أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-10-2014
2273
التاريخ: 15-10-2014
1972
التاريخ: 26-11-2014
2214
التاريخ: 20-09-2015
2065
|
مـن الاسـرائيـلـيـات الـتـي اشتملت عليها بعض كتب التفسير ، كتفسير ابن جرير ، و(الدر المنثور) ، وغيرهما ما روي في سفينة نوح (عليه السلام) فقد احاطوها بهالة من العجائب والغرائب ، من اي خشب صنعت ؟ وما طولها؟ وما عرضها؟ وما ارتفاعها؟ ، وكيف كانت طبقاتها؟ وذكروا خرافات في خلقة بعض الحيوانات من الاخرى ، وقد بلغ ببعض الرواة انهم نسبوا بعض هذا الى النبي (صلى الله عليه واله وسلم) ، قـال صـاحب (الدر) : واخرج ابو الشيخ ، وابن مردويه ، عن ابن عباس ) عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) قال : (كانت سفينة نوح (عليه السلام) لها اجنحة ، وتحت الأجنحة إيوان ) ، أقول : قبح اللّه من نسب مثل هذا الى النبي (صلى الله عليه واله وسلم).
واخـرج ابن مردويه عن سمرة بن جندب أن رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم ) قال : (سام أبو العرب ، وحـام أبـو الـحـبـش ، ويـافث أبو الروم ) وذكر : ان طول السفينة كان ثلاث مائة ذراع ، وعرضها خـمـسون ذراعاً ، وطولها في السماء ثلاثون ذراعاً ، وبابها في عرضها ، ثم ذكر عن ابن عباس مثل ذلك : في طولها ، وارتفاعها ، ثم قال : واخرج اسحاق بن بشر ، وابن عساكر ، عن ابن عباس : (ان نـوحـاً لـمـا امر ان يصنع الفلك ، قال : يا رب ، واين الخشب ؟ ، قال : اغرس الشجر ، فغرس الساج عـشـريـن سنة ، الى ان قال : فجعل السفينة ست مائة ذراع طولها ، وستين ذراعاً في الارض ـ يعني عـمـقـهاـ ، وعرضها ثلاث مائة وثلاثة وثلاثون (1) و أمر ان يطليها بالقار (2) ، ولـم يكن في الأرض قار ، ففجر اللّه له عين القار ، حيث تنحت السفينة ، تغلي غلياناً ، حتى طلاها ، فلما فـرغ مـنـها جعل لها ثلاثة ابوابّ ، واطبقها ، وحمل فيها السباع ، والدواب ، فألقى اللّه على الأسد الحُمى ، وشغله بنفسه عن الدواب ، وجعل الوحش والطير في الباب الثاني ، ثم أطبق عليهما.
واخـرج ابـن جرير ، وابو الشيخ عن الحسن ، قال : (كان طول سفينة نوح (عليه السلام) ألف ذراع ومئتي ذراع ، وعرضها ستّ مائة ذراع )
وإليك ما ذكره بعد هذا من العجب العجاب ، قال : و اخـرج ابن جرير ، عن ابن عباس ) قال : قال الحواريون لعيسى بن مريم (عليه السلام) لو بعثت لنا رجلاً شهد السفينة ، فحدثنا عنها فانطلق بهم ، حتى انتهى الى كثيب من تراب ، فأخذ كفاً من ذلك التراب ، قال : أتدرون ما هذا؟ قالوا : اللّه ورسوله أعلم ، قال : هذا كعب حام بن نوح ، فضرب الكثيب بعصاه ، قال : قـم بإذن اللّه ، فاذا هو قائم ينفض التراب عن رأسه ، قد شاب ، قال له عيسى (عليه السلام) : هكذا هلكت ؟! قـال : لا ، مت وانا شاب ، ولكنني ظننت انها الساعة ، فمن ثم شبت ، قال : حدثنا عن سفينة نوح ، قال : كـان طـولـهـا ألف ذراع ، ومئتي ذراع ، وعرضها ستّ مائة ذراع ، كانت ثلاث طبقات ، فطبقة فيها الدواب والوحش ، وطبقة فيها الإنس ، وطبقة فيها الطير. فلما كثر أرواث الدواب أوحى اللّه الى نـوح : أن اغـمز ذنب الفيل ، فغمزه ، فوقع منه خنزير!! فأقبلا على الروث ، فلما وقع الفأر جـعـل يـخرّب السفينة بقرضه أوحى اللّه الى نوح : أن اضرب بين عيني الأسد ، فخرج من منخره سنّور وسنّورة ، فأقبلا على الفأر فأكلاه .
