المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



ابعاد الشر والاذى عن الام لتلد طفلا سوياً سعيداً  
  
1999   01:27 صباحاً   التاريخ: 7-1-2016
المؤلف : صالح عبد الرزاق الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : ص118-119
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-6-2016 4460
التاريخ: 9-1-2016 2167
التاريخ: 21-4-2016 2360
التاريخ: 8-5-2018 2079

إن هذا الموضوع واسع جداً وكثير التفرعات، ولكن (خير الكلام ما قل ودل ) ومما لاشك فيه ان الشر والاذى يؤلم الحيوان فضلاً عن الانسان اذا حل به وعلى الاخص المرأة الحامل لان الشر والاذى لا يقتصر عليها وحدها وانما يتعدى إلى جنينها، وبالتالي يؤدي إلى تشويه فرد وشقائه في بطن امه, وبعد خروجه منها ايضاً ويكون سبباً في شقاء امه وتعاسة اسرته واذى مجتمعه.

ومن الحقيقة بمكان, ان الطفل في رحم امه يكون خلاصة لمجموعة من الصفات الظاهرية والمعنوية لآبائه واجداده القريبين والبعيدين، فالآباء والاجداد سواء كانوا قريبين او بعيدين اذا كانوا منحرفين في سلوكهم او في صحتهم او في طهارة مولدهم فانهم لابد وان يسببوا شقاء للام واثاراً سيئة ، تظهر اعراضها واثارها عاجلاً ام اجلا على الطفل وسلامته وسلوكه.

فالطفل لابد وان يتأثر ببعض الصفات عندما يكون جنينا في بطن امه كالعمى والجنون والحمق والشلل والصرع ، وغير ذلك من الانحرافات الموروثة. من هنا ندرك لماذا قال النبي الاعظم (صلى الله عليه وآله) : (الشقي من شقى في بطن امه، والسعيد من سعد في بطن امه)(1) .

لذلك اهتم الاسلام الحنيف غاية الاهتمام بهذا الموضوع الخطير وعمل جاهداً من اجل الحد منه والمنع من حدوث امهات بائسات، وأبناء اشقياء واجيال فاسدة. فوضع الطرق الكفيلة، والمناهج الحكيمة والتربية الاصيلة التي تعمل على تعديل سلوك الأبناء ومعالجة انحرافاتهم الخلقية، وامراضهم النفسية، حتى لا تظهر في سلوك ونفوس اعقابهم .

فقد ورد عن الإمام محمد الباقر (عليه السلام) أنه (سأله بعض اصحابنا عن الرجل المسلم تعجبه المرأة الحسناء، ايصلح له ان يتزوجها وهي مجنونة؟ .قال (عليه السلام) : لا ولكن اذا كانت عنده امة مجنونة فلا بأس انه يطأها ولا يطلب ولدها)(2). أي يجامع جاريته والحيلولة دون الانجاب.

اجل، ان الاسلام يحرص اشد الحرص على السلامة العقلية للفرد، ويمنع بقوة أي سبيل يؤدي إلى الاكثار من المجانين في الامة، حتى انه اجاز فسخ عقد الزواج عند جنون احد الزوجين، لتحريرهما من الاضرار، والاخطار الناشئة من فقد العقل.

وما اكثر التحذيرات التي تصدر من الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله) واهل بيته الاطهار سلام الله عليهم اجمعين بخصوص التزوج من نساء مصابات بالحمق او البلادة : ( اياكم وتزوج الحمقاء فان صحبتها بلاء وولدها ضياع)(3).

نعم ان صحبتها بلاء وشقاء وتعاسة !! وان ولدها ضياع لأنه سيبقى اسيراً طيلة فترة حياته نتيجة للحرمان العقلي وعدم النضج الفكري والادراكي.

__________________________________________________

1- بحار الأنوار : ج3 ، ص44.

2- وسائل الشيعة :ج5،ص10.

3- المقنعة:ص79.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.