أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-04-2015
2416
التاريخ: 25-12-2015
3449
التاريخ: 10-04-2015
1912
التاريخ: 11-08-2015
2255
|
هو سيف الدولة أبو الحسن عليّ بن أبي الهيجاء عبد اللّه بن حمدان، ولد في 17 من ذي الحجّة من سنة 303 ه(صيف 916 م) أو قبل ذلك بقليل، في مدينة الموصل في الاغلب حيث كان والده أميرا مستبدّا بتلك الناحية عن سلطة الخلافة و عن سيادة بني بويه.
كان الحسن أخو سيف الدولة الأكبر مستوليا على الموصل بعد وفاة أبيهما فالتفت سيف الدولة إلى جنوب العراق و استطاع أن يكون له شيء من الملك على واسط و ما حولها.
حاسن الحمدانيون بني العبّاس و نصروهم على الذين كانوا يستبدّون بالحكم في بغداد و في سائر بلاد الخلافة، سواء أ كان هؤلاء من بني بويه أو من غيرهم. و لمّا قتل أمراء من آل حمدان أمير الأمراء محمد بن رائق، خلع الخليفة المتّقي عليهم الألقاب: لقّب الحسن «ناصر الدولة» ، و لقّب عليّا «سيف الدولة» .
في سنة 333 ه(944-945 م) استولى سيف الدولة على حلب من يد أحمد بن سعيد الكلابي والي الإخشيديين. و بعد حرب سجال طويلة بين سيف الدولة و بين الاخشيد محمد بن طغج صاحب مصر، اصطلح الخصمان على أن تكون البلاد من مصر إلى دمشق للإخشيد و تكون البلاد وراء دمشق شمالا لسيف الدولة. و استقرّ الأمر على ذلك، إلاّ أن دمشق نفسها كانت دائما محلّ نزاع بين الخصمين.
لم يصف الحكم لسيف الدولة قطّ، فإلى جانب الحروب الشديدة التي كان سيف الدولة يخوضها مع الإخشديين، كان القرامطة يثيرون عليه القلاقل؛ و كان الأعراب في بادية الشام من بني كلاب و بني كعب خاصة لا تهدأ ثوراتهم. ثم كانت حروبه مع الروم شبه متّصلة، و كان قلّما انتصر في معركة بالمعنى المعروف من الانتصار، إلاّ أنه استطاع بقتال الروم أن يردّ خطرا كبيرا عن بلاد الخلافة الإسلامية في العراق خاصّة، كما استطاع المتنبّي أن يجعل هزائم سيف الدولة انتصارات. حتّى معركة الحدث الحمراء التي قال فيها المتنبّي أحسن مدحه في سيف الدولة لم تكن نصرا خالصا، أ لم يقل المتنبّي لسيف الدولة:
وقفت، و ما في الموت شكّ لواقف... كأنّك في جفن الردى و هو نائم
تمرّ بك الأبطال كلمى هزيمة... و وجهك وضّاح و ثغرك باسم
و على كلّ فان الحرب في تلك الأيام كانت غارات، و لم تكن الغاية منها أن يستقرّ خصم في أرض خصمه: لقد كانت غاية سيف الدولة من حرب الروم أن يهدّم حصونهم و أن يبيد رجالهم و يتلف معدّاتهم مما كانوا يقصدون به أن يغيروا على بلاد الخلافة.
و في سنة 350 ه(961 م) أصيب سيف الدولة بفالج نصفيّ خفيف لم يمنعه من الذهاب إلى الحرب. ثم أصيب بقولنج (إمساك مزمن) و باحتباس البول. و كانت وفاته باحتباس البول في حلب في 24 صفر 356 ه(18-2- 967 م) ، و دفن في ميافارقين.
خصائصه الفنّيّة:
سيف الدولة أديب محبّ للأدباء و الشعراء، و لقد اجتمع في بلاطه بحلب من الأدباء و الشعراء و العلماء و الفلاسفة ما لم يجتمع مثله إلاّ في بلاط هارون الرشيد. و لقد كان له بصر بالأدب و حسن نقد للشعر. و شعره المرويّ له بعضه منحول و بعضه الآخر لا براعة خاصّة فيه. و إنّما كان ذكر سيف الدولة هنا لأنّه يمثّل عصرا في الأدب العربي و أثرا في اتّساع الأدب ما كان ممكنا لولاه و لو لا تشجيعه للشعراء.
المختار من أبياته:
- كانت لسيف الدولة جارية بارعة الجمال فحسدتها سائر جواريه فخاف أن يوقعن بها مكروها فنقلها إلى بعض حصونه ثم قال:
راقبتني العيون فيك فأشفقت... و لم أخل قطّ من إشفاق
و رأيت العذول يحسدني فيـ...ـك مجدّا، يا أنفس الأعلاق (1)
فتمنّيت أن تكوني بعيدا... و الذي بيننا من الحبّ باق
ربّ هجر يكون من خوف هجر... و فراق يكون خوف فراق
- و لسيف الدولة في الغزل أيضا:
قد جرى في دمعه دمه... فإلى كم أنت تظلمه
ردّ عنه الطرف منك، فقد... جرّحته منك أسهمه (2)
كيف يسطيع (؟) التجلّد من... خطرات الوهم تؤلمه (3)
- و جرت وحشة بين سيف الدولة و بين أخيه ناصر الدولة فقال سيف الدولة (4):
رضيت لك العليا، و قد كنت أهلها... و قلت لهم: بيني و بين أخي فرق
و لم يك لي عنها نكول، و إنّما... تجافيت عن حقّي فتمّ لك الحقّ
و لا بد لي من أن أكون مصلّيا... إذا كنت أرضى أن يكون لك السبق (5)
__________________
1) الاعلاق جمع علق (بكسر العين) : الشيء الثمين العزيز الذي يضن الإنسان به و يحرص عليه. أنفس: أغلى، أعلى ما يتنافس الناس في الحصول عليه.
2) . . . جرحته أسهم طرفك (بصرك، عينك) .
3) يؤلمه خطران الوهم على باله (بأن المحبوب سيهجره) .
4) الوحشة: الفتور، توهم العداوة. يبدو أن هذه الأبيات قد قالها سيف الدولة في أول أمره حينما استبد أخوه الأكبر بالموصل دونه.
5) مصليا: ثانيا (بعدك، يا أخي) في المرتبة أو الحكم. . . إذا كنت قد تنازلت لك عن المرتبة الأولى في دولة بني حمدان.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|