه شاهد

في ذيل الآية : {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ....} [البقرة : 6] يقول ابن عربي في فتوحاته : يا محمد { إن الذين كفروا } ستروا محبتهم في عنهم {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ } بودعيك الذي ارسلتك به {أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}  بكلامك ؛ فإنهم لا يعقلون غيري ، وأنت تنذرهم بخلقي ، وهم ما عقلوه ولا شاهدوه ، وكيف بك ، وقد ختمت على قلوبهم ، فلم اجعل فيها متسعاً لغيري ، وعلى سمعهم ، فلا يسمعون كلاماً في العالم إلا مني ، وعلى ابصارهم غشاوة من بهائي عند مشاهدتي ، فلا تبصرون سواي ، ولهم عذاب عظيم عندي ، اردهم بعد هذا المشهد السني الى إنذارك ، وأحجبهم عني ، كما فعلت بك بعد قاب قوسين أو أدنى قرباً ، أنزلتك الى من يكذبك ، ويرد ما جئت به إليه مني في وجهك ، وتسمع في ما يضيق به صدرك ، فأين ذلك الشرح الذي شاهدته في إسرائك ، فهكذا أمنائي على خلقي الذين أخفيتهم رضاي عنهم ، فلا أسخط عليهم أبداً (11) (12).

وهذا القسم من التفسير مرفوض وممنوع ، مباين لصريح القرآن تماماً ، وهو يرد رأساً ؛ لأنه من أوضح المصاديق المخالفة للقرآن ، فيجب طرحه ورميه على الجدار ، فشخصية مثل ابن عربي ، ولو كانت كبيرة ، إلا أن الحق والباطل لا يعرفان بأقدار الرجال . وإذا كان مصدر هذا النوع من التفسير الكشف والإلهام ، فإنه غير معتبراً ايضا في المقام ، فالكشف المخالف لدليل قطعي ، غير معتبر في التفسير ، بل لا يمكن تسميته بالتفسير .

ج- تقسيم التفسير الإشاري بحسب الكتب التفسيرية الإشارية

يمكن تقسيم كتب التفسير الإشارية بالنظر الى العناية بالظواهر الى مايلي :

1- ولا يذكر الظاهر من الكتاب ، ولكن المؤلف يعتقد بالظاهر ، فهو اعتماداً على ما هو موجود في التفاسير لا يذكر الظاهر .

والتفسير المنسوب لابن عربي ، يعد من هذا القسم ؛ فإنه في مقدمة تفسيره يقول : فرأيت أن أعلق ببعض ما ينسخ لي في الأوقات ، من أسرار حقائق البطون ، وأنوار شوارق المطلعات ، دون ما يتعلق بالظواهر  والحدود ، فإنه قد عين لها حد محدود ، وقيل : من فسر برأيه فقد كفر ، وأما التأويل فلا يبقى ولا يذر ، فإنه يختلف بحسب أحوال المستمع وأوقاته ، في مراتب سلوكه وتفاوت درجاته ، وكلما ترقى عن مقامه ، انفتح له باب فهم جديد ، واطلع به على لطيف معنى عتيد (13).

2- يفسر الظاهر على حسب قواعد الظهور أولاً ، ويأتي بما يناسب الآيات المذكور من الإشارات اللطيفة ، والبطون العميقة ، التي تحصل لأرباب السلوك ، وهذا مثل تفسير القرآن العظيم ، لصدر المتألهين الشيرازي ، فإنه يقول : وذكرت فيها من التفاسير المذكورة في معانيها ، ولخصت كلام المفسرين النظارين في مبانيها ، ثم أتبعتها بزوائد لطيفة يقتضيها الحال والمقام ، وأردفتها بفوائد شريفة يفضيها المفضل المنعام (14).

ويقول ايضا : ومورداً في كل باب – قبل الإشارة الى ما هو صريح الحق والصواب ، وقرة عيون أولي البصائر والألباب – طائفة من كلمات القوم وتأليفاتهم وفوائدهم وتدقيقاتهم في الكتاب ، مخلصاً لثمرات كلامهم (15).

