المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


السَرِيُّ الرَفَّاء  
  
2866   10:44 صباحاً   التاريخ: 29-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج2، ص509-513
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-3-2016 3009
التاريخ: 25-06-2015 2015
التاريخ: 28-06-2015 2232
التاريخ: 26-1-2016 6285

هو أبو الحسن السريّ بن أحمد بن السري الكنديّ الموصليّ الرفّاء، وضعه أبوه صغيرا عند الرفّائين (في سوق البزّازين) فتعلّم صناعة الرفو و التطريز ليتكسّب بها، و لكنّه كان ميّالا إلى قول الشعر. فلما جاد شعره ترك صناعة الرفو و اشتغل بالوراقة (نسخ الكتب) . غير أن رزقه لم يتّسع.

و يبدو أن المنافسة بينه و بين الخالديّين (انظر: تحت) بدأت منذ كانوا كلّهم في الموصل. ثم اجتمعوا في بلاط سيف الدولة في حلب فحالت المنافسة بينه و بينهما عداوة و ضغينة. و يبدو أن سبب ذلك كلّه كان فقر السريّ الرفاء و حسده بينما كانا هما يتمتعان بحظوة عند الأمراء و الكبراء أقبلت بها الدنيا عليهما.

و لما توفّي سيف الدولة، سنة 356 ه‍(967 م) ، رحل السّريّ عن حلب إلى بغداد؛ و كان المهلّبي قد توفّي قبل أربع سنوات، فتكسّب بمدح الكبراء و الأعيان؛ و لكنّ الدنيا أبت أن تقبل عليه حتّى توفّي سنة 362 ه‍ (973 م) ، في رواية ياقوت (معجم الأدباء 11:185) .

خصائصه الفنّيّة:

كان السريّ الرفّاء شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان (التفنّن) في التشابيه و الأوصاف، و لكنّه كان لا يحسن من العلوم إلا قول الشعر. و كان معجبا بكشاجم «في طريقه يذهب و على قالبه يضرب» . أما فنون شعره فكانت المديح و الرثاء و الهجاء و الغزل و الخمريات و الأوصاف. و كل شعره جيّد.

و اشتغال السريّ الرفّاء بالوراقة سهّل عليه تصنيف الكتب، فمن تصانيفه كتاب المحبّ و المحبوب و المشموم و المشروب (1). و ديوان شعره جمعه بنفسه.

المختار من شعره:

- قال يصف الهلال:

مرحبا بالصبوح في الظلماء... و بعذراء من يدي عذراء

و بسكرين: من لحاظ غزال... ساحر لحظه، و من صهباء

و كأن الهلال نون لجين... غرقت في صحيفة زرقاء

- و قال في النسيب:

أظباء وجرة أقصدت‍ـ...ـك بسحر أجفان فواتر (2)

جنت الهوى و تنصّلت... باللحظ من تلك الجرائر

لأخاطرنّ، و ما المنى... في الحبّ إلاّ للمخاطر

و لأوضحنّ صبابتي... بالدّمع في الدمن الدواثر (3)

تاللّه، أغدر في الهوى... ما دمت مسودّ الغدائر (4)

- و له في الهجاء:

كيف يخشى الملحيّ رقّة... حال بعد أن فاز من قفاه بكنز (5)

قد لعمري، رفعته بهجائي... و ارتفاع المصلوب ليس بعزّ

- و قال يمدح الوزير المهلّبي:

و تاجرة بالخمر تؤثر صونها ... عن البيع أو تلقى الغنى فتبيعها

إذا زارها وفد الرّضاع تبرّعت... بعذراء لا يهوى الفطام رضيعها (6)

فلا طيب إلاّ أن يفوح نسيمها... و لا فجر إلاّ أن يلوح صديعها

أقمنا لديها في رياض أنيقة... نمارقها موشيّة و قطوعها (7)

نروع بأسياف المدام همومنا... كأنّا بأسياف الأمير نروعها (8)

و أزهر ينقاد الزمان لأمره... و تأمره زهر العلا فيطيعها

همام وقى الاعداء من سطواته... تباعدها من سخطه فنزوعها (9)

أعلّ صدور السمر و هو حبيبها... و فلّ شفار البيض و هو ضجيعها (10)

و قد علمت أمواله حين سامها... حفاظ المعالي أنّه سيضيعها

و معركة يسودّ للنقع أفقها... و تحمرّ من فيض الدماء ربوعها

إذا ازدحمت فيها السيوف حسبتها... ينابيع ماء ضاق عنها نجيعها

و كم خطّة حاولتها فاستطعتها... بسيفك، و الأيام لا تستطيعها

- قال السري الرفّاء في السلوّ و النسيان:

