أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-11-2015
7306
التاريخ: 22-10-2014
2639
التاريخ: 10-1-2016
5441
التاريخ: 21-10-2014
2538
|
مقا- نوى : أصل صحيح يدلّ على معنيين : أحدهما- مقصد لشيء.
والآخر- عجم شيء. فالأوّل - النوى : التحوّل من دار الى دار. هذا هو الأصل ، ثمّ حمل عليه الباب كلّه ، فقالوا نوى الأمر ينويه ، إذا قصد له. وممّا يصحّح هذه التأويل قولهم : نواه اللّه ، كأنّه قصده بالحفظ والحياطة. والنيّة : الوجه الّذي تنويه.
ونويّك : صاحبك نيّته نيّتك. والأصل الآخر- النوى : نوى التمر. وربّما عبّرّوا به عن بعض الأوزان. ويقال إنّ النواة زنة خمسة دراهم. وبالهمز تدلّ على النهوض.
مصبا- نويته أنويه : قصدته ، والاسم النيّة ، والتخفيف لغة حكاها الأزهريّ ، وكأنّه حذفت اللام وعوّض عنها الهاء ، كما قيل في ثبة وظبة. وخصّت النيّة في غالب الاستعمال بعزم القلب على أمر من الأمور. والنيّة : الأمر والوجه الّذي تنويه. والنوى : العجم ، الواحدة نواة ، والجمع نويات وأنواء ونووى وزان فلوس.
لسا- نوى الشيء نيّة ونية ، بالتخفيف عن اللحياني وحده ، وهو نادر ، وانتواه كلاهما : قصده واعتقده. ونوى المنزل وانتواه ، كذلك. والنيّة : الوجه يذهب فيه. الجوهريّ- والنيّة والنوى : الوجه الّذي ينويه المسافر من قرب أو بعد ، وهي مؤنّثة. وانتوى القوم : إذا انتقلوا من بلد الى بلد.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو القصد القلبيّ الباطنيّ للفعل متقدّما بأوقات قليلة أو كثيرة. وسبق في القصد : إنّه توجّه الى عمل وإقدام في عمل ، وهو إرادة قريبة من إيجاد الفعل.
ومن مصاديق الأصل : قصد لشيء أو شخص وتوجّه اليه بنظر الحفظ .
وقصد حركة الى محلّ أو بلد . وقصد لأمر أو جهة. وقصد بالعزم أو بالاعتقاد الى موضوع. فلا بدّ من لحاظ قيدي الأصل.
وأمّا النواة والنوى بمعنى العجم : فانّ العجم يطلق على ما يكون داخل الفواكه كالتمر والعنب وثمرة السدر وغيرها. كما أنّ الحبّ ما يظهر غالبا في السنابل من الزرع كالبرّ والشعير وسائر الحبوب المأكولة الّتي هي اصول الأرزاق.
فهي محبوبة للناس وللتجّار والزارعين وسائر الطبقات ، لكونها أصلا في إدامة الحياة وتغذّيهم .
كما أنّ النوى يناسب معنى القصد الى إقدام قبل العمل بأوقات ، فيكون العجم من مصاديق الأصل تكوينا ، حيث إنّه يزرع ليثمر أثمارا بعد أوقات ، فالمقصود فيه تحصّل الثمر بعد أوقات.
ولا يبعد أن يكون النوى في الأصل مصدرا كالحبّ ، ثمّ استعملا بالغلبة في الموضوعين : العجم وهو المبدأ للأشجار المثمرة ، والحبوب.
وأمّا النواة بمعنى الوزن المخصوص : فمعنىّ اصطلاحيّ مجازىّ.
{إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ } [الأنعام : 95] قلنا إنّ الحبّ ما يظهر في النباتات بسنابل مرتفعة متظاهرة كالحنطة والشعير. والنوى هو العجم من الفواكه والأثمار من الأشجار المتعالية. وتفلّقهما بالنبات والشجر ظاهر معلوم.
وإذا أريد من الكلمتين مطلق مفهومها اللغويّ الحقيقىّ ، وهو المحجوبيّة المنظورة والوداد والميل الشديد في مادّة الحبّ. والقصد الباطنيّ القلبيّ متقدّما على الفعل وإقدام عليه في مادّة النوى : فيتحقّق لهما مصاديق اخر غير ما ذكر ويعرف.
فيصحّ أن يقال : إنّ اللّه فالق القصد والنيّة بظهور الروحانيّة ونموّ النور ورشد التوجّه والمعرفة وتحوّله الى هذه الحالة.
وفالق الميل والوداد والمحبّة القلبيّة والتمايلات الباطنيّة المنكدرة بظهور المحبّة الروحانيّة والعلائق والجذبات المعنويّة والتمايل الروحانيّ.
فالنوى يتعلّق بالمخّ والأعصاب. كما أنّ الحبّ متعلّق بالقلب.
ويؤيّد ما ذكرناه : أنّ الحىّ والميّت أيضا في الجملة بعدها.
{يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ } [الأنعام : 95] يعمّان المصاديق المادّيّة والروحانيّة جميعا ، فانّ الإنسان المؤمن العارف باللّه إنّما يتخرّج من العوالم والموادّ الأرضيّة ، أو من الآباء والأجداد المتمايلة الى المادّيّات في أغلب الموارد ، أو من المراتب والمراحل الابتدائيّة الأوّليّة الظلمانيّة.
فالحياة والموت لا يختصّان بالجهات المادّيّة والجسمانيّة ، والعوالم كلّها مادّيّة أو روحانيّة ، مرتبطة مراتبها وطبقاتها كلّ مع الأخرى ، وجميع العوالم إنّما هي تحت نظام واحد وحكومة واحدة ، وبينها ائتلاف وارتباط تامّ في الباطن ، وإن ظهر اختلاف فيما بينها في ظواهرها.
______________________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- لسا = لسان العرب لابن منظور ، 15 مجلداً ، طبع بيروت 1376 هـ .
|
|
لتجنب "بكتيريا قاتلة".. تحذير من أطعمة لا يجب إعادة تسخينها
|
|
|
|
|
الهند تنجح بإطلاق صاروخ باليستي من غواصة نووية
|
|
|
|
|
جامعة العميد تنظّم محاضرة توعوية لطلبتها ضمن فعّاليات أسبوع الإرشاد النفسي
|
|
|