أقرأ أيضاً
التاريخ: 18/9/2022
1651
التاريخ: 21-2-2022
1751
التاريخ: 22-10-2014
2922
التاريخ: 8-06-2015
8085
|
مصبا- يئس من الشيء ييأس من باب تعب ، فهو يائِس ، و الشيء مَيئوس منه ، والمصدر اليأس ، ويجوز قلب الفعل دون المصدر ، فيقال : أيس منه ، وكسر المضارع لغة . ويقال : يئست المرأة إذا عقمت ، فهي يائس كما يقال حائض وطامث ، فان لم يذكر الموصوف : قلت يائسة . وأيأسها اللّه إياساً وزان كتاب ، وبه سمّي ، وأصله بسكون الياء ومدّ الهمزة وزان إيمان . وقد يستعمل الإ ياس مصدرا للثلاثيّ لتقارب المعنى ، أو لأنّ الرباعيّ يتضمّن الثلاثيّ ، كما فى قوله تعالى :
{ وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا} [نوح : 17].
ويأتي يئس بمعنى علم فى لغة النخع ، وعليه قوله تعالى : {أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا } [الرعد : 31].
مقا- يأس : كلمتان : إحداهما اليأس : قطع الرجاء . ويقال إنّه ليست ياء فى صدر كلمة بعدها همزة إلّا هذه . يقال منه : يئس ييأس وييئس . والكلمة الاخرى : ألم تيأس ، أي ألم تعلم : {أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا } [الرعد: 31].
مفر- اليأس : إنتفاء الطمع ، يقال : يئس واستيأس مثل عجب واستعجب وسخر واستسخر . وقوله :
{أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا } [الرعد: 31].
لم يريدوا أنّ اليأس موضوع فى كلامهم للعلم ، وإنّما قصد أنّ يأس الّذين آمنوا ، يقتضى أن يحصل بعد العلم بانتفاء ذلك ، فاذا ثبوت يأسهم يقتضى ثبوت حصول علمهم .
التحقيق
أنّ الأصل الواحد فى المادّة : هو ما يقابل الطمع . وقلنا فى القنط : إنّ القنوط هو اليأس الشديد ، ويدلّ على الشدّة : كون حرفي القاف والطاء من حروف الجهر والشدّة والضغط والاستعلاء ، بخلاف السين والياء فى اليأس . ويدل على هذا ذكر القنوط بعد اليأس ، كما فى :
{إِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ } [فصلت: 49] . وفي اليأس : انقطاع التوقّع والانتظار عن أمر . كما أنّ الرجاء والطمع :
توقّع وانتظار لحصول مقصود .
{ وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ } [الطلاق: 4]. { أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي } [العنكبوت: 23] . {وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ} [يوسف: 87] أي انقطعوا عن الانتظار والتوقّع لحصول الرحمة والروح ، كما أنّ القواعد من النساء ينقطعن عن انتظار المحيض- راجع الروح .
{وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ} [هود: 9]. {لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ } [فصلت: 49] . {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا } [الإسراء: 83].
فالانسان باقتضاء جريان حياته الجسمانيّة وبرنامج اموره المادّيّة : لا يطلب إلّا لذائذ ملائمة لها ، ولا يتمايل إلّا الى مشتهيات نفسانيّة ، فهو فى محيط الرحمة والنعمة والسعة : يتوغّل فى الهوى وتمايلاته الدنيويّة ، ويديم مسيره فى العيش والشهوات الحيوانيّة ، غافلا عن الحياة الروحانيّة والالتذاذات المعنويّة .
وإذا وقع فى محيط مضيقة وابتلاء : كان قنوطا عن مسيره وآيسا عن حياته الحيوانيّ المادّيّ وكفورا بالحقّ والسعادة الروحانيّة ، فانّه لا يريد إلّا هذه الحياة الدنيا .
{ لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ} [الممتحنة: 13]. {إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف: 87] فالغضب يقابل الرحمة والروح ، وإذا خرج العبد عن محيط الرحمة ولم يكن مشمولا لرحمة الحقّ ولطفه وتوجّهه الخاصّ : فيكون مغضوبا عليه قهرا ، فانّ انقطاع الرحمة والروح هو المغضوبيّة والمضيقة .
واليأس نتيجة التوغّل فى الحياة المادّيّة والانقطاع عن محيط الرحمة والروحانيّة ، فانّ الانسان حينئذ لا يتوقّع ولا يحصل له انتظار الوصول الى مقصد ممّا وراء عالم المادّة والتمايلات الدنيويّة .
{الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} [المائدة: 3]. أي قد يئسوا من النفوذ والتصرّف والحكومة فى دينكم ، حيث إنّهم شاهدوا سعة حكومتكم وقوّة اقتداركم ونفوذ أمركم ، وقد أكمل اللّه عزّ وجلّ دينكم وهو الخضوع تحت برنامج روحانيّ إلهيّ ، وأتمم جميع الوسائل والشرائط اللازمة ، فلا تخشوهم بعد .
فظهر أنّ الأصل فى المادّة : هو انقطاع التوقّع والانتظار عن شيء ، وأمّا العلم فهو من آثار الأصل ، فانّ الانقطاع عن شيء : يلازم حصول تصميم قاطع في طريق برنامجه المقصود له .
_____________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مقا - معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- مفر = المفردات في غريب القرآن للراغب ، طبع - ١٣٣٤ هـ.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|