وفـي رواية أخرى : ان الأسد عطس ، فخرج من منخره سنّوران ، ذكر وأنثى ، فأكلا الفأر ، وأن الفيل عطس ، فخرج من منخره خنزيران ، ذكر وأنثى ، فأكلا أذي السفينة . وأنه لما أراد الحمار أن يـدخـل الـسفينة اخذ نوح بأذني الحمار ، وأخذ إبليس بذنبه ، فجعل نوح (عليه السلام) يجذبه ، وجعل ابليس يجذبه ، فقال نوح : ادخل شيطان ـ ويريد به الحمارـ فدخل الحمار ، ودخل معه ابليس . فلما سارت السفينة جلس ابليس في أذنابها يتغنى ، فقال له نوح (عليه السلام) : ويلك من اذن لك ؟ قال : ان قلت للحمار : ادخل يا شيطان ، فدخلت بإذنك .
وزعـمـوا ايـضـاً : ان الـماعز لما استصعبت على نوح ان تدخل السفينة فدفعها في ذنبها ، فمن ثم انكسر ، وبدا حياها ، ومضت النعجة فدخلت من غير معاكسة ، فمسح على ذنبها ، فستر اللّه حياها ـ يعني فرجهاـ وزعموا ايضا : ان سفينة نوح (عليه السلام) طافت بالبيت اسبوعاً ، بل رووا عن عبد الرحمان بن زيـد بن اسلم ، عن ابيه ، عن جده ، عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) : (ان سفينة نوح طافت بالبيت سبعاً ، وصلت عند المقام ركعتين )!!
وهـذا مـن تـفاهات عبد الرحمان هذا ، وقد ثبت عنه من طرق أخرى ، نقلها صاحب التهذيب (ج6 ، ص 179) عن الساجي ، عن الربيع ، عن الشافعي ، قال : (قيل لعبد الرحمان بن زيد بن اسلم : حدثك ابـوك عـن جـدك ؛ ان رسـول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم ) قـال : (إن سـفـينة نوح طافت بالبيت ، وصلت خلف المقام ركعتين ؟) قـال الـشـافـعـي فيما نقل في (التهذيب ) ايضا : (ذكر رجل لمالك حديثا منقطعا ، فقال : اذهب الى عبدالرحمان بن زيد يحدثك عن ابيه ، عن نوح )!
وأن لما رست السفينة على الجودي وكان يوم عاشوراء صام نوح ، وأمر جميع من معه من الوحش والدوابّ فصاموا شكرا للّه ، الى غير ذلك من التخريفات والاباطيل (3) التي لا نزال نسمعها ، وأمـثالها من العوام والعجائز ، وهذا لا يمكن أن يمت الى الاسلام بصلة ، وانا لننزه المعصوم (صلى الله عليه واله وسلم ) مـن ان يـصـدر عنه ما نسبوه اليه ، وانما هي أحاديث خرافة اختلقها اليهود واضرابهم على توالي الـعـصـور ، وكانت شائعة مشهورة في الجاهلية ، فلما جاء الاسلام نشرها أهل الكتاب الذين أسلموا بـيـن الـمـسلمين ، وأوغل زنادقة اليهود وأمثالهم في الكيد للإسلام ونبيه ، فزوروا بعضها على النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) وما كنا نحب لابن جرير ، ولا للسيوطي ، ولا لغيرهما ان يسودوا صحائف كتبهم بهذه الـخرافات والاباطيل . فاحذر منها أيها القارئ في أي كتاب من كتب التفسير وجدتها ، وألق بها دبر أذنيك ، وكن عن الحق منافحاً وللباطل مزيفاً.
_______________________
1- لا ندري بأي رواية نصدق ، أ برواية ابن عباس هذه ، أم بالسابقة ، وهذا الاضطراب أمارة الاختلاف ممن وضعوها أولاً ، وأسندوها الى ابن عباس وغيره .
2- في القاموس : القير ، والقار : شيء أسود تطلى به الإبل ، أو هو : الزفت .
3- تفسير الطبري ، ج12 ، ص21-29 ؛ الدر المنثور ، ج3 ، ص327-335.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|