أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-06-2015
2154
التاريخ: 28-12-2015
2556
التاريخ: 13-08-2015
4362
التاريخ: 13-08-2015
2221
|
هو عبد الملك بن مروان بن الحكم بن ابي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر (و اسم النضر قريش) بن كنانة. و كانت أمّ عبد الملك بن مروان عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاص (البيان و التبيين 2:324) .
ولد عبد الملك بن مروان سنة 26 ه. و في سنة 42 ه (662 م) ، و كان له من العمر ستّ عشرة سنة، جعله معاوية بن أبي سفيان على ديوان المدينة، فظل عبد الملك في المدينة إلى أن كانت الثورة في الحجاز على يزيد بن معاوية (سنة 63 هـ -682 م) ، فخرج منها ثمّ انضمّ إلى جيش عقبة بن مسلم الذي كان يزيد قد بعثه لإخماد الثورة.
و اضطرب أمر بني أمية ثمّ انتقلت الخلافة من الفرع السّفياني (بعد موت معاوية بن يزيد بن معاوية (إلى الفرع المرواني) لمّا تغلّب مروان بن الحكم في معركة مرج راهط على الضحّاك بن قيس، فتقلّص بذلك نفوذ عبد اللّه بن الزبير عن الشام.
بعد موت معاوية بن يزيد بن معاوية بايع بنو أمية بالخلافة لمروان بن الحكم (3 من ذي القعدة سنة 64 ه-26-6-684 م) . حينئذ سار القيسية (أنصار عبد اللّه بن الزبير) بقيادة الضحّاك بن قيس لقتال مروان، فاستعان مروان باليمنية و حارب الضحّاك في مرج راهط. و سقط الضحّاك قتيلا في المعركة (آخر سنة 64 ه) و انهزمت القيسية و أصبح مروان بن الحكم خليفة في الشام غير منازع.
و عاش مروان بن الحكم في الخلافة نحو عشرة أشهر، فقد قتلته امرأته فاختة (و كان قد تزوجها بعد وفاة زوجها الاول يزيد بن معاوية) في حديث طويل.
و قبل أن يموت مروان بن الحكم من السّم الذي سقته إياه فاختة جمع بني أمية و بايع لابنه عبد الملك.
كان عبد الملك بن مروان من أعاظم الخلفاء في بني أمية: وحّد الإمبراطورية بعد أن تغلب على جميع مناوئيه، ثم مدّ الفتوح في الشرق و في الغرب. و في أيامه نقلت الدواوين (سجلاّت الدولة) : صارت تكتب باللغة العربية بعد ان كانت تكتب في العراق باللغة الفارسية، و في الشام باللغة الرومية (اليونانية) ، و في مصر باللغة القبطية. و هكذا أصبحت اللغة العربية اللغة الرسمية في الادارة و في جميع أنحاء الامبراطورية. و في أيام عبد الملك بن مروان أيضا سكّت العملة الاسلامية، بعد أن ظلّ العرب، منذ الجاهلية، يتعاملون بالعملة الفارسية و بالعملة الرومية. و قد رأينا طرفا من ذلك كله في مقدمة العصر الاموي (راجع، فوق، ص 352) ، كما سنرى طرفا آخر في ترجمة الحجاج ابن يوسف الثقفي.
شاب عبد الملك بن مروان باكرا (1)، كما كان قد شدّ أسنانه بالذهب، كما كان قد سقط بعضها (2). ثم انه مرض في آخر أيامه مرضا كان يلحّ عليه العطش فيه، و كان الماء يضرّه فقيل له: ان شربت (كثيرا) متّ. فلم يصبر عن الشّرب (الكثير) : و كانت وفاته في 14 شوال 86 ه(8-11- 705 م) .
كان عبد الملك بن مروان عاقلا لبيبا و عالما أديبا شديد الهيبة حسن السياسة. و كان خطيبا معدودا في بني أمية (3)، و ان لم يكن في ذلك كالحجاج مثلا (4). و كان من عادة عبد الملك أن يحمل خيزرانة في يده و كان يقول (5): «لو ألقيت الخيزرانة من يدي لذهب نصف كلامي» .
و كان عبد الملك بن مروان من أكثر الناس علما و أبرعهم أدبا (6) يطارح جلساءه حديث الشعر و يجول معهم في نقد الأبيات و المقطعات الشعرية (7). و عبد الملك هو الذي ردّ الاخطل إلى البلاط الأموي و جعله شاعر بني أميّة فأدّى عمله هذا إلى اتساع فن النقائض أو الهجاء القبليّ (الشعر السياسي) على ما رأينا مفصّلا في الكلام على الخصائص الأدبية في العصر الأموي ثم على ما سنرى في الكلام على الاخطل و الفرزدق و جرير خاصة.
المختار من خطبه:
- خطب عبد الملك بن مروان في مكّة فقال:
أيّها الناس: إني، و اللّه، ما أنا بالخليفة المستضعف (8)، و لا بالخليفة المداهن (9)، و لا بالخليفة المأفون (10). فمن قال لنا برأسه كذا، قلنا له بسيفنا كذا!
- بعد مقتل مصعب بن الزبير (سنة 71 ه) دخل عبد الملك بن مروان الكوفة ثم خطب في أهلها فقال:
أيها الناس: ان الحرب صعبة مرّة، و ان السلم أمن و مسرّة. و لقد زبنتنا (11) الحرب و زبنّاها فعرفناها و ألفناها، فنحن بنوها و هي أمّنا.
