أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-1-2016
2162
التاريخ: 21-11-2020
1740
التاريخ: 21-4-2016
2019
التاريخ: 12-1-2016
2055
|
إن حليب الأم أنسب حليب للطفل ويتناسب مع حاجاته اليومية , إضافة إلى نظافته وانضباط درجة حرارته ، كما أنه مفيد للأم نفسها (1) .
وله فوائده النفسية إذ يشبع عاطفة الأمومة ويبعث في الطفل الأمان والاستقرار , وهو علاج الفزع (2) ، ويجعل الطفل في المستقبل معطاء ذا ألفة ومودة , ولذا تنصح الأم التي ترضع الرضاعة الصناعية باتباع القواعد وحمل الطفل إلى صدرها وضمه بحنان (3) .
وللرضاعة فوائدها التربوية إذ تعود على الصبر لأن الرضاعة تتطلب جهدا يبذله الطفل وبعدها يدر الحليب قليلا ثم يتدفق .
وما أجمل كلمة عمرو بن عبد الله لامرأته:(لا يكونن رضاعه لولدك كرضاع البهيمة لولدها ، قد عطفت عليه من الرحمة بالرحم ، ولكن أرضعيه تتوخين ابتغاء ثواب الله ، وأن يحيي برضاعك خلق عسى أن يوحد الله ويعبده)(4) .
بعد ولادة الطفل يستحب أن يؤذن في أذنه اليمنى , اقتداء بالنبي (صلى الله عليه وآله) حين أذن في أذن الحسن (عليه السلام) (5) ، فيكون التوحيد أول شيء يقرع سمعه فيهرب الشيطان عنه منذ صغره , ويسن التهنئة فيقال : بورك في الموهوب وشكرت الواهب , وبلغ أشده ورزقت بره (6) .
ويحسن أن يذبح عنه عقيقة يوم سابعه تفاؤلا ببقائه وطول عمره وهي مثل الأضحية في صفاتها إلا أنه لا يكسر عظمها ، وطبخها أفضل من توزيعها وهي نيئة , ولا يشترك فيها اثنان لعدم ورود ذلك (7) .
وهذه العقيقة عن الغلام شاتان متقاربتان وعن الجارية واحدة (8) ، ويجوز تأخيرها عن وقتها إذا لم يجد (9) ، فتكون في الرابع عشر أو الحادي والعشرين أو بعدها ؛ ولهذه السن فوائد منها : إن الشيطان يتعلق بالطفل من لحظة خروجه إلى الدنيا ليبعده عن الفطرة فتكون العقيقة سببا لفك رهانه من الشيطان ، وفداء له من حبسه (10) ، لقول الرسول (صلى الله عليه وآله):(كل غلام رهينة بعقيقة تذبح عنه يوم سابعه)(11) .
ويجب على المربي تسمية الطفل بالاسم المشروع , وتكون التسمية بعد الولادة مباشرة أو يوم سابعه (12) ، ويجب أن يختار من الأسماء أحسنها لأن الطفل إذا وعي وكان اسمه حسنا أحب أن يتوافق عمله وخلقه مع اسمه الحسن وكره أن يكون خلاف ذلك (13)، والتسمية حق الأب ولكن استشارة أمه وإخوانه تحقق الألفة (14).
وأحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن ثم كل اسم عُبِّد لله ، ثم التسمي بأسماء الأنبياء والرسل ، ثم بأسماء الصالحين ، ثم بكل اسم مباح لم يحرمه الشارع ، ويحرم كل اسم معبد لغير الله : كعبد النبي وعبد الكعبة وغيرهما ، والتسمي بأسماء الكفار ورؤوسهم : كالفراعنة والجبابرة ، وبما نهي عنه كالتسمي : بملك الأملاك وقاضي القضاة وحاكم الحكام , التسمي بأسماء الشياطين كخنزب والولهان والأعور والأجدع والحباب ، والأسماء المشتملة على تزكية : كبرة وأفلح ويسار ونجيح وبكرة ويعلى , ويلحق بها : إيمان وهدى وملاك وغيرها ، ومما نهي عنه الأسماء المشتملة على معنى مكروه : كحرب وحية ومرة وحزن وعاصية وغيرها , ويكره التسمي بأسماء الملائكة (15) .
ويحرم اسم : سيد ولد آدم أو سيد البشر لان هذا للرسول ( صلى الله عليه وآله) . وأما النهي عن الجمع بين كنيته واسمه فقد كان في حياته ، إذ بعد موته سمي أربعة من أبناء الصحابة بمحمد وكنوا بأبي القاسم (16) .
ويمكن القياس على ذلك في تسمية البنات فتسمى بأسماء الصالحات من الأمم السابقة أو من الصحابيات والصالحات بعدهن : آسية وهاجر وسارة ومريم وزوجات النبي (صلى الله عليه وآله) وبناته .
ويثبت للطفل نسبه بولادته ، لأنه يترتب على ذلك حقوق شرعية أخرى كالولاية والحضانة والرضاعة والإرث والوصية والوقف والهبة والنفقة وغيرها مما يعد حقا للطفل وحقا للأبوين والإخوة والأقارب (17) .
ويثبت النسب بولادة الطفل من أمه المتزوجة أو المعتدة بعد دخول الزوج بستة اشهر على الأقل , و إذا كان الولد مجهول النسب وادعاه رجل فيثبت له النسب بشرط أن يكون من الممكن أن يولد له ولد ، وألا ينازعه فيه رجل آخر وهذه الأحكام مبسوطة في كتب الفقه (18) .
_____________________________________________________
1ـ انظر : كيف نربي أولادنا إسلاميا ، محي الدين عبد الحميد ، ص 66 – 79 .
2- نظر تحفة المودود ، ابن القيم ص 164 – 165 .
3- انظر : كيف نربي أولادنا إسلاميا ، محيي الدين عبد الحميد ص 66 – 79 .
4- انظر : نصيحة الملوك ، الماوردي ، ص 166 ، نقلا عن منهج التربية النبوية ، محمد نور سويد ص 7 2 .
5- انظر : تحفة المردود ، ابن القيم ص 21 – 22 .
6- انظر : الغني ، ابن قدامة ، 11 / 125 .
7- انظر : الشرح الممتع ، محمد بن صالح بن عثيمين / 7 / 539 .
8- انظر : المدة شرح العمدة , بهاء الدين المقدسي ، ص 210 – 211 .
9- انظر : الشرح الممتع ، محمد بن صالح بن عثيمين ، 7 / 536 – 537 .
10- انظر : تحفة المودود ، ابن القيم ، ص 50 .
11- انظر : أخرجه أبو داود في سننه ، كتاب الأضاحي ، باب في العقيقة : 3 / 259 ، رقم الحديث 2837 .
12- انظر : الشرح الممتع ، محمد بن صالح بن عثيمين :، 7 / 540 .
13- انظر : زاد المعاد ، ابن اليم 3 / 17 .
14- انظر : الشرح الممتع ، محمد بن صالح بن عثيمين ، 7 / 545 .
15- انظر : تحفة المودود ، ابن القيم ص 93 – 99 ، والشرح الممتع , ابن عثيمين 7 / 543 – 545 .
16- انظر المرجع السابق .
17- انظر : الطفل في الشريعة الإسلامية ، محمد الصالح ، ص 76 .
18- انظر : العدة شرح العمدة ، بهاء الدين المقدسي ، ص 432 – 434 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|