سلوت محمّدا لمّا تمادى... به الهجران و انقطع العتاب

و قد ينسى الربيع إذا تولّت... لياليه، و قد يسلى الشباب

- و قال في الإخفاق في السعي للغنى:

سفر رجوت به النهاية في الغنى... فبلغت منه نهاية الإملاق (11)

مثل الهلال أغذّ شهرا كاملا... فرماه آخر شهره بمحاق (12)

- و قال يصف منزل لهو:

منزل في فناء دجلة، ير... تاح اليه الخليع و المستور (13)

طائر في الهواء: فالبرق يسري... دون أعلاه، و الحمام يطير

ليس فيه إلاّ خمار و خمر... و ممات من سكرة و نشور (14)

__________________

1) يلمح من النسخة المطبوعة من معجم الأدباء ان هذه الألفاظ الأربع اسمان لكتابين.

2) أظباء (مختارات البارودي 4:267) مضبوطة بالنصب. وجرة: علم بين مكة و البصرة مشهور بالظباء، يبدو أنه قريب من الكويت اليوم. أقصد: أصاب فقتل.

3) سأشرح صبابتي (شدة عشقي) و أقيم الدليل عليها بكثرة بكائي في المنازل التي هجرت بعد أن كانت معمورة.

4) أغدر: لا أغدر (الفعل المضارع في جواب القسم يكون منفيا من غير حرف نفي. قال اللّه تعالى: تاللّه، تفتأ تذكر يوسف-سورة يوسف، رقم 12:85) مسود الغدائر (الضفائر) : اسود الشعر، شاب.

5) الملحي-الملتحي: الذي نبتت لحيته. في الشطر الثاني من هذا البيت كناية قبيحة.

6) وفد الرضاع كناية عن الجماعة الذين يريدون شرب الخمر. عذراء: (خمر في دن لم يشرب أحد منه بعد) . لا يهوى الفطام رضيعها: الذي يشرب من هذه الخمر لا يريد أن ينقطع عنها (لطيبها و لاكتفائه بالعيش عليها) .

7) النمارق و القطوع: الطنافس و البسط (و المقصود هنا أن أرض الرياض و نباتها المرتفع عن مستوى الأرض مزدهر بأنواع الازهار المختلفة الألوان) .

8) نروع: نخيف. -شبه الخمر بجيش يحمل أفراده السيوف و يهجمون على الهموم فتخاف الهموم و تهرب عنا. في هذا البيت استطراد بارع من وصف الخمر إلى مدح الأمير.

9) حمى الاعداء من بطشك بهم أنهم يسكنون بلادا بعيدة عنك و نزوعهم (امتناعهم عن الاقدام عليك: مسالمتك) .

10) لقد أمرض السمر من الرماح لكثرة ما طعن بها (مع أن السمر من النساء يحببنه) ، ثم هو قد قطع حد البيض من السيوف (مع أنه يحب البيض من النساء) . لاحظ التورية أيضا بين شفار السيوف (حدها) و بين شفار العيون (الشعر النابت في أجفانها) .

11) النهاية في الغنى: غاية الغنى (المال الكثير) . الاملاق: الفقر.

12) أغذ السير: أسرع. المحاق: الامحاء الكامل لنور القمر في آخر الشهر.

13) الفناء: الباحة الفسيحة أمام البيت و غيره. الخليع: الذي لا يبالي بكلام الناس. المستور: الذي يحاذر أن يتكلم الناس فيه (فإما أن يجتنب اللهو مرة واحدة و إما أن يأتي شيئا يسيرا من اللهو في ستر) .

14) الخمار (بضم الخاء) : السكر (ما يصيب الإنسان بعد شرب الخمر) . ممات: سكر من الخمر (غيبة عن الوعي) . النشور في الأصل: قيام الأموات من القبور يوم القيامة (هنا: الاستفاقة و الوعي-الصحو من السكر (حتى نعاود شرب الخمر لنرجع إلى السكر، فصحونا و سكرنا متصلان) .

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.


صدور العدد الحادي والعشرين من مجلّة (أوراق معرفية)
قسم شؤون المعارف ينظّم ورشة لتقييم عمل وحدة فهرسة المخطوطات
جامعة الكفيل تشرع بإجراء الامتحانات النهائية لطلبتها
كلية الصيدلة في جامعة العميد تحتفي بتخرج الدفعة الأولى من طلبتها