أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-04-2015
2248
التاريخ: 22-06-2015
2713
التاريخ: 21-06-2015
2220
التاريخ: 30-9-2019
3856
|
هو أبو جعفر محمّد بن يسير الرياشي مولى بني رياش من بني خثعم. الرياشي من أهل البصرة لم يفارقها و لا قصد خليفة أو كبيرا بمدح. و كانت له بالبصرة قطعة أرض صغيرة مقدار أربعة طوابيق (1) زرع فيها أصل رمّان و فسيلة لطيفة و شيئا من البقل ثم سمّى ذلك بستانا، و كان يعنى بتربية الحمام (الاغاني 14:34) .
و كذلك كان الرياشي ماجنا مشغوفا بالشّراب ما بات ليلة إلا سكران، فإذا لم يجد يوما نبيذا يشربه كاد يجنّ. و كان شديد البخل رثّ الثياب.
عاصر الرياشي هارون الرشيد على القطع، و إذا صحّ أنه رثى أحمد بن يوسف ابن صبيح الكاتب المتوفّى سنة 213 أو 214 ه(828-829 م) فيجب أن تكون وفاته في حدود سنة 220 ه(835 م) أو قبيل ذلك بقليل.
خصائصه الفنّيّة:
كان الرياشي أديبا و شاعرا ظريفا، و لم يك مكثرا. و شعره سهل عذب رائق يدور أكثره على الهجاء و الوصف و الخمر و الغزل و المجون و على الحكمة، و خصوصا في ما يتّصل بالموت. و له رثاء أيضا.
المختار من شعره:
- قال محمّد بن يسير الرياشي يصف بستانه و الشاة التي عاثت فيه.
لي بستان أنيق زاهر... ناضر الخضرة ريّان ترف
راسخ الأعراق ريّان الثرى... غدق: تربته ليست تجفّ
لمجاري الماء فيه سننٌ... كيفما صرّفته فيه انصرف
يكتسي في الشرق ثوبي يمنة... و مع الليل عليها يلتحف (2)
فيه للخارف من جيرانه... كلّ ما احتاج اليه مخترف (3)
أقحوان و بهار مونق و سوى ذلك من كل الطرف (4)
أعفه، يا ربّ، من واحدة؛ ثم لا أحفل أنواع التلف
اكفه شاة منيع وحدها يوم لا يصبح في البيت علف (5)
-و يبدو أن له قصيدة في الحكمة منها:
ما ذا يكلّفك الروحات و الدلجا... البرّ مرّا، و مرّا تركب اللججا (6)
كم من فتى قصرت في الرزق خطوته... ألفيته بسهام الرزق قد فلجا (7)
لا تيأسنّ، و إن طالت مطالبة... إذا استعنت بصبر، أن ترى فرجا
إن الأمور إذا انسدّت مسالكها... فالصبر يفتح منها كلّ ما ارتتجا (8)
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته... و مدمن القرع للأبواب أن يلجا
- و قال في الموت:
لكل أناس مقبر بفنائهم... فهم ينقصون، و القبور تزيد
هم جيرة الأحياء: أما محلّهم... فدان و أما الملتقى فبعيد
- و قال في نفسه:
كأنّه قد قيل في مجلس... قد كنت آتيه و أغشاه
محمد صار إلى ربّه... يرحمنا اللّه و اياه
- و من أقواله الحكيمة (البيان و التبيين 3:209-230) :
تأتي المكاره، حين تأتي، جملة... و ترى السرور يجيء في الفلتات
________________
1) الطوابيق جمع طاباق: الآجرة (بمد الهمزة و ضم الجيم و تشديد الراء) القرميدة الكبيرة، و على هذا يجب أن تكون مساحة (بكسر الميم) هذه الأرض أقل من ثلاثة أمتار مربعة (المقصود: صغيرة جدا) .
2) في الشرق: مع طلوع الشمس. ثوبي يمنة: ألوانا كثيرة مثل الثوب اليماني (من صنع اليمن) .
3) خرف (الثمر) خاصة: قطفه.
4) البهار: زهر أصفر يكون في أول الربيع.
5) منيع صاحب الشاة. -حينما لا يكون في بيت منيع علف لشاته.
6) الدلج: السير ليلا. مرا: مرة. تركب اللججا: تسافر في البحر.
7) فلج: فاز.
8) ارتتج: انغلق، انسد.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|