المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

لا النافية للجنس
17-10-2014
الاعمال المعدنية
2023-03-21
تزويج الزهراء بعلي (عليه السلام)
18-10-2015
يقوم التفاعل الاجتماعي على أربعة أسس أو محددات
2023-02-21
أساليب الحرب النفسية
17-3-2020
الحسن بن أحمد أبو محمد الأعرابي
21-06-2015


اهتمامات الوالدين  
  
3189   12:51 صباحاً   التاريخ: 10-1-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دور الأب في التربية
الجزء والصفحة : ص225ـ229
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

يمكن العثور على جذور العديد من الاضطرابات والانحرافات في النقص او ما يعبر عنه بالإفراط والتفريط. فالإنسان هو ذلك الكائن الذي تحيطه الحاجات والميول. ويبذل البعض جهودا مدروسة

ويمكن للأعراض الناشئة بسبب التوفير الخاطئ للحاجات ان تؤدي إلى حدوث انحرافات مختلفة وظهور بعض النواقص الأخرى. لذا فان من وظيفة الاب هو ان يبذل جهده لتوفير هذه الحاجات.

ـ مجالات الاهتمام :

ثمة اهتمامات عديدة في المجال الحياتي ينبغي على الاب ان يلتفت اليها، لكننا سنشير فيما يلي إلى بعض منها :

1ـ اهتمامه بالمأكل : تقع على الاب وظيفة الاهتمام بغذاء الطفل. واول خطوة هي اهتمامه بطفله الرضيع حتى يستخدم ثديي امه، بل وفرض الاسلام على الاب ان يقدم الاجر للام فيها لو طالبه بذلك.

ويساهم الغذاء في بناء روحية الطفل وسماته الاخلاقية، بحيث إن قابلية القيام بالأعمال الصالحة تعتمد - كما يشير القرآن- على اللقمة الحلال والطعام الطاهر.

فالغذاء يؤثر على البناء الجسمي والذهني للإنسان، وان النقص في بعض المواد الغذائية يؤدي إلى حدوث قصور وتختلف حتى في الذكاء ايضاً. وقد اكد الاسلام على الاب بضرورة اشباع عين الطفل وقلبه، وان يطعمه من مختلف الفواكه الموجودة لكي يمنع انحرافه ونظره إلى ايدي الناس، او ان يخسر الولد نفسه من خلال لقمة يتناولها عند الاخرين فيستسلم لهم .

2ـ الاهتمام بالملبس : ان جميع الاباء يهتمون بتوفير الملبس لأولادهم ويجب ان لا ننسى بان الاسلام اكد على ذلك كثيراً.

وتكون الملابس في سنوات الطفولة المبكرة وسيلة لوقاية الجسم من البرد والحر والمحافظة على صحة الطفل. لذا ينبغي ان تكون الملابس الداخلية بيضاء كي تكشف عن النظافة او عدمها.

ومنذ انتهاء السنة الثالثة لا بد ان يكون الاهتمام بالملبس وفق ذوق الطفل لان ذلك سيشعره باللذة. ويؤكد الاسلام على ضرورة ان لا يؤدي الملبس إلى انحراف المرء ذاته او قيامه بحرف الآخرين. ويرفض في نفس الوقت استخدام ملابس الذكور للاناث وملابس الاناث للذكور. ويحذر ايضا من استخدام تلك الملابس الضيقة اللصيقة بالجسم سواء للذكور او للاناث لتأثيراتها الاخلاقية والحياتية السيئة.

ويجب على الوالدين ان لا يختارا لباس الطفل طبقاً لذوقهما. فيلبسانه ثوبا يثير السخرية أو لا يليق به، وعليهما ان يسعيا لان ترتدي البنت منذ صغرها حجاباً مناسبا حتى لا تتنفر منه في السنوات القادمة.

3ـ الاهتمام بالنوم والاستراحة : يمكن من خلال النوم تحقيق الراحة والسكون. وتعتبر الاستراحة من العوامل المهمة في استعادة القوى والقابلية على ممارسة العمل. ويشعر الانسان بالأذى والاضطراب بسبب عدم النوم او الحصول على الاستراحة الكافية. وثمة مفاسد سلوكية وخلقية عديدة تعتري الانسان بسبب اصابته بالتعب الجسمي او الذهني المفرط ولا يمكن معالجتها الا من خلال استراحة طويلة.

يجب على الاباء تنظيم عملية استراحة أولادهم ونومهم، فيطلبون منهم مثلا النوم مبكرا في الليل بعد الانتهاء من واجباتهم. كما توجد ملاحظات عديدة في موضوع النوم يجب على الاباء الاهتمام بها. اذ لا

بد من رعاية الآداب الاسلامية، كالنوم على الظهر واخراج الراس واليدين من تحت الغطاء وعدم

التقلب في الفراش، وارتداء الملابس المريحة عند النوم؛ وان هذه الامور تمنع العديد من الانحرافات.

