أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-10-2014
2336
التاريخ: 27-11-2014
1712
التاريخ: 6-05-2015
8889
التاريخ: 6-05-2015
1540
|
الأول : من القرآن الكريم ، فنجد بين الآيات ما ينص على التدبر والتبصر والتفكر في القرآن الكريم ، مثل : قوله تعالى : {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا } [النساء : 82] .
وقوله تعالى : {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ } [ص : 29]
وقوله تعالى : {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} [النساء : 83] .
وقوله تعالى : {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف : 2]
وقوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ...} [النساء : 59]
ففي هذه الآيات ونظائرها ، يحث الله تعالى على التدبر ، وهذا لا يتأتى إلا بالاجتهاد وإعمال العقل من قبل أولي الألباب ، لما وهبهم الله من العقل السليم ، فالتفقه في كتاب الله وفهم مراميه ومقاصده هو مطلب شرعي ، بل واجب على المكلفين (1).
الثاني : من السنة : فالنبي صلى الله عليه واله وسلم دعا لا بن عباس فقال : " اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل " (2) ، فلو كان التأويل مقصوراً على السماع والنقل ، لما كان هناك فائدة لتخصيص ابن عباس بهذا الدعاء .
الثالث : الدليل العقلي : أن النبي صلى الله عليه واله وسلم لم يفسر كثيراً من القرآن لعموم الناس ، فالمنع من التفسير الاجتهادي ومن إعمال العقل يؤدي الى بقاء الكثير من آيات القرآن دون توضيح وبيان ، فيؤدي الى تعطيل الأحكام ولغوية بعض القرآن ؛ لعدم الفائدة في الإنزال .
الرابع : بناء العقلاء : العقلاء بما هم عقلاء ، يبنون على قبول المنهج الاجتهادي في فهم النصوص والمتون ، وعلى أساسه يفسرون كل كلام ،وجملة في كل كتاب ، فاذا رأوا اجمالاً أو ابهاماً في جملة بعد مراجعة الظواهر ، يرجعون الى القواعد والقرائن الموجودة ، لفظية كانت أو غير لفظية ، لكي يفهموا مراد المتكلم أو الكاتب ، فهم يستفيدون من أي طريقة ممكنة لفهم المراد ، ولا يحبسون أنفسهم في ضيق مصدر خاص ومنهج واحد .
الخامس : ملازمة التفسير الاجتهادي لطراوة القرآن : قيل : ولعل كون القرآن كتاب القرون والأجيال ، لا تنقضي عجائبه ، يلازم قبول هذا النوع من التفسير الاجتهادي ، ولأجل ذلك لم يزل كتاب الله طرياً على مر الأجيال ، لم يطرأ عليه الإندراس ، بل هو طري ما دامت السماوات والأرض ، ولازم ذلك وجود معارف وحقائق في القرآن يهتدي اليها الإنسان بالتعمق في الدلالة اللفظية : المطابقية والتضمنية والالتزامية ، وإن كان السلف في الاعصار الماضية غافلين عن هذه المعاني ، ولعله الى ذلك يشير الصادق عليه السلام في جوانب من سأله : ما بال القرآن لا يزداد على الشر والدرس إلا غضاضة ؟ بقوله " لأن الله تبارك وتعالى لم يجعله لزمان دون زمان ، ولا لناس دون ناس ،وهو في كل زمان جديد ، وعند كل قوم غض الى يوم القيامة " .
وبالجملة فإيصاد هذا الباب في وجه المفسرين يوجب وقف الحركة العلمية في فهم الكتاب العزيز ، ومن ثم يكون القرآن كسائر الكتب محدود المعنى ومقصور المراد ، لا يحتاج الى دوام البحث وتضافره (3).
السادس : إذا منعنا من التفسير الاجتهادي ، واكتفينا بالروايات فحسب ، نواجه المشكلتين التاليتين :
أ – قلة الروايات التفسيرية ، وعدم وجود روايات لبعض الآيات المهمة في الكتب الموجودة ، ومن ثم لا نجد تفسيراً روائياً كاملاً بين التفاسير الروائية الشيعية والسنية .
ب – وجود الضعف في كثير من الروايات التفسيرية الموجودة ، سواء ما نقل عن طريق أهل السنة أو الشيعة ، وهذه المشكلة صارت سبباً لعدم إمكان الاعتماد على كثير من هذه الروايات .
السابع : لولا التفسير الاجتهادي ، يختل الاجتهاد الفقهي ؛ إذ في كثير من المواقف ، يتعلق الاجتهاد الفقهي بالقرآن المجيد ، وتفسير آيات الأحكام التي تحتاج الى إعمال الدقة والتأمل والتعقل في الآيات والاجتهاد فيها ، وكذلك في مجالات أخرى كالعقيدة بالمبدأ والمعاد مما تحدث عنه القرآن .
ومن المناسب أن نذكر هنا نصاً كاملاً دالاً على لزوم التفسير الاجتهادي عن الجنابذي صاحب تفسير بيان السعادة ؛ إذ إشارات قيمة ودلائل واضحة ، فهو يقول : إعلم أن الآيات والأخبار الدالة على مدح التدبر في القرآن وذم ترك التدبر ، ولزوم التوسل به جعله إماماً ، واتباع أحكامه ، والاستنارة بنوره ، والاستضاءة بضيائه ، وأنه المنجي حين التباس الفتن ، وأنه شفاء من داء الجهل ،وأن فيه دليل الإمامة وحجة الائمة ، وأنه لا تنقضي عجائبه ولا تبلى غرائبه ، وأنه دليل على المعرفة لمن عرف الصفة ،وأنه الدليل على خير سبيل ، وأنه فيه مصابيح الهدى ومنا الحكمة ، وأنه ينبغي أن يجلو جالٍ بصره ، ويبلغ الصفة نظره ، وأن من التمس الهدى في غيره أضله الله ، ولا يشبع منه العلماء ،وأن من قال به صدق ومن عمل به أجر ، ومن اعتصم به فقد هدى الى صراط مستقيم ، وأنه هدى من الضلالة ، وتبيان من العمى ، واستقالة من العثرة ، ونور من الظلمة ، ورشد من الغواية ، وبيان من الفتن ، وأنه من جعله إمامه الذي يقتدى به ومعوله الذي ينتهي اليه أداة الله الى جنات النعيم ، كثيرة ، وكلها دالات على جواز النظر في آيات القرآن والتأمل في معانيها وتفسيرها ، وامتثال أوامرها ونواهيها ، والاعتبار بقصصها وأمثالها ، واستنباط إشارتها واستبطان بطونها ولطائفها لمن كان أهلاً لها .
وخطابات الله للناس عامة أو خاصة تدل على جواز النظر والتأمل لمن يخاطب بتلك الخطابات ، فمنع بعضهم من النظر في الآيات وبيان معانيها وتفسيرها ، لا يصغي اليه بعد ما ذكره (4).
_____________________
1- راجع : التفسير بالرأي ، للدكتور محمد حمد زغلول : 108 و 109.
2- البخاري ، كتاب العلم 1 : 170 ، رقم 75.
3- راجع : المناهج التفسيرية في علوم القرآن ، للسبحاني .
4- تفسير بيان السعادة ، 1 : 12.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
قسم التربية والتعليم يكرّم الطلبة الأوائل في المراحل المنتهية
|
|
|