أيها الناس: (ألا) فاستقيموا على سبل الهدى و دعوا الأهواء المردية (12)، و تجنّبوا فراق (13)جماعات المسلمين، و لا تكلّفونا أعمال المهاجرين و الانصار (14) و أنتم لا تعملون أعمالهم. و لا أظنّكم تزدادون بعد الموعظة إلا شرّا، و لن نزداد بعد الإعذار اليكم و الحجّة عليكم (15) إلاّ عقوبة. فمن شاء أن يعود بعد لمثلها فليعد (16). فإنما مثلي و مثلكم كما قال قيس بن رفاعة الانصاري (17):
أنا النذير لكم مني مجاهرة... كيلا ألام على نهي و إعذار
فإن عصيتم مقالي اليوم فاعترفوا... أن سوف تلقون خزيا ظاهر العار
و صاحب الوتر ليس الدهر مدركه... عندي، و إني لدرّاك بأوتار (18)
- و أوصى عبد الملك أميرا سيّره بجيش إلى أرض الروم فقال له:
أنت تاجر اللّه لعباده، فكن كالمضارب الكيّس (19) الذي إن وجد ربحا اتّجر، و إلاّ تحفّظ برأس المال. و لا تطلب الغنيمة حتى تحرز السلامة (20). و كن من احتيالك على عدوّك أشدّ حذرا من احتيال عدوّك عليك.
- و خطب عبد الملك يوما خطبة فبها زهد فقال:
أيها الناس: اعملوا للّه رغبة و رهبة، فأنكم نبات نعمته و حصيد. نقمته. و لا تغرس لكم الآمال إلاّ ما تجتنيه الآجال (21). و أقلّوا الرغبة. في ما يورث العطب (22)، فكل ما تزرعه العاجلة تقلعه الآجلة (23). و احذروا الجديدين (24)فإنهما يكرّان عليكم. ان عقبى من بقي لحوق بمن مضى (25)، و على أثر من سلف يمضي من خلف، فتزوّدوا فإن خير الزاد التّقوى (26).
______________________
1) البيان و التبيين 1:135.
2) مثله 1:60 ثم الكامل 548.
3 و4) مثله 1:353، راجع 346.
5) مثله 3:119.
6) الكامل 575، راجع 531،573.
7) راجع الكامل 102-104 ثم 29،45،119،135،174،183،273،278،315، 322،323،398.
8) عثمان بن عفان. المستضعف: الذي يطمع به الناس ثم يتغلبون على ارادته.
9) معاوية بن أبي سفيان. المداهن: الذي يتملق أصحاب الحق و القوة حتى يصرفهم عما عزموا عليه. المداهنة: الغش، اظهار المرء غير ما يبطن.
10) يزيد بن معاوية. المأفون: الضعيف الرأي و العقل، الذي يتمدح بما ليس عنده.
11) زبنتنا الحرب: دفعتنا (عن النصر) -انهزمنا فيها مرة و انتصرنا فيها مرة.
12) المردية: المهلكة.
13) فراق: مفارقة، مخالفة. -لا تخرجوا عن إجماع الأمة الاسلامية.
14) لا تنتظروا منا أن نعمل مثل اعمال المهاجرين و الانصار (راجع فوق، ص 237-238) من الحق و العدل، فلسنا نحن مثلهم و لا أنتم مثلهم.
15) أعذر: أبدى عذره، (أبدى وجهة نظره سلفا و حذر من عواقب الأمور) . . . . بعد الحجة عليكم: بعد إقامة الحجة من شخص على آخر (بعد تبيان أوجه القضية و موافقة الخصم على أحد تلك الاوجه) .
16) (قد خالفتمونا ثم رأيتم عقابنا لكم) فمن شاء أن يعود إلى مخالفتنا فليفعل (فسنعود إلى مثل عقابنا لمن خالفنا) .
17) قيس بن رفاعة الانصاري أو الواقفي من بني واقف بن امرئ القيس بن مالك بن الاوس، شاعر مخضرم (معجم الشعراء، القاهرة، دار احياء الكتب العربية،1379 ه-1960 م) ، ص 197.
18) من كان له عندي ثأر لا يستطيع ادراكه (الأخذ بثأره مني) ، أما أنا فأستطيع أن أثأر لنفسي ممن شئت.
19) المضارب: الذي يتاجر برأس مال من رجل آخر ثم يقاسمه الربح على نسبة معينة. الكيس: العاقل.
20) حتى تحرز السلامة: حتى توقن أنك ستسلم.
21) . . . مهما كان زرعك كثيرا فانك لا تستفيد منه إلا بمقدار ما تقدر على استهلاكه في أجلك المحدود (؟) .
22) العطب: الهلاك (لا تصر على تحقيق أمر قد يؤدي تحقيقه إلى هلاكك) .
23) العاجلة: الدنيا. الآجلة: الآخرة. -كل ما تفعله في الدنيا (من الأمور المادية) يأتي عليه الموت. (أو: لا يكون له فائدة في الآخرة) .
24) الجديدان: الليل و النهار (تقلب الدهر) .
25) لحوق بمن مضى: لحاق بمن ماتوا (الموت) .
26) «وَ تَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ اَلزّادِ اَلتَّقْوى» (القرآن الكريم 2:197-سورة البقرة) .
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|