كما ينبغي التفريق بين الاولاد في المنام وابعادهم عن غرفة نوم الوالدين، وقيام الاب والام بالأشراف على موضع نوم الاولاد ومراقبتهما لهم، والطلب منهم بترك الفراش مباشرة لدى الاستيقاظ والذهاب إلى الفراش متى ما شعروا بالنعاس. وتعتبر هذه الملاحظات مهمة لا بد من الاهتمام بها ورعايتها لتأثيرها على صلاح الطفل خلقياً وتربوياً.

4ـ الاهتمام بالصحة والنظافة : وهذه ايضا من الوظائف الرئيسية للوالدين، ويجب على الأب أن يهتم بنظافة ولده لان النظافة من الايمان. وان الصحة النفسية تمنع العديد من الامراض النفسية.

وقد تظهر بعض الاعراض بسبب عدم مراعاة مبادئ الصحة والنظافة، فمثلا حري بالأب ان يهتم بنظافة ولده الذكر عند قضاء حاجته، وان يراقبه في الحمام وفي بيت الخلاء حتى لا يعبث بأعضائه التناسلية. وان يحذره من تعريض جسمه للأشياء الملوثة وان يغسل جسمه بالماء الدافئ، ولا يلجأ إلى حك بشرته.

5ـ الاهتمام بلعب الطفل وحركته : يحتاج الطفل إلى اللعب والحركة والركض من اجل تحقيق نموه واكتشاف عالمه الجديد وتنمية عضلاته واكتساب المهارة البدنية اللازمة والاطلاع على قابلياته واستعداداته.

ويجب أن تكون للطفل حرية مقيدة محدودة في مجال لعبه تناسب كفاءته في استخدام تلك اللعبة وادائها. وتقع على الاب مسؤولية الاهتمام بنوع اللعب وزمانه ومكانه والجماعة التي يلعب الطفل معها.

فاللعب والحركة نافعان ولكن بشرط ان لا يصرف الطفل جل وقته في اللعب. وان يكون اللعب مناسباً لسن الطفل ويدفعه للصلاح والفضيلة لا ان يفسد اخلاقه ويجره إلى الانحراف.

وان يكتشف الطفل في ظل اللعب عالمه الخاص ويبني ارادته ويعي حده وقدره.

6ـ الاهتمام بالسمع والبصر : قلنا إن حواس الطفل هي كالنوافذ المفتوحة على العالم الخارجي، فتساهم في زيادة معرفته. وما اكثر الانحرافات والدروس السيئة التي يقتبسها الطفل بسبب سمعه وبصره فتؤدي به إلى الانحطاط والسقوط.

ليس صحيحاً ان يسمع الطفل ما طاب له من كلام او يقرأ ما استهوه من كتب او ينظر إلى ما يريد من مشاهد، اذ يجب الاهتمام بسمع الطفل ونظره، ويمكننا ان نقول عن الكتب والمقالات المنحرفة بانها كاللصوص تسرق ثمرة عمل الاب وجهده.

واسلامياً لا يحق للوالدين ان ينظرا طفلهما الرضيع إلى بعض ممارستهما. فهو قد لا يفهم ما يشاهده في الوقت الحاضر بيد انه سيدركه غدا ويعمل به ويتمرن عليه.

7ـ الاهتمام بالسلوك : أن اطفالنا اعزاء طبعاً، ولكن بشرط ان يكونوا مؤدبين وملتزمين بالقواعد والاصول، فقد جاء عن الامام علي (عليه السلام) قوله : (من قل ادبه كثرت مساويه).

يجب على الاب ان يهتم بسلوك ولده فلا يسمح له بالتجرء عليه حتى لو كان صغيرا. فهو مسؤول عن بنائه الديني والخلقي والاجتماعي بل وحتى السياسي. وقد جاء عن الامام الحسن العسكري (عليه السلام) قوله : (جرأة الولد على والده في صغره تدعوا العقوق في كبره).

8ـ الاهتمام بالأوامر والنواهي : الاصل هو ان تقوم الحياة وفق اسس عادية وطبيعية دون الحاجة إلى الأوامر والنواهي غير انه قد تحدث بعض المشاكل التي لا يمكن حلها من خلال هذا الطريق.

والشيء المهم هو ان يتناسب الأمر والنهي مع استعداد الطفل واستيعابه وقدرته على البناء، أي ان لا يكون فوق مستوى طاقته وادراكه وفهمه. وان يُراعى في ذلك حاجة الطفل إلى النمو والتكامل.

ينبغي ان تكون اسس التربية في مراحل الطفولة الأولى بصورة جيدة، لكي لا يحتاج في مراحله القادمة

او في مرحلة النشوء والبلوغ إلى الأوامر والنواهي الكثيرة لان ذلك قد يؤدي به إلى العصيان. فقد جاء عن رسول الله (صلى الله عليه واله) قوله انه لُعِنَ الوالدان اللذان يضطران ولدهما إلى عقوقهما بسبب ممارساتهما.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.