من الامور التي تقع موقع الخلاف بين الآباء والأبناء مسألة طلب الآباء المستمر للمال من أبنائهم وقد يقوم بعض الآباء بالتصرف بأموال أبنائهم وهذا ما يزعجهم ويضطرهم للتصرف بشكل سيئ مع آبائهم .

من الناحية الشرعية لا إشكال بأنه لا سطلة شرعية للآباء على أموال أولادهم , وأيضا لا إشكال في وجوب إنفاق الأبناء على آبائهم . ولكن لو فرض أن بعض الآباء تعدى وتصرف في مال ابنه خارج إطار الواجب عليهم من الإنفاق وبطريقة غير مبررة فهذا وإن كان غير جائز منهم إلا أنه لا يجوز للأبناء أن يجعلوا من ذلك مادة للإساءة لآبائهم وإن كانوا يستطيعون اللجوء للقضاء في تحصيل ما أخذ منهم من غير وجه حق ولكن الأفضل لهم التجاوز عن ذلك وعدم المطالبة به فيحصلوا على رضا الله سبحانه وتعالى بذلك . وهذا ما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه واله) :(جاء رجل من الأنصار الى رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال له : إن أبي غصبني مالي . فقال له الرسول (صلى الله عليه واله) : أنت ومالك لأبيك)(1) .

فإن رسول الله (صلى الله عليه واله) أراد نهي هذا الولد عن مخاصمة أبيه بأن أشار إليه بأن يعرض عن الدعوى على والده وهو تأكيد آخر على أهمية إكرام الوالدين حتى لو غصبانا مالنا.

_________________

ـ كنز العمال الجزء 16 ص 581 .