3- يذكر الظاهر والإشارات العرفانية مختلطين ، دون أن يفرق بين تفسير الظاهر والباطن ، وذلك مثل تفسير (روح البيان ) للشيخ إسماعيل حقي البروسوي ، من أهل السنة ، وتفسير (بيان السعادة في مقامات العبادة ) ، لسلطان محمد الجنابذي ، من الإمامية . يقول الجنابذي في مقدمة تفسيره في الفصل السابع : تفسير الآيات والأخبار عبارة عن إبانة مفاهيم ألفاظها ، وكشف الغطاء عن مقاصدها ، والإشارة الى إشاراتها ، والإيماء الى لطائفها التي اتصف المفسر بها ، والتنبيه على حقائقها ، التصريح بتنزيلها ، والتلويح الى تأويلها .... وإن من لم يعرف الإشارات ، ولم يجد اللطائف في وجوده ، كان تفسيراً ناقصاً . بل تفسيراً بالرأي الذي كان تمامه خطأ ، وهكذا الحال في معرفة التأويل (16).

ويذكر أنه هناك نوع آخر من النظر الى القرآن ، وهو ترك الظاهر كلا والرجوع الى تأويل الآيات طراً ، وهذا معروف بالتفسير الباطني ، فالباطنية حسبما ينسب إليهم ، يتركون الظواهر ويميلون الى الباطن ، و لكن لا يتمسكون بالباطن المشهود ، فإنهم كثيراً ما ينسبون الى القرآن الكريم اشياء ، ليس لها أي دليل ، بل لا تدخل تحت عنوان التفسير الشهودي الفيضي ، فهذا النوع في الحقيقة ليس تفسيراً لكلام الله العظيم ، فإن رفع اليد عن الظاهر في تفسير الآيات والرجوع الى التأويل والباطن من غير دليل وشاهد ، يعد بمنزلة ترك كلام الله الكريم ، ويدخل تحت التفسير بالرأي ، الذي يوجب النار في يوم المعاد ، لأجل هذا لم نذكر هذا النوع في الأنواع المذكورة آنفاً ؛ لأنه لا يدخل في باب التفسير أصلاً .
___________________
1- تفسير القرآن الكريم 7 : 443 .
2- المصدر السابق : 176 ، ذيل الآية 4 من سورة الجمعة .
3- تفسير ابن عربي 1 : 130 ، ذيل الآية 169 من سورة آل عمران .
4- تفسير ابن عربي 2 : 241 ، ذيل الآية 146 من سورة الأعراف .
5- تفسير القرآن الكريم 4 : 393 ، ذيل الآية 31 و 32 من سورة البقرة .
6- تفسير ابن عربي 2 : 370 ، ذيل الآية 22 و 23 من سورة المعارج .
7- راجع : تفسير القرآن العظيم ، للتستري : 9-12 ، ذيل الآية 1 من سورة البقرة .
8- تفسير ابن عربي 2 : 324 ، ذيل الآية 7 من سورة المجادلة .
9- راجع : التفسير والمفسرون ، للذهبي 2 : 391 ، نقلا عن تفسير عرائس البيان 1 : 329 .
10 – المصدر السابق 2 : 391 ، نقلا عن عرائس البيان 1 : 3 .
11- الفتوحات المكية 1 :115 .
12- هذا النوع من التفسير باطل بإجماع المسلمين ، ومن ثم نشك في نسبته الى ابن العربي ، فكيف صدر عنه هذا النوع ، مع أن في تفسير ابن عربي وفي تفسير رحمة من الرحمان ، عند تفسير الآية 6 من سورة البقرة لا نجده ، بل فسر هذه الآية في الكتابين طبقاً لقاعدة القوم ، وحفظاً للظاهر والباطن معاً .
13- تفسير ابن عربي 1 : 6 .
14- تفسير القرآن العظيم 1 : 122.
15- المصدر السابق : 122.
16- تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة 1 : 12.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .