المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الوصف النباتي للقلقاس
4-5-2021
قوانين الإرث الحديثة
8-10-2014
الزّراعة البعلية
1-10-2018
Dental
21-7-2022
Female
9-5-2016
تصنيف الدائرين (مجموع دائر)
14-2-2022


طريقة التعامل مع الطفل  
  
1914   02:00 صباحاً   التاريخ: 11-1-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الأيتام
الجزء والصفحة : ص202
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

أن تعاملك مع طفلك ينطلق من مبدأ الامومة ويترافق بالمودة والانس، ويجب ان يكون كذلك، وهي خصوصية توجد في كل أم، ولا يمكن ان نوصي الامهات بأمر يخالف هذا، ولكن نريد في هذا البحث ان نطرح للنقاش شيئاً آخر ونضيفه، وهو ان طريقة تعاملك مع الطفل واسلوبك في العلاقة معه يجب ان يكونا معلماً للأدب والاخلاق الانسانية والصفاء، وان يكون مشتملاً على كلام حسن مقرون برعاية واحترام الطفل، إنه اليوم صغير، ولكنه سيكون في الغد فرداً ناضجاً وعضواً في المجتمع، أباً واعياً، اماً حانية، وهكذا يجب ان تحمل نظرتك اليه هذه المعاني.

يجب وينبغي ان يكون اسلوبك في التعامل مع أطفالك منذ مرحلة الطفولة هادئاً ورزيناً ورصيناً ومحكماً وقويماً بشكل عام للوقاية من بروز المخاطر والعوامل المضرة المستقبلية.

فحاولي تحقيق آمالك وأمانيك في الطفل من خلال اسلوبك في التعامل معه في الوقت الحاضر، وفي ظل العطف والحنان الامومي، تصل نفس الطفل وروحه الى شاطئ النجاة، وتتخلص وتنجو من الهلاك، وتبقى شخصيته في حصن حصين بعيداً عن الانهدام والاضطراب، وينبغي ان لا يسبب هذا الحنان والاهتمام ابتعاد الطفل عن المصاعب والشدائد، وعدم تعرفه على مشاكل المجتمع والاحتكاك بها، وهكذا عليك السعي الى مراعاة هذه الجوانب في شخصيته بما يتناسب مع نضجه وقدراته وإدراكه ووعيه وفهمه.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.