المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المبارزة
2024-11-27
حكم الطفي المسبي
2024-11-27
حكم السلب
2024-11-27
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الكرنب (الملفوف)
2024-11-27
حكم الكافر الحربي اذا اسلم
2024-11-27
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الكرنب (الملفوف)
2024-11-27



ترك النفقة على الوالدين  
  
2353   01:05 صباحاً   التاريخ: 13-1-2016
المؤلف : الشيخ ياسين عيسى
الكتاب أو المصدر : التربية الفاشلة وطرق علاجها
الجزء والصفحة : ص235-236
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-08 1084
التاريخ: 12-7-2018 2134
التاريخ: 7-5-2022 2621
التاريخ: 23-7-2018 2210

من المسائل التي تؤدي الى فشل الأبناء في تعاملهم مع الآباء التخلي عن الإنفاق على الوالدين عند حاجتهم إليه .

والنفقة واجبة للوالدين وإن علو (1) إذا كانا فقيرين (2) , وهي تشمل دفع كل ضرر إضافة الى المأكل والملبس والمسكن بما يتعارف عليه في كل مجتمع , ويستحب التوسعة في النفقة على الوالدين من باب إكرامهما وتقديرهما , لتشمل إكرامهما بالأموال النقدية والعينية في المناسبات المتعددة كعيدي الفطر والأضحى , وأيام الجمعات , وعند العودة من السفر , وعند كل زيارة لهما بعد انقطاع .

ويستحب – لمن استطاع – أن يرسلهما الى زيارة المراقد المشرفة للأئمة (عليهم السلام) في العراق وإيران , والى حج بيت الله الحرام وزيارة قبر النبي (صلى الله عليه واله) وابنته فاطمة الزهراء (عليها السلام) وقبور الأئمة (عليهم السلام) في البقيع .

ووجوب النفقة مشروط بفقر الوالدين , فإن كانا موسرين لم تجب النفقة , نعم هي مستحبة بل لا ينبغي تركها لما فيها من إكرام وترحم وشكر لهما .

والوجوب هذا مشروط أيضا بكون الأبناء قادرين على الإنفاق , أما إذا كانوا عاجزين عن النفقة الواجبة فيسقط الوجوب , نعم لا يوجد فرق بين وجوب النفقة على الآباء والأبناء والزوجة , فلا يتوهم أحد أن الابن إذا كان قادرا على نفقة زوجته وعياله فقط فلا يجب النفقة على والديه بحجة انه بعد نفقته على زوجته يصبح فقيرا , بل يجب النفقة عليهم جميعا بالنسبة  فيقدم النفقة الأهم كمؤونة الطعام والشراب والمرض وما شابه .

وتقدم معنا أن يكون الإنفاق على الوالدين قربة الى الله تعالى كما علمنا أهل البيت (عليهم السلام) , وبأسلوب محترم بحيث لا يشعر الوالدين بالمنقصة والذلة , خاصة النفقة على الأب الذي اعتاد أن يكون هو المنفق على الأولاد .والأفضل أن تكون يد الابن المعطي من الأسفل ويد الوالدين من الأعلى ليكونا هما اللذان يأخذان .

ومما لا شك فيه هو حصول السعادة لدى الآباء من خلال الالتزام بهذه النفقة – الواجبة أو المستحبة – وعند إدخال السرور على الآباء بهذا الإكرام والعناية تحصل الطمأنينة عندهم خاصة عند تقدمهم في السن , وهو موجب لحصول السعادة عند الأبناء.

_______________

1ـ أي الجد وأب الجد أيضا .

2ـ انظر منتهى المطلب للمحلي : 1/523 , وتفسير مجمع البيان : 2/70 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.